لعل الشعب الفلسطيني المقيم في "قطاع غزة" اليوم، قد طالته "النكبات" أكثر من غيره. فمعظم سكان القطاع هم أبناء لقرى ومدن الجنوب الفلسطيني التي هدمتها الدولة العبرية وشرّدت أهلها إبان قيامها (1948).
هؤلاء المهجّرون المشردون النازحون داخل الوطن، ما أن استقر بهم المقام في "غزة"، في ظروف لا يعلم صعوبتها الا الذين خبروها، وما أن أخذوا يبنون لهم مأوى بعد أن قضوا الشهور والسنين في خيم وعلب صفيح لا ماء بها ولا كهرباء إلا بالكاد، حتى جاءتهم "إسرائيل" من جديد باحتلال طويل الأمد وحكم عسكري تعسفي لا يبقي ولا يذر.
صنع أبناء فلسطين في "غزة"، مع إخوتهم في "الضفة الغربية"، الانتفاضة الأولى تمرداً على وضعهم المزري وسعياً لتحقيق أمانيهم وآمالهم.
في منتصف التسعينيات لاح وجه "أوسلو" في الأفق، وتأسست السلطة الفلسطينية وبدأت "غزة" تتنفس الصعداء قبل ان يحكم السلطة ما يحكم الدول العربية من فساد ومحسوبيات وعشائريات و"دين". ثم جاءت "ثالثة الأثافي" عندما انقلبت "حركة حماس" على "الشرعية الفلسطينية" وانفردت بالقطاع وارتهنت أهله في سبيل دورها السياسي، فنثكبت "غزة" من جديد بالأصولية الدينية والرجعية القروسطية بعدما نُكبت قبلها بالاحتلال والفساد والرشاوي والمحسوبيات.
لا يعلم أحد اليوم متى سوف ينزاح "همّ الإخوانجية والأصولية الدينية الإسلاموية" عامة عن صدر "غزة" والمنطقة العربية برمتها، ولكن هذا لن يتحقق غداً صباحاً بالتأكيد، فحيثما يستوطن البؤس يحتاج الناس إلى "الأفيون"، والشرق مليء بالبوس "والدين أفيون الشعوب".
في هذا الموضوع، سوف أرصد - بما أستطيع - بعض "الممارسات الأصولية" التي تفرضها "حماس" على الشعب الفلسطيني الرهينة في القطاع.
واسلموا لي
العلماني
---------------
حكومة حماس تمنع مسابقة غنائية في غزة
2012-01-18
رام الله ـ ا ف ب: قال مسؤول مؤسسة اعلامية فلسطينية ان حكومة حماس منعت اكمال مسابقة غنائية كانت تجري في قطاع غزة لاختيار مواهب غنائية بحجة انها 'تتنافى مع العادات والتقاليد'.
وقال رائد عثمان مدير وكالة معا الاخبارية التي تشرف على هذا البرنامج بالتعاون مع قناة ميكس العربية داخل اسرائيل (ميكس معا)، انه تم ابلاغه رسميا من قبل وكيل وزارة الاعلام في حكومة حماس بـ'وقف هذه المسابقة كونها مخالفة للعادات والتقاليد'.
واصدر وكيل وزارة الاعلام في حكومة حماس بيانا اتهم فيه وكالة معا بانها تحاول تشويه قطاع غزة.
وقال عثمان لوكالة فرانس برس 'منذ حوالى شهر تقدم الى المسابقة حوالى 130 فتى وفتاة واحدة الى المسابقة من غزة وغنوا من داخل قاعة مغلقة وتم اختيار 13 مغنيا منهم عبر لجنة مختصة تابعت اداءهم عبر الفيديوكونفرنس'.
واضاف 'لدينا مراسلات مع وزارة الاعلام في الحكومة المقالة وحجزنا مكانا من اجل اختيار الافضل من بين الـ 13 الا انه تم ابلاغنا رسميا من قبل وكيل وزارة الاعلام حسن ابو حشيش ان هذه البرنامج ساقط ومخالف للعادات والتقاليد'.
وقال وكيل وزارة الاعلام في غزة حسن ابو حشيش في بيان 'منذ عدة شهور بدأ تلفزيون (ميكس معا) يعمل بدون اذن بشكل يتحدى القانون الا اننا رتبنا الأمر معه واستوعبنا خطأه، واستمر في عمله'.
واضاف 'في الوقت الذي نوفر لمعا وطواقمها كل الحرية والحماية والمعلومات والتقدير والاجراءات اللازمة للعمل بكل حرية (...) نجد منها كل يوم ما يسيء لقطاع غزة والحكومة والواقع المعاش'.
وتابع ابو حشيش في بيانه ان 'معا اظهرت ان كل قطاع غزة تنظيم قاعدة ومرة أخرى أنه تشيع وأنه ظلامي وأنه كله سجون وفلتان وان كل شبانه يبحثون عن المسابقات الغنائية'.
وقال ابو حشيش 'اننا في المكتب الاعلامي الحكومي نجدد دعوتنا عبر وسائل الاعلام لوكالة معا بأقسامها ان تحترم العقول وتقدر خطورة ما تقوم به'.
وهذه هي المرة الثالثة التي تنظم هذه المسابقة من قبل مؤسستي معا وميكس بشكل سنوي لكنها المرة الاولى التي يتم من خلالها محاولة استقدام مواهب غنائية من غزة للمشاركة فيها.
ويشارك في المسابقة الغنائية التي سيتم بث الجولة الاخيرة لها الشهر المقبل، مغنون من الضفة الغربية ومن عرب منطقة الـ48 حيث يتم اختيار المغني الافضل من عشرة مغنين وصلوا الى الجولة النهائية.
عن القدس العربي اليوم