لا ..
لا أرغب بان يوجد إله.
ليس إله الأديان على أي حال ..
ليس إله يفرق بين الناس و يتلاعب بعقولهم و يلزمهم بطقوس خالية من أي معنى و يعاقبهم بجهنم أبدية.
لا أتمنى أن يكون مثل هذا الإله موجودا...
و لحسن الحظ هو غير موجود فعلا.
و لا أهتم بوجود إله الربوبيين ..
فليكن موجودا او لا : لا يهمني ..
لأنه إله لا يتدخل في حياة البشر و ليس له أي دور لذا فلا موقف لي منه ..
و لا أرغب في إله فائق للطبيعة عموما ..
لان الكون سيكون مجنونا و عابث بوجوده.
مجرد وجود إله قادر على إحياء الموتى بدون أي وسائل طبية يصيبني بالضيق.
وجود إله قادر على فعل أي شيء بدون تعب او إجتهاد أو إبداع يشعرني بالعبث و اللامعنى.
أرغب في إله تفصيل و ليس جاهزا ..
إله يكون خاضع لقوانين الطبيعة و حتمياتها مثلنا ..
إله عصامي بنى نفسه من الصفر : تعب و إجتهد حتى أصبح إلها ..
إله إنساني ملتزم و خاضع للمعايير الأخلاقية الإنسانية المتطورة بشكل دائم ..
إله خير يساعد البشر و لا ينتظر جزاءا او شكورا او نفاقا ..
إله يحب البشر و يحتاج إليهم و له نقاط ضعف يحاول الناس رتقها و إصلاحها بإستمرار.
لو يكون الإله مصنوع يكون إلها جيدا.
يعني من قال أنه لا يوجد شخص قادر ان يخلق أو يصنع شخص آخر أفضل منه ؟
لو البشر إستطاعوا أن يبنوا كمبيوتر عملاق أو إنسان آلي عبقري و خارق لكي يساعد البشر في حياتهم و في زيادة معارفهم عن الحياة و الكون سيكون بطلا رائعا و إلها خطيرا ..
إلها صنعه البشر ليساعد البشر : هذا هو أفضل إله ممكن.
أما إله صنع البشر لكي يستعبدهم فهو أسوأ إله ممكن ..
المشكلة أن الشخصية الخيالية التي يتعبد لها الكثيرين من حولنا هي شخصية سادية و سيكوباتية و مريضة بكافة العلل و الأمراض النفسية و مع ذلك يتبجح بانه إله السلام أو إله الرحمة ..
أعتقد أن خيال الناس في العصور القديمة كان قاصرا لان معاييرهم و قيمهم لم تكن قد نضجت بعد.
لكن فكرة الإله نفسها ليست سيئة بالكامل لانها تغذي الطموح الإنساني و تعبر عن أمانيه المكبوته ..
المهم أن يكون الإله محترما و يستحق لقب إله.