طريف سردست: كيف ظهرت القبلة لدى الانسان وتطورت؟ هل الانسان هو الحيوان الوحيد الذي يمارس التقبيل؟ لماذا؟

إذا تجاوزنا السؤال الاخير فإن هذه الاسألة لازالت الى حد بعيد بدون جواب. الاصل الذي نشأت عنه القبلة لازال غير واضح، بالذات لان القبلة كسلوك تعني العديد من المعاني. القبلة يمكن ان تكون موجهة لطفل او لمس خد صديق او ضيف او يده او طبع القبلة على شفاه عزيز، وكل من هذه السلوكيات لها معاني وانطباعات ومشاعر مختلفة. مثل هذه النوع من القبلات يبدو انها كانت غير شائعة في الغرب حتى ظهرت في كتابات العصر الاغريقي ومن ثم في في المطبوعات القادمة من الهند والتي تكلمت عن قبلة Eskimo kiss, او اللثم بالانف مقابل الانف ( كما في عُمان) ولكن لم تتكلم عن تقبيل الفم.



اكثر النظريات الشائعة عن اصل القبلة تعود الى ethologist Irenäus Eibl-Eibesfeldt, والذي لاحظ في ان في بعض الثقافات الانسانية تقوم الامهات بعلك الطعام ثم تقبل فم اطفالهم لتقوم بنقل الطعام اليهم. هذه القبلة الامومية يمكن ان يكون قد جرى نسخها الى سلوك الكبار لينتج عنها نوع اخر من التقبيل، تماما كما يحدث الان ان يقوم الحبيب برضاعة ثدي حبيبته تقليدا لعملية رضاع الاطفال. الاحتمال الاخر ان عهادة التقبيل كانت هي السلوك الاساسي ولكن فقدت الحضارات فقدت هذه العادة بصورة منعزلة عن الاخرين، غير ان المؤكد ان القبلة جاءت لتبقى ولنكتشف بها مناطق جديدة.

الحيوانات الشبه بشرية ايضا تستخدم القبلة، ولكن لديها اسباب مختلفة. مؤلف كتاب Peacemaking Among Primates, Frans de Waal, والذي في الاصل مصور للطبيعة اظهرت اعماله ان الشمبانزي سيقوم بتبادل القبلات او بعد صراع من اجل الوصول الى سلام او لمنع حدوث الصراع.

وعلى اساس ملاحظات دي وال نجد ان القبلات لها علاقة بالعض وتعبير عن تحول النوايا بسلسلة من السلوكيات، خصوصا عند ملاحظة انواع القبلات لدى الشمبانزي القزم.

الشمبانزي القزم، والذي يعتبر الاقرب بيلوجيا الينا، يستخدم المتعة كأداة لحل النزاعات بشكل اوسع بكثير مما يفعل بقية الرئيسيات. انه يستخدم الجنس من اجل تفادي الاصطدامات بما يخص كل شئ من النزاع على الطعام او من اجل التمكن من استخدام احد الاغصان للاستمرار الى الامام. القبلات بين افراد الشمبانزي القزم عفقيفة الى حد ما ولكن القبلات بين افراد البوبون ، وهو قرد يشارك الانسان تنوع ممارسته للجنس وحبه له، بما فيه ممارسة الجنس وجها لوجه والقبلات الفرنسية، ليست عفيفة على الاطلاق. اللسان يملك من الاعصاب كمية تماثل ماتملكه الشفايف على الاقل. لذلك فمص اللسان يقدم دلائل اضافية على حسن النوايا والتقارب الصادق ويقدم مشاعر ممتعة كجائزة لوقف العراك او لمنع نشوء الصدامات.

اسباب اخرى لتفسير نشوء القبلة ترجع اصولها الى الدوافع والمحفزات البيو كيميائية. نعلم انه توجد غدد في الخدود ينبعث عنها فرمونات كما توجد غدد في الانف تتلقى الفرمونات. وفي تجارب جرت على الفئران وعلى البشر ظهر اننا قادرون على التقاط الانحرافات في اجزاء متغيرة من الجينوم بالعلاقة مع جهاز المناعة الحيوية. في major histocompatibility complex or MHC, من خلال حاسة الشم وان الانثى ( عند الفئران والبشر) تنحو نحو تفضيل الذكور التي تملك MHC مختلف عما تملكه هي نفسها. هذا الامر يدعم نشوء كراهية طبيعية .لنكاح المحارم والاقارب لتحسين المناعة الذاتية البعض يعتقد ان قبلة الاسكيمو نوع من التجربة تسمح للافراد بالاقتراب من بعض لتذوق الفرمونات بما يسمح بمنع نشوء علاقات لاتبشر بالخير في الوقت المناسب.

ما هو تفسير تقبيل الحمام، الطائر العاشق والمعشوق، وما شابه من الطيور التي تقبل؟

(10-07-2011, 07:34 PM)خالد كتب:  ما هو تفسير تقبيل الحمام، الطائر العاشق والمعشوق، وما شابه من الطيور التي تقبل؟

تقبيل الحمام وبقية الطيور لاعلاقة له بالعشق، بالمعنى البشري للمفهوم، وانما جزء من الاختبار الذي تختار على اساسه الانثى الذكر المناسب ليكون شريكها، فالاختبار لمعرفة صلاحية الذكر على المشاركة بجلب الطعام لتغذية الصغار.
وهذه الاختبارات التي تقوم بها الانثى منتشرة في عالم الطيور والحيوان، فنجد ، بين الطيور، اختبارات الرقص المدهشة التي تدلل على الصحة عندما تكون من طرف الذكر وحده او تدلل على القدرة على الانسجام عندما تكون بين الطرفين. ونرى الصراع بين ذكور الحيوان او استعراض العصلات..

تقبيل الحمام عند الجماع يشابه تغذيتها لزغاليلها، لكن هناك أنواع عديدة من تقبيل الحمام جديرة بالملاحظة، ثم هناك تقبيل العاشق والمعشوق، منه ما يشابه عملية التغذية ومنه ما يباينها.

(10-07-2011, 09:16 PM)خالد كتب:  تقبيل الحمام عند الجماع يشابه تغذيتها لزغاليلها، لكن هناك أنواع عديدة من تقبيل الحمام جديرة بالملاحظة، ثم هناك تقبيل العاشق والمعشوق، منه ما يشابه عملية التغذية ومنه ما يباينها.

صحيح، والموضوع ناقش أمثلة كافية للتدليل على الطرق المتعددة المحتملة لنشوء وتطور القبلة ومعانيها الاجتماعية والبيلوجية والسلوكية بما فيه قبلة العشق بشكلها الحالي.
شكرا على اهتمامك وتساؤلاتك

أنا فهمي للقبلة رمزي.

فكما المصافحة تعطي اليد لليد، دليل مسالمة وعدم نية فعل الأذى، تأتي القبلة كرسالة حب بالشفاه التي تخبئ الأنياب، لتعطي مزيجاً من الحذر والأمان اللذان يتحولان إلى الحب.

هل قبلكم يوماً قط مثلاً ؟ طبعاً القط يقبل أيدي صاحبه عندما يعشقه...

(10-09-2011, 12:57 AM)أبو إبراهيم كتب:  أنا فهمي للقبلة رمزي.

فكما المصافحة تعطي اليد لليد، دليل مسالمة وعدم نية فعل الأذى، تأتي القبلة كرسالة حب بالشفاه التي تخبئ الأنياب، لتعطي مزيجاً من الحذر والأمان اللذان يتحولان إلى الحب.

هل قبلكم يوماً قط مثلاً ؟ طبعاً القط يقبل أيدي صاحبه عندما يعشقه...

وهل تستمتع بالمصافحة وتتمنى أن يطول ذلك الى الأبد؟؟؟

اقتباس:وهل تستمتع بالمصافحة وتتمنى أن يطول ذلك الى الأبد؟؟؟

طبعاً لا...
لم أفهم الداعي لسؤالك. هل هذا ينقض ما قلت ؟

(10-09-2011, 06:42 AM)أبو إبراهيم كتب:  

اقتباس:وهل تستمتع بالمصافحة وتتمنى أن يطول ذلك الى الأبد؟؟؟

طبعاً لا...
لم أفهم الداعي لسؤالك. هل هذا ينقض ما قلت ؟

فقط تصحيح لنظرتك الرمزية للقبلة، فهي لا تشبه المصافحة (طبعاً لا نقصد القبلة على الخد، انما الفرنسية)، فهي فعل شاذ له أبعاد أكثر من بث رسالة الحب، وبرأيي أنه لا يمكن تصنيفها في خانة المصافحة.

اقتباس:فهي فعل شاذ له أبعاد أكثر من بث رسالة الحب

شااااذ ؟؟؟؟؟