عواصم ـ وكالات: أكد محمود جبريل (رئيس الحكومة الليبية السابق) وجود عملاء لمخابرات كل دول العالم تعمل داخل الصعيد الليبي، بينما تستمر الصعوبات التي تواجه السلطات الليبية الجديدة في فرض الأمن في البلاد، مشيرًا إلى التذمر المتزايد في أوساط جنود الجيش الليبي على إثر تأخر في تلقي الرواتب.
وقال تقرير لقناة ”الجزيرة” القطرية من ليبيا ‘الاستعانة بـ”القبعات الزرق” أمر وارد الحدوث لفرض الأمن وسط الانفلات الكبير الحاصل على الأرض، وهو ما دفع رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل للتحذير من مخاطر حرب أهلية، كما دفعه أيضًا للاعتراف بالعجز عن كبح جماح المليشيات المسلحة في البلاد’.
وأضاف: ‘نحذر من تدخل أجنبي في ليبيا ما بعد القذافي إذا لم يسارع المجلس الانتقالي لبناء جيش وطني وإصدار وثائق تنظم المرحلة الانتقالية، خاصة أن جميع مخابرات دول العالم تعمل فوق الأراضي الليبية”.
من جهته كشف مندوب الدفاع الجوي في بنغازي العقيد فوزي البرعصي عن وقوع اختراق السيادة الجوية الليبية من قبل طيران حربي مجهول الهوية، دون أن تعلم الجهات العسكرية الليبية بالأمر. وذكرت صحيفة ‘الخبر’ أنه وبينما يواجه كل من المجلس الانتقالي والحكومة الليبية صعوبات في فرض الأمر الواقع بخصوص تعيين اللواء محمد المنقوش رئيسًا جديدًا لأركان الجيش، تحدث وزير الدفاع أسامة الجويلي عن فتح تحقيق حول الدور الأمريكي في تفجير خمسة آلاف صاروخ ليبي.
وكانت هذه العملية التي شاركت فيها واشنطن قد أثارت استياءً كبيرًا في أوساط بعض النافذين في الشأن الليبي، واعتبروها بمثابة تدمير لقدرات الدفاع الجوي للبلاد.
على صعيد آخر تظاهر مئات من الجنود الليبيين في بنغازي مطالبين بدفع رواتبهم المتأخرة، وتجمع الجنود خارج فرع للبنك المركزي ببنغازي وهم يرتدون الزي العسكري ويحملون أسلحتهم، وقالوا: ‘على الحكومة الجديدة أن تركز على بناء جيش جديد وليس دفع مكافآت نقدية للثوار”.
من ناحيته دعا وزير النفط الليبي السابق علي الترهوني حكومة عبد الرحيم الكيب لتقديم فرص بديلة للثوار الذين شاركوا في القتال ضد نظام العقيد القذافي، على أمل تجنب زعزعة استقرار البلاد، معتبرًا أن نزع أسلحة الثوار وإعادة دمجهم في الحياة المدنية يشكل أحد المفاتيح لتفادي تصاعد العنف في ليبيا.
من جهة اخرى اكد عضو في المجلس الوطني الانتقالي الليبي أن قرار المجلس بتعيين اللواء الركن يوسف المنقوش رئيسا لأركان الجيش الوطني الليبي ‘قرار نهائي لا رجعة فيه’.
وقال عضو المجلس المختار الجدال لوكالة فرانس برس ان ‘معظم المجالس العسكرية بمختلف المناطق الليبية توافقت على ثلاثة أسماء كانت ضمن قائمة المرشحين وهم حامد الحاسي وسالم جحا ويوسف المنقوش’.
واضاف ان ‘أعضاء المجلس الوطني الانتقالي اختاروا بالأغلبية يوسف المنقوش لشغل هذا المنصب’، مشيرا إلى أنه ‘شخصية وطنية نزيهة ومتخصصة’.
من جهته أعلن اللواء الركن المنقوش السبت لفرانس برس أنه باشر مهام عمله رئيسا لأركان الجيش الوطني الليبي، وذلك على الرغم من عدم تسلمه رسميا بعد قرار تعيينه في هذا المنصب.
وفي السياق ذاته أبدى تجمع سرايا الثوار ‘مباركته’ لاختيار المنقوش رئيسا لأركان الجيش، وقال في بيان تلقت فرانس برس نسخة عنه ‘نبارك الخطوة التي انتظرناها طويلا بتعيين رئيس للأركان، ليكون النواة الأولى لتأسيس الجيش الجديد’.
وأضاف التجمع أن ‘هذه الخطوة في بناء الجيش الوطني القادر على تأمين البلاد والعباد ذات أهمية قصوى وحاجة ضرورية’.
وطالب التجمع المنقوش ب’العمل على بناء الجيش الوطني الذي يجعل من حماية البلاد هدفا ساميا، جيش غير منحاز، يقف مع الشعب بمسافة واحدة، محافظا على هويتنا الإسلامية والعربية’. وأكد التجمع أنه ‘على أتم الاستعداد لمد يد العون الكامل لرئيس الاركان الجديد من أجل بناء الجيش الوطني المنضبط بضوابط الشرع الاسلامي’.
بدورهم اعلن منتسبو ركن الدفاع الجوي بالأركان العامة للجيش الوطني الليبي بالمنطقة الشرقية تأييدهم لقرار تعيين المنقوش.
واعتبر ضباط وضباط صف الركن، في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه، أن هذا القرار ‘خطوة أولى لإعادة تفعيل الجيش’.
وأضافوا في بيانهم ان ‘هذا القرار من شأنه أن يعيد الاستقرار والسيادة لدولة ليبيا ويوحد ترابها ويرجع الأمن والأمان للوطن والمواطن’.
من جهة أخرى أعرب اللواء سليمان محمود العبيدي نائب رئيس الأركان العامة للجيش الوطني الليبي في عهد الفريق عبدالفتاح يونس والمستقيل من منصبه، عن دعمه لتولي المنقوش منصب رئيس الأركان، قائلا إن اختياره كان ‘قرارا صائبا وحكيما من قبل المجلس الوطني الانتقالي’.
واعتبر سليمان محمود العبيدي في مقابلة مع قناة ‘ليبيا أولا’ رفض المجلس العسكري في ‘برقة’ تعيين المنقوش رئيسا للأركان، ‘لا معنى له’، موضحا أن ما المجلس المشار إليه ‘جسم غير شرعي لأن تشكيله غير قانوني وغير معترف به من المجالس العسكرية الأخرى’ على حد قوله.
وكان مجلس برقة العسكري رفض تعيين المنقوش في هذا المنصب، قائلا إن الطريقة التي جاء بها ‘غير شرعية’، وقام في خطوة احادية بتعيين شخص آخر في منصب رئيس للاركان.
وأشار سليمان محمود إلى أن ‘ما يثيره مجلس برقة العسكري أمر غير مقبول وخطير’، معتبرا أنه ‘لعب بالنار ومن شأنه أن يشوه صورة برقة المناضلة المجاهدة على مر التاريخ’.
وقال إن هذا الأمر ‘سيرسخ لانقسام البلد وسيفتح الباب للتدخل الخارجي’.
القدس العربي