أقترح أن نبدأ في نقاش صريح وبدون حواجز و"تابوهات" في مسائل لم نكن نتحدث بها قبلاً.
وأقتتح هذه السلسلة الثقافية في الحديث عن المحرمات، بموضوع : الطائفية.

سأضع بعض النقاط العامة التي أرغب أن يتمحور حولها النقاش، ثم أعود للحديث عنها بالتفصيل، ويمكن لأي كان أن يتحدث عنها أو غيرها مما غاب عني بما استطاع إليه سبيلاً:

1- الحديث في المسألة الطائفية لا يعني أن نكون طائفيين، فأغلب فلاسفة العصر الحديث تحدثوا في المسألة الطائفية.
2- الشعور الأقلوي، هو أمر معرف وعلمي وموضوع دراسة بمنهجية علمية ولا سيما بعلم الأنتروبلوجيا.
3- أنا بنفسي عايشت الشعور الأقلوي وفهمته وتفهمته ولا سيما عندما كنت أعيش بفرنسا، وأفهم التخوفات للأقليات من الخضوع للأكثرية أو من استبداد الأكثرية.
4- لا بد أن نعترف أن الأكثرية (دينية أو قومية أو عرقية كانت) لا تشعر بنفس شعور الأقلية كمشاعر الإضهاد، وتبقى بنفسية أكثر توازناً وبتلاحم أقل مع ما (يوسم بمن ينتمي إليها) فالأغلبية بحقيقة الأمر لا تتحد ولا تشعر بانتماء أغلبي، بل بشعور بتفوق غير منظم ولا منتظم.
وبذلك فالأكثرية غالباً ما تكون مرتاحة لوجودها غير خائفة عليه وغير معرفة لنفسها بشكل طائفي.
بينما أغلب الأقليات تجتاحها هواجس أقلوية، وتبقى تعرف نفسها بحسب تعريف تعتقده معبراً عن وجودها، لا عن اعتقادها أو دينها أو عرقها. فهي تخاف على نفسها وجودياً.
5- في كل الحروب الأهلية المعروفة، لم تستطع الأقليات حكم الأغلبية، لأن الحرب الأهلية تعني انفلات الدولة وتفويض الحسم للمجتمع.
6- لا يوجد مجتمع مدني وعلماني ينبني على قهر الأقلية للأغلبية، لم يوجد هكذا مجتمع ولن يوجد.
بل بالعكس القهر الاجتماعي و/أو السياسي يؤدي لرفض للحكم وأسسه، لذا فإن العلمانية صارت مرفوضة اليوم في عالمنا العربي وستبقى كذلك لفترة طويلة بسبب الممارسات التي ارتكبت باسمها.
ولا أستطيع أن ألوم الشعب على ذلك، فلقد ضحك عليهم من قبلنا من الأباء ولم يوصلوهم لبر الأمان، فلماذا سأضحك عليهم اليوم بأن العلمانية والمدنية ستوصلهم لبر الأمان وأنا أعرف أنهم جربوها من قبل، وأني لا أملك أي شيء لأثبت لهم فعلياً ذلك.
لنترك الشعب يجرب ويختار لمرة، أياً كانت خياراته.

أنتظر منكم أفكاراً لتعزيز هذا النقاش المفتوح، ولدي الكثير أقوله، ولكن بعد حين.

والحرية للشعب السوري.

موضوعك دسم ياعزيزي، كم أتمنى لو أستطيع المشاركة كمفكر لمعالجة الطائفية وتقديم الحلول لها. أتمنى أن تقدم لنا مالديك عسى أن يشاركك نيوترال وطنطاوي وغيرهم لكي نستفيد.

كرجل شارع سوري عادي ملحد بالولادة عشت في كنف البعث أقول أن: عند الحديث عن الطائفية في سوريا يقفز إلى ذهني كلمة "العلوية" حتى أنني كنت لاأميز بين كلمة علوي أو طائفي. طبعا، حقيقة أنا لاأعرف سبب هذا الاختلاط عليَّ. أنا لم أعاني من الطائفية لا في سوريا ولا خارجها (محظوظ). كل ماهنالك أنني كنت أشعر أن أصحاب القرار في سوريا هم علويون حصرا خاصة الأمن والجيش والجمارك وغيرها. ويستحسن أن يكون أحد معارفك علوي للحاجة.

خارج سوريا، توسع مفهوم الطائفية لدي وتعلمت أن منع شهود يهوه من التبشير بسوريا هو طائفية، ومنع الزواج المدني هو طائفية، ونصرة أبناء طائفة الأهل حتى لو كانوا على خطأ هو طائفية. وكلما قال لي أحدهم أنا علوي قبل أن أكون سوري هو طائفية. وغيرها من الأمور الحياتية الطائفية الأخرى.

بالنسبة للطائفة الاسماعيلية، طائفة الأهل، قرأت عنها الكثير كهاو ثم تعمقت بها كمختص (تاريخي) بحيث أصبحت جاهزا لكتابة " بحث علمي نظامي" لتفنيد الدعوة الاسماعيلية من منظور تاريخي فقط، وليس لاهوتي طبعا، ولكني مشغول جدا على صعيد العمل وموضوع الثورة السورية يأخذ كل أوقاتي خارج العمل.

وكما تقول: خالص تحياتي

كلام حلو
أزمة شهور عشر قد مرت ،فتحت عيوني على الكثير و فهمت فيها دروساً لم أفهمها من قبل .
بينت كم الكذب و التقيا الذي كان يحوم حولي من قبل معظم من عرفتهم من منتسبي الأقليات
و لدى اول هزة و منذ البدايات فوجئت بمعظمهم يصطف اصطفافاً طائفياً بغيضاً لايبرره سوى طائفية مقيمة في النفس إلى ماشاء الله..

أظن أن شلال الدم الذي يجري بأيدي "علمانيي الأمس" ليس بحاجة لشرح أكثر من ذلك

أهلين والله أنكيدو وشكري لك على المشاركة القيمة، وعقبال ما تنشرلنا بحثك
لك خالص مودتي

عزيزي الزوبعة؛
ألف أهلاً وسهلا فيك ومرحبا بعودتك
أيامك يا عم

ابن سوريا :
..................
- لا بد أن نعترف أن الأكثرية (دينية أو قومية أو عرقية كانت) لا تشعر بنفس شعور الأقلية كمشاعر الإضهاد، وتبقى بنفسية أكثر توازناً وبتلاحم أقل مع ما (يوسم بمن ينتمي إليها) فالأغلبية بحقيقة الأمر لا تتحد ولا تشعر بانتماء أغلبي، بل بشعور بتفوق غير منظم ولا منتظم.
وبذلك فالأكثرية غالباً ما تكون مرتاحة لوجودها غير خائفة عليه وغير معرفة لنفسها بشكل طائفي.
بينما أغلب الأقليات تجتاحها هواجس أقلوية، وتبقى تعرف نفسها بحسب تعريف تعتقده معبراً عن وجودها، لا عن اعتقادها أو دينها أو عرقها. فهي تخاف على نفسها وجودياً.
....................
الجواب:
انا اتفق معك فى هذا المفهوم , و لكن عندما تبدء الاكثرية فى مخالفة هذا المفهوم و تتصرف بقلق على وجودها يفوق قلق الاقلية , فهذا يعنى بشكل صريح دعوة طائفية بل يتعدى الامر ذلك الى دعوة دموية .
و اليك الامثلة :

علي

لا يمكن علمياً للأغلبية أن تخشى على وجودها. قد تشعر باضطهاد من أقلية ما، ولكن هذا لا يُعد خوفاً وجودياً إلا يحالات نادرة تنجم عن أسباب موضوعية حقيقية كعملية إبادة جماعية بحقها مثلاً.
وما تعرضه أعلاه، هي حالة فردية لا تمثل ظاهرة جماعية، ولا علاقة له بحديثنا هنا.

خالص تحياتي

(01-27-2012, 11:55 PM)ابن سوريا كتب:  علي

لا يمكن علمياً للأغلبية أن تخشى على وجودها. قد تشعر باضطهاد من أقلية ما، ولكن هذا لا يُعد خوفاً وجودياً إلا يحالات نادرة تنجم عن أسباب موضوعية حقيقية كعملية إبادة جماعية بحقها مثلاً.
وما تعرضه أعلاه، هي حالة فردية لا تمثل ظاهرة جماعية، ولا علاقة له بحديثنا هنا.

خالص تحياتي

بالورقة و القلم أو بالطبل و المزمار .
الشيعة في لبنان يعتبرون نفسهم أكثرية ؟
فلم يخشون على وجودهم؟

--------------------------------------

ما بعرف عزيزي الزوبعة إذا الكلام موجهاً لي، ولكن يمكن ملاحظة بعض الأمور بالنسبة لشيعة لبنان:

1. شيعة لبنان ليسوا أغلبية مطلقة، هم طائفة في بلد أقليات، وفي أفضل التقديرات الجدية يشكلون 30 بالمائة بالتساوي مع السنة بينما يشكل المسيحيون بكافة طوائفهم 35 بالمائة.
2. لبنان لا يعتبر وطناً، أو لم يتشكل بعد كوطن، فمكوناته لا ترتبط بالوطن اللبناني بشكل عضوي بهذا البلد، ويبقى انتماءهم الوطني برأيي ضعيفاً. فيرى كل مكون نفسه أولاً منتمياً لطائفته في المنطقة، لا منتمياً للوطن وتالياً طائفته.
3. بالطبع بسوريا الشعور الوطني برأيي ليس قوياً أيضاً بما فيه الكفاية، ولكنه يبقى بالنسبة للبنان متقدماً جداً.
4. هل فعلاً يخشى الشيعة بلبنان على وجودهم؟ بصراحة لا أعرف، وليس لدي معلومات تقول بذلك.

تحياتي

(01-28-2012, 01:17 AM)ابن سوريا كتب:  ما بعرف عزيزي الزوبعة إذا الكلام موجهاً لي، ولكن يمكن ملاحظة بعض الأمور بالنسبة لشيعة لبنان:

1. شيعة لبنان ليسوا أغلبية مطلقة، هم طائفة في بلد أقليات، وفي أفضل التقديرات الجدية يشكلون 30 بالمائة بالتساوي مع السنة بينما يشكل المسيحيون بكافة طوائفهم 35 بالمائة.
2. لبنان لا يعتبر وطناً، أو لم يتشكل بعد كوطن، فمكوناته لا ترتبط بالوطن اللبناني بشكل عضوي بهذا البلد، ويبقى انتماءهم الوطني برأيي ضعيفاً. فيرى كل مكون نفسه أولاً منتمياً لطائفته في المنطقة، لا منتمياً للوطن وتالياً طائفته.
3. بالطبع بسوريا الشعور الوطني برأيي ليس قوياً أيضاً بما فيه الكفاية، ولكنه يبقى بالنسبة للبنان متقدماً جداً.
4. هل فعلاً يخشى الشيعة بلبنان على وجودهم؟ بصراحة لا أعرف، وليس لدي معلومات تقول بذلك.

تحياتي

هو تساؤل طرحته بشكل عام ..
بالنسبة للشعور الوطني في سوريا فهو كالثوب ،كل يفصله على نسبته المئوية

(01-27-2012, 08:24 PM)الزّوبعـــــهْ كتب:  كلام حلو
أزمة شهور عشر قد مرت ،فتحت عيوني على الكثير و فهمت فيها دروساً لم أفهمها من قبل .
بينت كم الكذب و التقيا الذي كان يحوم حولي من قبل معظم من عرفتهم من منتسبي الأقليات
و لدى اول هزة و منذ البدايات فوجئت بمعظمهم يصطف اصطفافاً طائفياً بغيضاً لايبرره سوى طائفية مقيمة في النفس إلى ماشاء الله..

أظن أن شلال الدم الذي يجري بأيدي "علمانيي الأمس" ليس بحاجة لشرح أكثر من ذلك

يمكن يكون العكس على الأغلب لأنك تضفي صفة العموم فلديك عقدة و انفلشت على ما يبدو ..اليوم كان توقيت فلشها