تنميص حواجب كوريا

م. مصطفى الواكد
كنت أتابع برنامجا بثته إحدى الفضائيات عن صناعة السيارات في كوريا ، تبين فيه أن شركة هونداي الكورية تنتج كل أربع وعشرين ساعة ما يصل إلى ألف سيارة !! حيث تدخل المواد الأولية من باب المصنع على شكل لفائف معدنية ، وما هي إلا دقائق معدودة لنرى سيلا من السيارات جاهزة التصنيع تخرج من الباب الآخر .
غادرت مكان التلفاز مذهولا لبضع دقائق ، أستذكر ما رأيت من تكنولوجيا متطورة ، نقلتها الكاميرات من داخل مصنع السيارات ، وأفكر في حال أمتنا وما يقدمه علمائنا للعالم من منتجات ، جلست أمام جهاز الحاسوب أبحث عن منتج محلي أو عربي فلم أجد سواي ، جهاز الحاسوب يابانيا ، والمكتب صينيا وابريز الكهرباء ايطاليا والمروحة تايوانية والبلاط اسبانيا ، شعرت بالوحشة ، فلم أجد أمامي سوى تصفح الإنترنت متنقلا بين المواقع الإخبارية بحثا عن خبر يرفع المعنوية ، لتقع عيناي على خبر فتوى جواز تشقير الحواجب بدلا من تنميصها !!

أزددت ذهولا وإحباطا ، مستذكرا ما دار من نقاش حول فتوى سابقة بخصوص إرضاع الكبير ، وكم قضى علمائنا الأجلاء من وقتهم الثمين ، في اجتماعات ومداولات لم تترك شاردة أو واردة إلا وأشبعتها تحليلا وتمحيصا ، في سبيل الوصول إلى نتائج لا يدخل إليها الشك من بين أيديهم أو من خلفهم ، فتوصلوا مأجورين إلى حل مشكلة المشاكل في كيفية إرضاع الكبير دون كشف صدر المرأة ( الحلوب ) ، فكان القرار الصائب بحلبها بعيدا عن أنظاره ، ليشرب كأس حليبها زلالا ، دون أن يقع في شبهة الحرام بالملامسة لا سمح الله .

بعد أن رضع الكبار من عامة الشعب وتدشوا ثم ناموا ، كان العلماء لا يزالون في صحوتهم ، يتدارسون ويبحثون في ما تبقى من مشاكل تؤرق الوطن والمواطن ولا سبيل للنهضة دون حلها ، جاءهم فجأة من يضع أيديهم على الجرح مباشرة ، عندما تنبه أحدهم لما تقوم به النساء عندنا من أعمال لا تليق بتاريخنا الناصع وحضارتنا المشرفة ، حيث تبين بما لا يدع مجالا للشك بأن بعضهن يقمن بتنميص شعور حواجبهن هدرا للطاقات وتضييعا لجهود ما كان لها أن تبذل في غير عمليات التشقير المباحة شرعا ، وجاء الخبر اليقين على صفحات الجرائد والمواقع الإلكترونية كاملا ومفصلا ، فكانت مقدمة الفتوى تعريفا شاملا مانعا لا يقبل التأويل أو التحريف لمفهوم التشقير، وبالنص التالي حرفيا ( تشقير الحواجب: هو صبغ الحاجبين بلون يشبه لون الجلد، كي يختفي حجمه الحقيقي، ثم يرسم مكانه بالقلم حاجب رقيق دقيق طلبا لزيادة التجمل) ليستخلص المفتي في النهاية أن ما ورد عن السلف الصالح هو النهي عن تنميص الحاجب ونتفه وليس تشقيره !!

وأن التشقير مباح للمتزوجات فقط . فكرت مليا في الأمر قبل أن أقرر الإتصال بالسفير الكوري ونصحة بضرورة أن تتوقف بلاده عن عن تنميص حواجبها ، علها تتمكن من مضاعفة انتاجها من السيارات .

mustafawaked@hotmail.com

24/8/2010