أحد الأمور الهامة من وجهة نظر الطب النفسى التى تفصل بين ماهو طبيعى وماهو مرضى هو مدى تأثير الأعراض التى يعانى منها المريض على الجوانب المختلفة من حياته كدراسته وعمله وعلاقاته الإجتماعية وصحته العامة. قد يكون إنسان ما شديد الحرص على النظام والترتيب بشكل قد يكون فى بعض الأحيان مزعجا للمحيطين به لكن بشكل عام فلا تأثير سلبى يذكر على حياته وهو الشئ الذى يخرج الأمر من دائرة الطب النفسى ولكن عندما يكون شخص مصاب بوسواس النظافة مثلا ويقوم بغسل يديه عشرات ومئات المرات يوميا ويقضى معظم وقته فى الحمام محاولا التخلص من الميكروبات العالقة بجسده فهنا توجد مشكلة حقيقية وحالة تحتاج إلى علاج نفسى.
لو نظرنا إلى الإسلام بهذا المنظار فسنجد أن الأمر لايقتصر على بعض المعتقدات الدينية الغيبية والغبية فى آن معا كغيرها من باقى المعتقدات المنتشرة على سطح هذا الكوكب ولكن الأمر يتعدى ذلك إلى تحول المجتمعات المؤمنة بتلك المعتقدات الغيبية الغبية إلى مجتمعات dysfunctional تلحق بنفسها وبالمحيطين بها الضرر وهو الشئ الذى يدخل الإسلام فى دائرة إختصاص الطب النفسى ويجعل أمر الإسلام ليس مجرد أمر داخلى يخص المسلمين وحدهم ولكن شأن عام لكل إنسان حريص على حياته والبيئة التى يعيش فيها.
قبل الدخول فى نشأة وتطور المرض وهو الشئ الذى حدث منذ حوالى 1400 سنة أود أن ألقى الضوء على أحد تجلياته الأخيرة وهى جماعة الأخوان المسلمين بحكم أنها ظاهرة معاصرة جميعنا يعرفها وذلك قبل ركوب ألة الزمن والعودة لقفار وصحارى الجزيرة العربية منذ أربعة عشر قرنا من الزمان.
ظاهرة الجماعات الدينية موجودة فى كل أنحاء العالم وبصرف النظر عن المعتقدات الغيبية لتلك الجماعات فما يعنينى هنا هو الدور الذى تلعبه فى مجتمعاتها. هذا الدور له طيف واسع يتراوح بين دور إيجابى وبناء كالإهتمام بمنشأت الخدمات العامة كالمدارس والمستشفيات ومساعدة المحتاجين والفقراء إلى دور سلبى ومدمر كجماعة جيم جونز أو ديفيد كورش وغنى عن الذكر أن النوع الأول بيكتب له الإنتشار والنمو فى حين بتكون نهاية النوع الثانى درامية وسوداء وتذهب إلى مزبلة التاريخ فأين تقع جماعة الأخوان المسلمين من هذا الطيف?
كان من الممكن جدا لجماعة كجماعة الأخوان- وبصرف النظر عن خلفيتها الدينية- أن تنتمى للنوع الأول من الجمعيات وأن تصب كل إهتمامها على قضايا الخدمة الإجتماعية وتقوم بتوظيف الحماس الدينى لدى أتباعها فى خدمة المجتمع الذى تعيش فيه ولكن هذا لم يحدث لسبب بسيط جدا وهو أن الدودة فى أصل الشجرة وبمجرد أن شعر مؤسسها بنوع من القوة أتجه تفكيره بشكل غريزى للسلطة وبدأت التفجيرات والإغتيالات وتلك الحلقة الجهنمية التى مازلنا نعيش فيها لليوم.
المتابع لتلك الجماعة عن قرب سيذهل من حجم التشابه بينها وبين عصابات الشوارع التى شكلها النازيون فى طريقهم للسلطة ووصل هذا التشابه لحد التطابق فى فكرة أصحاب القمصان البنية والتى تبناها البنا حرفيا وكانت هى نواة التنظيم الخاص هذا طبعا غير التشابه فى نوعية الأشخاص الذين أستقطبتهم جماعة الأخوان وجلهم إما من الغوغاء المحبطين إقتصاديا أو من الباحثين عن دور أكبر من حجمهم ليلعبوه.
الكثير من المتابعين لحركات الإسلام السياسى يميلون للتعامل معها طبقا للمسميات الشائعة فهذا أخوان وهذا جهاد وهذا جماعة إسلامية وهذا توقف وتبين إلخ من كل هذا الخرا ومن وجهة نظرى أن تلك النظرة قد تسبب لبسا وغموضا بالنسبة لغير الخبير ولهذا قمت بوضع التقسيم الخاص بى لتلك الحركات وهو تقسيم يتميز بأنه ينظر لحركات الإسلام السياسى ليس ككيانات منعزلة ولكن كأجيال متعاقبة على خط واحد وبهذا التقسيم يكون لدينا حتى الأن ثلاثة أجيال هم على النحو التالى:
first generation #####
هؤلاء هم الرعيل الأول منذ أن تأسست الأخوان وحتى نهاية الستينات ورغم أن هذا الجيل مازال بعضه موجودا لليوم إلا أن بزوغ شمس الجيل الثانى حجم من دورهم وسرق منهم الأضواء.
second generation #####
هؤلاء بدايتهم كانت فى مطلع السبعينات ورغم أنهم يبدون كخليط من الأفكار والإتجاهات المختلفة إلا أن مايجمعهم أنهم كلهم وبشكل أو بأخر عبارة عن offshoots من الأخوان حتى من يبدون للوهلة الأولى أن بينهم وبين الأخوان خلافات وتناقضات كثيرة وهذا مايجعل قائمة أسماء ال second generation ###### تبدو غريبة للوهلة الأولى فبجانب صالح سرية وشكرى مصطفى ومحمد عبد السلام فرج وخالد الإسلامبولى وعبود الزمر وناجح إبراهيم ستجد الشعراوى والغزالى والقرضاوى وعبد الحميد كشك وهنا يجب التنبيه على أن التقسيم طبقا لأجيال لايهتم بسن المتطرف الدينى ولكن بالفترة التى شهدت نشاطه.
رأى وزير أوقاف سابق وداعية شهير و second generation ######فى الأخوان
http://www.youtube.com/watch?v=A0_11sia-w4
third generation motherfuckers
بالرغم من أن أحداث سبتمبر كانت هى طلقة البداية لتدشين هذا الجيل لكنى لا أعتقد أنه يمكن إختصار###### هؤلاء فى تنظيم القاعدة وشوية الجرابيع الذين يتقافزون كالقرود حول بن لادن فى قفار أفغانستان فهم أكثر تشرذما من الجيل الثانى ####### وبيعتمدوا على أسلوب الفرانشيز من تنظيم القاعدة فيما يقومون به من عمليات جهادية نوعية مباركة بحيث يقوم المغفل من الجيل الثالث بحماقة ما بعد شحنه وتعبئته -غالبا عن طريق النت- ثم ينسب العمل لبن لادن أو الظواهرى أو أحد من هؤلاء الفواتير فصورهم تطلع فى التلفزيون ويعتقدوا فى أنفسهم أنهم زعماء وقادة وهم فى حقيقتهم مجموعة من المرضى النفسيين.
الجيل الثالث مفكك ومتشرذم بسبب الملاحقات الأمنية وعملية الإتصال بين شظاياه المتناثرة بتتم فى الغالب عن طريق النت حيث تتم عملية التجنيد والشحن والتعبئة ثم لاحقا العملية الجهادية النوعية التى غالبا ماتكون عملية خايبة تتميز بالغباء وإنعدام الإحترافية كمفجر الحذاء وأخيرا مفجر الغيارات الداخلية وتخمينى الشخصى أن تفجير الإسكندرية هو من فعل الجيل الثالث عن طريق الفرانشيز من القاعدة .
كل تلك الأجيال المتعاقبة من ###### وهذا الميل الغريزى للعنف لديها من شأنه أن يجعل الإنسان يتساءل عن السر وراء ذلك فما حدث فى القرن الماضى ومطلع هذا القرن ليس مجرد حوادث فردية ولكنه pattern أو بالأصح ظاهرة وهذه الظاهرة تبحث عن نظرية لتفسرها وليس هناك أفضل من صحراء الجزيرة العربية منذ 1400 للبحث عن تلك النظرية ولكن قبل ركوب آلة الزمن والتوجه لمضارب قريش سنتوجه بألة الزمن أولا إلى صحراء سيبريا ونعود للوراء فقط خمسون عاما للإطلاع على أحد التجارب التى تلقى الكثير من الضوء على السلوك الإنسانى. منذ حوالى نصف قرن أجريت تجربة تهجين فى الإتحاد السوفيتى على الثعالب ولكن ماكان يميز تلك التجربة أنها لم تكن تهدف لإظهار صفة خارجية كما يحدث مع الكلاب ولكن لإظهار صفة سلوكية وهى قابلية الإستئناس فى مواجهة الشراسة وبالفعل تم إجراء التجربة الأساسية بالإضافة لبعض التجارب الأخرى الموازية لها. النتيجة أنه بتكرار عملية التهجين وفى أقل من عشرة أجيال تحولت مجموعة الثعالب تلك من حيوانات شرسة بالغريزة إلى حيوانات مستأنسة تماما. بالنسبة للتجارب الموازية فأحدها كان تجربة معاكسة تتمثل فى عملية تهجين لإظهار صفة الشراسة وبعد عدة أجيال بدأ نوع أخر من التجارب مثل وضع ثعالب حديثة الولادة ومستأنسة مع ثعالب ناضجة وشرسة والعكس. النتيجة هى أن الثعالب المستأنسة ظلت على حالها حتى وهى فى رعاية ثعالب شرسة والثعالب الشرسة ظلت على حالها من الشراسة حتى وهى فى رعاية ثعالب مستأنسة. الإستنتاج هو أن التوريث ليس فقط للصفات الخارجية ولكن السلوك أيضا يتم توارثه.
وهذا مقطع يوتيوب لتلك التجربة
http://www.youtube.com/watch?v=PRQbSdMXBk0
نييجى بقى لبيت القصيد وهو الجنس البشرى اللعين. وجهة نظرى هى أن مايجرى على الحيوانات يجرى على الإنسان بصفته أحد أعضاء المملكة الحيوانية وأمامنا تجربة حية جرت على مدار 70 جيلا تم خلالها إجراء عملية تهجين لإبراز صفات العدوانية والإنغلاق الفكرى والغباء وهاهى نتيجة التجربة نراها أمام أعيننا ولايبدو أى أمل فى الأفق أنها ستنتهى قريبا.
سأحاول أن أكون موضوعيا وأبتعد عن السباب والألفاظ النابية عند ركوبى ألة الزمن والتوجه لقريش منذ 1400 سنة للتعرف على ###### رسول الإنسانية عليه الصلاة والسلام للتعرف على أسرار عظمة ##### والتى كانت هى السبب فى حالة التوحش الحيوانى والسعار التى يعيشها أتباعه اليوم فأنتظرونى أعود إليكم وأخر دعوانا الله يخرب بيت أمك يارسول الإنسانية.