جباتا الخشب يلدة في الجولان تجثم عند السفوح الشرقية لجبل الشيخ الأشم ,تمتاز بمناخ رائع ومناظر طبيعية خلابة حيث تحيط بها الحراج الطبيعية من جهتي الشمال والغرب ... وتقع بلدة جباتا الخشب على الخط الأمامي مع العدو الصهيوني الذي يحتل الجولان حيث تعتبر حسب اتفاقية الهدنه بين النظام الأسدي والصهاينة ضمن المنطقة المنزوعة السلاح التي لا يحق للجيش السوري الدخول اليها... وقد اشتهرت بلدة جباتا الخشب بأنها أحد معاقل الحركة الوطنية السورية خلال الاحتلالين العثماني والفرنسي .. فمنها كانت الشرارة التي انطلقت على أثرها الثورة السورية الكبرى عندما قامت مجموعة من ثوار جباتا الخشب بقيادة المجاهد الكبير احمد مريود بمحاولة اغتيال الجنرال الفرنسي غورو عام 1921 على طريق دمشق القنيطرة والتي جرح خلالها غورو وقتل عدد من مرافقيه وعلى اثر ذلك لجأ أحد الثوار المشاركين بالعملية وهو المجاهد ادهم خنجر الى منزل سلطان الأطرش لتقوم عقب ذلك القوات الفرنسية بمداهمة المنزل واعتقاله وليعقب ذلك اعلان سلطان باشا الأطرش الثورة السورية الكبرى. والتي شارك بها ابناء الجولان وجبل الشيخ وجبل عامل والعرقوب في لبنان تحت قيادة المجاهد الكبير أحمد مريود وخاضوا عدداً من معارك البطولة المظفرة ضد الاحتلال الفرنسي أشهرها معركة جباتا الخشب عام 1927 التي استشهد خلالها أحمد مريود مع شقيقه وعدد من ابناء بلدة جباتا الخشب وغيرهم من أبناء الجولان ودمشق ولبنان ....وقد نقل الفرنسيون جثمان المجاهد احمد مريود الى دمشق وعرضوه في ساحة المرجه للتشفي ولكن أهالي دمشق أغرقوا الجثمان بالورود ثم أخذوه بالقوة ودفنوه في حي عاتكه ..وقد تابع أبناء بلدة جباتا الخشب مسيرتهم الوطنية فشاركوا في جميع المعارك الوطنية حتى تحقق استقلال سورية ومغادرة الاستعمار الفرنسي لتراب الوطن بدون رجعة.... ورغم امكانباتهم المادية المحدودة ساهموا بما استطاعوا وبطيبة خاطر في بناء الجيش الوطني حيث تبرعت النساء بحليهم ومؤونة أبنائهم... كما ساهموا لاحقاً في جيش الانقاذ الذي توجه للدفاع عن عروبة فلسطين واشترى ابناء البلدة الذين ذهبوا للقتال في فلسطين سلاحهم من مالهم الخاص وقد سقط للبلدة عدد من الشهداء في المعارك التي شاركوا بها على أرض فلسطين الغالية ....واستقبلت عائلات البلدة لاحقاً أخوانهمم من أبناء فلسطين الذين قدموا اليها لاجئين بعد النكبة عام 1948.. وتابعت بلدة جباتا الخشب مسيرتها الوطنية ونضالها الوطني في حرب 1967 حيث أصبحت ضمن الخط الأمامي للجبهة بعد هزيمة /5/ حزيران التي كان خلالها حافظ الأسد قائداً للجيش ووزيراً للدفاع ....وفي المعارك التي حصلت بين عامي 1967و1973 وقدمت البلدة الكثير من الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الوطن كما وفقدت قسماً كبيراً من اراضيها التي غدت تحت سيطرة الصهاينه أو مناطق محرمة أو حقول ألغام أومواقع عسكرية.... واضافة الى كل هذه الظروف عانت بلدة جباتا الخشب بعد وصول حزب البعث الى السلطة من الحرمان حيث سرح الكثير من ابنائها الضباط الذين كانوا يخدمون في الجيش العربي السوري ..ولم تلق من التنمية والخدمات سوى القليل الأمر الذي انعكس على ظروف الحياة الاقتصادية لأبنائها امما دعا الكثيرين للهجرة الى ضواحي دمشق خلف فرص العمل فأضحى معظم سكان البلدة مشردين خارج بلدتهم التي يعشقونها ...وبقي عدة آلاف منهم متمسكين بالأقامة في البلدة رغم صعوبة الحياة ولم يقبلوا بمغادرتها ليبرهنوا على مدى تمسكهم بالأرض والتحامهم بصخر صوانها وحجارة البازلت السوداء فيها وليؤكدوا أنهم المقاومون والممانعون الحقيقيون في وجه عدو شرس يقبع على حدود البلدة حيث لاتتعدى المسافة بينه وبين بيوتها عشرات الأمتار بدون اي حماية من جيش ونظام يدعي بهتاناً انه مقاوم وممانع..هذه البلدة المقاومة تعرضت منذ أيام قليلة لهجوم جبان من جيش النظام الدموي الذي لم يحرك ساكناً تجاه العدو الصهيوني ولم يكلف نفسه الدخول اليها منذ أكثر من ثلاثين عاماً للدفاع عن أهلها في وجه الخروقات الاسرائيلية المتكررة ... لقد هاجم جيش الأسد البلدة في صباح يوم ثلجي عاصف وصلت فيه سماكة الثلوج الى حوالي المتر حيث عبر خطوط قوات الطوارئ الدولية بكل شجاعة لمهاجمة البلدة وأهلها المسالمين وهم نيام بينما لم يجرؤ سابقاً على التقدم اليها خوفاً من الاسرائيليين وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على التنسيق بين النظام الذي يدعي المقاومه وبين العدو الصهيوني ...وبعد معركة استمرت عدة ساعات بين عدد قليل من شباب البلدة الذين هبوا للدفاع عن أهلهم بعد أن قتلت قوات الأسد الجبانه ثلاثة أشقاء وهم نائمون في بيوتهم ... وكأن التاريخ يعيد نفسه بعد حوالي /90/ عاماً فقوات الأسد الذي خدم جدوده في جيش فرنسا وقاتل وقتل معهم أبناء سورية خلال ثوراتهم على الاستعمار الفرنسي يعودون اليوم ليقتلوا أحفاد المجاهدين والثائرين على فرنسا والذين يثورون اليوم على أبناء الخونه المستمرين بالخيانه حتى الأبد ...
لقد سقط في المعركة مع قوات الطاغية من افراد اللواء /90/ الذي يقوده أحد أبناء عائلة الخزي والخيانه المدعو زهير الأسد ثمانية شهداء روت دماؤهم أرض جباتا الخشب الأبية ورسمت على ثلوجها باللون الأحمر مسيرة المجد والفخار التي خطها الأباء والأجداد في معاركهم ضد الاحتلال الفرنسي والعدوان الصهيوني..ولم تكتف عصابات الجبن بقتل الأحرار الذين أبوا أن يخونوا الشهامة والنخوة العربية التي ورثوها من أبائهم وأجدادهم في حماية من يلجأ اليهم والدفاع عنه وعدم تسليمه وانما عمدت للتشفي من جثامينهم حيث ربطت جثة احد الشهداء الأبطال الى احدى سياراتهم وسحله في طرقات القرية ليمتزج لون الثلج الأبيض بلون الدماء الزكية الحمراء كما قامت هذه العصابة المجرمة بمعاقبة عائلات الشهداء من خلال نهب بيوتهم وتشليح الذهب من النساء وسرقة أموالهم واحتجاز جثامين الشهداء لديها وعدم تسليمها الى ذويهم ليصار لدفنهم حسب طقوس الشريعة مدة تزيد عن عشرة أيام... فهل هذه الأفعال تليق بجيش من المفترض أنه وجد لحماية بلاده ووطنه ... وهي أفعال خسيسه لم يسمع أحد أن الفرنسيين قاموا بها خلال مهاجمتهم للبلدة عام 1927 ..بل أن الصهاينة لم يفعلوها بعد احتلالهم للبلدة خلال حرب تشرين عام1973 حيث قاموا بعلاج الجرحى والمرضى من أبناء البلدة الذين تشيثوا بالبقاء فيها وقدموا لهم الغذاء والكساء...
فهل هناك قبائح ومخازي أكبر من ذلك ..سحل للشهداء ..ونهب للفرش واللحف والأموال من بيوت أناس فقراء لا يملكون الا قوت يومهم حيث ليس لديهم الفيلات أو الأموال المكدسة أو حتى أسرة ليناموا عليها.... هذه الأفعال الخسيسة بحق أناس متشبثون بارضهم رضوا بشظف العيش لقاء حبهم وتعلقهم بها صابرون قانعون بحياتهم البسيطة على تماس مع العدو الصهيوني بدون أي حماية او أمان من تعديه عليهم فجيشهم المفترض فيه الوطنية لايملك الجرأة أو الشجاعة الا في مواجهتهم بينما أمام الأعداء ارنب جبان تحت قيادة السفاح ورموزه من عائلة الطغاة.... وهنا نريد أن نهدي هذه الأفعال الخسيسة الى سيد القتلة استاذ الطاغية بشار الذي يدعو نفسه كذباً وبهتاناً سيد المقاومه وينسب نفسه الى الحسين حفيد الرسول الكريم وهو منه براء ....فالحسين كان نصير المظلومين وحسن نصر الله هو ناصر القتلة والمجرمين من أمثال بشار وزمرته ...ونقول لسسيد القتلة وتلاميذه من مصاصي الدماء ومدمني القتل في سورية الحبيبة أنه لابد لليل أن ينجلي ولابد لنظام الطغاة والاستبداد ان يسقط وان حساب وعقاب الذئاب التي ولغت في دماء السوريين قادم لامحالة ...وإن غداً لناظره قريب.