سورية تغلي بعد «جمعة العزة»
الأمن يغلق اللاذقية.. وحرق تمثال لحافظ الأسد في درعا وقتلى في دمشق والصنمين * القرضاوي: «بشار» أسير طائفته
متظاهرون سوريون يطلقون هتافات ضد النظام بعد صلاة الجمعة خارج الجامع الأموي في العاصمة دمشق أمس (أ.ب)
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
لم تنفع الإصلاحات التي أعلنتها أول من أمس القيادة السورية، لتهدئة الأوضاع في البلاد، بل كان لها تأثير عكسي، إذ انتشر غليان المظاهرات في «جمعة العزة» الذي دعت له جهات معارضة. وامتدت المظاهرات التي كانت حتى يوم أمس بشكل أساسي في منطقة درعا الجنوبية، لتشمل مدنا شمالية أخرى, حيث شهدت عشرات القتلى والجرحى. ورغم ذلك نفى وزير الإعلام السوري وجود توتر في سورية. وقال الوزير محسن بلال، إن الوضع «هادئ تماما» في جميع أرجاء سورية. وأضاف: «السلام التام يسود المدن السورية، وقد تم اعتقال الإرهابيين». وقال شهود من مدينة الصنمين الواقعة بين درعا ودمشق، إن القوات الأمنية تطلق النار عشوائيا على المتظاهرين، وإنها قتلت 20 منهم. وفي دمشق وضواحيها، حيث خرج الآلاف في مظاهرات متفرقة، قال سكان إن قوات الأمن قتلت ثلاثة.
وفيما أغلقت السلطات الأمنية مدينة اللاذقية التي شهدت مظاهرات، أكد شهود في درعا ان المحتجين في المدينة أحرقوا تمثالا للرئيس السابق حافظ الأسد. وتشجع سكان حماة أيضا وخرجوا إلى الشوارع بالآلاف أمس مطالبين بالحرية.
من جهته أعلن الداعية المصري، يوسف القرضاوي، دعمه للمظاهرات التي تشهدها سورية، معتبرا أن «قطار الثورات وصل إلى محطتها»، وانتقد في خطبة الجمعة أمس، بشدة، ما قال إنه اعتداء على «حرمة بيوت الله» في هجوم القوات السورية على المسجد العمري في درعا، وغمز من قناة الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري، بشار الأسد، قائلا إن الأخير «أسير لديها».
الشيخ القرضاوي: الأسد أسير لدى الطائفة العلوية
عبر عن دعمه للمتظاهرين في سورية
لندن: «الشرق الأوسط»
أعلن الداعية المصري، يوسف القرضاوي، دعمه للمظاهرات التي تشهدها سورية، معتبرا أن «قطار الثورات وصل إلى محطتها»، وانتقد في خطاب الجمعة، بشدة، ما قال إنه اعتداء على «حرمة بيوت الله» في هجوم القوات السورية على المسجد العمري في درعا، وغمز من قناة الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الرئيس السوري، بشار الأسد، قائلا إن الأخير «أسير لديها».
وقال القرضاوي، في الخطبة التي ألقاها بقطر: «لا يمكن أن تنفصل سورية عن تاريخ الأمة العربية، قال بعضهم إن سورية بمنأى عن هذه الثورات، كيف ذلك؟! أليست جزءا من الأمة؟! ألا تجري عليها قوانين الله في الأمم والمجتمعات؟! سورية مثل غيرها، بل هي أولى من غيرها بهذه الثورات». وذكر القرضاوي كيف أن التاريخ كان يشهد على الدوام حالة من الاتحاد بين مصر وسورية لمواجهة الحملات التي تستهدف المنطقة، منذ فترة الاحتلال الصليبي، علما بأن مصر كانت قد شهدت قبل أسابيع تنحي الرئيس حسني مبارك تحت ضغط المظاهرات المعارضة. وفي حديثه حول هجوم الجيش السوري على درعا والمسجد العمري الذي كان مركزا للاحتجاجات فيها، قال القرضاوي: «لم يبال هؤلاء بحرمة بيوت الله، قتلوا الناس في المسجد، هذه ثورات سلمية لا تحمل بندقية ولا عصا ولا حجرا، ولكن هؤلاء القساة أعملوا فيهم رشاشاتهم ومدافعهم وبنادقهم وقتلوا منهم من قتلوا علنا، ومن قتل في البيوت، وسحب الناس قتلاهم إلى البيوت خشية أن يمثلوا بهم». وندد القرضاوي بالخطوات التي تتخذها السلطات السورية حاليا، والتي قال إنها «محاولة للتقليل من الجريمة» عبر إقالة محافظ درعا، وقال: «هل هذا يكفي؟!». وتحدث عن الموضوع المذهبي بشكل غير مباشر في سورية، فقال: «الرئيس الأسد يعامله الشعب على أنه سني، وهو مثقف وشاب ويمكنه أن يعمل الكثير، ولكن مشكلته أنه أسير حاشيته وطائفته»، في إشارة إلى الطائفة العلوية التي يعتقد بأنها تسيطر بشكل واسع على مفاصل السلطة والقوى الأمنية في البلاد.
سورية: أقلية علوية تحكم أكثرية سنية وشعبان تشير للمرة الأولى إلى الأكراد غير المعترف بهم
العلويون يتركزون في قرى الساحل وبعض مناطق الداخل
دمشق - لندن: «الشرق الأوسط»
تقدم الأقلية العلوية نفسها كمصدر للاستقرار في سورية، في مجتمع يغلب عليه السنة، ومكون من طوائف وجماعات عرقية كثيرة، من بينها الشيعة والمسيحيون. وتعتبر العلمانية والاشتراكية من القيم الأساسية التي قام عليها حزب البعث السوري الحاكم. لا تتوافر مصادر موثوقة ومعتمدة تحدد بشكل واضح «خارطة التركيبة السكانية» في سورية. ولكن المتوفر من معلومات عامة، يشير إلى وجود عرب وأكراد وشركس وأرمن وداغستان وتركمان وشيشان وغيرهم.. ومن ناحية الأديان والطوائف توجد أغلبية مسلمة من السنة والعلويين والشيعة، والأغلبية هم السنة ومسيحيون ودروز وأقلية يهودية.
وباعتبار سورية من أكثر المناطق حيوية في التاريخ القديم، ومن أقدم الأراضي التي تم اكتشاف آثار الإنسان فيها من عصور ما قبل التاريخ، يمكن تعليل سبب تنوعها السكاني الشديد. ولا يزال يوجد في معلولا قرب دمشق من يتكلم الآرامية التي تحدث بها المسيح، كما كانت سورية الأرض التي عبرها أبو الأنبياء إبراهيم قبل ظهور اليهودية بخمسة قرون، وكانت المسرح الرئيسي لمواجهات كبرى لم تنقطع لقرون كثيرة بين الإمبراطوريات القديمة من الفينيقيين والآشوريين والإغريق والفرس والرومان والفراعنة، ثم كانت بعد استقرار الإسلام فيها مسرحا رئيسيا لمواجهة الغزوات المغولية والصليبية. جميع ذلك، بالإضافة إلى تيارات الهجرات التاريخية، يفسر تعدد الانتماءات، وإن بقي العرب المسلمون السنة يشكلون الأكثرية الكبرى للسكان منذ ظهور الإسلام إلى اليوم.
وعلى وجه التقريب، وبحسب الأرقام المتوفرة، فإن سورية التي يقطنها نحو عشرين مليون نسمة، فيها:
70 في المائة من السنة (العرب)، و8 في المائة من السنة (الأكراد)، وأقل من 1 في المائة من السنة (الشركس).
1 في المائة من الشيعة (العرب وسواهم).
8 إلى 9 في المائة من العلويين (العرب).
2 إلى 3 في المائة من الدروز (العرب).
8 في المائة من المسيحيين (العرب الأرثوذكس في الدرجة الأولى).
أقل من 1 في المائة من أقليات أخرى كاليزيدية والإسماعيلية، ومنها عدة آلاف من اليهود.
ولا يمكن القول اليوم إن هناك مناطق خاصة بفئة معينة من السكان. إذ يغلب على سورية مشهد الاختلاط والتمازج السكاني، الذي يغلب عليه الطابع الإسلامي السني بحكم كونهم الأغلبية. ومع ذلك يمكن القول إن العلويين تاريخيا تركزوا في قرى الساحل السوري وبعض مناطق الداخل والقريبة من الداخل، بينما تركزت الأغلبية السنية في المحافظات الرئيسية (دمشق، حمص، حماة، حلب، الرقة، درعا). أما الشيعة فغالبيتهم في دمشق وحلب والرقة، أما الدروز فالكثافة الأعلى لهم في المنطقة الجنوبية بالجبل محافظة السويداء، والمسيحيون منتشرون في كل أنحاء البلاد، وفي بعض المدن يتركزون في أحياء معينة، أو في قرى بأكملها.
ويتركز الشركس في دمشق، في حين يتركز الأرمن بالدرجة الأولى في حلب وريف اللاذقية والقامشلي في شمال شرقي البلاد. أما الأكراد (هناك من يقدر عددهم بمليون كردي) فيتركزون في المناطق الشمالية الشرقية، محافظة الحسكة والقامشلي والشمالية في ريف حلب قريبا من الحدود مع تركيا، أما محافظة دير الزور ومدينة البوكمال والقرى القريبة من الحدود مع العراق فغالبيتها من العرب السنة.
ويشعر الأكراد السوريون بغبن كبير لعدم الاعتراف الرسمي بهم، خاصة بعد صدور قانون الإحصاء لعام 1962 الذي جرد عددا كبيرا من الجنسية. كما أن نظام حكم حزب البعث الذي فرض العلمانية كان ضد إظهار هذا التنوع، وحرص خلال حكمه لسورية لأكثر من أربعين عاما أن لا يكون هناك إشارة لأي تمايز ديني أو عرقي، وذلك على الرغم من اعتبار سورية دولة ذات طابع إسلامي. وكانت مطالبات الأكراد تتركز دائما على حق الاعتراف بهم ومنحهم الجنسية السورية، والسماح للثقافة الكردية لغة وعادات بالنمو على الخريطة الوطنية. وكان لافتا أن توجه مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان، خلال مؤتمرها الصحافي الذي عقدته يوم الخميس الماضي، الحديث للأكراد، وعيد النيروز، واعتباره عيدا لكل السوريين، موجهة تهنئة للأكراد بهذه المناسبة، ليكون أول كلام رسمي سوري يشير إلى هذا العيد ويعترف علانية بالثقافة الكردية كأحد مكونات الثقافة السورية.
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11806&article=614300
????????????????????????????????????????????
وقال الوزير محسن بلال لإذاعة «كادينا سير» الإسبانية، إن الوضع «هادئ تماما» في جميع أرجاء سورية. وأضاف: «السلام التام يسود المدن السورية، وقد تم اعتقال الإرهابيين». وتابع بلال، الذي عمل سفيرا سابقا لدى إسبانيا، أن الأحداث التي وقعت يوم الأربعاء في مدينة درعا جنوب سورية كان وراءها «إرهابيون.. وقريبا سنكشف عن هويتهم للعالم بأكمله». وأضاف بلال أن «الجو ليس جو احتجاجات ضد الحكومة»، كما أوضح الوزير لوكالة الصحافة الفرنسية أنه أكد في تصريحاته للإذاعة الإسبانية أن «الهدوء يسود محافظات سورية الـ14».
وأضاف للإذاعة أنه رغم الدعوات للتظاهر، أمس، فإن «الجو سلمي تماما في جميع أرجاء البلاد، وليست هناك اضطرابات من أي نوع». وأكد أن الذين خرجوا إلى الشارع «خرجوا للإشادة بالقرارات التي اتخذتها الحكومة السورية» ليل أول من أمس، الخميس.
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&issueno=11806&article=614299