الأمور تزداد صعوبة في سوريا, ولكن هنا ليس مصر
طباعة أرسل لصديق
لورين ويليامز - الجارديان
21/ 02/ 2011
في حصصها الإنجليزية الخاصة في دمشق هذا الأسبوع قامت سلمى ذات ال 23 عاما و زميلاتها بتقديم عرض حول فرص العمل. و قد حمي وطيس الدرس.
تقول سلمى, و هي تسحب نفسا عميقا من السيجارة " من المستحيل أن نتقدم هنا, ليس هناك أي فرص, أريد أن أغادر, أريد الهجرة إلى كندا".
بنوعية لباس الجينز الذي ترتديه و المكياج و الشعر المهذب فإن سلمى تمثل عددا كبيرا من الشباب الطموح في دمشق. و هي تعيش في البيت بعد انفصالها عن خطيبها و لكنها مصممة على العيش بشكل مستقل.
و
لكن بعد العمل لمدة 13 ساعة ليلية كممرضة في مستشفى عام فهي تحصل على 200 دولار أمريكي شهريا و ذلك بعد ثلاث سنوات من العمل و هي تقول بأنها متشائمة من المستقبل.
تضيف سلمى "إنني أعمل بجد هنا, دون مقابل. أريد استكمال دراستي أريد الحصول على درجة الماجستير, و لكن الدرجات العملية هنا لا تعتبر في أي مكان آخر؛ إن الدروس هنا لا تساوي شيئا"
"إنني لا أريد الحصول على مرتب عال. لا أريد أن أشتري الملابس الفاخرة و لا أريد الخروج إلى المطاعم كل ليلة, كل ما أريده هو المال الكافي لكي أعيش مرتاحة".

"الناس في الأماكن الأخرى حول العالم لديهم الحق في العمل الجاد و الصعب و الحصول على ما يكفي لكي يعيشوا به- و لكن هنا ليس لدينا هذا الأمر. إن هنالك مهندسين و محامين يعملون كسائقي تكسي, و هذا الأمر غير سليم".
(راشد) ذو ال 22 عاما وهو طالب إقتصاد في جامعة دمشق يوافق على أن الحياة قد أصبحت مكلفة أكثر في سوريا, و لكنه يقول إنه لا يزال متفائلا. كآخرين في مثل عمره, فإن السوريين من أصل فلسطيني يعيشون في البيوت التي يستأجرونها مع أهاليهم في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين على أطراف دمشق, و هو يشارك في دخل الأسرة حتى يستطيع القيام بدعم نفسه.
يقول راشد " يتوجب علي أن أقوم بالعديد من الدروس الإضافية من أجل أن أحصل على فرصة لإيجاد عمل , و لكنني متأكد من إيجاده".
بين الفصلين, يقوم راشد بارتداء الجينز و المعطف و يدخن بشدة, و يعمل جزئيا لصالح الهلال الأحمر. و هو يخطط لأن يأخذ دروس إضافية في اللغة الإنجليزية و المحاسبة حتى يكمل دراسته الجامعية.
و يوضح " إذا حصلت على وظيفة في القطاع العام فإن الرواتب فظيعة جدا, إن الناس يعملون في القطاع العام, و كل شخص يريد الحصول على عمل في القطاع الخاص, و لكن هناك منافسة شديدة في هذا القطاع".
"سوف أكون سعيدا لو حصلت على وظيفة براتب 600 دولار شهريا".
إن المعدل العام للرواتب في سوريا يصل إلى حوالي 300 دولار أمريكي. إن نسبة البطالة بحسب الأرقام الرسمية تصل إلى 10% على الرغم من أن الكثيرين يرون أن النسبة أكبر من هذا بكثير. إن التقديرات تشير إلى 50% للعاطلين عن العمل الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة. و يعتبر ما نسبته 14% من مجمل السكان الذي يصل إلى 23 مليون نسمة تحت خط الفقر.
يقول كل من سلمى وراشد مع مراقبتهم للأحداث الجارية هذا الأسبوع في مصر بأنها ملهمة, ولكنهما يعتقدان أن الشروط غير ناضجة لثورة مماثلة في سوريا.
يقول راشد" صحيح أن الفجوة ما بين الأغنياء و الفقراء تزداد توسعا, و الأمور تزداد صعوبة هنا, و لكن هنا ليس مصر".
التغيير مرغوب به و لكنه ليس ملحا.
و يقول مازحا " هناك حياة في سوريا, إنه مجتمع جيد. بالتأكيد إنه ليس جيدا كما يجب أن يكون, و لكننا لسنا في مجاعة. إننا نعيش حياة إجتماعية هنا. إننا نذهب إلى بيوت الأصدقاء كما أننا نشرب في البيت, إننا نستمتع بحياتنا. إذا تجنبت المحرمات الثلاثة الجنس و الدين و السياسة فإنه بإمكانك أن تكون ما تشاء".
ولكن سلمى لا توافق على هذا .
وتقول "لا يمكننا الكلام بحرية هنا, إنك تتساءل دائما من يستمع إليك, إن الناس خائفون".
إن الخدمة العسكرية مصدر دائم للإحباط. و مع وجود سوريا تحت قانون الطوارئ, فإن الرجال السوريين ما بين 18 وحتى 42 عاما يجب أن يخدموا ما بين 15-21 شهرا, والأمر هنا يعتمد على الدرجة العلمية, أو أن تقوم بدفع حوالي 5000 دولار.
"إن الأمر مذل, أن تأخذ شابا من حياته لمدة سنتين, و ذلك عندما يكون في بداية ممارسته لعمله, و إذا كان لديك المال فإن بإمكانك أن تدفع و أن تعفى. إننا نريد نهاية لقانون الطوارئ".
لورين ويليامز - الجارديان
ترجمة : قسم الترجمة في مركز الشرق العربي