ماذا يُقال من بعدك؟
ينحني إجلالاً لنسخة من القرآن قدمتها له النائبة بهيّة الحريري (حسن بحسون)
من بوّابة الاقتصاد، انطلق رجب طيّب أردوغان لتوجيه رسالة قوّية إلى إسرائيل، من جملة الرسائل التي وجّهها في اتجاهات مختلفة خلال زيارته للبنان. ففي المؤتمر المصرفي العربي السنوي الذي انعقد في بيروت أمس (التفاصيل ص 12 ـــــ 13)، صرخ رئيس الوزراء التركي في وجه المسؤولين الإسرائيليين خلال اعتلائه المنصّة التي احتشد الحضور حولها: «تدخلون لبنان وتقتلون الأطفال وبعدها تطلبون منا أن نسكت. تستخدمون القنابل العنقودية وتقتلون أطفال غزة وبعدها تطلبون منا أن نسكت... لن نسكت، سنكون بكلّ إمكانياتنا مع الحق وسنقوله».
ولمن تساءل من الحضور والمهتمّين: ما علاقة موضوع اللقاء المالي والاقتصادي، بطبيعة الحال، بالسياسة والأمن؟ استبق أردوغان التساؤلات وقال: «إذا لم يكن هناك سيادة للحق وللقانون، فما أهمية المال؟ إذا ساد الحق فسيكون للمال قيمة».
وشدّد السياسي التركي ذو التوجّهات الإسلاميّة المعتدلة على «أنّنا في هذه الجغرافيا نريد أن يسود الحق لا القرصنة، وعدم قتل الاطفال، والرفاهية في المنطقة»، وأنّه إذا استمرّ المظلومون بالدفاع عن قضاياهم في المنطقة، «فسينصت العالم إلينا».
وتطرّق أردوغان إلى موجبات النظام الجديد الذي يمكن صياغته في المنطقة، والذي تنبع بذوره من التقارب الفارسي ـــــ التركي ـــــ العربي. وشدّد على أنّه رغم اختلاف اللغة، فإنّ «الأهداف تبقى واحدة». وضرب مثالاً عن عربي وفارسي وتركي يتنزّهون في الطبيعة وكلّ واحد منهم يشتهي أكل العنب من بستان مرّوا بقربه، غير أنّ عدم تمكّنهم من التعبير بلغة واحدة جعلهم يعتقدون أنّ آراءهم مختلفة، ولكن في الحقيقة «جميعهم يرغب في أكل العنب».
غرَف رئيس الوزراء التركي من إرث جبران خليل جبران: «من يُدر ظهره للشمس لا يرى سوى ظلّه»، لتتنقّل كلماته بين الشعر والرؤية الاستراتيجيّة، لدرجة أنّ رئيس الوزراء سعد الحريري الذي اعتلى المنصّة بعده احتار في ما يقول!
«يحار المرء في ما يستطيع قوله بعد كلمتك

»، توجّه الرئيس الحريري إلى أردوغان بالقول، غير أنّه شدّد على ضرورة «
المحاولة»، وأشاد بدور رجب طيب أردوغان «الكبير» على صعيد «إرساء دعائم التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في تركيا ـــــ القرن الواحد والعشرين».
وقال الحريري إنّ تركيا «أصبحت اليوم قوة إقليمية ذات ثقل عالمي في مختلف الميادين، وهي تقف إلى جانب القضايا المحقّة في العالم العربي وفي العالم الإسلامي». وأشار إلى أنّ بلاد أتاتورك «كانت السند الوفي للبنان في كل الأوقات الصعبة، وهي تعمل على الاستقرار الأمني والسياسي في لبنان».
وعلى الصعيد الاقتصادي، دعا سعد الحريري إلى «تكوين تكتّل مصرفي إقليمي يكون في خدمة الدول العربية ودول الجوار ذات الأهداف الاقتصادية والمصرفية المتكاملة معنا. وتأتي في طليعة هذه الدول الجمهورية التركيّة». وقال إن المصارف العربية استطاعت أن تنأى عن الأزمة المالية العالمية، «رغم الضغوط المالية التي تعرض لها بعضها. لكنها صمدت ونجحت». ولفت إلى أنّ لبنان يتطلّع إلى تعزيز قنوات التعاون بينه وبين تركيا في الميادين الاقتصادية والتنموية والاستثمارية المختلفة.
(الأخبار)
http://www.al-akhbar.com/ar/node/215739