ِ
في خضم الأحداث المتلاحقة في المنطقة أتى خبر وفاة عمر أميرالاي المخرج السينمائي السوري كمثل ذبول زهرة في بستان يخلو من الأزهار أو نكاد نقول كذلك .
وللحقيقة لست أنا من يجرؤ أو يحق له الحديث عن عمر أميرالاي كمثقف أو كفنان سوري مبدع لم يستطع وطنه أن يحمله . فلا المرثيات تنفع ولا التعويض المفترض عند الخسارة يشفع .
وحتى تعرفوا مدى الخسارة التي تكبدتها سوريا الماحلة أو نستطيع قول الرحم السوري العقيم ، تذكروا معي أن السوريين لا يستطيعون أن ينتجوا إلا قائداً أوحد ، ولا أن يفرخوا إلا حزباً حاكماً أوحد ، ولا أن يعبدوا إلا صنماً أوحد ... وإذا قسنا على نفس المنوال لقلنا ... مخرجاً سينمائياً أوحد ومثقفاً أوحد وربما رجلاً مقدساً - بالرغم من كل مشاكله وعلاته - أوحد !!.
إن الواحدية التي رسمت معالم تاريخ سوريا الحديث جعلتها ترتدي لوناً واحداً كالحاً باهتاً ، ليس مدرجاً ضمن قائمة ألوان الطيف وهو ما نستطيع أن نسميه إذا ما صح القول "اللون السوري" .
إن الواحدية قد شكلت سوريا على نسق واحد ، ونغم واحد ، ووتر واحد . الفرح واحد والحزن واحد والانتصار رغم كل أشكاله صانعه ومضمونه واحد ، وغني عن القول أننا في سوريا لم نعد نهزم في زمن البعث .
لقد بقي هذا الموضوع قابعاً في أدراجي لأكثر من ثلاثة أسابيع ... أخشى أن أنشره خوفاً من أن أتهم بالتعاطف مع عمر أميرالاي وأمثاله ممن يوهنون نفسية الأمة ، وبالتالي أتهم بالتعاطف مع الرجعية العربية المتحالفة مع الإمبريالية الغربية ومن يدري قد أتهم بالتخابر مع جهات أجنبية إمبريالية معادية ، فالأمر لا يحتاج إلى أكثر من كاتب سيناريو فاشل وشخص ينطق بالحكم يلقب رسمياً "بالقاضي" !
وما قلب المعادلة وجعلني أنشر هذا المقال ليس شجاعة مفترضة فيّ . ولا هي بوادر كسر لحاجز الخوف عندي كمواطن سوري (أو خروف لا فرق) بسبب ما يحصل في المنطقة العربية .
إن ما شجعني على نشر هذه المقالة هو قيام الدكتور المناضل الرئيس المظلي القائد الفريق الرفيق بشار حافظ الأسد بندب شخص عن رئاسة "الجمهورية" العربية السورية للقيام بواجب العزاء في أميرالاي ممثلاً عنه .
وللحقيقة رأيت في هذه الخطوة سقفاً لي "كمواطن" سوري كي أتحرك تحته كوني أحب أن يظلل رأسي سقف "خيمة" القائد . فأنا من أنصار بيت الشعر المشهور "ما شئت لا ماشاءت الأقدار" ...
عموماً كل هذه المقدمة من أجل أن أعرض لأشقاءنا العرب الأساليب التي يتبعها من يوهنون نفسية الأمة في تناولهم للمواضيع . وهدف هذا المقال تثقيفي تحذيري كي لا يقعوا في فخ هذه الأساليب ويأخذوا نظرة مغلوطة عن سوريا "الصمود والتصدي" سوريا "الممانعة" سوريا "الأسد" .
إن فيلم "طوفان في بلاد البعث" هو آخر فيلم للمخرج عمر أميرالاي وأحد أفلامه الكثيرة "الممنوعة" في سوريا وهو أحد الشواهد على الأساليب التي اتبعها ويتبعها الاستعمار ضد سوريا الأسد سوريا الصمود والتصدي .
ملحوظة : آمل من السوريين أن لا يشاهدوا هذا الفيلم كي لا توهن نفسيتهم ، وكي لا يتأثروا بأفكار الرجعية العربية المتحالفة مع الإمبريالية الغربية ضد قوى التقدم والاشتراكية .
شاهد الفيلم :
طوفان في بلاد البعث