بعيدا عن المواقف السياسية , فأنا بشكل عام أحكم على أي كيان إجتماعي أوسياسي بناء على دور المرأة المؤثر فيه!

لذلك أظن أن حالة الإستنفار الرجالية وأيضا الدماء التي تسيل والتي من أجلها وقفت بعض النساء المثقفات مع المعارضة هي نفس الدماء السورية التي تجعلهن ينسحبون كي لا تتلوث أيديهم.

نعم لم يبق شيء من براءة ليقفن أو يصرخن من أجله

هذا ليس محزنا فقط بل هو مرعب في الحقيقة لأنه يعني أن لا أمل لنا بعد الآن ولا أخت ولا صديقة أوحبيبة
يعني أكثر من ذلك ,هو نذير شؤم بدون جدال

هل من مؤيد

المعارضة من وين اجت يا رفيق؟
أليست وليدة مجتمعها المتخلف و ترباية نظامه الشمولي الفاسد؟ فقطعا لم تنزل علينا من المريخ.
النساء دخلن المعارضة و هن يتوقعن وسطا متحضرا يعتمد الديمقراطية كآلية عمل و اتخاذ قرار و تتوقع أنها ستعمل بين عالم أرقى من المجتمع الذي يهمشها و يحط من قدرها لكنها اكتشفت أن أمراض النظام و المجتمع ترتع في هكذا وسط و بأتم صحة و عافية. و حتى الرجال الذين انسحبوا من المجلس الوطني قالوا أن لا دور لهم و لا رأي و ما معناه أنهم طراطير و كمالة عدد. فما بالك بالمرأة؟! ديكور يلزم للظهور بمظهر حداثي و تحرري.

انسحاب المرأة اعتراضا على أساليب العمل أراه شهادة ايجابية لصالحها و لا أدري أصلا ما الذي أدخل نساء واعيات للعمل تحت امرة الاخوان المسلمين. بالأمس قرأت في موقع "البديل" المصري لامرأة مصرية اسمها أمينة ما بعرف شو تقول "ليس من حق المرأة المطالبة بحقوقها. أليس لها أب أو أخ أو زوج يطالب لها بها"؟! تصور يعني لو أن المرأة السورية المعارضة تكتشف غدا أنها كانت تناضل من أجل أن تحكمها امرأة اخوانية و تسمعها هذا الكلام؟! كارثة طبعا.

هذا الإنسحاب يهم فقط تلك الفئة المثقفة من نساء المعارضة وهم أقلية تصل لحد النُدرة، أما الأغلبية فهي تعرف وظائفها كما حددها لهم سلفيو الثورة باعتبارهم الأغلبية العظمي من ثوار الشارع والإنترنت..فلا تستغرب انحسار المظاهرات في العنصر الرجالي في ثورتي سوريا وليبيا علي عكس كل الثورات العربية الأخري تونس ومصر واليمن والبحرين ..النساء في ثورات تلك الدول كان لهم فيها دور فاعل ومؤثر..

با عزيزي فارس, هناك بعض من مثقفين ومتنطحين الخ , طمعوا بأن يفععلوا نرجسيتهم من خلال حدث هام وعام يمس الناس فلماذا لا يكونوا هناك, على الأقل لقاء مع الجزيرة وإنعاش لأسماء منسية, وهناك من كان على قناعة !

أنا لا يهمني بالنهاية إلا بلدي ولا تهمني أطنان الكتب والمقالات التي سطرها أناس تعبوا عل نفسهم كبرهان غليون أو غيره , هذه لاتستطيع خداعي بل خدعتهم هم وكشفت أننا كنا نقرأهم ببلاهة

"علي عكس كل الثورات العربية الأخري تونس ومصر واليمن والبحرين ..النساء في ثورات تلك الدول كان لهم فيها دور فاعل ومؤثر"

بقاءه فاعلا يؤنسن التغيير ويدفعه إلى الأمام