بهجت
الحرية قدرنا.
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
فهم جديد لعالم قديم .
1- من أين أتينا ؟.
2- ما هي الحقيقة ؟.
3- ما هو العالم و مم يتكون ؟.
4- هل هناك إله لهذا الكون ؟.
أسئلة عديدة مرت بعقول الجميع تقريبا ، البعض لفترات محدودة متباعدة و آخرون انشغلوا بها طويلآ . منذ مشرق العقل البشري تصدى الدين ثم الفلسفة للإجابة على تلك الأسئلة الكبرى . و لكن كلاهما لم يحققا شيئا ،و اليوم يقود العلم العالم و يتصدى للإجابة عن الأسئلة الكبرى .
خلال هذا الشريط سأصاحب واحدا من أهم العقول العلمية في العالم هو ستيفن هوكنج و صديق له هو ليونارد ملوديناو في آخر و أهم الكتب العلمية التي أصدرها هوكنج بعنوان "التصميم العظيم The Grand Design " ، و الذي صدر شهر سبتمبر هذا العام (2010) . هذا الكتاب سيقودنا كي نفهم العالم بشكل جديد كلية ، ليس مختلفا عما كنا نفهمه منذ عهد نيوتن أو أينشتين فقط ، بل مختلفا عما كنا نفهمه منذ عقد من الزمان . هذا الكتاب يثبت أننا لسنا في حاجة أن نخترع إله كي نفهم الكون ،و أن العلم جعل مثل هذا الإله غير ضروري ،و ان الإنفجار العظيم الذي انبثق عنه هذا الكون هو مجرد أحد مستتبعات قوانين الفيزياء .
هذا الشريط ليس ترجمة أو تلخيصا لكتاب هوكنج و صاحبه ، فهذا يفوق قدرتي و حاجتنا هنا ،و لكنه قراءة متأملة على هامش الكتاب . أرى أن هذا الشريط هو إلى حد بعيد مغامرة ، لقد قرات الكتاب بالفعل و أقرأه الان للمرة الثانية ،و لكن هذا لا يجعلني واثقا من فهمي للكتاب ، كذلك فلست أدري هل سأوفق في التعبير عن النظريات الفيزيائية باللغة العربية أم لا ، كذلك هل سيكون هناك على الجانب الآخر من هو على استعداد للإبحار إلى عالم جديد أم أن بول الإبل قد أغرق الجميع .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-12-2010, 08:04 PM بواسطة بهجت.)
|
|
11-12-2010, 08:01 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت
الحرية قدرنا.
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
RE: فهم جديد لعالم قديم .
لغز الوجود
سأقوم في هذه المداخلة بدور المرشد السياحي ،و سأصحب من يريد في جولة خلال عالم جديد تماما ، من المؤكد أنك لم تسمع به من قبل ،و ربما لا يدري أحد في مدينتك عنه شيئا . لن أطالبك بزي خاص أو بمراجعة سلسلة من القوانين ولا بإجراء حسابات معقدة ، فقط أن تترك بديهيتك على الباب و أعدك بأنك ستسردها بمجرد الإنتهاء من الجولة و المغادرة .
وفقا لرؤيتنا التقليدية للعالم فالأشياء تتحرك في مسارات محددة ، و لها تاريخ واحد و محدد أيضا . بالتالي سيكون ممكنا أن نعرف موضع أي جسم في أي زمن من الماضي ، هذه الرؤية ليست فقط رؤية علمية بل هي أيضا تتطابق مع ما يعرف بالبديهة أو common sense ، يمكنك مثلآ أن تؤكد لنا أنك كنت في المقهى المجاور الساعة السابعة من مساء أمس ، ولو سعيت لمزيد من الدقة العلمية لعينت لنا إحداثي موقع المقهى على نظام إحداثيات ( ميركاتور) أما الزمن فتحدده على المقياس العالمي .هذه الرؤية التقليدية ملائمة تماما للحياة اليومية و هي تتوافق أيضا مع قوانين نيوتن التي تصف حركة الأجسام الكبيرة نوعا و تتحرك بسرعات متوسطة ، أي في العالم المتوسط !. و لكن منذ العشرينات من القرن الماضي لاحظ العلماء أن هذه المفاهيم لا تعمل على مستوى الذرة أو مادون الذرة ، فقد لاحظ العلماء أن تلك الجسيمات متناهية الصغر تتصرف بطريقة محيرة و غير متوقعة . لهذا أصبح ضرويا أن نبحث عن إطار آخر وهو ما يعرف علميا بفيزياء الكوانتم أو الكم "quantum physics" . نجحت قوانين فيزياء الكوانتم في التنبوء الصحيح بتصرفات الأجسام الذرية و ما دونها ، كما أنها في الوقت ذاته نجحت في الوصول إلى نفس نتائج الفيزياء التقليدية فيما يختص بالأجسام الكبيرة ، المدهش أن كلا من الفيزياء التقليدية و فيزياء الكوانتم يقومان على رؤيتين مختلفتين تماما للحقيقة الفيزيائية ! . يمكن صياغة قوانين الكم في عدة صيغ ،و لكن أكثرها أهمية هي صياغة " ريتشارد فينمان " وهو عالم شهير للغاية ، و سيكون علينا معرفة اسمه جيدا فشهرته في فيزياء الكم تعادل شهرة نيوتن في الفيزياء التقليدية . طبقا لفينمان فالنظام ( أي نظام ) ليس له تاريخ واحد بل له كل التواريخ الممكنة ، و سنعود لاحقا لتطبيق رؤية فاينمان لنرى أن الكون ليس له تاريخ واحد ، بل أيضا ليس له وجود مستقل . لمن بدأ يشعر بالدوار علينا أن نؤكد أن تلك الرؤية تختلف بالفعل مع البديهة common sense ، ليست هي فقط التي تفعل ذلك بل كل الأفكار العلمية الحديثة ، و لكن علينا أن نتذكر أن تلك البديهة ذاتها هي نتاج خبرة الإنسان في الحياة اليومية " المتوسطة " و ليست نتاج طبيعة الكون عندما نراه خلال متابعة الحركة داخل الذرة الصغيرة أو النظر إلى التاريخ السحيق . قبل ظهور الفيزياء الحديثة كان هناك اعتقاد أننا نستطيع الحصول على كل المعلومات عن الوجود خلال الملاحظة المباشرة ،و أن الأشياء في حقيقتها هي كما تبدوا و تترجمها حواس الإنسان ، و لكن تلك الرؤية الساذجة للحقيقة لا تلبي متطلبات عالم الفيزياء الحديثة .
كي نتغلب على تلك التناقضات المنطقية يقترح المؤلفان تبني مقترب جديد يمكن أن نطلق عليه الواقعية القائمة على النموذج أو بالإنجليزية " model - dependent realism" . هذا المقترب يعتمد على فكرة أن عقولنا تقوم بترجمة الإشارات التي ترسلها أعضائنا الحسية على هيئة نموذج عقلي للكون . عندما يكون هذا النموذج قادرآ بنجاح على أن يفسر لنا الأحداث التي تمر بنا ، فإننا نقبله هو و كل الأفكار و المفاهيم و العقائد المرتبطة به و نرتضيه ليكون الحقيقة المطلقة . الأمر ليس بهذه البساطة في مواجهة الحقيقة الفيزيائية ، فيمكن أن يكون هناك أكثر من طريقة يمكننا بها صياغة نموذج لنفس الموقف الفيزيائي ، كل منها يستخدم مبادئ و مفاهيم مختلفة كلية . عندما يكون لنظريتين أو نموذجين الإمكانية لتقديم التفسيرات الصحيحة و أن يمتلك القدرة على التنبوء بالأحداث بنفس الدقة ، في هذه الحالة لن يمكننا أن نقول عن أيهما أنه وحده المعبر عن الحقيقة ، و لكن يمكننا أن نقبل الأكثر مناسبة لنا منهما كمعبر عن الحقيقة .
شهد تاريخ العلم منذ عهد الإغريق إلى اليوم سلسلة من التطورات في النموذج العقلي للعالم ، هذه النماذج تتطور إلى الأحسن باستمرار منذ أفلاطون مرورا بنيوتن و أخيرا فيزياء الكم . لهذا من الطبيعي أن نتسائل :" هل نتوقع أن تصل تلك النظريات إلى الكمال باكتشاف النظرية الشاملة للكون التي تتوقع و تفسر لنا كل مشاهداتنا ؟" ، أم أننا سنستمر في تطوير نموذج الكون و التقدم باستمرار دون نهاية ، فكلما تعمقت رؤيتنا ظهر الجديد الذي يبحث عن تفسير . لا توجد إجابة محددة لهذا السؤال ،و لكن لدينا بالفعل نظرية مرشحة لتكون الإجابة نهائية ، هي النظرية التي تعرف باسم النظرية - M .
لا يمكننا أن ننظر للنظرية -M كنظرية بالمعنى المألوف ،و لكنها عائلة من النظريات المختلفة ، تقوم كل نظرية منها بوصف دقيق للمشاهدات في مدى محدد من المواقف الفيزيائية . هذه النظريات مختلفة جدآ ،و لكن يمكن اعتبارها تجليات لنفس النظرية الأساسية ،و بالتالي هي صيغ من نفس النظرية يعمل كل منها في نطاق فيزيائي بعينه ، مثلآ كأن تكون هناك كميات صغيرة من الطاقة أو الجاذبية . هناك مساحات من الظواهر الفيزيائية تتداخل فيها النظريات ،و بالتالي تستطيع كل نظرية أن تتنبأ بنفس الظاهرة ، أي تكون كلتيهما صحيحة في هذه المنطقة . رغم هذا فلا توجد نظرية واحدة صالحة لتفسير كل الملاحظات في مختلف المواقف .
وفقا للنظرية -M فعالمنا ليس هو العالم الوحيد ، و لكن النظرية تتنبأ بأن عالمنا هو أحد عوالم متعددة نشأت من لاشيء ، وهي لا تحتاج إلى كائن فوق الطبيعة لتكوينها ، و لكن هذه العوالم ظهرت بشكل طبيعي من قوانين الطبيعة ذاتها . إنها ببساطة مجرد تنبوء للعلم . كل من تلك العوالم له العديد من التواريخ و بالتالي العديد من الواقع و المستقبل . معظم هذه العوالم لا تشبه عالمنا الذي نعرف و نراقب ولا تناسب الحياة ، هذه العوالم خارج مجال فهمنا ،و لكننا نهتم فقط بالعوالم التي تشبه عالمنا . و بالرغم من أننا بلا أهمية على مستوى الكون إلا أننا بهذا الإختيار سنكون أشبه بخالقي العالم .
كي ننظر عميقا في هذا العالم فلا يكفي أن نسأل انفسنا " كيف ؟" كما نفعل الآن بل يجب أن نمد الأهتمام إلى مناطق أبعد مسكوت عنها ليكون أيضا " لماذا ".
1- لماذا هناك شيء ما و ليس العدم ؟.
2- لماذا نحن موجودون ؟.
3- لماذا هذه المجموعة المحددة من القوانين و ليس غيرها ؟.
......................
أقترح على من استمر في قراءة المداخلة حتى آخرها أن يعيد قرائتها .و يحاول في النهاية أن يعيد شرحها لنفسه أو لآخرين أو حتى ان يعيد صياغتها كمداخلة جديدة . قبل التقدم إلى وثبة جديدة في رحلتنا .
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-13-2010, 03:23 PM بواسطة بهجت.)
|
|
11-13-2010, 03:04 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
(ذي يزن)
عضو فعال
المشاركات: 225
الانضمام: Aug 2010
|
RE: فهم جديد لعالم قديم .
مبدع يا بهجت كعادتك ، و لدي لك اسئلة كثيرة لاكن ليس قبل ان اعيد قراءة الموضوع مرة اخرى.
شكرا جزيلا لك
صديقي بهجت هل تنصحني بموقع معين او كتاب لكي اغوص في علم الفيزياء ، للاسف معلوماتي في هذا المجال ضعيفة جدا ..
تحياتي لك
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 11-13-2010, 04:48 PM بواسطة (ذي يزن).)
|
|
11-13-2010, 04:40 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت
الحرية قدرنا.
المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
|
RE: الرد على: فهم جديد لعالم قديم .
(11-12-2010, 08:29 PM)خاليد كتب: تسجيل متابعة و لك الشكر الجزيل مقدما . أما عن بول الإبل فأحمده على عدم ابتلائي به و على كل حال يستحيل الإجابة على الأسئلة الثلات الأولى اعتمادا عليه أما السؤال الأخير فلن أضمن لك عدم وجود من يتخذه دليلا. الأخ خاليد .
مرحبا بك .
هناك حالة من البلاهة تجتاح النادي الآن .. فهناك من يرى تخيير المريض بين إجراء جراحة الليزر أو إعطائه بزازة بول الإبل . وهناك الزومبي و الزمبوخ و أم رجل مسلوخة ، بالإضافة إلى الزميل الذي يهز ذيله قبل أي زلزال متحديا التكنولوجيا الحديثة ،و هذا بالإضافة إلى الجرعة المعتادة من المهدي الذي ظهر خلاص و أولاد المدارس و أحفاد الشوارع ... الخ ، حتى الرضع لم يسلموا من الهبل فهناك من يتحدث عن تحنيك الرضيع و آخر عن مفاخذة الرضيعة !.لهذا أعتقد أن المجانين الذين هربوا من مستشفى الأمراض العقلية في العباسية أتوا مباشرة إلى النادي .
مع كل هذه الإعتبارات تسائلت إذا كان هناك من لديه وقت للإهتمام بأشياء تافهة كالكون .
(11-13-2010, 03:26 AM)علي هلال كتب: أحييك بحرارة واشجعك وانت تعمل فرض كفاية للملحدين واللادينيين ولك الاجر والثواب اي الامنيات والدعوات والحب والتقدير وانا واثق ان جهدك لتنقل لنا ما قرأته لهو تعب حقيقي لكن ما عسانا ان نفعل غير كل احترام ولعل ذلك يشجعنا فنسفيد من الناحيتين فهم للموضوع ومحاولة للتقليد .
تحياتي . الأخ علي هلال ..
أشكرك .
فقط أتمنى أن تعرف أن قضية الإيمان أو الإلحاد لا تشغلني مطلقا ، إنها قد تظهر عرضا نتيجة انتشار ما يعرف بالأصولية . بالنسبة لي و لآخرين في العالم فإن عدم الإيمان بالإله الشخصي هو موقف علمي و ليس عقيدة تبشيرية .
هناك قضايا تشغلني بالفعل هي التقدم و الحداثة و الرقي الثقافي و الحياة العصرية ، وعندما نترجم ذلك لعناوين سياسية سنجد أنها العلمانية و العلم و حقوق الإنسان و الليبرالية . كل ما أطرح من موضوعات حتى العلمي منها له هدف واحد أن نكون جزءا من حضارة هذا العالم و ليس من تخلفه ،من صحته و ليس من مرضه . أما أن يؤمن الناس بالآلهة أو لا يؤمنون فهذا لا يعنيني مطلقا .
|
|
11-13-2010, 05:22 PM |
|
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}
{myadvertisements[zone_3]}