يرجى مشاهدة هذا الفيديو قبل الشروع في قراءة ما سأكتبه :
الفيديو:
http://www.youtube.com/watch?v=QuQK_4cA9Cs
بإمكانك أن تنكر ما لم تره بنفسك. بل إنه من المنطقي والمبرر جداً أن تفعل ذلك، خاصة عندما يدعي ذلك الغيب الذي لم تره بأنه قد اخترق قوانين الطبيعة والمنطق التي نعرفها. ولكنك ستكون بحاجة إلى بذل مزيد من الجهد لتنكر شيئا رأيته بنفسك.
وهذا الفيديو يحمل نوعا من تلك الظواهر التي جاءت مصدقة للحوادث الخارقة (المعجزات) والتي تقص عنها الكتب المقدسة وتخبرنا فيها أن بشراً عاديين جاءوا بأفعال تخترق قوانين المكان والزمان المتعارف عليها.
هذا الرجل "حسن الأخضر" الملقب في بلده "بالرجل الأخضر" مطابقة له مع بطل الشاشة الخارق والمعروف للأطفال والكبار وصنيعة شركة Marvel العملاقة " العملاق الأخضر" The Incredible Hulk
هذا الرجل يستطيع القيام بأفعال خارقة حقيقية مماثلة لتلك التي يقوم بها "الرجل الأخضر" في خيال السينما والكرتون. وهو قادر على طحن عملة معدنية بجفون عينيه، وعلى رفع سيارة كاملة بذراع واحد، وهو قادر على هدم مبان بكاملها بقبضة يده المجردة.
استضافته قناة المحور في برنامج 90 دقيقة وتم تصوير بعض قدراته بالكاميرا.
بعد مشاهدة هذا الفيديو وسماع قصة الرجل، توارد إلى ذهني فورا قصة رجل من بني إسرائيل تحدثت عنه أسفار التوراة وكان يدعى "شمشون" وتحكي التوراة قصة شمشون في سفر...
لكن هل تدعم قصة " حسن الأخضر" واقعة شمشون الكتاب المقدس فقط أم أنها تذهب أبعد من ذلك؟
لو اكتفينا بالنظر إلى قدرتي الرجلين فيبدو للوهلة الأولى أن قصة "حسن الأخضر" تماثل شمشون فقط ولا شيء غيرها من قصص معجزات الأنبياء الخارقة.
ولكن لو نظرنا إلى واقعة الرجل بشكل أكثر تجريداً فيمكننا أن نستدل بها على أنه من الممكن أن يوجد إنسان لديه قدرات خارقة لقوانين الطبيعة، كما أن هذه القدرات لها خاصية الوراثة من جيل إلى جيل ومن الممكن أن تضعف عند انتقالها من السلف إلى الخلف.
وهنا يمكن القول أن هذه المقدمة المنطقية المستقاة مباشرة من قصة حسن الأخضر والفيديو الذي يصور بعضا من قدراته تلك، تصلح كوسيلة لدعم نفس المنطق الذي جاءت به كل قصص الأنبياء الواردة في الكتب المقدسة.
وعلى أقل تقدير فهي تخرج تلك القصص من حيز السخرية والاستنكار والتصنيف الفوري في خانة "الخرافة" إلى تصنيف جديد هو "حدث بالفعل" وتضعها في حيز جديد يجبر المفكر الموضوعي على النظر إليها بجدية وأخذها كأمور قابلة للتصديق. ذلك لأن الواقع الماثل أمامنا اليوم والذي نراه بأعيننا يجعل من الممكن جداً حدوث تلك المعجزات كما قصتها تلك الكتب المقدسة.
لقد جاءت قطعة صغيرة من المعلومات في بحر واسع لانهاية له من البيانات لتغير نظرة تقليدية اعتاد إنسان العصر الحالي أن ينظر بها إلى قصص الأولين باستهتار ساخر من سذاجتها ومكذب لها، إلى نظرة جديدة تحمل الكثير من الجدية واحتمالية الصدق العالية فيها.
على من يفكر بموضوعية ويبحث عن حقيقة هذا الكون وما وراءه أن لا يهمل أو يتجاوز قصة وفيديو "حسن الأخضر" وما يماثله من قصاصات ملقاة على الإنترنت هنا وهناك مما يمكن أن يحمل معلومات هامة جداً يمكنها أن تغير خط تفكير الإنسان وإيمانه إذا تأمل فيها وفحصها جيداً.
وفي ذات الوقت فعلى الإنسان الباحث عن الحق ألا يستغرق طوال الوقت في البحث عن تلك القصاصات ثم يقوم بتصديقها بمجرد رؤيتها، فالإنترنت مليء بقصص خارقة ملفقة وبقصص حيوانات وجمادات تم اللعب بها على الفوتوشوب لتخرج خوارق كاذبة لم تحصل إلا في المخيلة المريضة لمن زوروها ثم وضعوها على الإنترنت ظانين بذلك العمل المراهق أنهم يحثون الناس على الإيمان بمعتقداتهم، ولكنها ما تلبث حتى تكشف على أيدي مجموعات من المهرة الذين يفضحون زيفها ويكشفون للعامة كيف قام أصحابها بتزوير محتواها وبثها على الإنترنت.
وفي حالتنا هذه - والقليل من الحالات المشابهة لها - فأنا أعتقد بأن قصة "حسن الأخضر" بعيدة عن التزوير وهي مؤشر حقيقي على إمكانية قيام الإنسان بأعمال خارقة للطبيعة دون سبب واضح ودون حدود واضحة، وبوجود هذه القصة هنا، فهي تفرض على كل إنسان ينكر المعجزات ببساطة وبلا اهتمام أن يعيد النظر فيها مرة أخرى وأن يبدأ في التفكير في أسباب أخرى لعدم الإيمان بدين ما غير تلك الأسباب التي اعتمد عليها من قبل في تعريفه للخرافة، حيث يجب أن تتم إعادة صياغة تعريف هذه الكلمة مرة أخرى من جديد بعد مشاهدة واقعة "حسن الأخضر" والوقائع المشابهة لها.