عاشت جمهورية العبيد
كان سائق التاكسى مسترسلا فى سب العبيد مطالبا بأبادتهم عن بكرة ابيهم,فسألته ماذا يقصد بالضبط بكلمة العبيد ؟فقال :الجنوبيين!أكلتنى الدهشة طأطأت راسى ولم استرسل فى الحديث..بعدها بقليل كنت بالجراند هوس وهو بيت ضخم يضم عشرات من الشباب الجنوبيين الذين يعملون ويدرسون فى الخرطوم,أستقبلنى الشباب بالترحاب وأكواب الشاى والضحكات,وأمضينا الليل حتى ساعات الفجر فى سماع وعزف الموسيقى والضحك .
مرارة كلمة العبيد كانت عالقة بفمى ,لم اقوى على سؤال أحدا أو فتح الموضوع,لكنى بالصبح كنت متوجها لجوبا مع كلارا صديقة من الجنوب ,اثناء الرحلة قصت على تاريخ الماساة والعبودية,اجدادهم الذى تم بيعهم عبيدا بواسطة العرب والمسلمون الأتراك,القرى التى كانت تحرق بسكانها أحياء,النساء اللائى يغتصبن فى وضح النهار,منظمة الدعوة الاسلامية التى تقدم لسكان القرى اثناء المجاعة الجلاليب وأكياس الأرز مقابل اشهار اسلامهم!
الجنوبيين تم اذلالهم وتدميرهم وبيعهم عبيدا,ولم تصرف حكومات الشمال مليما على أى تطوير هناك الا بناء بعض المساجد,معظم ماتراه عيناك بالجنوب مدرسة كانت او مستشفى بنتها أرساليات مسيحية ايطالية,هذه الأرساليات هى التى حولت لغات القبائل ايضا الى لغات مكتوبة ولها قواعد,ولم يكن للمسلمون هناك دورا او عرب الشمال الا تجارة العبيد وتجارات اخرى,ممارسة الأذلال والتحقير بحق سكان الجنوب.
لذا ليس عجبا أن بعضى مثقفى الشمال العرب والمسلمين حملوا السلاح وقاتلوا بجوار جرنج حينما أنشأ الحركة الشعبية,كان حلم الجميع دولة ديمقراطية علمانية تسعى لجميع ابنائها,وتنهى عصور الأذلال القصرى,لكن الأسلام الشمالى وعقلية الغزو والأسلام القهرى والفتوحات,ابتها الا اسلامية وأسلمة الجميع,,انتهى الأمر بحرب ضروس قضت على 2 ونصف مليون روح بشرية...
الاسلام القهرى الفتوحى فى السودان مازال يسفك الاف الدماء البشرية الان فى دارفور ,ولربما ترحل دارفور ايضا الى دولة ترحمها من عقلية التسلط العرقى الدينى المريض الذى يتحكم بالنخب الحاكمة بالخرطوم,والذى سينهى وجود ربما تماما من على خريطة الكون..
عاشت جمهورية العبيد
|