'نيويورك تايمز' تشير لتوتر العلاقة بين الرياض وواشنطن
ملك البحرين يعلن الطوارئ ورجال دين شيعة يحذرون من 'مجزرة'
انباء عن مقتل جندي سعودي وايران ترفض تدخل القوات الخليجية
2011-03-15
عواصم ـ وكالات ـ لندن 'القدس العربي' من احمد المصري: أعلن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة فرض الأحكام العرفية في البلاد امس الثلاثاء، وواصلت حكومته محاولاتها لقمع انتفاضة الأغلبية الشيعية التي أرسلت السعودية المجاورة التي يحكمها السنة بسببها قوات إلى البلاد، فيما دعا خمسة من كبار رجال الدين الشيعة في البحرين الثلاثاء المجتمع الدولي والاسلامي الى التدخل لمنع 'مجزرة' في هذه المملكة، التي اعلنت فيها حالة الطوارئ ووصلت اليها قوة خليجية للمساعدة في احتواء حركة الاحتجاج الشيعية.
الى ذلك ذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' امس الثلاثاء إن إرسال السعودية قوات إلى البحرين زاد التوتر في العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة، بعدما كانت الرياض أعربت عن استيائها من موقف واشنطن من الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول امريكي قوله إن السعوديين 'ليسوا في موضع للاستماع' إلى الامريكيين الذين يحثونهم على إجراء إصلاحات.
ولم يعرف المسؤولون الامريكيون ما إذا كان اضطرار وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس لإلغاء زيارتهما إلى السعودية في الأيام الأخيرة يعود إلى تدهور صحة الملك عبد الله أو غضبه من الولايات المتحدة.
وقد امتنعت إدارة الرئيس باراك أوباما عن شجب إرسال القوات الخليجية إلى البحرين بشكل مباشر، على الرغم من انتقاد الخطوة بشكل غير مباشر، داعية إلى ضبط النفس.
وقال المسؤولون إن الإدارة الامريكية كانت ترغب في ضم السعودية إلى حملة الضغط من أجل إجراء إصلاحات في البحرين من دون الإطاحة بالحكومة، غير أن وصول القوات السعودية يعني أنها تريد ملاحقة المعارضين وعدم ترك أي مجال للانشقاق.
يشار الى ان قوات سعودية وإماراتية من قوة درع الجزيرة التابعة لمجلس التعاون الخليجي كانت دخلت أمس الى البحرين لمساعدة سلطات المملكة على ضبط الأمن.
وتشهد البحرين منذ الثالث من فبراير/شباط الماضي تظاهرات تنادي بالإصلاح السياسي والاقتصادي، تحولت الى مواجهات مع قوات الأمن وأسفرت عن مقتل 6 أشخاص على الأقل وعشرات الجرحى.
وكان الخلاف بين الرياض وواشنطن بدأ بعد تخلي إدارة أوباما عن الحليف المصري حسني مبارك، على الرغم من دعوة السعودية للاستمرار في دعمه.
وقال المسؤول إنه منذ ذلك الوقت والرسالة الامريكية واضحة للسعوديين 'لا يمكن لأحد أن يكون محصناً' ويتعين على السعودية أن تسرع عملية الإصلاح.
وتخشى الولايات المتحدة أن تمتد الانتفاضات الشعبية إلى السعودية، حليفها الأكبر في العالم العربي، في حال لم تجر إصلاحات، غير أن الرياض لجأت إلى نشر عدد كبير من قوات الأمن ودفع مبالغ كبرى كمساعدات للمواطنين لحثهم على عدم التظاهر.
وقال مسؤول آخر إن الامريكيين يعولون على وزير الداخلية الأمير نايف، بسبب تدهور صحة الملك عبد الله وولي عهده الأمير سلطان بن عبد العزيز، ويقول البعض إن الأمير نايف محافظ وسيعيد المملكة إلى الوراء فيما يرى آخرون أن هذه النظرة ناتجة عن سوء قراءة وأنه قد يكون مصطفاً إلى جانب مجموعة أمراء من الجيل الجديد يؤيدون الإصلاح.
وخفف مسؤولون سعوديون من مسألة وجود توتر بين الدولتين، وقالوا ان الامريكيين الذين يدعون إلى الإصلاح لا يدركون التحديات الناتجة عن التعامل مع مجتمع محافظ جداً.
من ناحية اخرى
أصدرت كتائب حزب الله بياناً قالت فيه،' كنا ننتظر من حكومات الخليج أن تتخذ قرار تحريك قواتها باتجاه فلسطين لتحرير القدس من ايدي الصهاينة، او لطرد القوات الأمريكية المحتلة لأرض المقدسات في مكة المكرمة والمدينة المنورة والعراق او في قطر'.
واضاف البيان، 'كنا ننتظر تحريك قوات حكومات الخليج الى جانب الشعوب العربية التي خرجت للشوارع للتخلص من حكامها الفاسدين القتلة، وخاصة في ليبيا واليمن والبحرين وعمان، ولكنها تحركت لقمع أبناء الشعب البحريني المستضعف، الذي خرج بصدور عارية إلا من العزيمة والإصرار والثبات، لخلع عائلة آل الخليفة الفاسدة وطردهم من الحكم'.
وختم البيان 'سوف ننتصر لإخواننا من الشعبين البحريني واليمني من خلال إنزال العقاب والاقتصاص من أمريكا وآل سعود، حيثما توفرت الفرصة إن شاء الله'.
http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=612784&issueno=11796
مقال رئيس تحرير الشرق الأوسط يعبر عن رأي العائلة المالكة
..وعلى أميركا ضبط التصريحات
طارق الحميد
الاربعـاء 11 ربيـع الثانـى 1432 هـ 16 مارس 2011 العدد 11796
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي
وسط التعليقات الأميركية المتناقضة حول أحداث منطقتنا، دائما ما يبرز تصريح أميركي واحد، وهو النصح بضبط النفس. ويوم أول من أمس كرر الأميركيون هذا التصريح نفسه، تعليقا على دخول قوات درع الجزيرة الخليجية إلى المنامة بناء على دعوة بحرينية.
والحقيقة أن على الإدارة الأميركية الآن ضبط التصريحات، فما يصدر عن واشنطن من تصريحات متناقضة بات أمرا محيرا، بل مريبا. فكيف يقول وزير الدفاع الأميركي إن على البحرينيين إجراء إصلاحات سريعة لوضع حد للتدخل الإيراني - وكأن الإصلاحات عملية ابتزاز - بينما تصدر عن الأميركيين أيضا تصريحات تقول إن التظاهر ليس الحل في اليمن ولا بد من الحوار؟! فكيف على حكومة البحرين أن تتحرك فورا، بينما على المتظاهرين في اليمن أن ينتظروا؟ أمر لا يستقيم، بل إنه مدعاة للريبة والشك. وهذا ليس كل شيء، فهاهو القذافي يستخدم الطائرات لقصف شعبه، والإدارة الأميركية لا ترى حاجة ملحة لفرض الحظر الجوي على ليبيا، بل مشغولة بالضغط على البحرينيين، بينما يهدد القذافي المجتمع الدولي بأنه سيتحالف مع «القاعدة»، في الوقت الذي يتهم فيه القذافي نفسه الثوار الليبيين بأنهم هم «القاعدة»!
وكما أسلفنا، فإن أميركا - بدلا من محاولة فهم ما يجري في المنطقة - توزع التصريحات، والتسريبات الإعلامية يمينا ويسارا، مرة بالطعن في الإعلام السعودي، وأخرى بالقول إن السعوديين يأخذون الأمور بشكل شخصي، ثم يعودون للقول إن على البحرين أن تسرع بالإصلاح، وإنهم يدعمون قيما دولية، ثم يتجاهلون ما يحدث في ليبيا، ويطالبون المتظاهرين في اليمن بالتعقل، هذا عدا عن تجاهل ما يحدث في إيران نفسها من قمع للأقليات. وهاهي المعارضة الإيرانية تحاول، إلى الأمس، أن تخرج في مظاهرات بطهران وتتعرض للقمع، ناهيك عن اعتقال رموزها! أمر محير فعلا، لكنه يقول لنا شيئا واضحا وهو أن واشنطن لا تملك رؤية حقيقية لما يدور في المنطقة، وإن امتلكت الرؤية فهي أضعف من أن تتصرف.
واشنطن تجاهلت خطر الحوثيين المموَّلين من إيران، وانتهى الأمر باشتباك القوات السعودية معهم، واليوم تصوِّر ما يحدث في البحرين بأنه مطلب ديمقراطي، بينما تتجاهل حقيقة أن البحرين ليست شيعة فقط، بل إن هناك سنة، وهناك تصريحات إيرانية ليست بالبعيدة تقول إن البحرين جزء تاريخي من إيران. وواشنطن تهادن إيران، وتبسط من مشروعها النووي، على الرغم من أن القضية ليست فقط بخطورة السلاح النووي الإيراني، بل يكفي الاتعاظ بما حدث في اليابان، التي تعتبر واحدة من أكثر دول العالم تطورا في التعامل مع الزلازل والنكبات، والآن العالم على أعصابه خوفا من التداعيات النووية فيها. فكيف سيكون الحال مع إيران المعرضة أصلا للزلازل، ولا تملك أي بنية تحتية حقيقية للتعامل مع ذلك؟
القضية ليست هروبا من الإصلاح، أو الديمقراطية، التي بموجبها سلمت واشنطن العراق لطهران، أو التي خلفت لنا حزب الله الإيراني في لبنان، القضية أنه من غير المقبول أن نسلم رقابنا ومستقبلنا لإيران؛ لذا فعلى الإدارة الأميركية نفسها أن تضبط تصريحاتها بدلا من مطالبات الخليجيين بضبط النفس.
tariq@asharqalawsat.com