خاص عربي برس-
سيناريو المنطقة العازلة يصل إلى الزبداني.. حواجز لمسلحين ونزوحُ للأهالي
نضر فارس-عربي برس-
الزبداني
يبدو أن السيناريو ذاته يتكرر في المناطق السورية المتوترة؛ مظاهرات سلمية، يحمل على اثرها المسلحون السلاح من اجل احتلال منطقة ما وإغلاقها بالمتاريس والحواجز لإعلانها منطقة عازلة، السيناريو المتكرر من درعا إلى إدلب وحماه وحمص ودير الزور وبعض مناطق ريف دمشق، حط رحاله اليوم في منطقة الريف الغربي لدمشق، وتحديداً في الزبداني ومضايا ومحيطهما..
أوردت وسائل الإعلام العربية ووكالات الأنباء الغربية أخباراً تقول أن وحدات كبيرة للجيش السوري تحاصر منطقة الزبداني ومضايا تمهيداً لإقتحامهما، مضيفةً "أن الإتصالات مقطوعة عن المنطقة"، إلا ان أعضاء هيئات التنسيقيات يتواصلون بشكل دائم مع قناتي العربية والجزيرة.
مراسل عربي برس التقى ببعض الأهالي الذين اكدوا صعوبة الدخول الى المنطقة والخروج منها بسبب الحواجز الكثيفة المنتشرة للجيش العربي السوري من جهة، وتحصن المسلحين بين الأحياء السكنية للمنطقة، مرتدين بدلات الجيش السوري، مضيفين"ان لا وجود لمنشقين عن الجيش السوري في صفوف الجيش الحر بل فقط بعض من ابناء المنطقة الذين اثروا حمل السلاح".
الأهالي أشاروا الى "أن المنطقة حتى الآن لم تشهد أي اشتباكات ذات أهمية مقارنة بحجم الأسلحة المتوفرة لدى المسلحين وعديد الجيش السوري المنتشر، حيث سمع فقط أصوات عدة قذائف صاروخية غير معروفة المصدر او الوجهة او الهدف، واشتباكات متفرقة على مداخل مدينة الزبداني، أدت الى سقوط عدد من الجرحى في صفوف المسلحين، تمكن الجيش بعدها من السيطرة على الطرقات الرئيسية، وقام بتمشيط منطقة البساتين الزراعية الواقعة في الجهة الغربية لطريق الزبداني – دمشق، ونزع العبوات الناسفة والمتفجرات التي زرعها المسلحون على مداخل المنطقة وفي المفارق الرئيسية، في ظل طقس بارد ادى الى تساقط الثلوج التي وصلت في بعض الأماكن إلى ما يقارب 10 سم، وحرارة تصل في الليل إلى ما دون درجة التجمد..
المنطقة شهدت مغادرة الأهالي الذين لم يشاركوا في المظاهرات، أو الذين ليس لديهم أبناء بين المسلحين، إلى دمشق، فيما انتقل قسم آخر إلى بلدة بلودان القريبة، التي عمد اهلها الى فتح منازلهم لإيواء القادمين من مضايا والزبداني.
بعض اهالي بلودان ممن التقاهم مراسل عربي برس المحوا الى "أن المسلحين يحضرون منذ فترة لعملية كبيرة عمادها الأساسي مسلحو الزبداني ومضايا، تقوم على إفراغ المنطقة من السكان والسيطرة عليها، لإعلانها منطقة عازلة، وطلب دعم خارجي انطلاقاً من المنطقة الشرقية المحاذيه، والتي يسيطر على قسم منها تيار المستقبل التابع لسعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق"..
الأهالي يتوقعون أن يقوم الجيش السوري النظامي باقتحام البلدات بناء على معلومات وصلتهم، بينما يقلل بعض السكان من اهمية هذه الأخبار معتبرينها مجرد تخمينات، وبأن الجيش لو أراد الهجوم على البلدات لقام بذلك منذ اليوم الأول، خاصة وأن فريقاً من مراقبي الجامعة العربية سيزور المنطقة ، وتريد الجهات المختصة أن تطلعه على الحواجز التي أقامها المسلحون وعلى الأسلحة التي يحملونها، وسط تأكيدات تفيد بأن المسلحين "كانوا قد هددوا عبر تسجيلات بثت على شبكة الانترنت باسم كتائب أبو عبيدة بن الجراح وحمزة بن عبد المطلب، بأعمال تخريب ستطال عدة منشآت حيوية في المنطقة ومنها آبار المياه الجوفية التي تغذي دمشق وضواحيها، وخط التوتر العالي الدولي الذي يمر من المنطقة الحدودية، وتفجير الطريق الدولي الذي يربط لبنان بسورية".
أحد الأهالي الهاربين من بلدة مضايا إلى بلودان قال لعربي برس "يجب على الجيش أن يقوم بمهاجمة المنطقة وتمشيطها بشكل كامل، وهي فرصة مواتية للتخلص منهم وتوجيه ضربة قاسية، وخصوصاً أنهم يتحصنون بالبلدة ولا يستطيعون الهرب خارجها بسبب محاصرة الجيش وبسبب الثلوج التي تغطي الجبال والتي تمنع أي شخص من الاختباء فيها، ويضيف "تعبنا من هذا الوضع، أصبحنا كموالين للحكومة مضطرين للمشاركة في مظاهراتهم حتى لا يقتلوننا، لأن أي شخص لا يشارك هو برأيهم عوايني (مخبر لدى الأمن) ويجب قتله"...
وعن الوضع داخل البلدة قبل هربه يقول "قام المسلحون بالتحصن وتفخيخ الطرقات والمداخل الرئيسية والفرعية بعد الكمين الذي نصبوه في منطقة سهل بقين لدورية عسكرية والعمليتين اللتين حصلتا في بلدة الديماس، كما قاموا بتوزيع السلاح على مناصريهم ممن لا يملكه، مرتدين البدلات التي يلبسها الجيش النظامي للدلالة على انهم منشقين عن الجيش، وأحضروا سيارات كبيرة تحمل اتربة وصخور ووضعوها كحواجز في مداخل البلدة، حتى يمنعوا الجيش من الدخول، ووزعوا على كل حاجز مجموعة من الشباب يتراوح عددهم بين 10 و15 شخص، كلهم مسلحين برشاشات روسية و بنادق أمريكية، وقاذفات "أر بي جي"، مؤكداً "أنه شاهد شخص ينصب مدفع هاون على أحد التحصينات التي اقامها المسلحون ".
وعن أعدادهم يقول "تكاثروا في الأيام الأخيرة، بسبب ترويج المسلحين لعملية عسكرية كبيرة ستقوم بها الجهات الأمنية، تهدف لتدمير المنطقة فوق رؤوس ساكنيها، وقتل الرجال واغتصاب النساء (بحسب زعمهم)، وقد قاموا بالفعل بتخويف الناس قبل أسبوع من اليوم، حيث قاموا بضرب قذائف يعتقد أنها "هاون" على البيوت الآمنة للإيحاء أن الجيش يقصف البيوت بالدبابات".
ولدى سؤاله عمن يقود مجموعات المسلحين يجيب " في مضايا يقود المجموعات محمد دياب النموس، وعدد من افراد ال عيسى وهم يعملون على تأمين السلاح والمال"، مضيفاً "كل حاجز له قائد يأتمر بأمره"، أما في مدينة الزبداني فتعددت القيادات، وأصبحت موزعة بين عدة أشخاص بعد مقتل سيف الدين رحمة وهو الذي كان يوصف بأنه قائد المعارضة في المنطقة، وفرار الرجل الثاني في المجموعة عبد الله السيد الى اميركا عن طريق لبنان، وهو عسكري طرد من الخدمة منذ أكثر من 15عاماً، عمل في السعودية وعاد منذ سنتين، عمل على تدريب المسلحين وتأمين الدعم لهم.
الهارب يعرب عن امله في انتهاء الأحداث في المنطقة كما انتهت في مناطق أخرى، وأن تعود المنطقة إلى الأمان والطمأنينة التي كانت تنعم بهما في الفترة السابقة"...
(01-31-2012, 01:32 AM)elen faddoul كتب: عزيزي رفيق
ليت كلامك يكون صحيحاً لتكر السبحة ويتحقق ما يجب أن يتحقق منذ عهود، بعد ما يزيد عن السبعة آلاف قتيل و تكاثر تجار الأزمات كالفطر، رجح الاعتقاد أن أي سيء مهما كانت درجة سوءه لن يستطيع أن يضاهي بقاء النظام.
الكثيرون يعتبرون النظام الحاكم ذكياً، لا أدري هل أنا وحدي وقلة فقط من يعتقدون أن اجتماع الخبث مع الغباء يثير الغثيان
لك وردة وأعرف أن الخوف على سوريا هو ما يدفعك للكتابة، لكنهم هناك في سوريا، المحظوظون منهم من يرتجفون من شدة البرد ونسوا طعم البيض، أما أولئك الذين ابتلوا بفقدانِ غالٍ فلا عزاء لهم إلا وقوف المجرمين في قفص الاتهام.
من الأنانية أن نطالبهم نحن الجالسون في الدفء خلف الكومبيوترات بالتصرف برقي وإنسانية. بكاء طفل جائع وحيرة أم تبحث عن طريقة بدائية لتخفيف الحمى عن جسد طفل صغير يرتعش تخرسني. وأتذكر أسماء الأسد الأم وأتذكر ابتسامتها المصطنعة فيما عيناها القلقتان ويداها تحيطان بحوف بابنيها أثناء نزول الرئيس العفوي مع عائلته إلى مؤيديه في ساحة الأمويين. هل جربت الأم أسماء مصيبة أم قتل طفلها أمام عينيها أو سمعت صراخ رضيع جف حليب أمه من هول ما رأت طوال فترة الحصار.
بصراحة قلتها وأعيدها لا يناسبني أبداً الحكم الاسلامي كون بلدنا فسيفساء لا تستطيع أن تقبل صرامة اللون الاسلامي الواحد، لكن الاسلاميين أغلبية حرموا من الكثير من حقوقهم أربعين عاماً وتفنن النظام في إذلالهم.
ش
أشكرك عزيزتي إيلين وأبادلك المشاعر الصادقة
كم كنت أتمنى ما يحدث هو ثورة جوع وخبز وأهداف كرامة وحرية وتعرفين الباقي...
ما يهمني هو الحفاظ على سوريا والعيش تحت سقف الوطن السوري بكرامة وما عداه هو ثانوي وهذا لن يحققه ما يجري الآن بسبب من هذا الطرف أو ذاك فالمعارضون المدعومون من أمربكا والخليج لا ينتبهون للمعاناة الداخلية ولن يقدروا على تأمين البديل الديموقراطي لإفتقادهم لروح الديموراطية فكرا وممارسة (بإستثتاء قلة) بل يهمهم إسقاط النظام وتحقيق السيناريو الليبي بأي شكل من الأشكال , هنا لا يمكنني موافقة هؤلاء سواء كان علماني أو إسلامي أو أي تيار آخر
"لكن الاسلاميين أغلبية حرموا من الكثير من حقوقهم أربعين عاماً وتفنن النظام في إذلالهم."
الزميلة الجيدة: الطائفيون ليسوا بالضروة إسلاميون ولا شك أن النظام ساعد في تعميق النعرات, سوريا بلد تعددي فحمل السلاح والإستقواء بالخليج الظلامي وأمريكا والسلوك الترهيبي لا يبشر بالخير على الإطلاق ولا يطمئن أحدا على أنها "ثورة" خبز.
تحياتي لك