محافظ المنيا ينفي الشبهة الطائفية
في حادث قطار سمالوط
دعوات قبطية للإقتتصاص من المتهم..
ومعلومات عن "مريض نفسي"
وكالات من القاهرة
GMT 9:30:00 2011 الأربعاء 12 يناير
1Share
تواصلت ردود الفعل على حادث قطار المنيا الذي سقط ضحيته قتيل قبطي وخمسة مصابين، برصاص رجل شرطة مسلم. وقد تظاهر أهالي الضحايا ومئات من الأقباط مطالبين بالإقتصاص من الجاني، في حين أعلن محافظ المنيا أن الحادث "لا يحمل شبهة طائفية"،
في حين أشارت مصادر أمنية إلى أن المتهم مريض نفسي.
القاهرة: نفى محافظ المنيا أحمد ضياء الدين أن يكون هناك أي شبهة طائفية وراء حادث إطلاق النار العشوائي الذي وقع أمس الثلاثاء، داخل القطار رقم 979 المتجه من أسيوط إلى القاهرة في محطة سمالوط في المنيا. فقال :"لا أعتقد أن هذا الحادث له أي أبعاد سوى انه شخص صعد إلى القطار وأطلق النار بطريقة عشوائية ليس فيها أي مؤشر أو أي توجه أو أي دلالة على الطائفية"، مشيراً إلى أن الضحايا كان يركبون قطار وليس معروفين له ولا هو معروف لهم.
وكان عدد من أهالى ضحايا حادث المنيا قد تجمعوا مساء أمس، أمام مركز شرطة سمالوط للتعبير عن غضبهم من الحادث الذى راح ضحيته شخص واحد وأصيب 5 آخرين، وطالبوا بسرعة القصاص من الجاني وتقديمه إلى محاكمة عاجلة.
في حين قالت مصادر أمنية أن التحريات الأولية كشفت أن المتهم يعاني من مرض نفسي ويتلقى العلاج بصفة دورية لدى طبيب متخصص.
وصرح مصدر أمني بأن الشرطي عامر عاشور عبد الظاهر حسن كان متوجهاً إلى مقر عمله بمركز بني مزار في المنيا، فإستقل القطار رقم 979 أسيوط - القاهرة أثناء توقفه في محطة مركز سمالوط (المنيا)، وأطلق أعيرة نارية على بعض ركاب القطار من المسدس الحربي الرسمي الذي في عهدته، وفر هارباً قبل أن يلقى القبض عليه.
كما تحدث عدد من الشهود العيان عن تفاصيل الحادث فأشاروا إلى أنه أثناء دخول القطار إلى محطة سمالوط، قفز المتهم إلى داخل القطار وتسلل لإحدى عربات
الدرجة الأولى (العربة التاسعة) وقام بإطلاق النار بشكل عشوائي على الركاب.
وحاول الأهالي الإمساك بالمتهم إلا أنه هددهم بسلاح كان بحوزته، مما مكنه من الفرار، وبقيام الأجهزة الأمنية بتمشيط مسرح الجريمة تمكنت من القبض عليه أثناء محاولته الهرب متخفياً وسط الركاب.
الإسعاف الطائر للمصابين
أعلن الدكتور عبد الرحمن شاهين المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة بأنه تقرر إرسال طائرة إسعاف طائر من مطار القاهرة إلى المنيا عليها فريق من الجراحين وأختصاصيي التخدير والرعاية المركزة للكشف على مصابين الحادث ومتابعة حالتهم.
وأشار شاهين إلى أنه تم نقل المصابين في هذا الحادث "إلى مستشفى سمالوط المركزي لكن بناء لرغبة ذويهم تم تحويلهم إلى مستشفى الراعي الصالح"، مشيراً إلى أن هناك حالة وفاة وحيدة محجوزة حالياً في مستشفى سمالوط المركزي وهي تحت تصرف النيابة.
كما أوضح شاهين أن فريق الإسعاف الطبي سيقوم فور وصوله إلى المنيا بمناظرة حالات جميع المصابين المحجوزين بالمستشفى وسيتم نقل الحالات التى تستدعي إستكمال علاجها في إحدى مستشفيات القاهرة بالإسعاف الطائر.
التحريات الأولية
من جهة ثانية، يتابع النائب العام المستشار عبد المجيد محمود التحقيقات التى تجريها نيابة سمالوط في الحادث. حيث أظهرت التحريات المبدئية مطابقة فوارغ الطلقات المستخدمة في الحادث مع سلاح الجاني. وتقوم الأجهزة الأمنية حاليا باستجواب المتهم المضبوط لمعرفة دوافعه لإرتكاب الجريمة.
وكانت النيابة العامة قد طلبت فصل العربة رقم 9 من القطار حيث وقعت الجريمة، كما أجرى فريق من النيابة معاينة للعربة وعثر على فوارغ الطلقات. كما أمرت النيابة بعمل مناظرة لجثة للقتيل فتحي مسعد عيد غطاس، وأمرت بعرضها على الطب الشرعي لبيان الصفة التشريحية للمجني عليه.
كما طلبت النيابة تقريراً من مستشفى الراعي الصالح حيث يعالج المصابون، للوقوف على حالتهم، وحصر الإصابات.
يذكر أن القتيل هو فتحي مسعد عيد غطاس (71 سنة)، والمصابون هم زوجة القتيل إيميلي حنا تدلي (61 سنة) وصباح سينيوت سليمان (52 سنة) وماريان نبيل زكي (29 سنة) وشقيقتها ماجي نبيل زكي (26 سنة) وإيهاب أشرف كمال (26 سنة).
وأشارت المصادر الامنية ان القطار احتجز في محطة مدينة سمالوط التي تبعد نحو 220 كيلومترا عن القاهرة وجرى تفتيشه لأكثر من ساعة ونصف الساعة، وأن القطارات الأخرى القادمة من جنوب البلاد توقفت في محطة مدينة المنيا عاصمة المحافظة إلى أن عادت الحركة إلى طبيعتها بعد نقل المصابين والقتيل والقبض على الجاني.
تظاهرة احتجاجية
ومساء أمس، نظم حوالي 2000 شاب تظاهرة حاشدة أمام مطرانية سمالوط المواجهة لمستشفى الراعي الصالح الذي يعالج فيه المصابين الخمسة، في المنيا، للتنديد بالحادث وطالبوا بسرعة القصاص من الجاني وتقديمه إلى محاكمة عاجلة.
وقال شهود عيان أن الأمن قام بإستخدام قنابل مسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين والسيطرة على الموقف ومنع تطور الأمر، فأصيب 25 شاب من المتظاهرين بإختناقات لاستنشاقهم دخان القنابل، ونقلوا إلى مستشفى الراعي الصالح لتلقي الاسعافات.
ومن جانبها استدعت مطرانية سمالوط رجال الدين التابعين لها لتهدئة الشباب ومحاولة فض التظاهرات. وقال القمص اصطفانوس شحاتة وكيل مطرانية سمالوط ان الشبان المسيحيين كانوا يحتجون على الحادث.
مصيفاً أن شباناً مسلمين رشقوا المحتجين المسيحيين بالحجارة. وتابع أن
بعض القنابل المسيلة للدموع سقطت في مستشفى الراعي الصالح "مما أعاق الطاقم الطبي عن القيام بواجبه في رعاية المصابين". وقال ان سيارة الاسعاف الخاصة بالمستشفى تحطمت خلال تبادل الرشق بالحجارة بين المحتجين والشرطة.
وقالت مصادر أمنية ان عشرة مسيحيين وأربعة من رجال الشرطة اصيبوا خلال الاشتباكات لكن مديرة مستشفى الراعي الصالح قالت ان المستشفى استقبل نحو 30 مصابا مسيحيا تفاوتت اصاباتهم بين جروح طفيفة واختناق. وأضافت أنهم جميعا غادروا المستشفى بعد تلقي العلاج.