الحالة السورية
بشار الأسد
http://www.bbc.co.uk/arabic/middleeast/2...gton.shtml
لكن لم يتضح بعد كيف سيكون تعامل الإدارة الأمريكية مع الحالة السورية فيما يخص استمرار الاحتجاجات واتساع نطاقها وقمعها بطريقة أكثر دموية مما هو الحال الآن وهل سيطالب البيت الأبيض الأسد بالرحيل أو هل سيوجه في المقابل دعوات متكررة للحوار بهدف الدفع بإصلاحات داخلية.
لقد دعت الإدارة الأمريكية مرارا القادة العرب إلى إجراء إصلاحات حقيقية وجوهرية بهدف الوفاء بتطلعات الشعوب بما في ذلك تطلعات الشعب السوري لإدراكها الحاجة إلى إجراء تغييرات حقيقية بالمنطقة وخوفا من تنامي حالة عدم الاستقرار بسبب عدم الوفاء بتطلعات الناس وقمع الناس بطريقة عنيفة.
وكانت الولايات المتحدة تأمل أن يقدم الأسد حزمة تنازلات لصالح المحتجين بهدف تهدئتهم عندما ألقى خطابه أمام أعضاء مجلس الشعب.
ولكن بدلا من ذلك، حاول تخويفهم، متعهدا بالحرب حتى النهاية ومتهما إسرائيل والولايات المتحدة ولو بطريقة غير مباشرة بأنها تقف خلف الاحتجاجات التي تشهدها سورية.
ويُذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية تصنف سورية على أنها من الدول الراعية للإرهاب وتدعم حاليا مجموعات متطرفة مثل حماس وحزب الله. ويُشتبه في أنها تعمل على تطوير برنامج نووي سري. كما اتهمت في الماضي بتأجيج العنف في العراق من خلال دعم شبكة من المقاتلين الأجانب هناك.
وفيما يخص مباحثات السلام، قال السيناتور الأمريكي جون كيري، في حديث لموسسة كارنيجي "تقييمي للوضع هو أن سورية ستتحرك...إنها ستتغير بسبب ارتباطها بعلاقة شرعية مع الولايات المتحدة والغرب وما يستتبع ذلك من فرص اقتصادية".
كلينتون
هيلاري كلينتون
لا تنظر واشنطن إلى بشار نظرتها إلى والده حافظ
وفي هذا السياق، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الأسبوع الماضي إن واشنطن لا تنظر إلى بشار نظرتها إلى والده حافظ الذي قمع دون رحمة انتفاضة للإخوان المسلمين في مدينة حماه عام 1982 ما أدى إلى مقتل الآلاف من الأشخاص.
وأضافت كلينتون "هناك قائد مختلف في سورية الآن. الكثير من أعضاء الكونجرس من كلا الحزبين الذين زاروا سورية خلال الشهور الأخيرة قالوا إنه يتبنى آراء إصلاحية".
لكن كلينتون لم تقل إن الإدارة الأمريكية متفقة مع الرأي القائل إن الأسد يتبنى آراء إصلاحية، كما أن بعض المسؤولين الأمريكيين عبروا عن شكوكهم العميقة فيما تعلنه سورية رغم أن إدارة أوباما لم تخف جهودها خلال السنتين الماضيتين لإشراك الأسد في عملية السلام.
وقال عضو الكونجرس الديمقراطي، جاري أكيرمان "الأسد لا يؤمن بالإصلاح...ومن يعتقد أنه مصلح فإنه يضحك على نفسه في أحسن الأحوال... وفي أسوأ الأحوال، فإنه غبي يعمل عند دكتاتور قاتل وراعي يفتخر بدعم الإرهاب".
وعبر السيناتور جون ماكين (جمهوري) والسيناتور جو ليبرمان (مستقل) عن الحاجة إلى تبني استراتيجية جديدة للتعامل مع سورية و"حث الإدارة (الأمريكية) على العمل مع أعضاء المجتمع الدولي لإبلاغ الأسد بوضوح أنه في حال استمراره في طريق القمع والعنف، فإن ذلك سيجلب نتائج وخيمة".
وأظهرت سورية في الماضي عندما كانت تتعرض لضغوط أنها قادرة على لعب دور استقرار في لبنان والعراق والأراضي الفلسطينية وذلك في إشارة ذكية إلى أنها تملك في المقابل الوسائل لبث الفوضى.
ويقول بعض المحللين إن الأزمة في سورية تمثل فرصة للولايات المتحدة لتحييد قدرة دمشق على لعب الأوراق التي تملكها.
وقال أحد الديمقراطيين في الكونجرس إن في حال سقوط الأسد، فقد يمثل الأمر تطورا إيجابيا لأنه سيحرم حزب الله وحماس من دعم مهم لهما، مضيفا أن العقوبات المفروضة على سورية يمكن استخدامها للضغط على الأسد ودائرته المقربة بهدف تغيير حساباتهم السياسية.