http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2...dren.shtml
تبكي نادية وهي تروي كيف كان زوجها يضرب اطفاله حتى يفقدهم الوعي.
نادية طلبت عدم ذكر اسمها الحقيقي خلال حديثها لبي بي سي وقالت إن العنف اليومي الذي كان يمارسه زوجها ضدها وضد اطفالها دفعها الى رفع دعوى طلاق امام احدى المحاكم ونالت بالفعل حكما بالطلاق.
وأضافت نادية "كانت هناك قطعة حديد متدلية في سقف منزلنا المهجور، وكان زوجي يأتي بحبل ويربطه بقطعة الحديد تلك ثم يقوم بتكبيل ابني وابنتي بالحبل معا ويرفع ارجلهم نحو السقف
فتصبح رؤوسهم نحو الارض ثم يبدأ بضربهم ضربا مبرحا ، كما ان اكثر عمليات الضرب كانت تتم في الحمام
حيث كان يضع رؤوسنا في حوض المرحاض"
وتضيف ان زوجها كان يطلق اسماء متعددة على انواع العنف الذي يمارسه ضد الاطفال ومنها طريقة اسماها شد وثاق الدجاجة بحيث يقوم بتكبيل الطفل من يديه ورجليه معا ثم ينهال عليه ضربا حتى دخوله في غيبوبة.
ويبدو ان زوجها تعلم هذه الاساليب من السجن الذي قضى فيه خمس سنوات كما تقول ،ثم جاء لتطبيق ما تعلمه بحق أطفاله.
والمؤسف في الامر كما تقول نادية
هو ان احد ابنائها الذي صار راشدا، يقوم الآن بتقليد ما كان يفعله والده اذ يضرب إخوته ويهددهم بسكين يحملها معه باستمرار، وقد توارى عن الانظار بعدما اشتكته نادية الى الشرطة.
وتضيف نادية :" طبعا اريد عودة ولدي الى البيت ، لكن اريد له ان يقلع عن العنف ضد اخوته".
حملة توعية
ولمواجهة هذه الظاهرة يشهد لبنان حملة توعية لوقاية وحماية الاطفال من كافة اشكال العنف سواء كان اساءة جسدية اوعقلية او اهمالا او استغلالا جنسيا.
الحملة تحمل عنوان :"حماية الاطفال ، حقهم وواجبنا" و تهدف الى وقاية وحماية الاطفال من العنف الجسدي والمعنوي وذلك في اطار التزام لبنان بالاتفاقية العالمية لحقوق الطفل التي وقًع عليها عام .1990
وأظهرت دراسة تم انجازها عام 2007 تفاقم التعديات بحق الاطفال في لبنان ، واجرت الدراسة جمعية "كفى عنفا واستغلالا " بالتعاون مع المجلس الاعلى للطفولة في لبنان.
وقالت ليال سماحة عضوة الجمعية إن نتائج الدراسة تظهر أن 16 بالمئة ممن شملتهم الدراسة قالوا انهم تعرضوا لتحرش جنسي ، فيما تعرض 50 بالمئة لعنف جسدي، و تعرض 60 بالمئة لعنف معنوي.
ولزيادة درجة الوعي بحقوق الاطفال وحمايتهم تعمل الحكومة اللبنانية على تفعيل دور وسائل الاعلام في عملية التوعية وتنسيق الجهود ضمن هيئة اطلق عليها اسم شبكة الاعلاميين اللبنانيين انصار حقوق الطفل.
وأوضح جورج شاهين مستشار وزير الشؤون الاجتماعية أن الهدف هو "قيام وسائل الاعلام بدور بناء وتوعية المجتمع والتعريف بالبرامج المخصصة لذلك والتي تركز على حقوق الطفل بشكل خاص".
ومن تلك البرامج تشجيع الأهالي على التعامل بحب وحنان مع أطفالهم كي يشعروا بالامان، والتركيز على تعليمهم اهمية التسامح واكتساب مهارات الاقناع، والتشجيع المعقول الذي يعني اعتراف الاهل بإنجازات اطفالهم.
وتشدد الحملة على التعريف بالاتفاقية العالمية لحقوق الطفل وخاصة المواد التي تتحدث عن واجبات الدول الموقعة عليها
ومن تلك المواد المادة 18 التي تنص على ان "تبذل الدول الاطراف قصارى جهدها لضمان الاعتراف بالمبدأ القائل ان كلا الوالدين يتحملان مسؤوليات مشتركة عن تربية الطفل ونموه ، ... وتكون مصالح الطفل الفضلى موضع اهتمامهم الأساسي".