أنا طول عمرى جنب الحيط أنا مابحبش التنطيط
وماشى فى حالى ومسلم دايما بقول الدنيا بخير
والعيشة دى عال والرزق كتير وقليل جدا لو أتكلم
أنا جنب الحيط
...لا عمرى خسرت فى البورصة ولا نصاب سرق مالى
وفين المال بلا وكسة دنا مخنوق بعيالى
عليهم قبل حالى بكيت
ما بشتكيش أبدا م العيش ولا العيشة ولا الزنقة
ولا السُكنة اللى ما تكفيش ولا عايز أجيب شقة
أجيبها منين وحالى بسيط
أنا جنب الحيط
وبقول دارينى يا حيطة واخاف م الحيطة تسمعنى
تقولى هس بس إكتم بلاش ظيطة وتضربنى
وتوجعنى يا ريتنى ما جيت
وراضى ما كونش فى الصورة وبتمنى أعيش مستور
وخلق كتير مجبورة يعيشوا لا أمل ولا دور
يدوب عايشين على الفتافيت
أنا طول عمرى جنب الحيط
أناجنب الحيط
أيه ده ؟! فين الحيط ؟
http://www.al-akhbar.com/?q=node/2266
جمال جبران
من ساحة كلية التجارة، في «جامعة صنعاء الجديدة» انطلقت التظاهرات الطلابية العفوية: شباب قرّروا رفع أصواتهم، مطالبين بضرورة التغيير وتحريك عجلة البلاد الراكدة منذ 33 عاماً، أي منذ قدوم الرئيس علي عبد الله صالح إلى السلطة. هذا «الزعيم» الذي لم يعرف هؤلاء المتظاهرون رئيساً غيره منذ خروجهم إلى الحياة.
انطلقت التحركات من خلال مواعيد ضربها الطلاب بعضهم لبعض على موقع «فايسبوك»، وهو الموقع الذي ينقل يومياً تفاصيل التحركات بالصور ومقاطع الفيديو، كما يتضمّن خطة عمل اليوم التالي. وقد تكون هذه هي المرة الأولى التي يلجأ فيها اليمنيون إلى مواقع التواصل لتنظيم تحركاتهم الاحتجاجية السلمية.
إذاً بعد مرور خمسة أيام على انطلاق التظاهرات، بدأ هؤلاء الشباب يثيرون قلق السلطة التي استخدمت الرصاص الحي لتفريقهم، بعدما أدركت أنهم قد يحرّكون الشارع الراكد، وطبعاً فإن تأثير «ثورة الياسمين» التونسية بدت واضحة على المتظاهرين، وخصوصاً من خلال اللافتات التي رفعوها وأبرزها «ارحلوا أو تُرحّلوا»، و«يا بوعزيزي يا مغوار... نحن معك على خط النار... ضد الحكام الأشرار»، كأنها رسالة شكر متأخرة لمفجّر الثورة التونسية. ولم يقف التأثّر بالتوانسة عند هذا الحدّ، بل إنّ استعمال الإنترنت لنقل الأحداث لحظة بلحظة كان بارزاً، مما قد يفتح عين السلطة على أهمية الشبكة العنكبوتية في تحرير الشعوب.
هكذا تحت قيادة «فايسبوك»، نزل الطلاب إلى الشارع، مطالبين بالتغيير، وبتوسيع هامش الحرية في البلاد، وخصوصاً الحرية الإعلامية التي تشهد يومياً تضييقاً مستمراً، وآخر فصولها الحكم بالسجن على الصحافي عبد الإله شائع (راجع المقال أعلاه). وفي اليومين الأوّلين من التحرّك لم تتدخّل قوات الأمن، لكنّ الوضع تغيّر في اليوم الثالث، عندما ارتفعت أصوات الطلاب مطالبةً برحيل «الديكتاتور علي صالح». هنا، أُطلق الرصاص الحي في الهواء، رغم صدور تعميم أمني داخلي يقضي بـ«عدم التعرض لأيّ مسيرة سلمية والاكتفاء بمرافقتها خطوة بخطوة».
كل ما سبق يوضح أن السلطات أصابها الارتباك حيال ما يحدث، وخصوصاً أنه لم يكن في الحسبان، بل كانت تعتقد أن التحرك يشبه ما كان يحصل في السنوات السابقة: تظاهرة ليوم واحد تنتهي بسلام، لكن هذه المرة اختلفت الصورة، ولعلّ هذه الاستمرارية في مواصلة التظاهرات عائدة إلى «فايسبوك»، الذي مثّل شبكة للتواصل والتنظيم في صفوف الشباب!
الإنترنت محرر الشعوب!
يبدو أن السلطة اليمينة لم تسمع بعد باختراع حديث اسمه...«فايسبوك». لا تزال تظنّ حتى الساعة أنها قادرة على فرض سطوتها على «جامعة صنعاء» كما كان الوضع في السابق. منذ سبعينيات القرن الماضي والنظام يسيطر على الهيئة التعليمية والهيئات الطلابية المتعاقبة في الحرم الجامعي، لكن هذه المرة فاته أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت هي المنظِّم، والقائد الحقيقي لكلّ التحركات الطلابية والشبابية، في مختلف أنحاء العالم، وخصوصاً تلك التي تعاني قمع أنظمتها، وفاته أنّ عملية الحجب والرقابة لن تفيد بعد الآن... وما حصل في تونس خير دليل على ذلك.
العدد ١٣٢٠ الجمعة ٢١ كانون الثاني ٢٠١١