ويكيليكس: تورط حكومي عراقي في إدارة فرق القتل
أ. ف. ب.
GMT 0:30:00 2010 السبت 23 أكتوبر
تاريخ النشر: الجمعة 22 -10-2010 الساعة 18.26 غرينتش
آخر تحديث: السبت 23 - 10 -2010 الساعة 8.20 غرينتش
نشر موقع ويكيليكس وثائق عسكرية سرية حول الحرب في العراق. وفيما كشفت الوثائق عن علم الجيش الاميركي بانتهاكات لحقوق الانسان كانت تجري في العراق، حمل ويكيليكس نوري المالكي مسؤولية الإشراف على ادارة فرق "للقتل والتعذيب"، لكنّ الحكومة العراقيّة قللت من أهمية تلك الوثائق.
_________
دبي: كشف موقع ويكيليكس الجمعة من خلال نشر ما يقرب من 400 الف وثيقة سرية للجيش الاميركي حول حرب العراق، ان الائتلاف الدولي مارس التعذيب على اسرى عراقيين وتغاضى عن إعدامات ارتكبتها القوات العراقية.
وبعد اسابيع من الترقب، بدأ الموقع المختص بتسريب الوثائق العسكرية، مساء الجمعة بنشر 391831 وثيقة اعتبر انها "اكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية سرية في التاريخ".
وجاء في بيان للموقع ان الوثائق توضح "عددا كبيرا من جرائم الحرب التي تبدو واضحة من قبل القوات الاميركية مثل القتل العشوائي لأشخاص كانوا يحاولون الاستسلام".
وتطرق موقع ويكيليكس ايضا الى تصرف الجنود الاميركيين الذين "فجروا أبنية بكاملها لان قناصا يوجد على سطحها".كما كشف الموقع عن "اكثر من 300 حالة تعذيب واعمال عنف ارتكبتها قوات التحالف بحق الاسرى". واحصى اكثر من الف عملية قتل من قبل القوات العراقية. وقال الموقع ان قسما كبيرا من الوثائق نشر من دون اسماء لانها تشكل خطرا على بعض الاشخاص.
وسلم موقع ويكيليكس وثائقه مسبقا الى عدد كبير من وسائل الاعلام الدولية مثل نيويورك تايمز والغارديان ودير شبيغل ومحطة الجزيرة القطرية التي كانت اول من كشف عن محتواها.
واشارت الجزيرة الى قيام الجيش الاميركي بـ "التستر على اعمال التعذيب" التي تعرض لها سجناء عراقيون على ايدي قوات الشرطة والجيش العراقيين وصلت حد "اغتصابهم وقتلهم أحيانا".
وفي لندن، اعتبرت صحيفة الغارديان ان مصدر ويكيليكس هو على ما يبدو "المحلل المنشق نفسه عن مخابرات الجيش الاميركي" الذي كان وراء عملية التسريب حول الحرب في افغانتسان هذا الصيف.
وقالت الصحيفة انه حسب الوثائق فان "السلطات الاميركية لم تحقق حول مئات حالات العنف والتعذيب والاغتصاب وحتى عمليات القتل التي ارتكبها شرطيون وعسكريون عراقيون".
109 الاف قتيل في العراق
Jazeera: WikiLeaks papers detail Iraq torture, ...
وجاء في بيان ويكيليكس ان الوثائق السرية تغطي الفترة من الاول من كانون الثاني/يناير 2004 الى 31 كانون الاول/ديسمبر 2009، بعد الغزو الاميركي في اذار/مارس 2003 الذي أطاح نظام صدام حسين.
وتكشف الوثائق ان النزاع اوقع 109032 قتيلا في العراق، حسب البيان الذي اوضح ان اكثر من 60% هم من المدنيين اي 66081 شخصا. ومن اصل الرقم هناك 15000 قتيل مدني لم يكشف عنهم حتى الان، حسب الموقع.
واكدت الجزيرة ان "الملفات السرية التي حصل عليها موقع ويكيليكس تكشف أن القوات الاميركية كانت تحتفظ بتوثيق للقتلى والجرحى العراقيين، رغم إنكارها علنيا لكل ذلك". وقالت القناة القطرية ان "الوثائق تكشف عن وجود 285 الف ضحية عموما بينهم 109 الاف قتيل على الاقل". واضافت ان 63% من القتلى هم مدنيون.
كما اوضحت ان اخر الارقام الصادرة عن الجيش الاميركي في نهاية تموز/يوليو 2010 تفيد ان نحو 77 الف عراقي قتلوا بين كانون الثاني/يناير 2004 واب/اغسطس 2008، وهي الفترة الاكثر دموية خلال سبع سنوات من الحرب.
وتابعت ان "شهر ديسمبر/كانون الاول 2006 كان الاكثر دموية حيث قتل 5183 في ذلك الشهر وحده، وصنف 4000 منهم بأنهم مدنيون".
وقالت ان وثائق ويكيليكس تشير ايضا الى "تورط" رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي "في ادارة فرق للقتل والتعذيب". وتصور هذه الوثائق "وجها خفيا للمالكي وهو يقود فرقا عسكرية تنفذ أوامره في الاغتيالات والاعتقالات".
من جانبه، صرح جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس لشبكة سي ان ان الاميركية الجمعة ان الملفات الاميركية السرية التي كشفها موقعه تتحدث بالتفصيل عن "حمام الدم" الذي يمثله النزاع في العراق.
وردا على سؤال للشبكة الاميركية حول كشف هذه الوثائق، اكد اسانج ان الملفات صورة للوضع في العراق اكمل من الوثائق التي كشفت من قبل حول النزاع في افغانستان.
وقال ان "هذه الوثائق تكشف ست سنوات من النزاع بتفاصيل قادمة من الميدان -- القوات المنتشرة وتقاريرها وما كانت تراه وتقوله وتفعله".
وتشير الملفات التي نشرت الى مقتل حوالى 109 آلاف شخص خلال سنوات -- مقابل عشرين الفا في افغانستان كما كشفت الوثائق التي نشرها الموقع من قبل.
واضاف اسانج ان "عدد القتلى اكبر بخمس مرات في العراق ويمثل حمام دم حقيقي بالمقارنة مع افغانستان".
وتابع ان الوثائق "لا تقدم مجرد فرضيات مثل +قتل كثيرون في الفلوجة+ بل تتحدث عن كل وفاة مع إحداثيات جغرافية محددة والظروف التي قتل فيها الاشخاص".
واكد اسانج ان "الامر الجديد بالنسبة لنا هو ان هؤلاء الموتى الذين كانوا مجهولين لم يعودوا كذلك".
واضاف "اعتقد ان رسالة هذه الملفات اقوى وفهمها ربما اسهل من الوضع المعقد في افغانستان".
حرب في الظل بين واشنطن وطهران
Jazeera: WikiLeaks papers detail Iraq torture, ...
كما كشفت الوثائق تفاصيل حرب في الظل على الارض العراقية بين القوات الاميركية وايران خصوصا استعمال طهران ميليشيات لقتل او خطف اميركيين.
والمعلومات الاستخبارية حول دور ايران التي كشف عنها موقع ويكيليكس، نشرتها خصوصا صحيفتا نيويورك تايمز والغارديان.
ومن بين الوثائق التي نشرت، تقرير ميداني يصف حادثًا وقع على الحدود العراقية الايرانية في السابع من ايلول/سبتمبر 2006 عندما صوب جندي ايراني قاذفة قنابل على وحدة اميركية كانت تقوم بدورية على الجانب العراقي مع قوات عراقية. واطلق الجنود الاميركيون النار على الجندي الايراني وأردوه بسلاح رشاش، حسب التقرير.
واضاف ان الوحدة الاميركية كانت تتواجد في تلك المنطقة "للتأكد من طرق التسلل" التي يسلكها الايرانيون لنقل الاسلحة الى العراق.
وتصف الوثائق ايضا الطريقة التي سلحت بها ايران ودربت كتائب الموت من عراقيين كي يشنوا هجمات على قوات التحالف والمسؤولين الحكوميين. وأوضحت الصحف نقلا عن الوثائق ان الحرس الثوري الايراني يشتبه بأنه لعب دورا حاسما في هذا المجال.
وجاء في وثائق اخرى ان الايرانيين كانوا يخططون ايضا لضرب المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم المباني الحكومية العراقية الرئيسة وكذلك السفارات الغربية، وذلك بواسطة صواريخ وسيارات مدرعة ملغمة بأسلحة كيميائية، حسب صحيفة الغارديان البريطانية.
الحكومة العراقيّة: الوثائق لا تشكل مفاجأة
وفي اوّل ردّ فعل عراقيّ رسميّ على نشر الوثائق، صرح ناطق باسم وزارة حقوق الانسان العراقية لوكالة فرانس برس السبت ان الوثائق التي كشفها موقع ويكيليكس "لم تشكل اي مفاجأة".
وقال كامل الامين المتحدث باسم الوزارة ان "التقرير لم يشكل اي مفاجأة لاننا اشرنا الى امور كثيرة حدثت بينها ما وقع في سجن ابي غريب (...) وكثير من الحالات التي قامت بها القوات الاميركية".
واضاف "بالنسبة لنا لن نفاجأ بمعلومات جديدة".
وتابع ان عدد القتلى الذي كشفت الوثائق انه بلغ 109 آلاف منذ بداية الغزو في 2003 "قريب من الارقام التي اعلنتها وزارة الصحة العراقية".
واكد ان "حقوق الانسان لديها تثبيت لكثير من حالات القتل العمد بينها حادثة بلاك ووتر ومقتل عبير ومجزرة اغتيال العائلات في منطقة حديثة".
واطلق عناصر شركة "بلاك ووتر" الامنية الاميركية النار على مدنيين عراقيين في ساحة النسور في بغداد في ايلول/سبتمبر 2007 خلال مهمة لوزارة الخارجية الاميركية، ما ادى الى مقتل 14 شخصا على الاقل.
واتهم اربعة جنود اميركيين باغتصاب وقتل اربعة مدنيين عراقيين في اذار/مارس 2006، في المحمودية (30 كلم جنوب بغداد).
واشنطن تدين تسريب المعلومات
Iraq secret files detail shadow war between US, ...
وبالموازاة مع نشر الوثائق السرية حول العراق، أدانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون "بأوضح العبارات" اي تسريب معلومات يشكل تهديدا لحياة الاميركيين.
ورفضت كلينتون مناقشة تفاصيل المعلومات التي نشرها ويكيليكس، وقالت لصحافيين "اعتقد بقوة انه علينا الادانة باوضح العبارات كشف افراد او منظمات عن اي معلومات سرية قد تهدد حياة العاملين الاميركيين وشركائهم والمدنيين".
واكدت كلينتون في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي انها تعارض اي كشف معلومات "يهدد امننا الوطني والامن الوطني للذين نعمل معهم".
وكان متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية اعلن في وقت سابق الجمعة ان الوثائق العسكرية السرية التي تحدث عن نشرها موقع ويكيليكس على شبكة الانترنت، يمكن ان تشكل تهديدا للقوات الاميركية والعراقيين المتعاونين معها. وقال المتحدث باسم البنتاغون دايف لابان في تصريح صحافي ان وزارته تعرفت إلى الوثائق السرية ال 400 الف حول الحرب في العراق.
بدوره، حذر الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن في برلين من تسريبات جديدة لموقع ويكيليكس. ورد راسموسن لدى سؤاله خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية انغيلا ميركل "هذه التسريبات مؤسفة للغاية ويمكن ان تكون لها عواقب سلبية جدا لجهة سلامة الاشخاص المعنيين". واضاف "هذه التسريبات يمكن ان تعرض حياة جنود ومدنيين للخطر".
واوضح ان هذه الوثائق "هي معلومات اولية جمعتها وحدات عسكرية" ولا تتضمن "تحليلا استراتيجيا ولا معلومات رفيعة المستوى". وتتحدث عن معاملة المعتقلين، وعن مناقشات بين مسؤولين اميركيين وشخصيات سياسية عراقية، وتفجير ألغام يدوية الصنع وعمليات على "المستوى التكتيكي"، كما اوضح المتحدث.
وسبق ان نشر موقع ويكيليكس الذي تأسس في 2006، العديد من الوثائق السرية حول الحرب في العراق وافغانستان.
واثار نشر ويكيليكس آلاف الوثائق العسكرية في تموز/يوليو استياء الحكومة الاميركية، اذ حذر رئيس الاستخبارات الاميركية جيمس كلابر والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) مايكل هايدن من ان ذلك قد يؤدي الى تقويض الجهود المبذولة بعد هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 لردم الهوة بين وكالات الاستخبارات المتنافسة.
جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس لغز يكشف الاسرار:
جوليان اسانج الذي كشف موقعه ويكيليكس الجمعة وثائق سرية حول الحرب في العراق، يسلط الاضواء على الفضائح المخفية في العالم لكنه شخصية غامضة وبارعة في إحاطة نفسها بالسرية.
واسانج مؤسس ويكيليكس المتخصص بتسريب وثائق سرية، استرالي في التاسعة والثلاثين من عمره، يجمع معلومات من العراق الى كينيا مرورا بايسلندا والحرب في افغانستان.
وقال مؤسس ويكليكس لوكالة فرانس برس في ستوكهولم في آب/اغسطس "نريد تحقيق ثلاثة امور: تحرير الصحافة وكشف التجاوزات وانقاذ الوثائق التي تصنع التاريخ".
وبنشره 77 الف وثيقة عسكرية سرية حول افغانستان في 23 تموز/يوليو اثار زوبعة اعلامية وسيلا من الانتقادات خصوصا من وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) التي تتهمه باللامسؤولية وبتعريض حياة مدنيين وعسكريين للخطر.
وفي نهاية ايلول/سبتمبر، دافع عن نفسه قائلا ان "هدفنا ليس التجريح بابرياء (...) بل العكس تماما".
واصبح اسانج الرجل الذي يخيف وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) الاميركية، صائد التجاوزات ورسول الشفافية.. لكنه يبقي لغزا يرفض -- لاسباب عديدة منها الاحتراز -- البوح بتاريخ ولادته بدقة.
وقال "نواجه منظمات لا تخضع لاي قوانين. نحن امام وكالات استخبارات".
وبعد ايام من هذه المقابلة اتهم جوليان اسانج في قضية اغتصاب في السويد. لكنه نفى تورطه نفيا قاطعا وتحدث عن "قضية مفتعلة".
ولد اسانج في 1971 -- يرفض ان يذكر اي تفاصيل -- في مانييتيك ايلند شمال شرق استراليا. وقد امضى طفولته متنقلا ما ادى الى دخوله 37 مدرسة، كما روى لوسائل اعلام استرالية.
وامضى سن المراهقة في ملبورن حين اكتشف موهبته في القرصنة المعلوماتية. وضبطته الشرطة لكنه تمكن من الافلات باعترافه بذنبه ودفع غرامة وبقسم بانه سيحسن السلوك.
ويضيف "اصبحت بعد ذلك مستشارا امنيا واسست احدى شركاتي الاولى للخدمات المعلوماتية في استراليا. وكنت مستشارا في التكنولوجيا وباحثا في الصحافة وشاركت في تأليف كتاب".
واسس موقع ويكيليس في 2006 مع "حوالى عشرة اشخاص اخرين جاؤوا من وسط حقوق الانسان ووسائل الاعلام والتكنولوجيا العالية"، على حد تعبيره.
ويزن هذا الرجل الممشوق القامة والمهذب وصاحب الابتسامة الساخرة، كل كلمة يتفوه بها ويتمهل قبل الاجابة ما يجعل خطابه واضحا شفافا ومتقنا جدا.
ويصعب معرفة اي شيء عن تنقلاته فهو يرفض القول من اين اتى والى اين يذهب، وينتقل من عاصمة الى اخرى ويسكن لدى انصار او اصدقاء لاصدقاء.
ومنذ نشر وثائق سرية عن افغانستان احاط نفسه بسرية تامة.
وتعد ايسلندا والسويد حيث يحظى بدعم وبتشريعات مواتية محطتين مفضلتين في رحلته الدائمة في العالم، من لندن الى نيروبي ومن هولندا الى كاليفورنيا.
الا ان السويد رفضت منحه تصريحا بالاقامة هذا الاسبوع.
http://www.elaph.com/Web/news/2010/10/60...emainstory
تقرير أحمد أبو صالح
فجر موقع "ويكيليكس" علي الانترنت فضيحة جديدة هزت الرأي العام العالمي، أبطالها ثلاثة خصوم - أو هكذا أوهمونا- اجتمعوا علي شئ واحد هو إبادة الشعب العراقي الأعزل بدم بارد , وتحويل ارض الرافدين إلي شلال من الدم عبر اغتيال وقتل 109 ألف شهيد من الشيوخ والنساء والأطفال والرجال جلهم من العراقيين السنة هذا غير مئات الآلاف من المشردين والمعتقلين والمهجرين .
حرب إبادة جماعية حقيقية اشتركت فيها قوات الاحتلال الأمريكي مع النظام الإيراني مع ما يسمي بحكومة العراق العميلة للاحتلال ولإيران علي حد سواء ،وشرعوا منذ عام 2003 في حرق الأخضر واليابس في ارض الرافدين.
400 ألف وثيقة سريه للجيش الأمريكي حول الحرب في العراق نشرها الموقع رغما عن الضغوط التي مارسها البنتاجون لإيقاف النشر , ولعبت قناة الجزيرة القطرية دورا محوريا في نقل الجريمة إلي الرأي العام العربي والعالمي بمساهمتها في نشر محتوي الوثائق.
جوليان اسانج مؤسس ويكيليكس صرح لشبكة سي ان ان الأميركية ان الملفات الأميركية السرية التي كشفها موقعه تتحدث بالتفصيل عن "حمام الدم" الذي يمثله النزاع في العراق.
وردا علي سؤال للشبكة الأميركية حول كشف هذه الوثائق، أكد اسانج ان الملفات صورة للوضع في العراق أكمل من الوثائق التي كشفت من قبل حول النزاع في أفغانستان.
وقال ان "هذه الوثائق تكشف ست سنوات من النزاع بتفاصيل قادمة من الميدان ـ القوات المنتشرة وتقاريرها وما كانت تراه وتقوله وتفعله".
وتشير الملفات التي نشرت الي مقتل حوالي 109 آلاف شخص خلال سنوات ـ مقابل عشرين ألفا في أفغانستان كما كشفت الوثائق التي نشرها الموقع من قبل.
وأضاف اسانج ان "عدد القتلي اكبر بخمس مرات في العراق ويمثل حمام دم حقيقياً بالمقارنة مع أفغانستان".
وتابع ان الوثائق "لا تقدم مجرد فرضيات مثل 'قتل كثيرون في الفلوجة' بل تتحدث عن كل وفاة مع إحداثيات جغرافية محددة والظروف التي قتل فيها الأشخاص".
وأكد اسانج ان "الأمر الجديد بالنسبة لنا هو ان هؤلاء الموتي الذين كانوا مجهولين لم يعودوا كذلك".
واضاف "اعتقد ان رسالة هذه الملفات اقوي وفهمها ربما اسهل من الوضع المعقد في افغانستان".
ويعد كشف هذه الكمية من الوثائق "اكبر عملية تسريب لوثائق عسكرية سرية في التاريخ".
وكشفت الوثائق المسربة ان مئات المدنيين قتلوا علي الحواجز الأميركية في العراق وان الجيش الأميركي تستر علي اعمال التعذيب الذي تمارسه قوات الأمن العراقية.
وسيقوم الموقع بكشف الوثائق العسكرية في الساعات القادمة وتغطي الفترة ما بين بداية العام 2004 ونهاية العام 2009.
واهم الاستنتاجات المستخلصة منها هي قيام الجيش الاميركي بـ"التستر علي اعمال التعذيب" التي تعرض لها سجناء عراقيون علي ايدي قوات الشرطة والجيش العراقيين وصلت حد "اغتصابهم وقتلهم أحياناً".
وافادت وثائق ويكيليكس ان "الولايات المتحدة كانت علي علم باعمال التعذيب هذه لكنها امرت جنودها بعدم التدخل".
كما كشفت الوثائق ان "مئات المدنيين قتلوا علي حواجز تسيطر عليها القوات الاميركية" وذلك بالرغم من ان التصريحات الرسمية الاميركية تنفي ذلك. ووصل عدد هؤلاء القتلي الي 700"،وتؤكد الوثائق ان "عدد القتلي المدنيين في العراق اكثر بكثير مما هو معلن".
وبحسب ويكيليكس، فان عدد القتلي في العراق بلغ 109 آلاف منذ الغزو الاميركي عام 2003 وحتي نهاية 2009 وفقا لوثائق الجيش الاميركي.
وتكشف "الملفات السرية التي حصل عليها موقع ويكيليكس أن القوات الاميركية كانت تحتفظ بتوثيق للقتلي والجرحي العراقيين، رغم انكارها علنياً لكل ذلك".
وتكشف ايضا عن وجود 285 الف ضحية عموماً بينهم 109 آلاف قتيل علي الاقل". و ان 63% من القتلي هم مدنيون.
وتؤكد الوثائق ان "شهر ديسمبر 2006 كان الأكثر دموية حيث قتل 5183 في ذلك الشهر وحده، وصنف 4000 منهم بأنهم مدنيون".
وتفيد اخر الارقام الصادرة عن الجيش الاميركي في نهاية يوليو 2010، ان نحو 77 الف عراقي قتلوا بين يناير 2004 واغسطس 2008، وهي الفترة الاكثر دموية خلال سبع سنوات من الحرب.
وتشير وثائق ويكيليكس ايضاً الي "تورط" رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي "في ادارة فرق للقتل والتعذيب".
وتصور هذه الوثائق "وجهاً خفياً للمالكي وهو يقود فرقاً عسكرية تنفذ أوامره في الاغتيالات والاعتقالات".
إيران والميليشيات الشيعية
وتكشف الوثائق العسكرية الاميركية ايضاً عن "دور ايراني سري في تمويل وتسليح الميليشيات الشيعية".
والمعلومات الاستخبارية حول دور ايران التي كشف عنها الموقع ، نشرتها خصوصاً صحيفتا نيويورك تايمز والغارديان. والمعلومات حول قيام ايران بتدريب وتسليح ميليشيات شيعية ليست جديدة.
ويتهم المسئولون الأميركيون وبينهم قادة عسكريون منذ فترة طويلة طهران بمحاولة نشر العنف لتقويض نفوذ الولايات المتحدة واضعاف حلفائها في بغداد.
ومن الوثائق التي نشرت، تقرير ميداني يصف حادثاً وقع علي الحدود العراقية الايرانية في السابع من سبتمبر 2006 عندما صوب جندي ايراني قاذفة صواريخ علي وحدة اميركية كانت تقوم بدورية علي الجانب العراقي مع قوات عراقية.
واطلق الجنود الاميركيون النار من رشاش علي الجندي الايراني وقتلوه، حسب التقرير.
واضاف ان الوحدة الاميركية كانت موجودة في تلك المنطقة "لكشف طرق مهمة للتسلل" يسلكها الايرانيون لنقل اسلحة الي العراق.
وقالت الوثيقة ان الوحدة الاميركية كانت لديها توجيهات بالبقاء علي بعد كيلومتر واحد عن الحدود في كل الظروف بسبب "الطابع الحساس للمنطقة في ما يتصل بعقوبات الامم المتحدة" المفروضة علي ايران "ومخاوف ايران من ان تكون الولايات المتحدة تستعد لغزوها".
وتصف الوثائق ايضاً الطريقة التي سلحت بها ايران ودربت كتائب موت تضم عراقيين لشن هجمات علي قوات التحالف والمسؤولين الحكوميين.
واوضحت الصحف نقلاً عن الوثائق انه يشتبه بان الحرس الثوري الايراني لعب دوراً حاسماً في هذا المجال.
وكتبت نيويورك تايمز نقلاً عن الوثائق ان الهجمات التي تدعمها ايران تواصلت بعد تولي باراك اوباما الرئاسة في الولايات المتحدة في يناير 2009، موضحة انه ليس هناك اي اشارة الي ان لهجته التصالحية ادت الي تغيير في دعم طهران للميليشيات.وتحدثت الوثائق عن اعتقال متمرد واكتشاف مخابئ عديدة لاسلحة ايرانية، تثبت نوايا طهران.
واكدت واحدة من هذه الوثائق ان الايرانيين كانوا يخططون ايضاً لضرب المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم المباني الحكومية العراقية الرئيسية والسفارات الغربية، وذلك بواسطة صواريخ وسيارات مدرعة ملغمة باسلحة كيميائية، حسب صحيفة الغارديان البريطانية.
واضافت الغارديان ان تقريراً آخر يتحدث عن خطط لاستخدام ايران صواريخ مزودة بعناصر "مسببة لشلل الاعصاب".
ويتحدث تقرير يعود الي نوفمبر 2005 عن عثور حرس الحدود العراقي في البصرة علي "معدات لانتاج قنابل"، خصوصاً متفجرات تستخدم في صنع العبوات التي توضع علي حافة الطريق، سلمتها ايران حسبما تؤكد الولايات المتحدة.
وتكشف الوثائق الاميركية السرية تفاصيل حرب في الظل تجري علي ارض العراق بين القوات الاميركية وايران وخصوصاً استعمال طهران ميليشيات لقتل او خطف اميركيين.
وتؤكد الجزيرة ان إيران كانت حاضرة بقوة في المشهد العراقي ولكن علي نحو سري عبر تهريب السلاح التقليدي لإمداد الأحزاب والمنظمات الشيعية الموالية لها وخصوصا جيش المهدي التابع لمقتدي الصدر، ومنظمة بدر التي كانت الجناح العسكري للمجلس الأعلي الإسلامي العراقي بقيادة عائلة الحكيم، قبل أن تتحول تلك المنظمة إلي تنظيم سياسي وفق ما هو معلن.
واللافت أن التقارير السرية في حالة إيران تذكر أسماء عملاء تقول إنهم ضباط مخابرات إيرانيون كانوا يعملون بشكل يومي في العراق، وإن بعضهم متورط في شن هجمات بالصواريخ علي المنطقة الخضراء، علاوة علي إقامة نقاط تفتيش مشتركة في المناطق الشيعية يشرف عليها عناصر أمن إيرانيون بوجود عناصر من جيش المهدي ومنظمة بدر.
عصابات المالكي وقتل السنة
وحول دور نوري المالكي أظهرت الوثائق أن ما يسمي برئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته كانت له فرق أمنية تأتمر بأمره تورطت في تنفيذ اعتقالات ضد السنة، واستعملت العنف ضد من يعتبرهم تهديدا لنفوذه السياسي.
وفي إحدي الحالات، تتحدث وثائق ويكيليكس عن 17 شخصا كانوا في الزيّ العسكري العراقي، أوقفهم الجيش العراقي في أكتوبر2006، وقال نقيب من الموقوفين إن عناصره من قوة خاصة تعمل لدي دائرة رئيس الوزراء نوري المالكي.
ويتحدث الوزير العراقي السابق علي علاوي عن قوات كانت تمارس أوامر الاعتقال بأمر مباشر من المالكي، وكانت هذه تعد بضع مئات المسلحين.
وفي حالة أخري، تتحدث الوثائق عن خمسة من كبار ضباط الشرطة كلهم سنة وبعثيون سابقون سرحهم المالكي من الخدمة، وأبدي حينها ضابط استخبارات أميركي مخاوفه في هذا الشأن.
وتحدث ضابط سني رفيع اسمه زياد الشيخلي للجزيرة عن تهديدات صريحة بتصفيته إن لم يترك البلاد، وهو ما اضطر إلي فعله في الأشهر الأخيرة.
وحسب الوثائق، كانت من الأساليب التي لجأ إليها المالكي لتحييد خصوم سياسيين، محاولة حرمانهم من حماية الشرطة عند انتقالهم إلي أماكن خطرة، وهو ما حدث في 2009 مثلا مع محافظ نينوي عندما دخل في صراع مع الأكراد وقرر زيارة منطقة متنازع عليها.
بلاك ووتر وقتل الابرياء
وكشفت قناة الجزيرة في برنامج "كشف المستور" - الذي استند إلي الوثائق السرية - تفاصيل عن تورط عناصر شركة بلاك ووتر الأمنية الأميركية في إزهاق أرواح العراقيين، دون أي مساءلة أو عقاب.
وتحدثت الوثائق السرية عن حوادث عدة قتل فيها مدنيون بنيران بلاك ووتر، ومنها واقعة "ساحة النسور" في بغداد في سبتمبر 2007، والتي قتل فيها 17 عراقيا وجرح 18 آخرون.
كما تتحدث الوثائق السرية عن 14 حادثا آخر قتل فيها عشرة عراقيين وجرح سبعة آخرون بنيران بلاك ووتر.
وتكشف الوثائق أنه في مايو 2005 شاهدت دورية أميركية عناصر من بلاك ووتر يطلقون النار علي سيارة مدنية فقتلوا رب العائلة وأصابوا زوجته وابنته.
وفي مايو في السنة التالية أطلقت عناصر بلاك ووتر نيرانهم علي سيارة إسعاف فقتلوا سائقها.
وفي فبراير 2005 كشفت الملفات سقوط 4 مدنيين جرحي بنيران شركة أمنية خاصة مجهولة.
وحقق مكتب الأمن الدبلوماسي في الحادثة ونشرت نتائج التحقيق التي أدانت بلاك ووتر، لكن الولايات المتحدة امتنعت عن معاقبتهم خوفا كما قيل علي الروح المعنوية لزملائهم في شركتهم وفي شركات أخري تؤدي نفس الدور وترتبط بعقود توظيف من قبل وزارة الدفاع الأميركية.
وفي 2007 طالبت "الحكومة العراقية" برحيل بلاك ووتر، لكن الشركة تجاهلت الطلب. وفي السنة التالية جددت الولايات المتحدة عقد بلاك ووتر في العراق، ولم يعاقب أي عنصر منهم علي الجرائم المرتكبة في العراق.
ودانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بشدة اي تسريب معلومات يشكل تهديداً لحياة الاميركيين، بالموازاة مع نشر قناة الجزيرة لوثائق ويكيليكس.
وقالت لصحافيين "لكنني اعتقد بقوة انه علينا الادانة باوضح العبارات كشف افراد او منظمات عن اي معلومات سرية قد تهدد حياة العاملين الاميركيين وشركائهم والمدنيين".
وحذر متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية من ان وثائق ويكيليكس لنشرها قد تشكل تهديداً للقوات الاميركية والعراقيين المتعاونين معها.
كما حذر الامين العام لحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن في برلين من تسريبات ويكيليكس قائلاً ان "هذه التسريبات مؤسفة للغاية ويمكن ان تكون لها عواقب سلبية جداً لجهة سلامة الاشخاص المعنيين".واضاف "هذه التسريبات يمكن ان تعرض حياة جنود ومدنيين للخطر".
وطلب البنتاغون الذي اعلن تعبئة 120 شخصاً لتقييم النتائج المحتملة لنشر المستندات، من وسائل الاعلام "عدم تسهيل تسريب" المستندات حول العراق.
وسبق ان نشر موقع ويكيليكس الذي تأسس في 2006، العديد من الوثائق السرية حول الحرب في العراق وافغانستان.
واثار نشر ويكيليكس لالاف الوثائق العسكرية في يوليو استياء الحكومة الاميركية، اذ حذر رئيس الاستخبارات الاميركية جيمس كلابر والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية "سي اي ايه" مايكل هايدن من ان ذلك قد يؤدي الي تقويض الجهود المبذولة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 لردم الهوة بين وكالات الاستخبارات المتنافسة.
وبالاضافة الي انتقادات الحكومة الاميركية، يواجه موقع ويكيليكس مشاكل داخلية وتحقيقاً قضائياً ضد مؤسسه جوليان اسانج بانتهاكات جنسية.كما يعاني الموقع من مشاكل مالية.
وابلغ اسانج صحيفة الغارديان ان الشركة البريطانية "ماني بوكرز" المتخصصة في عمليات الدفع عبر الانترنت والتي يستخدمها الموقع لجمع التبرعات، اقفلت الحساب العائد لويكيليكس في اغسطس بعد ان وضعت حكومتا الولايات المتحدة واستراليا الموقع علي اللائحة السوداء في الايام التي تلت نشر الوثائق المتعلقة بحرب افغانستان.
وخضع الموقع "لصيانة مبرمجة" منذ 29 سبتمبر، الا انه وعد "بالعودة الي الشبكة في اسرع وقت ممكن".
طباعة