حمص مدينة المحبة والتسامح واللطافة وحسن العشرة ,التي تعايش فيها بسلام منذ مئات السنين المسلمين والمسيحيين والعرب والتركمان والأكراد ,السنة والشيعة والعلويين ,الأعراب والفلاحين وأهل المدينة.
وهي مدينة الفقراء التي ترحب بجميع من يمر بها او يقصدها فتستقبله بدفء عاطفتها وبشاشة ساكنيها خصوصاً عندما يروون النكات والفكاهات عنهم بدون انزعاج أو مضايقه فتستعذب جلساتهم وتنسى معهم همومك ..حمص أم الحجارة السود ورغم كل ما تذكره النكات عن سذاجة اهلها فإنها تتميز كل عام بمعدلات نجاح ابنائها في المدارس والجامعات وتفوقهم ..وقد انجبت على مدى تاريخها الكثير من القادة والعلماء نذكر منهم زنوبيا ملكة تدمر الشهيرةوثلاثة من رؤساء سوريا بعد الاستقلال والذي كان احدهم المرحوم هاشم الأتاسي أول رؤساء الجمهورية السورية ..إضافة الى مئات الوزراء والدبلوماسيين والشعراء والأدباء والعلماء أمثال شاعر الميماس ديك الجن ..وأيضاً مؤسس شركة آبل العالمية ستيف جونز ابن الحمصي عبد الفتاح الجندلي.
وقد سكن حمص أشهر قادة الاسلام سيف الله المسلول خالد بن الوليد ..كل هذه المكانه العظيمة والصفات المميزة لأهل حمص المشهورون بتعايشهم ومحبتهم لم تشفع لها في مواجهة حقد وغطرسة بشار الجزار ولم يشفع لها أن زوجة هذا الجزار ينحدر أهلها من حمص بل انقض عليها منذ بداية الثورة مزمجراً مكشراً عن كراهية لكل ما هو إنساني في هذا البلد فصب جام غضبه عليها يريد ازالتها من الوجود لا لشيء انما لأن اهل حمص تجاوزوا وداعتهم ولطفهم المعهودين ورفعوا صوتهم مطالبين بالحرية والكرامة التي غابت عنهم كل هذه السنين ,حيث عمل النظام الوحشي ومنذ بداية حكمه على الاساءة اليها من خلال ارسال الفاسدين ليحكموها نيابة عنه وينكلوا بأهلها ويفسدوا حياتهم العامة كما اقسدوا جوها وترابها ومائها فأصبحت هذه المدينة التي كانت غوطة غناء يتغنى الشعراء بجمالها الأخاذ الذي أضاف عليه نهر العاصي رونقاً جذاباً ,من أعلى المدن في العالم بمستويات التلوث الناجم عن المشاريع غير المدروسة التي اقامها حولها النظام ومعسكرات جنده ومخابراته التي نشرها في ضواحيها وباعها أحلاماً بعد أحلام لم تكن في الحقيقة سوى مجرد سراب واوهام .
ولذلك كان من الطبيعي امام التنكيل والقعع والفساد الذي عانته حمص على مدى حكم آل الوحش أن تتجاوب سريعاً مع هبة الأحرار وبراءة أطفال مهد الثورة في مدينة درعا وتنتفض على حكم الأسد وعصابته النجسة ,وينطلق شبابها وأحرارها في ثورة شعبية على الطغيان والظلم والمفاسد والمباذل التي أقامها نظام العائلة الوحشية ومطالباً باسقاط بشار وزمرته المجرمة وبناء دولة المحبة والسلام على ارض سورية الحبيبة...
وقد واجه النظام الاجرامي الدموي الثورة السلمية لأهل حمص بالنار والحديد وبالقتل والتنكيل فاقتحم شبيحته أحيائها وضواحيها من باب دريب الى باب السباع والبياضة والخالديه والسلطانية ودير بعلبه والغوطة والوعر فقتل من قتل وجرح واعتقل كل طالب حرية و كرامة وبث الفرقة بين اهلها والشقاق بين سنتها وعلويتها وأقام حمامات من الدم واستباح الأعراض وهدم البيوت والدور كل ذلك في سبيل تحقيق هدف واحد هو بقاء بشار الجزار حاكماً لسورية واستمرار عائلته في تملك سورية الى الأبد واستعباد واسترقاق أهلها جيلاً بعد جيل حتى نهاية العالم ..أليس شعارهم الأسد الى الأبد ..و الأسد أو لا احد ونحرق البلد ..
لقد فعلت عصابات الأسد بحمص أفاعيل لم يفعلها أكبر المجرمين في التاريخ فحتى تيمورلنك عندما مرت جحافله وجيوشه الجرارة مكتسحة العالم القديم ومدمرة كل شيء يقف في وجهها كالسيل الجارف ,عندما وصل الى حمص لم يمسها باي ضرر ولم تلق منه مالاقته المدن الأخرى بل انه اعجب بوفد اهلها ووهبها كما ذكر المؤرخون للمقيم في ارضها سيف الله المسلول خالد بن الوليد ..اما بشار وزمرته فأنهم لم يراعوا في عدوانهم على حمص أي وازع اخلاقي أو انساني وتفوقوا على تيمورلنك في الاجرام والقتل والتنكيل فاصلوها ناراً ,يحرقون بيوتها ويقتلون ابنائها ,وصبوا كل كرههم وبشاعتهم على الخالديه مرقد القائد والصحابي خالد بن الوليد وعلى بابا عمرو مرقد ساعي رسول الله (ص) عمرو بن اميه الضمري..ان حمص رغم كل الآلام والقتل والتدمير والتخريب ستبقى عاصمة للثورة ثورة الأحرار في سورية الأبية وستبقى حمص العديه مأوى الفقراء والأذكياء والزعماء مدينة المحبة والتسامح وسيسقط الوحش الجزار وسيدفن في مزابل التاريخ مصحوباً باللعنات وتبقى حمص العدية شامخة راسخة متسامية الى الأعالي ابد الدهر بفضل شجاعة ونباهة أبنائها الميامين ..