تفعيل آثار التربية الإسلامية .

يونس عاشور*

من المعلوم أن للتربية الإسلامية أثرها وتأثيرها البالغ على سيكولوجية الإنسان فهي العنصر والعامل الأساسي الذي بمقتضاه يقوم بعملية تهذيب وتفقيه النفس على ساس السلوك التربوي الذي يكمن في الاتجاهات والمسارات الايجابية التي تتضمن العادات الحسنة والسمات الحميدة وما إلى ذلك من مقومات ومنطلقات تهدف إلى النمو الروحي وتنمية السلوك الإنساني المنبثق من المنحنى التربوي الإسلامي الذي يمنح الإنسان قوة الإيمان والتعقل والبصيرة وهذه القوى تشكل وتكون طاقات وقدرات روحيه تدأب إلى تدعيم الخير في قلوب البشر وهذا هو أسمى وأنبل الغايات الإنسانية.
أن التربية التي ترتكز على أساس المفاهيم والتعاليم الإسلامية هي التي تكون المعصم الوحيد من الشذوذ والانحراف فهي تعمل على تهذيب الغرائز وتشذيب الرغبات وطهارة النفوس وانقادها من الانحلال وصيانتها من الانهيار وعدم تلوثها بالآثام والمغريات فهي إذا استحكمت في النفس أودعت فيها قوة هائلة متماسكة تصدها عن ارتكاب الجريمة وتحجزها من الانحراف وتوحي لها فعل الخير والتسابق في ميادين البر وإذا بلورت على وفق الأساليب الدينية آنئذ سيحقق الإنسان أعظم الانتصارات فإنها تقضي على أسباب القلق وعوامل التمرد وإذا كان الأمر كذلك فمن اللازم والواجب أن لان نتجاهل ونتغافل حقيقة وأثر المفهوم التربوي الإسلامي لان التربية التي تكون فارغة وخاوية من الأساس الديني فإنها لن تكون مستمرة بصورة تكاملية بل لابد أن تفشل وتضمحل وبالطبع عندما تتلاشى فسوف يمني الإنسان في ظلالها بكثير من الاضطراب والإخفاق . ومن هذا المنطلق يؤكد الكثير من علماء النفس التربويين على أن (للدين) أثرا فعالاً في تكوين وتقويم الحياة العامة وفي إيجاد وسائل الأمن و الاستقرار في الأرض ، وان من المحال أن يظفر الإنسان بأية حياة كريمة تتوفر فيها عناصر الدعة والمحبة والاستقرار من دون أن تسود التربية الروحية الواعية الهادفة إلى إصلاح النفوس وهنا لا بد من وقفة تأمل إزاء الإمعان في الجانب التربوي كما بيناه والدأب على تفعيله لما له من أهمية بالغة حتى يتسسنى لنا أن نحول بين كافة المشكلات والمعضلات الحياتية التي تتسبب في خلق الفوضى واللااستقرار وبالطبع أن معالجة ذلك يقع على الجميع فهو يبدأ بالفرد منتهياً بالمجتمع والمحيط الأسري له الدور الكبير في تفعيل التربية في نفوس الأبناء لأنه المصنع الأول والمحطة الأساس التي تكون منطلقا للشحن الوقودي التربوي في النفس وبدورها تستطيع إيجاد سيرورة التطبيع الاجتماعي وتشكيل شخصية الابن وإكسابه العادات التي تبقي ملازمة له طول حياته فالبذرة الأولى في تكوين النمو الفردي وبناء الشخصية، فان الابن في اغلب أحواله مقلد لأبويه في عاداته وسلوكهم فهي أوضح مقصدا وأدق تنظيماً وأكثر إحكاما من سائر العوامل التربوية إذن من اللازم والمقتضى على العامل الأسري أن يحاول إشاعة الاستقرار والود والطمأنينة وان تبعد عن الابن جميع ألوان العنف والكراهية والبغض وبالطبع ان تلك العوامل يجب أن تكون منبثقة من الرؤى التربوية الإسلامية حتى نستطيع تحقيق الأهداف التكاملية لمعاني التربية الإسلامية .

" مع أو بدون الدين
الصالحين يفعلون الخير
و الأشرار يقترفون الشرور
لكن
لتجعل شخص صالح يرتكب السيئات
عليك بأن تجعله متدين "

(11-25-2010, 01:46 AM)Free Man كتب:  

يقول Steven Weinberg :

"With or without religion,
good people can behave well
and
bad people can do evil;
but
for good people to do evil—that takes religion. "

" مع أو بدون الدين
الصالحين يفعلون الخير
و الأشرار يقترفون الشرور
لكن
لتجعل شخص صالح يرتكب السيئات
عليك بأن تجعله متدين "

ليس شرطا يا زميل ..