كتبتُ يوم الاثنين الماضي مقالًا بعنوان Ctrl+Z تخيلت فيه قدرتنا على التراجع عن قراراتنا وتصرفاتنا الخاطئة (كما نفعل في الكمبيوتر حين نضغط على زريْ Ctrl+Z لإلغاء آخر إجراء والبدء من جديد)..
وما أدهشني أن بعض القراء انتقد الفكرة ومجرد افتراض التراجع اعتمادا على الحديث النبوي (إن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا لكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان).. ورغم صحة هذا الحديث لا يجب أخذه على عمومه كونه خاصا بمن يعترض على قدر الله ويعتقد أنه لو لم يفعل كذا وكذا لم يبتلَ قط.. والدليل على هذا أن كلمة (لو) وردت في القرآن 99 مرة وفي الأحاديث الصحيحة والضعيفة أكثر من 220 مرة (بحسب علمي).. ومثال ذلك قوله تعالى {ولو رُدُّوا لعادوا لِما نُهوا عنه و { لَوْ أَنفقت ما فِي الأَرضِ جميعاً ما أَلفت بَين قلوبهمْ وقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (لولا أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك) وكذلك (لو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة)...!
على أي حال؛ هذا الانتقاد وصيغة الحديث الأخير بالذات أوحت لي بكتابة مقال جديد نكتشف من خلاله هويتنا الخاصة وطبائعنا العامة (اعتمادا على كلمة لو)..
وفي حين تساءل المقال السابق عن (الأخطاء) التي تتمنى محوها من ماضيك، سيهتم مقال اليوم (بالأمنيات) التي يسرح فيها خيالنا وندرك من خلالها توجهنا الحقيقي... فعلى سبيل المثال:
لو منحت فرصة الالتقاء بشخصية تاريخية عظيمة فمن ستختار!؟
ولو منحت فرصة الحديث مع الملك لخمس دقائق فماذا ستخبره!؟
ولو قررت ترك كافة أموالك لشخص واحد فقط فمن سيكون!؟
ولو أتيحت لك فرصة تغيير جنسيتك أو عرقك أو دولتك فماذا تختار!؟
ولو كان لديك فائض من المال فلأي جهة أو قضية ستتبرع!؟
ولو كانت بيدك امتلاك موهبة اسثتنائية فماذا تكون!؟
ولو كان بيدك تغيير صفة في جسدك فماذا ستختار!؟
ولو خُيرت بطريقة موتك ومكان دفنك فماذا ستختار!؟
ولو احترق منزلك فما هو أول شيء تفكر بإنقاذه بعد عائلتك!؟
ولو قدر لك السفر عبر الزمن فما هي المعركة التاريخية التي تود رؤيتها!؟
ولو قدر لك السفر عبر الزمن فأي قرن ستختار سواء في الماضي أوالمستقبل!؟
ولو قرر (زوجكِ) الزواج من امرأة ثانية وترك لك الخيار فمن تفضلين!؟
ولو سألك أحدهم عن الشعب أو الأمة أو الثقافة التي تتمنى زوالها فمن تختار!؟
ولو قدر لك محاكمة أحد المسؤولين هذه الأيام فمن يكون!؟
ولو قدر لك إحضار قائد تاريخي معروف لقيادة الأمة الإسلامية الآن فمن ستختار!؟
ولو اكتشفت طريقة لتصبح رجلا خفيا فما هو أول من تفكر برؤيته (سرا)!؟
ولو قدر لك العيش لأطول عمر ممكن فكم سنة تريد!؟
لو تخيلت تأليفك لأحد الكتب العظيمة فأي الكتب تتمنى!؟
وأخيراً؛ لو كانت لديك فرصة العيش لساعة واحدة فقط فلمن تعتذر، وبماذا توصي، ومن هو آخر إنسان تريد رؤية وجهه!؟
... أعرف أنها أسئلة شخصية، ولكن لو فكرت بالإجابة عنها فكلي آذان صاغية..
http://www.alriyadh.com/2010/10/25/article571075.html