(12-05-2010, 02:04 AM)المعتزلي كتب: اقتباس:الخلاصة أن الله كائن مجهول و سيظل مجهولا غير معروف ماهيته و لا نوعه و لا وظيفته و لا سبب وجوده و لا أصل منشؤه و لا أي شيء, فقط علينا ان نعرف ان لدينا واحد فقط من هذا الكائن الغريب الذي لا نعرفه و انه هو الذي خلقنا و سيحاكمنا بعد الموت ..
شكرا على الموضوع، هل يمكنك أن تستطرد قليلا في المقتبس أعلاه؟
تلك كانت الخلاصة يا عزيزي فباقي الموضوع هو الإستطراد فعلا ..
لكن ما اريد قوله هو ان الله ليس كائنا حقيقيا و إن الخيال الذي أبدع مثل هذة الفكرة لم يسترسل فيها لكي يترك المجال لكل شخص أن يتخيل إلها خاصا به. هي حركة ذكية أن مخترع الله قال أنه يفوق الخيال و التصور و كأنه يتحدى جموح الخيال البشري في تخيل الله و هو يريد بذلك إشعال الخيالات البشرية في هذا الإتجاه من باب ان الممنوع مرغوب. و حركة ذكية أخرى أن صاحب فكرة الله ( أو يهوة او الرب أو غيره ) لم يذكر أي تفاصيل عن الله لكي لا يحد من خيال المفكر في كينونة الله.
و لكن تلك الحركات الذكية من تنزيه الله عن التصور و عدم الأدلاء بأي تفاصيل عن كينونته جعلت منه شخصا مجهولا بالكامل و متروكا لخيالات البشر لكي تبدع ما تريد من آلهة. فلو فكرت قليلا في المعلومات المؤكدة عن الله ستجدها قليلة جدا أو لا شيء تقريبا ..
كل ما نعرفه أن الله رائع و طيوب و عبقري و ما إلي ذلك ..
لكن تعبير هو إله كصفة أو كنوع ؟
يعني هل الإله هو أي كائن حي واعي لديه قدرات خارقة ؟
بهذا المعنى فالإنسان إله و هناك بشر في قوة الآلهة مثل فراعين مصر أو رؤساء الصين أو أمريكا أو أغنى أغنياء العالم الذين لديهم أموال تحقق لهم أي شيء : يمكن إعتبارهم آلهة بهذا المعنى.
أم أن الآلهة هم نوع من الكائنات الحية ؟
يعني مثل البشر و الحيوانات و الزواحف و الطيور و ما إلي ذلك ..
هل الله هو إله من حيث القدرات أم هو إله من حيث النوع ؟
في الحالتين نوعه مجهول لاننا لا نعلم عنه أي شيء ..
يعني كيف نشا النوع الإلهي و لماذا و من اوجده و هل هناك أفراد آخرين من قبيلة الآلهة تلك ؟
لماذا يحيا الإله و من أجل من إن كان في غنى عن البشر ؟
ما هي وظيفة الإله بالتحديد غير أنه سيد الخلق و المستمع الوحيد لشكاوى بني آدم في أوقات فراغه ؟
نحن نعرف كل ما هو جميل و رائع عن الإله و لكننا لا نعرف السمات التي تجعل من الإله شيئا حقيقيا : تلك السمات هي العيوب او النقائص أو نقاط الضعف في الإله و التي تجعل من هذا الشخص (الله) ليس مجرد خيال إنسان أو إبداع مبدع بل شيء حقيقي من واقع الحياة.
حتى سوبرمان لديه نقطة ضعف و ذلك لإضفاء بعض الواقعية عليه و لكن الله لا ..
ثم إن العلماء لو أرادوا أن يتعرفوا على الله ما الأسئلة التي سيسألونها له أو عنه :
ما هو غذائك ؟ هل تشرب المياة ؟ هل تتكاثر جنسيا ؟ هل قتلت بقية أفراد قبيلتك لتنفرد بحكم السماوات و الأرض ؟ هل تتنفس ؟ كيف تجدد نشاطك و انت لا تنام ؟ هل أنت خالد حقا أم انك طويل العمر بالنسبة للكون ؟ ما هي طبيعة مكوناتك و هل يمكن صناعة أو خلق إله شبية ؟ ما هو الهدف من حياتك ؟
تلك أسئلة أظنها محددة و قاطعة و ربما نحتاج يوما لوكيل نيابة صارم لكي يوجهها لله لكي ينطق و يتكلم عن نفسه و يصرح لنا بأي معلومات يمكن أن نفهم بها طبيعة هذا الشيء المجهول ..
لكننا لن نصل إلي هذا الحد :
كما قلت لك أستطيع أن أتأكد من أن الله مجرد قصة خيالية من إبداع نصاب خصب الخيال بسبب شكل المعلومات التي نعرفها و طريقة عرضها على الناس و المصالح التي تعتاش على تلك الخيالات بالإضافة طبعا للميول و العقد النفسية التي تجد في الله ضالتها ..
القصة ملفقة بشكل واضح لكل ذي عينين و ليس أدل على ذلك من أن سلوكيات الله تميل بميل المصالح البشرية لمن ينادون بعبادة الله ..
لو كان الله موجودا لنطق و قال شيئا .. أي شيء.
لكن المسكين يتحمل تبعات أحداث لا يد له فيها مثل الشيطان تماما ..
في حين ان كليهما يقبعان في العدم يلعبان الكوتشينة.
لقد كان الآلهة و الشياطين شماعات نعلق عليها جهلنا و عجزنا حتى آن الأوان للبشرية أن تستيقظ على الحقائق العلمية و المنطقية.
كل ود لك و لكل الزملاء الأعزاء المشاركين في الموضوع.