الإبادة هى قانون كونى إن جاز القول . شىء تمارسه أمنا الطبيعة دونما توقف على مدى بلايين السنين . نرى العشائر البيولوچية تذهب يأتى غيرها ، لا لشىء إلا لأنها الأكثر تكيفا مع معطيات الحياة وإرهاصات المستقبل . هذا القانون الذى يشتهر باسم العيش للأصلح يخطئ من يعتقد أن العرق البشرى مستثنى منه ، أو على الأقل تلك القطاعات الأكثر تخلفا وأقل حماسا لمعانقة الحداثة منه .
لا أفهم كيف يمكن لإنسان واحد أن يعترض على التوظيف الواسع للسلاح النووى ، إذا كانت المرة الوحيدة التى استخدم فيها أعطتنا قدرة اقتصادية فائقة اسمها الياپان !
مشكلة العرب والمسلمين ليست أنهم لا يفهمون إلا لغة القوة ، إنما أنهم لا يفهمون لغة القوة . إسرائيل هزمتهم بعدد لا نهائى من الحروب ، ويعرفون أن لديها أسلحة نووية ، ومع ذلك سيحاربون ويحاربون إلى أن يبادوا نهائيا !
طالما هناك مقاومة للتحديث فكل الخيارات مشروعة ومفتوحة ، بما فيها الإبادة . هذه ليست رغبة حفنة من الأشرار فى السيطرة على العالم ، إنما هو قانون الطبيعة الأسمى . كل ما هناك أنه كلما تم التسريع بتقنين الإبادة وشفرتها الأخلاقية ، كلما تعاظمت كفاءتها . على الأقل لا يجب إبادة المتخلفين لمجرد تخلفهم ، إنما لمقاومتهم للتقدم . بمعنى آخر الغباء وليس التخلف هو المعيار الواجب للإبادة !
نحن لم ننشئ هذه الصفحة للدعوة لإبادة أحد . العكس هو الصحيح نحن أنشأناها للدعوة لتحاشى مصير الإبادة . نحن لسنا ممن يكره أو يحقد ، ولسنا عرقيين ولا دمويين ، إنما على النقيض تماما نفرح من قلوبنا مع كل تجربة حداثية فى بلاد العرب والمسلمين . لكن حديث القلب هذا شىء ، وحديث العقل شىء آخر . حديث العقل يقول لا فائدة من كل هذا . حتى تلك التجارب سرعان ما تجهض فى كل مرة ، لأن ثمة شىء أقوى منها يكمن فى الأعماق الچيينية لتلك الشعوب . هذه شعوب عاشت غبية متخلفة وقاطعة طريق لألفيات كاملة من السنين ، ولا تزال غبية متخلفة وقاطعة طريق ، وستظل كذلك لآلفيات كثيرة لاحقة ، هذا ببساطة لأن شيئا ما لم يتغير يمكن أن يؤشر لغير ذلك . والمشكلة هى لأى مدى يمكن أن يطول صبر العالم علينا !
حان الوقت لتفكيك الترتيب العالمى القديم المعتمد على مبادئ السيادة والديموقراطية وحقوق الإنسان ، وبناء ترتيب جديد شمولى بعد‑إنسانى عالى التقنية لا يستبعد حتى خيار الإبادة ، ويعتمد فقط على أكثر مبادئ الطبيعة بساطة :
التقدم ضد التخلف !
نحن غير جادين فى تحاشى الإبادة !
السلاح النووى هبة رائعة من العلم ستعجل على نحو درامى من خلق عالم أكثر تجانسا يسعى كله للرخاء والتقدم ، ويخلو جذريا من قطاع الطرق والمحرضين وذوى الشعارات .
البشرية أغبى من أن ترى أنها فى حاجة لترتيب عالمى جديد ، قبل وقوع حدث لا يقل درامية . الفارق أن رأس الأفعى الآن هى أعمق وأعرق الرءوس جميعا ، حامية كل قطاع الطرق ، التى تجلس بفخامة زائفة على مائدة السبعة الكبار : العاهرة القبيحة فرنسا .
عالمنا لن يتغير تغيرا حقيقيا أبدا ، قبل القضاء على ريچيم الجمهورية الفرنسية ، وإنهاء حقبة الاشتراكية الإنسانية التى بلت الثورة الفرنسية العالم بها . لو ضرب كل العالم وتم الإبقاء على فرنسا ، فكأن شيئا لم يحدث . سينمو التخلف من جديد وبنفس القوة السابقة . ما نعلمه هو شىء واحد أن ذلك لن يحدث دون ضربة نووية عميقة توقظ العالم على جرائم هذا الريچيم فى حق حضارة الكوكب لمدة قرنين من الزمان !
نحن نشهد الآن تبلور ما يمكن تسميته حلف الأضداد الأيديولوچية الكبرى ، الشيوعية والإسلام والعروبة والوطنية . الأفكار الأربع التى لم يمكن لتلتق قط إلا وسالت الحروب والدماء فيما بينها ، باتوا اليوم جبهة بل كيانا واحدا ، خليطا عالميا موحدا منصهرا لكل المهزومين . نسوا كل متناقضاتهم وراحت تجمعهم فقط كراهية الإمپريالية والصهيونية ، ومن ثم تحالفوا على دور واحد مشترك : قطع الطريق ، طريق الحضارة والجلوبة والنجاح الاقتصادى ، بالقتل أو البلطجة أو الابتزاز ، أو بالسعار الإعلامى وهو أضعف الإيمان . على حماة المستقبل إن أرادوا أن يحموه حقا أن يسقطوا فى الحال كل اعتداد بأية فوارق بين چاك شيراك وأسامة بن لادن وصدام حسين وياسر عرفات ، أو أيا من كان يرمز أو ينتمى لتلك الأضداد الأربعة ، ويعلنونها حربا شعواء على الجميع . ما نخشاه أن دعوتنا أن يا صفوة العالم اتحدوا لا تتحقق بذات سرعة الحزب المضاد فى تحقيق شعار أن يا حثالة العالم اتحدوا !
منظمات حماس والجهاد وفتح وحزب الله لن ينهيها أبو مازن أو دحلان أو حتى شارون . هذه المنظمات لن تباد دون استدعاء القاذفات الستراتيچية ، والقنابل النابهة متعددة الأطنان ، ودون قصف الأوكار السكنية والمظاهرات والجنازات والمساجد أو حتى المستشفيات . ومن ثم لن تباد دون سقوط عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء الذين تحتمى بهم تلك المنظمات الخسيسة . ويجب أن يتكرر هذا إذا ما عاودوا الظهور من جديد ، أو للأسف تقام أسوار لتحيل الشعوب لنزلاء معسكرات اعتقال مؤبدة ، كما الهنود الحمر حين لم يكن من ثم حل آخر معهم . العالم كله يعرف أنك كى تحارب تلبس زيا عسكريا وتقود جيشا ، فإذا هزمت تستسلم وتتبنى أفكار المنتصرين . لكن أن تصر على المقاومة إلى ما لا نهاية معناه أنك تطلب الإبادة لك ولشعبك . للأسف منذ جمال عبد الناصر الخسة والارتزاق المؤبد بأقوات ودماء شعوبهم ، هى سمة كل الوطنجيين والقومجيين والإسلامجيين العرب ، ولا صلاح لهم ، ولا حلول وسط . لن يقنعوا بأقل من مجابهة دائمة مع كل بقية العالم ، لا تنتهى قط ولو حتى بإزالة إسرائيل وهزيمة أميركا . شعوبنا تعلم أن هذا لن يحدث ناهيك عن أنها لا تريده ، وها قد حان لها أن تدفع من دمائها ثمن خلاصها منهم مرة واحدة وللأبد .
هل تعرف ما هو معنى 87 بليون دولار ؟ معناها أن أميركا منحت الشعب العراقى دون أى مقابل هدية مقدارها ست سنوات من إنتاجه الپترولى بل من كل ناتجه الداجن الإجمالى ! ثم يقولون لك إن الاستعمار أتى لنهب ثرواتنا . ثروات إيه يا بتوع الثروات ؟ الواقع أن الرقم المذكور يكفى لشراء معظم العراق أرضا وشعبا مرة واحدة وللأبد ، بل فى الحقيقة العراق كله لا يساوى نصف قيمة ما عليه من ديون .
الناتج الإجمالى للعالم الثالث 6 تريليون دولار . لو كان لديك مؤسسة تحقق ربحا 6 تريليونات سنويا وقررت خصخصتها لن تأتى لك بأكثر من 30 أو 35 تريليونا أبدا ، أى الناتج الداجن الإجمالى للولايات المتحدة فى عامين ونصف . لكننا هنا لا نتحدث عن مؤسسة تحقق ربحا أصلا ، إنما عن مجموع قيم السلع التى تنتجها ككل . العالم الثالث ( بما فيه الصين والهند وجميع النمور الآسيوية والأهرامات ونهر الأمازون ودول الپترول والشاى والقهوة والهيروئين ) لو بيع كله بالمزاد ، بدون البشر ربما يساوى هذا المبلغ ، لكن لو بيع بهم فإنه ساعتها لن يساوى شيئا إلا قيمة ديونه . حد يشترى ؟
جهد خارق ومخلص هذا الذى تبذله أميركا من أجل تحديث العراق وخلق نموذج مثالى منه بين البلاد العربية والإسلامية . المرء لا يملك الإ التعاطف والإعجاب وحتى الأمل فى دأب أميركا ومثابرتها وصبرها الفائقة الواثقة ، إلا أنه من قبيل الأمانة العلمية والخبرة المعاشة لا مفر من القول إن هذه الجهود مآلها الفشل على الأرجح لأنها تنسى حقيقة أساس : أن للعرب عقولهم التى تشتغل بطريقة تختلف جذريا عن بقية عقول البشر . لا يفهمون ما يفهمه الغير ، ولا يقبلون بأية ثوابت أو مفاهيم توافقت عليها بقية العالم فى مسيرة تطورها المتواصل ، بل لهم ثوابتهم ومفاهيمهم الخاصة جدا ، والتى لم تتغير منذ عشرات القرون ، وعلى الأرجح فات أوان محاولة تغييرها . فى البالوعة العطنة التى تزكم الأنوف المسماة العقل العربى المحمى بچيينات بالغة الأصالة والتفرد ، تكمن كل المشكلة . ومن الأفضل ألا تحاول أميركا فتح هذا العفن ، بل إغلاقه إلى الأبد وتخليص كل العالم منه بذات الطريقة التى تعاملت بها مع الهنود الحمر ، وبنت على رمادهم أعظم حضارات عالمنا المعاصر .
أسلموا المجتمع تحصدون الإرهاب . أرهبوا المجتمع تحصدون الإسلام . وهكذا الدائرة الجهنمية !
قبل استئصال الأقلية السنية ، لا مستقبل جدى للعراق . هل تعتقد أنهم يمكن أن ينخرطوا فى مسيرة الحضارة يوما مهما فعلت من أجلهم ؟ الواقع أنهم بمجرد أن يشعروا ولو قليلا بالأمان سيعيدون صدام للحكم أو يخترعون صداما جديدا ، ويبدأون فى نهش لحم كل من عداهم . إنه شىء فى ثقافتهم ودينهم ، والأهم : فى چييناتهم !
أهل الكتاب والسنة والجماعة وهذه الأشياء أناس تتملكهم غطرسة لا حدود لها ، ولا تقبل عجرفتهم إلا أن يحتلوا الدول المجاورة ويمتصوا دماءها ( الكويت - كردستان - لبنان - جنوب السودان - الأمازيغ - كل العالم ) . إن الهدف الغائى لجراد يثرب هو أن يحكموا كل من عداهم ، يسفحون دماءهم ويسبون نساءهم ويفرضون الجزية على الجميع ، ناهيك بالطبع عن استحالة أن يقبلوا أن يحكمهم أحد مهما كان عظيما أو متقدما . مثلث العراق السنى ، رغم أنه أقلية تافهة بالنسبة للشعب العراقى ، أثبت أنه طليعة فذة تفوق فى تواقحها وعنجهيتها ووحشيتها كل سائر أهل السنة عبر العالم الإسلامى . باستثناء الإبادة لا يوجد أى شىء أو أية هزيمة يمكن أن تقنعهم بأنهم أحط أمة أخرجت للناس !
أميركا متعودة أنها إذا هزمت شعبا ما عسكريا فإنه يستسلم لها . إذا كانت قد ارتكبت غلطة ما فى العراق فهى أنها لم تكن تعلم سلفا أن كما تقتات الخنازير على القمامة يقتات العرب على الهزائم ، تشعرهم بمدى أهميتهم لهذا العالم ، تزيدهم غطرسة ، ويتعيشون عليها بل ويزدهرون ‑هم وظاهرتهم الصوتية‑ أكثر وأكثر !
نحن لا نهوى الحرب وسفك الدماء ، ونتمنى أن نغمض عيننا ونفتحها فنرى شعوبنا انقلبت عصرية محترمة منخرطة فى مسيرة التقدم ، لكن السياسات السلامية تنطوى على مشكلة تضمن لها أن لا تأتى على أية ثمار مطلقا . هذه المشكلة تكمن فى أن العرب والمسلمين يترجمون رغبة الطرف الآخر فى الحوار ، على أنها مؤشر ضعف ، أو على أن ثمة هامشا متاحا للعب على الحبال على طريقة ناصر 56 ، أو لسياسة حافة الهاوية على طريقة عرفات 2000 ، أو للمساومة على طريقة القذافى 2003 ، والنتيجة ببساطة أن يستمروا على تخلفهم وبلطجتهم إلى ما لا نهاية .
لا جديد فى الأمر : منذ غزوة بدر وكل العرب چانچاويد . وحتى اليوم هم الاستمرار المعاصر المثالى لكل تراث العرق السامى الذى رخصت له السماء منذ أيام موسى ومحمد بملكية كل أرض تطأها أقدامهم . فقط الجمال الخاص لغزوة دارفور أنها نهب إسلامى كلاسى جدا بواسطة البدو الرعاة لأرض وثروة ونساء الزراع . أفارقة دارفور مسلمون ، ولو بالاسم على الأقل ، لكن ليس لديهم أدنى حماس لشريعة قمع الحريات ونهب الثروات ، المعروفة باسم الشريعة الإسلامية ، التى يتبناها أهل سنة الخرطوم ذوى اللسان العربى المبين من أجل تبرير قهرهم ومصهم لدماء الغير .
كل منظمات الإغاثة التى تذهب إليهم منظمات إنسانية مسيحية ، فأموال الإغاثة الإسلامية ليست فقط محرمة شرعا على إغاثة غير المسلمين ، بل هى تغيث تحديدا المسلمين المجاهدين الانتفاضيين الإرهابيين الوهابيين ولا أحد آخر . والسؤال : ماذا لو أن بعد أن رأى الدارفوريين الفارق الواضح فى معاملة أتباع الأديان المختلفة لهم ، أن قرروا مثلا الارتداد للمسيحية ‑كما الأكراد أو غيرهم كثير‑ ألن نقول ساعتها إنها حملة تبشيرية منظمة ومؤامرة صليبية عالمية ضد الإسلام ؟
لا مفر من حروب أخرى تعم كل مناطق السودان الواقعة تحت نير النهب السنى . مرة أخرى : كل البلاد ، كل شبر فيها ، سوف تثور وتخضبها الدماء ، ذلك ما لم يرسل أحدهم طائراته لقصف القصر الجمهورى فى الخرطوم وينقذ الملايين من طغيانه الثيوقراطى المقيت .
ستأتى لحظة ترتفع فيها خطبة تحريض واحدة من شخص مغمور تافه على منبر أحد المساجد ، كفيلة بتحريك البعض بما يكفى لإخراس الجميع ، وانتزاع السلطة أو إشعال حرب أهلية . ستقول لن يصدقهم أحد ، أقول التحريض لا يحتاج لمصداقية . قالوا بن لادن برئ من 11 سپتمبر والموساد هى صانعته . ثم حين ظهر بن لادن بنفسه على شاشة الجعيرة يشير لصور هؤلاء الـ 19 ويقول هذا روح قلبى وهذا توأم روحى وهذا حبى الغالى وهذا أمل حياتى وهذا أنت عمرى ، نسوا الأمر وتحولوا لشىء آخر ، وأيضا جرت الشعوب وراءهم . الشعوب لا تريد مصداقية ، شعوبنا لا تعنيها مثل هذه الكلمة ، ولأسباب كامنة فى چييناتها شديدة الانفعالية يسعدها فقط التحريض أيما إسعاد . خبرتها علمتها أن العقل لا يساعدها على العيش بل ينغص عليها حياتها الهانئة . الشعوب التى يخاطبها هؤلاء غبية وجاهلة أكثر منهم ، وليس لديها عقل حتى تزن أى شىء . ولو لديها الحد الأدنى من العقل كشعوبكم مثلا ، لأجبرت هؤلاء على احترام عقولهم .
إذن هناك شىء اسمه التحريض ، هذا لا يستطيع أحد فى شعوبنا مقاومته . حتى لو أبدتم تلك ’ الأقلية ‘ المخربة . سوف يبحث الشعب غدا عن غيرها ليعطيها أذنه ويصمت هو ، وهكذا ، وهكذا . إنها أمور قابعة هناك فى عمقنا الچيينى . والفالوجة ليست هيروشيما ، لو انضربت ينصلح حال باقى الشعب . لن تخلقوا من العراق ياپانا جديدة أبدا ، لكن بالبدء فى الإبادة التدريجية ربما تزرعون فرصة الأمل الوحيدة الباقية فى المستقبل !
ماذا كنتم تتوقعون من العراق غير مقتدى الصدر ومجاهدى الفالوجة ؟ هل تتخيلون العرب والمسلمين يمكن أن يقبلوا حلولا وسطا أو give a damn لمصطلحاتكم العجيبة كالتنمية والحداثة والدخول المرتفعة وحياة الرفاه ؟ ما لم تصبح كل الريچيمات العربية والإسلامية على غرار طالبان تحيل أراضيها معسكرا كبيرا لتدريب جيوش النور والإعداد للهجمات على بلاد الكفار ، لن يهدأ بال أحد ولن يقبل أى من تلك الشعوب أى نوع من السلام أو المصالحة أو التعايش داخليا أو خارجيا . ألم يحن وقت الفهم أيها الأميركا ؟
جزء من كلام بات مملا : لا يعنينا التاريخ ولا الحقوق ولا القوانين ولا الأعراق ولا الأديان ، إنما يعنينا فقط محتواك . هات م الآخر ! من أنت ؟ هل وصلت للمريخ أم لا زلت تسير على القمر فقط ؟ ماذا أنت تمثل فى سؤال العلم والتقنية ، سؤال الحضارة ؟ لا تقل حتى إن مشروعك هو الهندسة الچيينية أو الهندسة النانووية . ما تنفعش . قدمت . غيرك أخدها . العب غيرها . هات م الآخر : هل لديك مشروع تقنى للمستقبل لم يخطر ببال أحد بعد ؟
إحنا كمان هنجيب م الآخر : الشعوب العربية والإسلامية غير قابلة للإصلاح . چييناتها تمنعها من هذا . هى تريد الانفعالات ولا تريد العقل ، تريد المظاهرات ولا تريد البحث العلمى ، تريد الشعارات ولا تريد الشغل . التحديث مستحيل . كل المحاولات جربت واستنفذت . هى شعوب متخلفة وسعيدة بتخلفها . بل ربما ليست هذه كل المشكلة . المشكلة أنها لا ترضى بأن يكون غيرها أقل منها تخلفا ، وتشهر كل ما لديها من تخلف سلاحا لتدمير بقية العالم .
م الآخر : الحل فقط هو محوها من الوجود .
سيدى الرئيس بوش ، هل تعتقد حقا أن شعبا كالعراق يمكن أن يحكم بطريقة أخرى غير طريقة صدام حسين ؟ إنه ليس حتى فسيفساء كما يقال عادة . ألا تقرأ ما يكتب أو تسمع ما يقال ؟ إن كل واحد من الـ 25 مليونا له رأى ، بل نظرية سياسية كاملة ، تختلف عن الآخر ، ويعتقد أنه ’ الزعيم ‘ الذى سيحل كل شىء لو حكم هو بنفسه . هذا هو هاجس الإجماع الذى يهيمن علينا كعرب وكمسلمين طيلة كل التاريخ ، ولا تفهمونه أنتم أبدا ، الذين اعتدتم أن الناس ينقسمون لحزبين لا أكثر كبيرين واضحين ، يمين ويسار ، يتداولان السلطة كل 8 سنوات ، وطبعا يختلفان معظم الوقت ويتقابلان أحيانا قليلة ، والأدهى أن من يهزم منهما يراجع برامجه وتوجهاته بعد كل هزيمة ( بينما عندنا ’ الثوابت ‘ شىء دونه الموت ، إحنا إللى ع الآخر بتوع المبدأ ) . أنتم لا تعرفون لا الاختلاف الكامل ولا الاتفاق الكامل ، أما الشعوب التى تؤمن أن التحزب كفر هى فى الواقع كل فرد فيها حزب قائم بذاته ، وكل منهم هو وحده الحزب الذى سيحقق حلم ذلك الإجماع المنشود !
أنت شكلت مجلس الحكم ليعبر عن 90 0/0 من القوى السياسية فى العراق لكن اتهم بالعمالة وبأنه لا يمثل الشعب العراقى ومن ثم لم يكن له أية فعالية . عندنا نحن لا نفهم أن يكفيك 51 0/0 من الأصوات حتى تنفذ برنامجك كما شئت وبكل حذافيره . هذه چييناتنا ولا حيلة لنا فيها . نحن شعوب انفعالية بالكامل ، والسيادة التى نفهمها هى لقانون واحد اسمه التحريض . الوزارة التى يزمع الأخضر الإبراهيمى تشكيلها لا يمكن لها بحال أن تمثل كل العراقيين أو أن يقبلوها دون مقاومة مسلحة ، ذلك إن قل عدد أعضائها بحال عن 25 مليون عضو ( أو إلا طبعا لو كونت من عضو واحد ينوب عنهم جميعا بالحديد والنار ) . حتى الانتخابات نفسها التى للعجب ينادى بها رجال الدين الشيعة أكثر من أى أحد آخر على وجه الأرض ( أملا طبعا تأتيهم بالسلطة والديكتاتورية ) ، ليست حلا لشىء . أية انتخابات فى بلادنا إن لم تجعلنى أنا تحديدا رئيسا ، فإجابتى جاهزة : إنها مزورة ، وسأرفع السلاح . يا ريت تفهموها بقى !
أحيانا من فرط حماستك أكاد أصدق أنك تريد الديموقراطية فعلا للعرب والمسلمين . أنت لا يمكن أن تكون لهذه الدرجة من حسن الطوية ( الكلمة الأكثر تهذيبا التى وردت بخاطرى الآن ) . صدقنى أنت لا تعرف شيئا عن العقل العربى . إنه لن يقبل بأقل من سحلك فى شوارع قلب واشينجتون ، وليس شوارع مكة أو يثرب أو حتى تكساس . هو مكلف بهذا من السماء ، نحو كل من هو غير مسلم ، بل نحو كل من هو غير مسلم شديد التطرف . فعل هذا 14 قرنا وسيجاهد من أجله ما اقتضاه الأمر whatever it takes حتى آخر الزمان .
ستظل للأبد تحلم بعرب ومسلمين غير العرب والمسلمين ، إن اعتبرت كلاما ككلامى مجرد ترديد لذات نغمة العروبيين والإسلاميين عن أن لنا هوية وخصوصية . كيف تنكر هذا ؟ العربجيون والإسلامجيون حثالة العالم نعم ، لكنهم محقون كل الحق فى هذا الشىء بالذات . إن لنا فعلا هوية وخصوصية منيعة وغير قابلة للمس وحقا شديدة التفرد ، هذا لدرجة أن لا حل للتعامل معها إلا الإبادة ، هذا مهما طالت ازاحتكم للفكرة عن خواطركم الرقيقة المرهفة .
هذا الشعب العراقى أو غيره ، شعب إما أن تتركه لصدام حسين ومقتدى الصدر وأسامة بن لادن ، يحكمونه ‑من يقتل منهم أولا الاثنين الباقيين‑ بالطريقة التى يعرفونها ، ويعرفون حقائقها الچيينية العميقة أكثر منك ، وإما أن تتواضع وتتعلم منهم وتحكمه بنفسك بذات الطريقة ، وساعتها لن يختلف الأسلوب ، ولن تتوقع أكثر من فارق واحد لا غير ، أن سيكون ساعتها ( بالطبع رغما عن أنفه فى كل الحالات ) شعبا منخرطا أو على الأقل محيدا فى معركة الحضارة ضد التخلف !
هذا كله يعيدنا للمربع رقم واحد . هذه الشعوب ( شرق الأوسطية ) ليست فقط غبية وجاهلة ، وليست فقط انفعالية تجرى وراء أى تحريض ، إنما هى غبية وجاهلة وانفعالية ، وأيضا مهنتها الوحيدة التى تعرفها قطع الطريق ، كلها لأسباب چيينية بالغة التجذر والتأصل لألفيات كاملة من السنين ، من قبل غزوة بدر ، ومن قبل أن قال أرسطو فينا ما قال ، ومن قبل أخناتون ، ومن قبل كتابة التاريخ أى تاريخ ، والمهم فقط اليوم أن لا حل لها الآن غير الحل النووى .
من ثم لفهم الأمور ولتحديد المواقف الصحيحة ، الفيصل دوما هو ما يلى : ابحث عن العمق الچيينى ( بتعبيرنا نحن ، أو العمق الچيولوچى بتعبير دكتور كيسينچر ، أو بقول ألف شخص اقرأوا التاريخ حتى لا تكرروا أخطاءه ) !
فببساطة ‑وهو ما لا تريد أميركا التى أكل السرطان اليسارى الإنسانى روحها الأصلية القديمة ، الاعتراف به حتى الآن‑ العمق الچيينى قابع هناك فى دماء الشعوب ‑كل الشعوب طيبة العرق كانت أو رديئة‑ لا يتغير أبدا . وشعوب ما يسمى بالعرق السامى شعوب بداوة ( وفى أفضل الأحوال رى حياض ) ، كسول تعيش على قطع الطريق ( وفى أفضل الأحوال على ما يأتيها دون جهد ) ، أى بالنوم على القفا طيلة الدهر مع نهب عرق الغير ، ولهذا كما قلنا كثيرا سيعجبها أيما إعجاب الإسلام والقومية العربية ( كلاهما يعدها بطريقته الخاصة أنها خير أمة ومن حقها استرقاق كل البشرية ) ، وستعجبها فكرة الاشتراكية هى الأخرى أيما إعجاب ( لأنها ستأتيها بأموال الأغنياء فى لحظة تحت أقدامها ) ، وفى المقابل هى ترفض البديل الشيطانى لتلك الأيديولوچيات ، اقتصاد السوق والكدح والمنافسة والجلوبة والحريات الشخصية ( حرية الفرد فى جسده وفى حياته الجنسية وفى المجاهرة بالتحرر من الدين … إلخ ) ، ترفضها وعلى وجه التحديد واليقين رفضا باتا .
أنت لا يمكنك إقامة حضارة ولديك كل هؤلاء ذوى الفكر الاشتراكى فى مركزها ، هذا صحيح عبر كل التاريخ ، لكن ليس أصح منه أكثر مما هو اليوم . ذلك ببساطة أن الحل الصحيح لإشكالية العرب والمسلمين لا يعرف فى رأينا المساومة ولا المراوغة ولا تحت المناضد ولا حتى فوقها . لا تفاوض ولا تفاهم ولا حلول وسط ، فقط أوامر ونواهى وإنذارات وحيدة الاتجاه هابطة من أعلى لأسفل . إعلان العراق ‑وكل العالم بالأحرى‑ أرضا إدارية للإمپراطورية الأميركية ‑المركز التقنى والاقتصادى لحضارة ما بعد‑الصناعة‑ واستخدام كل ما يلزم من القوة فى تقديم ما تحتاجه هذه الشعوب حقا ، الشىء الوحيد الذى سيفلح معها ، عرض الدون ڤيتو كورليونى ، العرض الذى لا يمكن أبدا رفضه !
هنا فقط يمكن لمسيرة حضارة كوكبنا بعد‑الإنسانية الواعدة أن تمضى للأمام فى سلام .
ما المشكلة فى أن يكون العرب السنة فى العراق هم الذين يطالبون بالاستقلال عن الشيعة والأكراد ، بدلا من معارضة مشروع الدستور الفيدرالى والإصرار على ما يسمونه وحدة العراق ؟ لماذا لا يبنون دولتهم الزاهرة المنتجة الخاصة بهم ؟ الياپان ليس لديها پترول وصنعت من نفسها قدرة اقتصادية فائقة . أم أن الوحدة هى مجرد شعار يعلم جميعنا ما خلفه من نية مبيتة على استمرار استرقاق واستحلال الغير لأربعة عشر قرنا أخرى ؟ ما الذى يضايقهم ؟ هل قال لهم أحد مثلا إن رائحتهم كريهة واخرجوا من بلادنا ؟ هل ذهب لهم أحد يطلب منهم اعتناق المذهب الشيعى أو الحديث باللغة الكردية ؟ ما الذى يضايقهم ؟ إن أحدا حتى لم يطالبهم بمجرد رد ثروات الشيعة والأكراد التى نهبوها لأربعة عقود على أيام صدام . فقط قالوا لهم بأدب كفى ، من الآن فصاعدا أنتم من طريق ونحن من طريق ، وليس فوريا حتى ، بل سنواصل الإنفاق عليكم وعلى زوجاتكم لسنوات كثيرة قادمة !
ثم لماذا يعارض نقيب العربجية عمرو موسى بشدة هذا الدستور العراقى ، ولم يعارض من قبل فيدرالية السودان ، أو أيد انقلاب موريتانيا ، قائلا إنها شئون داخلية ؟ أليس دستور العراق شأنا داخليا أيضا ؟ أليس شيعة العراق عربا أيضا عليه تأييدهم فى الدستور الذى تبنوه . بل لنفترض حتى أن شيعة العراق فرس وليسوا عربا ، ألم يكن عمرو موسى هو الذى اقترح ضم إيران للجامعة العربية بدلا من العراق بعد سقوط صدام ، أم أن العروبة عنده هى السنة فقط ، وما لم يرفعوا الراية البيضاء كالبشير فهو بالروح والدم معهم متخطيا حتى اختصاصات وظيفته حيث لا قرار من أى نوع من مجلس الجامعة فى كل هذه المواقف التى يبادر إليها ؟ أم أن السبب الحقيقى أن الدستور ينص على اجتثاث البعث ، ولو اجتث هذا الفكر العربجى الشوفينى من هذه الدولة تلو الأخرى لفقد عمرو موسى مرتبه الشهرى الباهظ . الإجابة على كل تلك الأسئلة : مستحيل : العرب مصممون چيينيا على قطع الطريق ، نهب عرق الغير وثرواتهم ، وصنعوا الإسلام لهذا الهدف تحديدا ، ويموتون جوعا لو حرمتهم من مص دماء كل من تطالهم أيديهم !
العرب يحدثونك كثيرا عن العزة والكرامة والنخوة ، والصورة الآن أنهم يريدون الآن الوحدة مع أناس لا يريدونهم ، ودون ذلك القتل الجماعى والسيارات المفخخة والانتحاريين بطريقة حزمنى يا با . أية عزة وكرامة فى هذا التطفل على الشعوب الدنيا ’ الرافضة ‘ والتى ليست بخير أمة أخرجت للناس مثلهم ، ما لم يكن ما يدور حوله الموضوع أصلا هو السرقة والنهب لا أكثر ؟
إيران آخر دولة فى العالم يمكن أن تقع فى أزمة طاقة ، الملالى لا يريدون الطاقة النووية باهظة الكلفة ولديهم طاقة مجانية لا نهائية ، بل هم لا يعرفون معنى كلمة طاقة أصلا فالعلوم عندهم هى علوم القرآن وليس إلا . الملالى يا سادة يريدون القنبلة . يريدون إسقاطها فوق واشينجتون ولندن وتل أبيب والقاهرة والرياض . نرجوكم امنحوها لهم بأن اسقطوها فوق رءوسهم .
أى برقع حياء تبقى لدى مثل هذا الرجل ؟ يقول العلم ملك لكل البشرية ، ثم يهدد بدمار إسرائيل واميركا ؟ كمبدأ أى شىء ملك لمن اكتشفه أو اخترعه ، وإذا طالبت به فاتدفع ثمنه ، أو على الأقل تطلبه بأدب وإجلال لأصحابه . ثانيا هو يتحدث تحديدا ليس عن أى علم قد يرغب أى شعب محترم الاستفادة منه ، بل يتحدث تحديدا عن علم القنبلة . ثالثا هو ينسى من هم تحديدا أصحاب هذا العلم . معادلة E=mC2 التى وضعت الأساس العلمى للقنبلة اخترعها واحد اسمه أينستاين Albert Einstein . من صمم القنبلة واحد اسمه أوپينهايمر Julius Robert Oppenheimer . من اخترع الصاروخ الذى يحمل القنبلة واحد اسمه ڤون براون Wernher von Braun . من اخترع الحاسوب الذى يوجه الصاروخ الذى يحمل القنبلة واحد اسمه ڤون نيومان John von Neumann . كلهم إما يهود أو من أصول يهودية ، ألمان أو مجريون أو هذه أصولهم ، وفى حدود علمى ليس لأى منهم أصول إيرانية أو مسلمة . جمعهم فقط أن هالهم ما فعل هتلر باليهود ، وأن كلهم حمل الجنسية الأميركية ، ومن خلال كليهما أرادوا فعل شىء . والآن أنت ببساطة تطلب كل ذلك العلم ، ليس بأدب واحترام لمخترعيه ، وليس لأنه معرفة علمية عامة يتوق أى شعب الاستفادة منها ، إنما تريده تحديدا لأنه علم للقتل ، وتحديدا تحديدا لقتل من اخترعوه ، الأميركيون واليهود !
سيدى ، لو هناك بعض باق من حمرة الخجل ، كفانا دعاء الملالى حين يتبخترون فى المنشئات النووية مسبحين أن سبحان الذى سخر لنا أينستاين وأمثاله وما كنا لهم مقرنين . اخترع علمك بنفسك ، ولا تتطفل على علوم الآخرين ، ساعتها ربما نؤيد أن تكون سيد العالم !
الشعبان الوحيدان اللذان يهزمان ولا يستسلمان أبدا هما العرب والهنود الحمر . العرب هم الشعب الوحيد الذى هزم ست مرات ولم يستسلم ، وعما قريب سيصبح العدد 7 ( إهداء لموسوعة جينيس ! ) . الاستسلام هو القرار الوحيد المحترم . السادات استسلم وإن بكثير من حفظ ماء الوجه . الملك حسين استسلم بقدر معقول من حفظ ماء الوجه . أما أنتم فقد أرقتم كل فرصة لحفظ ماء الوجه . لكن يظل لا بأس أبدا بأن تستسلموا بدون ماء وجه . الياپان وألمانيا استسلمتا بدون قطرة ماء واحدة على الوجه ، لكن من ساعتها وهما الاقتصادان رقم 2 و3 فى العالم . بعبارة أصرح أقول لنشامى جبهة الصمود والتصدى إننا لا نملك حناجر جبارة مثلكم . وقطعا لا نستطيع أن ندعى العزة والكرامة والإباء والشمم مثلكم . ما اخترناه هو بصراحة تامة طريق الهوان والتبعية . الطريق الممل الذليل الصامت ، طريق الصغار بلغة سورة التوبة ، طريق أن نبنى اقتصادا فى بلادنا ، نحلم بأن يقول أحد فينا كلمة احترام صغيرة بعد عشرين سنة ، أو ربما حتى لا نحظى بها أبدا على أية حال . إن أسوتنا الحسنة ليست هى أسوتكم الحسنة الضخمة المعروفة الشهيرة . أسوتنا الحسنة شىء آخر ، شىء أصغر وأكثر تواضعا بكثير : الياپان وألمانيا !
وبعد -فهل سنستطيع تحاشي الأبادة!!!!!!!!!!!!!
أقتباسات من موقع أيفري سكرين
http://everyscreen.com/