الرقم الاول هو النسبة المئوية لدرجة القرابة، ثم يأتي اسم النوع ويتبعه رقم التسلسل. احيانا رقم التسلسل يأتي قبل اسم النوع اذا كان بالانكليزي

98% الشمبانزي 1
94% مكاكا، rhesus 2
75% الشبح الليلي، Tarsius 3
77% الليمور، Lemuridae 4
72% Galagonidae 5
72% الحصان 6
70% الدلفين 7
69% Scandentia 8
69% السنجاب العادي 9
69% القطة 10
68% الكلب 11
68% اللاما، Lama guanicoe paca 12
68% الكلب الوطواط، Pteropodidae 13
67% Folivora 14
67% الفيل 15
66% Dasypodidae 16
65% الارنب 17
65% البقرة 18
63% الوطواط البني الصغير، Pipistrellus pygmaeus 19
62% الكونغر الفأر، Dipodomys agilis 20
57% حفار الهضاب، Hyracoidea 21
57% مارسفين، Cavia porcellus 22
56% الارنب المزقزق، Ochotonidae 23
52% القنفذ 24
51% Tenrec ecaudatus 25
51% الفأر 26
49% الجرذ 27
48% الفأر ذو الخرطوم، Sorex araneus 28

موضوع مفصل سيتبع

قبل 200 مليون سنة ظهرت الثدييات لاول مرة على سطح الارض. وبعد ان انقرض الديناصورات قبل 65 مليون سنة انفتحت لهم الظروف المناسبة للانطلاق بحرية ليستولوا على جميع المساحات ويتطوروا بدون منافسة. بذلك يكون جميع الثدييات اليوم اقارب وتحليل الحمض النووي يؤكد ذلك ويقدم لنا صورة عن ترتيب القرابة بيننا وبين مختلف الحيوانات.

حيوان صغير وغريب موجود منذ 60 مليون سنة يسمى Dasypodidae ويعيش في المناطق الجافة من شمال امريكا الجنوبية الى جنوب الولايات المتحدة الامريكية، يختفي في النهار ويظهر في الليل. وإذا شعر بالتهديد يتكور حول نفسه كالقنفذ ليحتمي بالصفائح الصدفية التي تغطي جسمه. وطوله يتراوح بين بضعة سنتيمترات الى المتر، يملك مخالب قوية واذان منتصبة.
من هذا الوصف قد لايرى البعض تشابه مع الانسان، ومع ذلك فنحن اقارب. تقريبا غالبية الجينات (والاشارات المنبعثة لاطلاق وإغلاق الجينات) مشتركة.

في الواقع نحن نملك تشابه كبير مع جميع انواع الثدييات عند المقارنة بالجينات، وهذا التشابه تتزايد نسبته او تنقص حسب عمر افتراق النوع عن الخط المشترك بيننا . وعند التكلم عن التشابه فالمقصود تطابق ترتيب متوالية القواعد الاساسية الاربعة ( الادينين، تيمين، غوانين، سيتوسين) في رقعة معينة من السلسلة الحمضية مع مثيل لها في سلسلة لنوع اخر. هذا الامر كشفته دراسة حديثة جرت مقارنة جينوم الانسان مع 29 حيوان من مملكة الثدييات. غير انه في الاساس على الدوام يوجد على الاقل خمسة بالمئة من الحمض النووي مشترك مع جميع الثديات. هذه الكمية الاساسية مسؤولة عن الوظائف القاعدية مثل التحكم بالجين لاطلاق لحظة انشاء البروتين ولحظة التوقف او التحكم بنوع الانسجة المطلوبة والاشراف على ان عملهم طبيعي. الدارسون بحثوا عن جزئيات الحمض النووي حيث مكونات ال د ن ا تتموضع بالتسلسل نفسه عند البشر والحيوان على السواء.

الاحماض الامينية المشتركة بيننا تقدم للثدييات العديد من الخصائص المشتركة. فعلى الرغم من الحجم واختلاف طريقة الحياة توجد مظاهر خارجية نتشابه بها. نحن كلنا فقريات نملك اربعة اطراف ونظام تنفس متشابه ونظام هضم متشابه ومنظومة عصبية متشابهة ودورة دموية. والثدييات من الدم الحار وترضع صغارها. وحتى لو لم تكن جميع الثدييات تولد اطفالها فإن جميع الانواع الثلاثين الداخلة في المقارنة جميعها تقوم بولادة صغارها. (فقط حيوان Monotremata يضع بيض على الرغم من انه من الثدييات)

تسعة من الحيوانات والانسان جرى وضع خريطة الجينوم خاصتهم منذ فترة مبكرة. الجينوم الانساني جرى نشره للمرة الاولى عام 2001 وبعده جرى نشر جينوم الفأر والكلب والحصان والشمبانزي والجرذ وقرد المكاكا والبقرة..
بقية جينوم لافراد المجموعة العشرين جرى الانتهاء منه منذ فترة قصيرة.


ليس من المستغرب ان الانسان اكثر قرابة مع الرئيسيات وهو امر متوقع. منذ وقت طويل نعلم ان 98% من ال د ن آ لدينا يوجد ايضا لدى الشمبانزي. ونعلم ايضا اننا اقرباء مع بقية الرئيسيات مثل rhesusmacaca. وبسبب التقارب الجيني بيننا وبين القرود تستخدم القرود في التجارب الطبية لتشابههم معنا. مثلا عامل ريهيسوس الذي يستخدم لتصنيف الدم جرى اكتشافه عند القرود.

ولكن يوجد المزيد من الرئيسيات. هناك مثلا قريبنا الشبح الليلي الطيب Tarsius ينتمي ايضا الى مجموعتنا. النوع يعيش في الغابات الاستوائية الماطرة وله عيون كبيرة للتلائم مع النشاط في الليل. والشبح الليلي ايضا كان موجودا منذ عصر eocen الجيلوجي، قبل 57-35 مليون سنة.
في الفترة الجيلوجية نفسها كان يعيش الاصل الذي انحدر عنه الفيل الحالي، وهو الوحيد الباقي حيا من فصيلة اصحاب الخرطوم. الفيل يأكل يوميا 150 كيلو من الخضار ويشرب 200 لتر ماء ويوزن بضعة اطنا. مختلف تماما عنا، يعتقد البعض. ولكن ثلثي حمضنا النووي يتشابه مع الفيل.

الافيال تعيش في قطعان ولديها روابط الرحم قوية جدا، فهي لاتنسى اي فرد. والانسان يملك مقومات تشابه مع الفيل اكثر بكثير مما مع الفأر الذي يعيش الى جانبنا. القوارض الصغيرة مثل الفئران والجرذان تتكاثر بسرعة كبيرة لذلك فدرجة تسارع التغييرات مبتعدة عن الاصل المشترك معنا اكبر لديها مما هو لدى الفيل.

لدينا قريب غريب للغاية وغير مشهور يدعى Tenrec ecaudatus. هذا النوع وحيد في عائلته. في السابق كان هناك خطأ في تصنيفه ولكن بفضل ظهور علم المورثات اصبح بالامكان معرفة درجة قرابته ومكانه في التصنيف البيلوجي. هو يعيش في الغابات الاستوائية بما فيهم مدغشقر. كغالبية الثدييات يملك شعر من نوع اقرب للصوف.

بين الثدييات فقط الفرع الذي يعيش في الماء وحده الذي لايغطي الشعر جسمه ومنه الدلفين. وعلى الرغم الظروف البيئة المختلفة فإن الدلفين يتقاسم 70 بالمئة من جيناته مع الانسان بالمقارنة مع الفأر الذي نتشارك معه 49 % فقط. لذلك ليس من الصعب فهم الاسباب التي تجعلنا اكثر تشابه مع الدلفين الذكي والاجتماعي. غير ان هناك نتائج اخرى قد يكون من الصعب تفهمها ومنها اننا اقرب الى القطة منه الى الكلب، على الاقل جينيا. هل نقول ان 49 % من الفأر هو انسان ام ان 49% من الانسان هو فأر؟

الطفرة في الجين ظاهرة غير نادرة غير ان هذا بالذات الذي يجعل جيناتنا تبتعد عن اصولها المشتركة ويعطينا الفرصة لمعرفة الخصائص التي تؤثر عليها الجينات. مجموعة من الجينات لدى كلب الصيد من نوع rhodesian ridgeback تجعل شعر ظهره من التوجه نحو الامام. ولكن عند الاطفال الرضع، نفس الجينات يمكن ان تمنع مخاطر نمو غضاريف في العمود الفقري.

والجين الذي اصيب بطفرة ويعطي الكلب بقع بيضاء على له اهمية لمجموعة اخرى من الخصائص، مثل السمع، ويفسر لماذا الدالماتين والبوكسر احيانا صمم. الطفرة على الجين نفسه يمكن ان تسبب لدى الانسان مرض البيغمنت Waardenburg وهو مرض غير شائع ويمكن ان تسبب امراض في جهاز السمع. والكثير من المعلومات عن امراض الانسان جاءت عن طريق مقارنة جينات الكلاب المريضة والمعافية. من هذه الامثلة يمكن ان نرى انه وعلى الرغم من التشابه الجيني الا ان ذلك يمكن ان يعني ايضا ان للجين الواحد تطورت وظائف مختلفة عند مختلف الانواع.

ومع التقارب الكبير بين جيناتنا وجينات الثدييات نلاحظ اننا نملك فقط 5% فقط من الجينات متطابقة مع جميع الكائنات الاخرى. هذه الكمية جرى الحفاظ عليها على مدى كل فترة التطور للكائنات الحية لانها تملك اهمية اساسية ومشتركة للجميع. في هذه الكمية توجد القواعد الاساسية التي تتحكم بالجينات التي ينشأ عنها البروتين وكميته. وهي تتحكم ببدء العمل ونهايته. كما يتحكم بنوغ الانسجة التي ستنشأ في كل جهاز على الرغم ان الحمض النووي واحد. ثلث كمية الجينات المشتركة هي جينات تتحكم بأكواد البروتين. البقية تتحكم ببقية الجينات. الدراسة التي جرى نشرها في مجلة الطبيعة في شهر اكتوبر من عام 2011 كان على رأسها العالمة السويدية Kerstin Lindblad-Toh, البروفيسورة في جامعة اوبسالا السويدية ومعهد برواد الامريكي في بوسطن.

ولكون العلماء اصبحوا الان يعلمون اين عليهم ان يبحثوا للعثور على الجزيئات المشتركة في الحمض النووي والتحقق من نوع التطابق، او الانحراف عن التطابق المفترض، يستطيعون الان تمحص الطفرات والنتائج التي ترتبت عليها بصورة تفصيلية بحيث يتمكنوا من التعرف على مصادر الامراض في الجينوم الانساني. والان يجري وضع جينوم عشرات الحيوانات الاخرى من اجل المزيد من التفاصيل وبراهين اكثر على صحة القرابة.

ان نكون اقرباء جينين للحيوانات يسمح بدراسة جينات الحيوانات عوضا عن دراسة جينات الانسان، وهذا يقدم افضليات باهرة. عند الحيوان يمكن استخلاص انواع جديدة ترتكز على تركيز الجينات المطلوب دراستها والخصائص التي يترتب عليها بدون تفاعل عوامل جينية اخرى. ولكون الجينات واحدة من الاسهل العثور على الجينات التي تسبب السرطان ومرض السكر والصرع عند الكلاب ومنهم نعلم مايماثله عند الانسان.

شيشتين ليندبلاد تمكنت من العثور على مجموعة من الجينات الباعثة على الامراض لدى الكلاب، وعند التدقيق ظهر انها جميعا متواجدة في الجينوم الانساني ايضا. مثلا مرض هشاشة العظام الذي يصيب الكلب من نوع taxa جيناته المتطفرة موجودة ايضا لدى الانسان. الجين نفسه له علاقة بمرض الاعصاب ALS الذي يصيب الكلب والانسان على السواء. وحتى جينات الحصان يمكن ان تعلمنا الكثير عن جيناتنا، إذ يوجد حوالي 100 مرض مشترك بيننا وبين الحصان، ومنهم الاكزيما والحساسية.