استغرب اصرارك الدائم للخوض بالموضوع السوري على الرغم من غيابك عن مجموع مقوماته السياسية والعسكرية. وازداد استغرابا للتحية للثورة السورية مع ان غالبية موضوعاتك عنها لأحباطها.

ان الجيش السوري ليس جيشا بالمعنى الحديث للكلمة فهو لايملك قيادته التي يجري تعيينها على اسس سياسية وليس مهنية. كما انه لايملك عقيدة عسكرية وليس مؤهل ليملكها إذ ان مهام الجيش السوري لاتزيد عن حماية الحكم ومصالحه، وجميع وحداته منظمة للدفاع عن النظام وليس البلاد.
والجيش السوري لايملك قاعدة علمية وصناعية عسكرية تضمن له تحقيق اهداف تتوافق مع المهمات الخارجية التي يقف امامها كما انه ليس منظم على اساس تفعيل الابتكار والابداع في اتخاذ القرار انطلاقا من ان اهدافه حماية النظام السياسي وليس البلاد وبالتالي فالاولوية للولاء.
وليس غريبا ان حتى مسألة القيام ببناء قرى مدنية سكنية على طول الحدود مع اسرائيل جرت في الفترة الاخيرة بنصيحة من الخبراء الايرانيين اقتباسا من تجربة حزب الله في معركته اليتيمة مع اسرائيل.

ولذلك فالفقرة المقتبسة اعلاه تعطي انطباعات خاطئة وكأن هناك جيش سوري له ارادته المهنية الحرة وليس اداة أمنية في يد النظام. بمعنى اخر: في سوريا لاتملك الكلمات المعاني ذاتها المعروفة لك، فلا حزب البعث بحزب ولا الجيش السوري بجيش.

اعتذر منك، انت على حق في انني اخطأت بينكم. انتم فعلا مختلفين على الرغم ان الدعوة واحدة. وبالمناسبة لم اتعرض الى شرعيته وانما الى ماهيته.