{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
سورية: الديمقراطية قبل الممانعة
أبو إبراهيم غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,725
الانضمام: Mar 2004
مشاركة: #1
سورية: الديمقراطية قبل الممانعة
القدس العربي - فيصل الخطاب

لم يعد هناك شك أن النظام البائد في سورية يجعل من الممانعة حجته التي لا ثاني لها للدفاع عن نفسه وتبرير تسلطه الديكتاتوري وسبله القمعية اللاإنسانية وقتل أكثر من ثلاثة آلاف متظاهر أعزل، واعتقال أكثر من أربعين ألف مواطن.
لقد جعل نظام بشار الأسد من الممانعة شماعته التي يعلق عليها كل جرائمه بحق شعبه وبحق الفلسطينيين وبحق اللبنانيين. ودرج منذ البداية على تخوين كل من يعارض هذا النظام واتهامه بالعمالة للعدو الصهيوني أو الولايات المتحدة، وحتى توريط كل من يجرؤ ليتحدى عنصر أمن يدوس على كرامة الناس فيتجاوز دور فرن الخبز بكل وقاحة أو يعاكس ابنة إحدى العائلات. وقد تدنت هذه اللعبة القذرة لتطال حتى أطفال المدارس، فمنذ نعومة أظفارنا كان يكفي أن يقصر أحد منا في دراسته ليتهم بالعمالة للصهيونية وبخيانة الوطن وبشتى النعوت التي لم ينزل الله بها من سلطان. ومازال حاضراً بذاكرتي مدير مدرستنا وهو يتوجه إلينا بلفظ :'عملاء الصهيونية'، 'عملاء الاستعمار'... ونحن نضحك ملياً ونسخر من تربية انكشارية كهذه لا تناسب روح القرن العشرين، فكيف بها الآن في القرن الحادي والعشرين.
قبل أن ندخل في هذا القرن المجيد، قرن الفيسبوك والحريات، لنرجع قليلاً إلى القرن السابع الميلادي، وننظر إلى بديهية الحرية والديمقراطية قبل الممانعة، وفي التاريخ لنا عبر. ففي سيرة عنترة بن شداد حكمة لا بد أن ننشرها ونوصلها كرسالة إلى كل الأمم : العبد لا يذود عن حياضه، والعبد لا يدافع عن قبيلته، والعبد الذليل عندما يتحرر فإنه يتكشف عن مارد قادر على فعل المعجزات. هذا في القرن السابع، فكيف بنا في الألفية الثالثة؟ ألم يحن الوقت لنتحرر من عبوديتنا الحالية؟ ألا نستحق الحرية والديمقراطية؟ هل سنصمد أكثر من بضع ساعات في وجه جيش أجنبي إن لم نكن أحراراً؟ أوليس في عبرة العراق، وانهيار جيشه العرمرم العقائدي الممانع عبرة لنا؟ أوليس في رمي جنوده السلاح وعدم مقاتلتهم الأمريكان بسبب عدم اقتناعهم بنظام صدام حسين القمعي درس ليس ببعيد؟ أولن نتحول إلى مردة وأبطال إن أعطينا حريتنا، وأحسسنا أن من يحكمنا منا ونحن منه، ولسنا قطيعاً في حظيرته أو عبيداً في مزرعته؟
ما الذي أوصل فتوحات العرب إلى أصقاع الأرض غير فلسفة 'متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟' ونمط هذه الفلسفة التي تصون للإنسان كرامته وتعطيه قيمته التي يستحقها؟
عن أي ممانعة تتحدثون ونحن لا نملك أن نمنع شبيحتكم عن منازلنا؟ عن أي ممانعة تتحدثون ونحن لا نملك أن نمنع أولاد المسؤولين عن بناتنا؟ عن أي ممانعة تتحدثون وشبابنا لا يؤمن بكم ولا بشرعيتكم؟
لماذا ولد خلال القرون الماضية في الشعوب الأخرى مبدعون مثل دافنشي ونيوتن وأينشتاين ومونتغومري ولم يولد أي مثيل لهم في بلادنا العربية؟ من قتلهم في بلادنا أطفالاً؟ أو من حرمهم من العلم شباباً؟ كيف سيرسم ويبدع دافنشي إن كان مجبراً على رسم صورة الرئيس كل مرة؟ وكيف سيخرج نيوتن من عنق الزجاجة ويفكر بسبب سقوط التفاحة إن حولناه إلى أستاذ جامعة بائس، يعطي الدروس الخصوصية مساءاً كي يعيل أولاده؟ أم كيف وكيف؟
من قتل كل هؤلاء عبر العقود؟ من منعهم من حريتهم وكرامتهم؟
وعن أي ممانعة يتحدث النظام السوري في النهاية؟ عن آلاف الشهداء في لبنان وفلسطين دون ثمن؟ أم عن ضرب المفاعل الذري السوري؟ الثورة ستعطي قيمة للإنسان السوري والعربي، والثورة ستكون هي الممانعة الحقيقية لا تمثيلية رديئة يلعبها بشار وحلفاؤه التقليديون. ممانعة الثورة ستضم الجميع سوريين ولبنانيين وفلسطينيين ومصريين وكل العرب وبكل طوائفهم.
الثورة ستــــعطي حق المقـــاومة وحق الحرية والكرامة للجميع. ولن تقبل بعد اليوم أن يمس ظفر طفل فلسطيني أو عربي كما لم تقبل منذ البداية أن يمس ظفر طفل في درعا.
لقد جربنا الممانعة الزائفة لخميسن عاماً، فسقط الجولان، وقصف الفلسطينيون في غزة وتل الزعتر ومخيم الرمل. أما اليوم، فاتركوا الشعب السوري الحر المؤمن بقضية فلسطين وقضايا العرب والإنسان يمارس الممانعة الحقيقية ويؤدي دوره الذي حرم منه في كتابة تاريخه وتاريخ الشرق الأوسط والعالم ككل. وأطلقوا المارد السوري من القمقم الذي سجن فيه عبر عقود.

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=...qpt478.htm
08-30-2011, 11:39 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
فضل غير متصل
لو راح المغنى بتضل الاغانى
*****

المشاركات: 3,386
الانضمام: Jul 2002
مشاركة: #2
الرد على: سورية: الديمقراطية قبل الممانعة
هذه الانظمة الديكتاتورية الوقحة تجعل الشعوب تلقائيا تكره فلسطين لان الشعوب عليها ان تتحمل الفقر والفساد والقمع والدجل بسبب هذه (الفلسطينين) التى يصوروها لهم ويبرروا كل وقاحتهم بسببها
08-31-2011, 12:49 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أبو إبراهيم غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,725
الانضمام: Mar 2004
مشاركة: #3
RE: سورية: الديمقراطية قبل الممانعة
والعراق أيضاً :

اعترافات كلب

غسان شربل

مهنة الصحافي العربي مزعجة ومؤسفة. كثيراً ما تضطره الى إحراج من يلتقيهم. يطرح الأسئلة ثم يحاول تكرارها. ويحدث ألا يراعي بالقدر الكافي أن للجدران آذاناً في العواصم التي تعيش في ظل الاستبداد، وأن من تلتقيه يعتقد أن شيئاً مزروعاً في السيارة سينقل كل شيء. وأن شيئاً مزروعاً في طاولة المقهى. ويمكن أن يصل به الرعب الى حد الاعتقاد بأنهم زرعوا له شيئاً في شعر رأسه.

كانت الحرب العراقية – الإيرانية مستعرة وكنت في بغداد. تعرفت الى شاب استوقفتني رحابة ثقافته معطوفة على ودّه الظاهر. رحت أحاول أن أسأله عن السياسة فكان يسارع الى التملص. يحرف الحديث في اتجاه الأدب ويسترسل. كان قارئاً نهماً للروايات. ويستعذب الكلام عن فلوبير وبروست وفولكنر وميشيما. ولا أخفي أنني كنت كثير الاستمتاع بمحاولته النفاذ من زوايا جديدة لقراءة هذا النهر من الإبداعات. لكنني، وللأسف، جئت بحكم مهنتي أحاول السؤال عن صدام حسين والحلقة المحيطة به.

بعد انعقاد الود، قلت أدعوه الى عشاء على ضفاف دجلة. وأنا أحب بغداد ونهرها وأخبار القساة الذين تعاقبوا عليها وكانت ارتكاباتهم صارخة ونهاياتهم مدوية. بدأ الحديث بكلام عام ثم حضر الطعام. انغمس الشاب في الأكل وعيناه مسددتان الى الصحون. حاولت اختراق الصمت الثقيل وفشلت. ثم اكتشفت دموعاً تطل من وراء نظارتيه.

مهنة الصحافي العربي مزعجة خصوصاً إذا كان غير متمرس بمرارات العيش في رحاب الاستبداد. فجأة نطق. قال: «أعتذر منك لقد حولوني كلباً». أربكني ما اعتبرته مبالغة وراهنت على إنقاذ الموقف. تابع: «أعرف أنك لا تصدق. لكنهم حولوني الى كلب. أشم الطعام وأنهمك بالتهامه حتى أُصاب بالتخمة. هذا افضل من الكلام. وأفضل من التفكير. وأنا وافقت على التحول كي أبقى حياً».

رفع رأسه وأشار الى مكان منخفض في جبهته وآخر في ذقنه. قال إنهم اقتادوه ذات يوم الى دائرة الاستخبارات. طلبوا منه أن يعترف بعلاقته بالشيوعيين وأن يشي برفاقه. وحين قال الحقيقة وهي أن لا علاقة له فتحوا عليه أبواب الجحيم وكانت الحصيلة التي لا تزال ماثلة في جسده. قال إنه وقّع على ما يثبت أنه مذنب وباح بكل ما يعرفه عن أصدقائه. وأضاف: «خرجت من ذلك المكان يلازمني شعور بالعار. كسروا كرامتي وإنسانيتي. شعرت أنني حقير وبدأت العيش ككلب همّه الأوحد ألاّ يُعذب مرة أخرى».

قال: «هل تعرف أن في استطاعتهم استدعائي غداً. وسؤالي عن الأسئلة التي طرحتها عليّ. وأنني سأعترف بما سمعته منك. وأنني سأوقع على ما سيكتبونه مع إضافات واختراعات. إذا استدعوني غداً سأخون علاقتي معك. أنا كلب لكنهم حرموني من صفة الوفاء الملازمة للكلب».

قال لي: «أعرف أنك آتٍ من بلد صعب ومستباح. وأن الأمة صبّت على الفسحة اللبنانية كل أحقادها وأوحالها. لكنني أعتقد بأن لديكم فرصة عظيمة على رغم الآلام، وهي أنكم لا تعيشون في ظل قائد تاريخي». وأضاف: «القائد التاريخي يحوّل المواطنين مزيجاً من العبيد والكلاب. يشعرك بأن الأرض ملكه وقَبِل باستضافتك عليها شرط أن تبيع حريتك وإنسانيتك. في المكتب تجلس تحت صورته. وفي الشارع تمر قرب تماثيله. يشعرك بأنه يملك بيتك وأطفالك. وأنك تعيش لأنه لم يقرر بعد أن يقتلك. ظلّه حاضر في غرفة الجلوس وغرفة الطعام ويكاد أن يحضر في غرفة النوم أيضاً».

واسترسل: «القائد التاريخي يلتهم البشر والحجر. يلتهم النشيد الوطني ويسمم الكتب والأنهار ويزوّر مخيلات الأطفال. لن أنجب طفلاً في هذا البلد كي لا يحولوه كلباً. سأغتنم أول فرصة للهروب الى الخارج. الى بلد لا يرتكب إثماً من قماشة إنجاب وحش اسمه القائد التاريخي».

منذ ذلك العشاء على شفير دجلة يدهمني الخوف كلما بالغ الإعلام في تلميع «بطل»، وكلما أسرف الناس في التصفيق لـ «قائد». من حسن الحظ أن الرحم اللبناني لم يرتكب «قائداً تاريخياً». لا أعرف سبب كتابة هذا المقال. من يدري ربما القارئ يعرف. أما شريكي في العشاء الذي لا أعرف تحت أي سماء يقيم بعد فراره من عراق صدام، فإنني مدين له باعتذارين: الأول لإفشاء حديث العشاء والثاني بسبب عنوان المقال.
http://www.daralhayat.com/portalarticlendah/302243
08-31-2011, 02:09 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #4
الرد على: سورية: الديمقراطية قبل الممانعة
ديمقراطية؟؟؟ هاظ متفائل كثير

النظام السوري لا يعد السوريين بشرا حتى يطالبوا بشيء فبالحري ديمقراطية وغيرها من الأفكار

النظام السوري يتعامل مع سوريا كمسلخ فيه خراف معدة للذبح، فلا يطلب منه إلا الدم… النظام عاجز عن تقديم غيره.
08-31-2011, 09:56 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #5
الرد على: سورية: الديمقراطية قبل الممانعة
لم أفهم أبدآ شعارات مثل " الممانعة " و سابقتها " الصمود و التصدي " و " الجلوس و التحدي " ، كما لو كان العرب 2 مليون فأر يواجهون الصين !، لم أفهم أبدآ كيف تكون علاقة سوريا بإسرائيل " مقاومة " ، تلك علاقة تليق بجماعة صغيرة ضد قوى عظمى . العلاقة بين دول مثل سوريا و إسرائيل هي إما الحرب و الإستعداد الجدي لها أو السلام فقط . هناك بالفعل صراع عربي إسرائيلي وهو صراع تاريخي ،و لكن العرب هم القوة العظمى في المنطقة ، ولو تحررت الشعوب العربية من الطغاة (المستعمر الوطني) لصلح الميزان و للجأت إسرائيل إلى الشعارات البائسة ،و كان عليها ان تمانع و تقاوم و تصمد و تتحدى !.
هذا التشوش هو نتيجة التفكير الدوجمائي أو التفكير بواسطة الشعارات الجامدة سابقة الإعداد . لأسباب متعددة تلقى دعايات المحور الإيراني السوري نجاحا واضحا بين قطاعات واسعة من المحبطين العرب ، حتى خارج دوائر الشيعة الأصوليين من أتباع ولاية الفقيه .
دون أن نناقش مدى مصداقية تلك الدعايات ،و صحة و أصالة موقف " الممانعة " السورية و جدواه ، فلا ننكر أن تلك الدعاية تجد صدى لدى كثيرين ، خاصة في ضوء الصلف الإسرائيلي و الإنحياز الأمريكي . هذا الرصيد المتجدد دوما و الذي يحظى به معسكر إيران و توابعها في دمشق و جنوب لبنان و حماس و .... هو مصدر لا ينضب لدعايات أصدقاء و حلفاء نظام الأسد في دمشق . هذا الموقف ريما كان مفهوما و حتى مبررا لانحياز البعض للمعسكر الإيراني-السوري " الممانع" ضد أنظمة عربية أخرى مثل مصر مبارك أو النظام السعودي و السلطة الفلسطينية ،و لكنه بالقطع لا يصلح مبررا كي يدعم البعض النظام المافياوي في دمشق ضد الشعب السوري نفسه .
كيف بالله نفسر أن يبقى الجولان محتلآ لمدة 44 سنة دون أن يشغل ذلك أحدآ ،وهناك من يتحدث عن الممانعة و المقاومة كما لو كانت إسرائيل دولة عظمى بحجم الصين ، و أن الجولان جرى إحتلاله بالأمس . كيف نفسر أن يدعي الممانعة ويتوج نفسه زعيما للبطولات العربية نفس النظام المافياوي الذي لا يحفل أن يضيع الجولان إلى الأبد ، ويتوارث الحكم في بلد عربي بحجم سوريا و أهميتها ، و يتحالف في زواج كاثوليكي مع الإيرانيين ضد العرب .
لقد قادت سوريا الأسد العرب في مواجهة إسرائيل خلال العقود الماضية فلم تفعل شيئا سوى ترك الجولان في وديعة رابين ، و العمل كستاليت لإيران و تلقي القصف الإسرائيلي في صمت مريب ، فمن يريد أن ينضم إلى جبهة الممانعة تلك ؟.

(08-31-2011, 02:09 AM)أبو إبراهيم كتب:  والعراق أيضاً :

اعترافات كلب

.................

مهنة الصحافي العربي مزعجة خصوصاً إذا كان غير متمرس بمرارات العيش في رحاب الاستبداد. فجأة نطق. قال: «أعتذر منك لقد حولوني كلباً». أربكني ما اعتبرته مبالغة وراهنت على إنقاذ الموقف. تابع: «أعرف أنك لا تصدق. لكنهم حولوني الى كلب. أشم الطعام وأنهمك بالتهامه حتى أُصاب بالتخمة. هذا افضل من الكلام. وأفضل من التفكير. وأنا وافقت على التحول كي أبقى حياً».

رفع رأسه وأشار الى مكان منخفض في جبهته وآخر في ذقنه. قال إنهم اقتادوه ذات يوم الى دائرة الاستخبارات. طلبوا منه أن يعترف بعلاقته بالشيوعيين وأن يشي برفاقه. وحين قال الحقيقة وهي أن لا علاقة له فتحوا عليه أبواب الجحيم وكانت الحصيلة التي لا تزال ماثلة في جسده. قال إنه وقّع على ما يثبت أنه مذنب وباح بكل ما يعرفه عن أصدقائه. وأضاف: «خرجت من ذلك المكان يلازمني شعور بالعار. كسروا كرامتي وإنسانيتي. شعرت أنني حقير وبدأت العيش ككلب همّه الأوحد ألاّ يُعذب مرة أخرى».

قال: «هل تعرف أن في استطاعتهم استدعائي غداً. وسؤالي عن الأسئلة التي طرحتها عليّ. وأنني سأعترف بما سمعته منك. وأنني سأوقع على ما سيكتبونه مع إضافات واختراعات. إذا استدعوني غداً سأخون علاقتي معك. أنا كلب لكنهم حرموني من صفة الوفاء الملازمة للكلب».

قال لي: «أعرف أنك آتٍ من بلد صعب ومستباح. وأن الأمة صبّت على الفسحة اللبنانية كل أحقادها وأوحالها. لكنني أعتقد بأن لديكم فرصة عظيمة على رغم الآلام، وهي أنكم لا تعيشون في ظل قائد تاريخي». وأضاف: «القائد التاريخي يحوّل المواطنين مزيجاً من العبيد والكلاب. يشعرك بأن الأرض ملكه وقَبِل باستضافتك عليها شرط أن تبيع حريتك وإنسانيتك. في المكتب تجلس تحت صورته. وفي الشارع تمر قرب تماثيله. يشعرك بأنه يملك بيتك وأطفالك. وأنك تعيش لأنه لم يقرر بعد أن يقتلك. ظلّه حاضر في غرفة الجلوس وغرفة الطعام ويكاد أن يحضر في غرفة النوم أيضاً».

واسترسل: «القائد التاريخي يلتهم البشر والحجر. يلتهم النشيد الوطني ويسمم الكتب والأنهار ويزوّر مخيلات الأطفال. لن أنجب طفلاً في هذا البلد كي لا يحولوه كلباً. سأغتنم أول فرصة للهروب الى الخارج. الى بلد لا يرتكب إثماً من قماشة إنجاب وحش اسمه القائد التاريخي».

منذ ذلك العشاء على شفير دجلة يدهمني الخوف كلما بالغ الإعلام في تلميع «بطل»، وكلما أسرف الناس في التصفيق لـ «قائد». من حسن الحظ أن الرحم اللبناني لم يرتكب «قائداً تاريخياً». لا أعرف سبب كتابة هذا المقال. من يدري ربما القارئ يعرف. أما شريكي في العشاء الذي لا أعرف تحت أي سماء يقيم بعد فراره من عراق صدام، فإنني مدين له باعتذارين: الأول لإفشاء حديث العشاء والثاني بسبب عنوان المقال.
http://www.daralhayat.com/portalarticlendah/302243
أتذكر يا صديقي هذه المقتطفات من موضوع طرحته في النادي منذ ستوات طويلة بعنوان " سجل ديكتاتور معتزل " ، فكم تتشابه حياة " الكلاب " في ظل الزعماء التاريخيين .
1- من أقوال الدكتاتور ..إنني رجل الأفعال و ليس الأقوال ،و العالم كله يعرف هذا ،و يتابع تصريحاتي من الصين حتى سيراليون ، الأصدقاء يحترموننا و الأعداء يخافوننا .اليوم يسود الهدوء و تتوحد الآراء ، ولن يكون هناك حاجة لإقناع أحد فالشعب قد جرى إقناعه بالفعل .إننا نعيش الديمقراطية بأروع معانيها ، فلم يقصف قلم ( رصاص )!. هناك فقط بعض الخونة و عملاء الأجنبي ،و لكنهم قابعون في ثقوب الخوف ، كلمة واحدة ، خطوة واحدة تكفي و يسقطون جميعا في المصيدة ، و عليهم الاختيار بين حفر الفئران أو مصيدة الفئران !...
2- الحقد يغلي ، الإناء على وشك الانفجار ، هذه حال الجيش و البرلمان و الجامعة ، في المعامل و في مزارع الدولة ، حتى القسوة في حاجة إلى نظام . فمن يقمع الشعب عليه ألا ينسى أن المقموعين يعرفون عن هذا النظام القمعي بأكثر مما يعرف القامع نفسه . فكلما بالغ الدكتاتور في غيه ازداد جهلا بمجريات الأمور . وحين يصل قمته في قمع حريات الآخرين ، يصل إلى ذروة جهله في معرفة ما يفكرون فيه ، إنها ساعة الصفر للتغيير .
3- كلما ازدادت السلطة تفردا سهل القضاء عليها لأنك فقط تحتاج إزالة الرأس .
4- في الدولة البوليسية يمكن حتى للأحلام أن تكلفنا رقابنا ، فالدولة في كل مكان ، إنها تستلقي معنا كشخص ثالث في السرير .
5- القضاة يدينون الأبرياء و الباحثون منهمكون في معرفة نهاية العالم ، و الأطباء يقتلون بالنيابة ، و يعاني من يريد الخير من تأنيب الضمير .
6- الشيء الوحيد المؤكد هو عدم الأمان ، وهكذا تمتلئ الكنائس ( المساجد ) بالمصلين ، فالصلاة غير ضارة و تهدئ الأعصاب .
7- في الماضي كان الضحية يعرض في قفص حديدي ، ثم يقطع إلى أربع أجزاء ، فتتضاعف الأسطورة أربع مرات ، أما اليوم فيجري تصويرهم و تصوير أعمالهم . سينقرض مزورو التاريخ كما تنقرض الشعوب الهمجية !".
8- كل البلاد في مزاج احتفالي رائع ، فلا يستطيع أحد التمييز بين الفرح المأمور به و بين الفرح الحقيقي ، و تتحول صيحات الخوف إلى هتافات الترحيب ، بل حتى في سجون أمن الدولة يقذفون بالقبعات في نشوة من فرط التأثر ، يجب كتابة علم نفس جديد ، موضوعه :" آلية تدجين الروح " ، إنه سيكون أروع حتى من كتاب :" مائة طريقة لطهي اللحم البشري ".


(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-31-2011, 10:15 AM بواسطة بهجت.)
08-31-2011, 09:56 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #6
الرد على: سورية: الديمقراطية قبل الممانعة
وصلة الشريط " سجل التشريفات لدكتاتور معتزل " .
http://nadyelfikr.com/showthread.php?tid=42361&pid=1026812008

08-31-2011, 10:45 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
طريف سردست غير متصل
Anunnaki
*****

المشاركات: 2,553
الانضمام: Apr 2005
مشاركة: #7
الرد على: سورية: الديمقراطية قبل الممانعة

اصبحت اتقزز من كلمة الممانعة التي استباحتنا
08-31-2011, 12:51 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أبو إبراهيم غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,725
الانضمام: Mar 2004
مشاركة: #8
RE: الرد على: سورية: الديمقراطية قبل الممانعة
(08-31-2011, 09:56 AM)خالد كتب:  ديمقراطية؟؟؟ هاظ متفائل كثير

النظام السوري لا يعد السوريين بشرا حتى يطالبوا بشيء فبالحري ديمقراطية وغيرها من الأفكار

النظام السوري يتعامل مع سوريا كمسلخ فيه خراف معدة للذبح، فلا يطلب منه إلا الدم… النظام عاجز عن تقديم غيره.

العزيز خالد،

لا أعتقد أن المقال يطلب الديمقراطية من النظام، فليس هذا صلب الحديث. بل المقال يضع الحريات والديمقراطية أولاً وأخيراً، ينتقد حجة الممانعة التاريخية المهترئة ويؤكد على أن الثورة السورية ستكون هي الممانعة إن صح التعبير بمشاركة الجميع بعد نيل الحرية.
اقتباس:تلك علاقة تليق بجماعة صغيرة ضد قوى عظمى . العلاقة بين دول مثل سوريا و إسرائيل هي إما الحرب و الإستعداد الجدي لها أو السلام فقط . هناك بالفعل صراع عربي إسرائيلي وهو صراع تاريخي ،و لكن العرب هم القوة العظمى في المنطقة

2141521
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-31-2011, 12:59 PM بواسطة أبو إبراهيم.)
08-31-2011, 12:57 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بهجت غير متصل
الحرية قدرنا.
*****

المشاركات: 7,099
الانضمام: Mar 2002
مشاركة: #9
الرد على: سورية: الديمقراطية قبل الممانعة
الأخ أبو ابراهيم .
نحن في حاجة لفكر جديد و لغة جديدة ، فكر و لغة تصنعهما الحرية .
إني لا أخشى على العرب من الخارج بل من انفسنا .
لو امتلك العرب الرؤية الصحيحة و الإرادة الوطنية ستلجأ إسرائيل إلى الممانعة !.
08-31-2011, 03:44 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
أبو إبراهيم غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 3,725
الانضمام: Mar 2004
مشاركة: #10
الرد على: سورية: الديمقراطية قبل الممانعة
العزيز بهجت،

الفكر موجود، ولكن ما زالت الناس لا ترى الأمور بوضوح....
وضعت موضوعاً في الفكر الحر أسميته فكر الثورة السورية، أحاول فيه لملمة ما أستطيع مما تصدره هيئات وتنسيقيات الثورة ومفكروها.
وهو فكر حديث العهد ولكنه مترامي الأطراف، يحتاج إلى من يربط عراه...

آمل أن تؤتي الثورة السورية ثمارها وتعطي فكرها وإلا فإنها ستنتهي كثورتي تونس ومصر... مع احترامي لهاتين الثورتين طبعاً.
08-31-2011, 03:54 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  قنبلة الموسم: زواج المتعة الصهيو صفيوني: اسرائيل مرشحة لدخول حلف الممانعة .. أسير الماضي 0 464 08-13-2014, 04:58 AM
آخر رد: أسير الماضي
  زمن الممانعة: اسرائيل تهاجم حزب الله .. وحزب الله يهاجم يبرود! نوار الربيع 1 651 02-26-2014, 03:21 PM
آخر رد: خالد
  تعاون أمريكي-إيراني-سوري للحرب على "داعش" [ عاشت الممانعة ..عاشت ..عاشت ..عاشت ] الإبستمولوجي 1 638 01-07-2014, 02:39 PM
آخر رد: الإبستمولوجي
  العلمانيون ... أعداء الديمقراطية الإبستمولوجي 5 1,104 07-04-2013, 01:03 AM
آخر رد: الحوت الأبيض
  عصفورية ..محور الممانعة الوطن العربي 0 556 03-03-2013, 07:51 PM
آخر رد: الوطن العربي

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS