ماذا لو كانت تلك البندقية هي احدى هدايا اسرائيل لحسن نصر الله؟؟!
بقلم عبد الله الفقير
بعيد حصول الاشتباك الاخير بين الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي الذي قتل جراءه احد الضباط الاسرائيليين,اثار بعض نواب الكونغرس الامريكي الشكوك حول جدوى تجهيز الجيش اللبناني بالسلاح ان كان سيصل الى حزب الله,خصوصا وان اغلب المعلومات تشير الى سيطرة حزب الله على مفاصل مهمة من قيادات وهيكلية الجيش اللبناني, وبالامس اعيد الجدل الى الواجهة عندما اثار البعض الشكوك مجددا حول جدوى تسليح الجيش اللبناني من قبل الامريكان.
وامام هذا المشهد "الاستعراضي" من قبل بعض نواب الكونغرس الامريكي يحق لنا ان نتساءل:ايهما اكثر خضوعا للسيطرة الايرانية,الجيش اللبناني ام الجيش العراقي الحالي؟؟.
فقد بات من المعلوم ان هنالك حقيقتان غدتا بحكم البديهيات التي لا يمكن لعاقل ان ينكرهما فيما يخص الشان العراقي وهما:
اولا ان ما يسمى حاليا بالجيش العراقي ليس سوى عبارة فضفاضة تعني في حقيقتها "الجيش الايراني" لكن بذراع عراقية,خصوصا عندما نعلم بان اغلب قادة و مراتب هذا الجيش هم ادوات طيعة في يد ايران ان لم يكونوا هم ايرانيون الجنسية والدم و"النجاسة",وبالتالي فان ما يسمى بالجيش العراقي الجديد لا يمكن ان يقوم باي نشاط او حركة دون موافقة او علم الادارة الايرانية .
واما البديهية الثانية فتقول ان كل ما في جعبة ما يسمى بالجيش العراقي الحالي يقع في يد الجيش الايراني ,وانه مجرد خزين ستراتيجي او تكتيكي لايران تستخدمه متى ما بدت الحاجة اليه ملحة,وبالتالي فان كل سلاح يمكن ان يجهز به الجيش العراقي الحالي فانه سوف يقع في يد ايران عاجلا ام اجلا,
وليس ادل على ذلك من اختفاء ستين الف مسدس قيل انها صدرت للجيش العراقي ثم عثر عليها لاحقا في معسكرات الجيش الايراني ,مثلما لا يخفى على الكثيرين ان معظم اسلحة الجيش العراقي السابق –الثقيلة والخفيفة ومن ضمنها طائرات حربية ومروحية- قد اصبحت بيد الجيش الايراني!!*.
وامام هاتين البديهيتين يكون الجواب على السؤال السابق هو بالتاكيد ان سيطرة ايران على الجيش العراقي هي اكثر باضعاف المرات من سيطرتها على الجيش اللبناني,
وهنا نطرح عليكم (وعليهم)السؤال الاخر والذي يقول:
هل تجهل الادارة الامريكية ومن ضمنها نواب الكونغرس الامريكي هذه الحقيقة وهي سيطرة ايران المطلقة على الجيش العراقي الحالي؟؟.
الجواب بالتاكيد ايضا ، ان الادارة الامريكية التي اصبح العراق احدى "ولاياتها" ، هي اعلم بمثل هذه الحقيقة "البديهية" اكثر حتى من العراقيين انفسهم,
وهنا لا نجد سوى ان نعود فنسال هذا السؤال المحرج وهو :
اذا كيف يسمح نواب وادارة الحكومة الامريكية بتجهيز الجيش العراقي الحالي باحدث الدبابات والطائرات وهم يعلمون انها ستؤول بالتاكيد الى ايران ومنه الى اذرعها في المنطقة ومن ضمنهم حزب الله, بينما يعترضون على تجهيز الجيش اللبناني ببعض الاسلحة الخفيفة مع ان سيطرة ايران على الجيش اللبناني ليست بتلك القوة؟؟؟,
الم يسلم الجيش العراقي الحالي قبل ايام احدى عشر دبابة امريكية من نوع "ابرامز" من ضمن صفقة لتجهيزه بـ"140" دبابة من نفس النوع ستصل نهاية هذا العام ؟؟,
الم يتم التعاقد مع الامريكان لتجهيز القوة الجوية العراقية الحالية باحدث طائرات "الاف 16 ", حيث اكد وزير القوة الجوية العراقية الحالية ان (("صفقة الطائرات تتضمن تجهيز سلاح الجو العراقي بـ(18 طائرة مقاتلة من طراز الـ(F16) المتطورة".. منوها الى ان "الطائرات التي وصلت العراق خلال المدة الماضية من طراز(T-6) للتدريب الاساسي مخصصة لتدريب الطيارين العراقيين على قيادة طائرات الـ. (F16)".)), علما ان امريكا رفضت بيع السعودية هذا النوع من الطائرات "المتطورة" الا بعد ضمانات مشددة توجب منع استخدامها الا في الاغراض الدفاعية!!؟؟.
اليس من المعلوم ان اغلب تسليح الجيش الايراني وخصوصا الطائرات -ومنذ ايام الشاه- هو تسليح امريكي بحت,ولهذا كانت فضيحة "ايران كيت" و"ايران كونترا" انما تتضمن تحديدا صفقات امريكية واسرائيلية لتسليح الجيش الايراني بقطع غيار وعتاد للاسلحة الايرانية والطائرات,( بل ان احدى اهم ما كان تعاني منه القوة الجوية الايرانية ايام الحرب ضد العراق هو نقص في اطارات "تايرات" الطائرات الايرانية!),
فهل يجهل عاقل بان تسليح الجيش العراقي الحالي هو عبارة عن تسليح للجيش الايراني لكن من الباب العراقية؟؟,
وهل ستكون عملية التسليح الامريكي للجيش الايراني فضيحة "مطمورة" بانتظار من يشهرها ويشتهر بها ؟؟.
ولماذا اهتمت الصحافة العالمية بصفقة تسليح الجيش السعودي رغم ان الصفقة كانت علنية,ولم تهتم بصفقة تسليح الجيش الايراني على يد "اعدائهم" الامريكان رغم انها كانت سرية او "مموهة" ؟؟,
وهل ستكون فضيحة هذه الصفقات شبيهة بصفقات كسر الحصار المالي والنفطي على ايران من خلال بوابة العراق الذي اصبح يمثل سوقا ايرانيا خالصا والذي ترفض امريكا لحد الان مراقبة هذه الباب في الوقت الذي تدعي فيه انها حريصة على تشديد العقوبات على ايران؟؟.
ثم وهو السؤال الاكثر الحاحا,
يقال ان حسن نصر الله اهدى بالامس الى احمدي نجاد "رشاشة" قيل انها من مخلفات الجيش الاسرائيلي في حربه الاخيرة على لبنان, فهل كانت تلك الرشاشة هي من غنائم حرب تموز فعلا؟,ام انها احدى الرشاشات التي جهزت امريكا بها الجيش العراقي الحالي قبل سنوات والتي اختفت الوجبة الاولى منها في ظروف غامضة وقيل انها سربت الى ايران؟؟؟؟؟,
ام انها نفس البندقية التي اهدتها اسرائيل الى حسن نصر الله تثمينا لمواقفه في حماية الحدود الشمالية لاسرائيل ومنع "الوهابيين" من تعكير هدوء الشمال الاسرائيلي بصواريخهم "السلفية" كما صرح بذلك "صبحي الطفيلي" اول امين عام لحزب الله ,والذي اطاح به حسن نصر الله بالتعاون مع الجيش اللبناني لانه كان يسعى "صادقا" لمحاربة اليهود ؟؟!.
بالمناسبة: لماذا لا يظهر العلم اللبناني ولا حتى علم حزب الله في هذه الصورة؟؟:
المصدر