{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 2 صوت - 3 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
مشروع كوفي عنان للتسوية هو قمة التآمر على السوريين وتفريط بدماء القتلى
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #1
مشروع كوفي عنان للتسوية هو قمة التآمر على السوريين وتفريط بدماء القتلى
أمين مجلس الأمن القومي الإيراني يقدم لعنان اقتراح إيراني لحل الأزمة السورية على مرحلتين

الاخبار السياسية
شارك

أعلن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، اليوم الأربعاء، خلال لقائه المبعوث الأممي العربي كوفي عنان عن "اقتراح إيراني يطبق علی مرحلتين لحل الأزمة السورية يقوم على وضع آلية تجعل المعارضة توقف العنف، 24 والدول الداعمة لها توقف إمدادها بالسلاح، وإجراء انتخابات برلمانية على أساس الدستور المعدل".

ورأى جليلي خلال لقائه عنان لبحث التطورات الأخيرة في سوريا ، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، أن "الأزمة السورية يمكن أن تحلّ إذا احترمت جميع الأطراف القيم الديمقراطية".

ونصح المسؤول الإيراني بأن "تُحترم الديمقراطية كما فعلت إيران دائماً 24خلال تعاملها مع التطورات الإقليمية والدولية"، لافتا إلى أن "إيران لطالما دعت إلى حل الأزمة السورية بالوسائل السلمية واحترام مطالب الشعب من دون تدخل أجنبي".

وتعد إيران من أكثر الدول الداعمة للسلطة السورية ومشاريعها الإصلاحية, حيث أبدت مرارا وقوفها ضد أي قرار ملزم لوقف العنف في سوريا, وذلك منذ بدء الاحتجاجات في آذار الماضي, محذرة من العواقب في حال تزعزع استقرار البلاد, كما دعت في الوقت نفسه إلى "تلبية مطالب الشعب السوري".

ورأى المسؤول الإيراني إن "مهمة عنان ستنجح إذا أخذ في الإعتبار جميع الحقائق على الأرض، وأن تلتزم جميع الأطراف باحترام الديمقراطية في جل المسألة".

ورحبت عدة دول مؤخرا بمهمة كوفي عنان إلى سورية الهادفة إلى حل أزمتها بالطرق السلمية السياسية, كما أبدت دعمها للمقترحات والخطط التي وضعها من اجل إنهاء الأزمة، فيما قالت دول أخرى أنها تنتظر الأفعال وليس الأقوال، في حين تشكك المعارضة في التزام السلطات بتطبيق الخطة.

وقال جليلي إن "تسوية قضية سوريا يجب أن تكون علی مرحلتين حيث يتم إعداد آلية في المرحلة الأولى تجعل المجموعات المسلحة المناوئة لسوريا والدول التي تنوي إنشاء منطقة عازلة من خلال تقديم الدعم اللوجيستي والتسلّح، ملتزمة بوقف العنف والصراع إضافة إلى إرساء الأمن والاستقرار".

وتابع جليلي "والمرحلة الثانية إعداد آلية تجری بموجبها إنتخابات تشريعية حرة علی أساس الدستور المعدّل في الموعد المُحدّد 24 ويتم بناء علی ذلك تشكيل الحكومة المنبثقة عن البرلمان".

ونقلت وكالة "إرنا" عن عنان "ترحيبه بالمقترح الإيراني، وقوله إن أحد العقبات الرئيسية أمام مهمته هي أن بعض الدول تحاول تغيير النظام السوري وهو ما يتعارض مع مهمته وأهداف الأمم المتحدة."

وكان عنان دعا في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الإيراني في وقت سابق اليوم الأطراف المعنية إلى احترام وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في سورية، والمقرر أن يبدأ صباح الخميس، محذرا من أن أي خطأ في الأزمة السورية قد يؤدي إلى عواقب لا يمكن تخيلها في منطقة لا تحتمل المزيد من الأزمات.

ووصل عنان مساء أمس الثلاثاء إلي طهران لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الإيرانيين، والتقی في وقت سابق ممثل قائد الثورة الإسلامية أمين المجلس الأعلى للأمن القومی سعيد جليلي ووزير الخارجية علي أكبر صالحي.

ويتوقع أن يعود عنان إلى جنيف وان يقدم إفادة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الخميس بشأن الالتزام بوقف إطلاق النار في إطار خطته للسلام المكونة من ست نقاط لإنهاء الأزمة في سورية.

وتشهد عدة مدن سورية منذ عام تظاهرات، مناهضة للسلطات، ترافقت بسقوط شهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، حيث قدرت الأمم المتحدة عدد الضحايا، في نهاية آذار، بأنه تجاوز الـ9 ألاف شخصا، فيما قالت مصادر رسمية سورية أن عدد الضحايا تجاوز 6 ألاف شخص مع نهاية آذار، وتحمل "جماعات مسلحة" مسؤولية ذلك. 24

سيريانيوز
04-12-2012, 03:09 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #2
الرد على: مشروع كوفي عنان للتسوية هو قمة التآمر على السوريين وتفريط بدماء القتلى
سنحتاج عشرين سنة لاعادة إعمار سوريا لو انقلع بشار حاليا وإذا بقي الهبيلة بالحكم سنحتاج 100 سنة ...خروجه ضرورة استراتيجية لمستقبل سوريا بكل مكوناتها ...
04-12-2012, 03:13 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #3
الرد على: مشروع كوفي عنان للتسوية هو قمة التآمر على السوريين وتفريط بدماء القتلى
ما بعد وقف إطلاق النار
عبد الرحمن الراشد
السبـت 23 جمـادى الاولـى 1433 هـ 14 ابريل 2012 العدد 12191
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي

الجديد في المشهد السوري الدامي وجود مبعوث دولي، وبالتالي يفترض أننا أمام احتمالين؛ نهاية العنف والقبول بحل سلمي، أو استمرار القتل والعودة للمواجهات بين النظام والشعب. هذا من الناحية النظرية، أما على أرض الواقع، فإننا أمام احتمال واحد فقط وإحدى نتيجتين. مبادرة المبعوث كوفي أنان ستفشل في وقف القتل، والنتيجة إما أن يقتنع المجتمع الدولي بأن النظام رافض وبالتالي يجيز التدخل لإنهاء المأساة، أو يستمر الانقسام الدولي بسبب وقوف الروس إلى جانب بشار الأسد ومعظم العالم يقف متفرجا على شعب يُذبح. والثاني هو الأرجح.

لا أحد يعتقد بجدية وقف إطلاق النار، ولا أحد يصدق به، بما في ذلك صاحب المبادرة نفسه مندوب الأمم المتحدة كوفي أنان، وسرعان ما ستنهار الهدنة والمبادرة لاحقا.

لو كان النظام جادا في التفاوض كان بإمكانه أن يفعل ذلك وهو يطلق النار، وكان الأرجح أن يهدي المهمة لحليفه الروسي لا لمندوب أممي. أما لماذا قبل المبادرة فذلك فقط للاستمرار في كسب المزيد من الوقت، وتدوير دعوى الجماعات المسلحة لتبرير الحرب من جانبه، وتخفيف الضغط عن حليفته موسكو.

أما أهمية مبادرة أنان، فإنها قد تكون آخر المبادرات، إلا من واحدة أخيرة، وهي مبادرة إنقاذ النظام إذا حاصر الثوار العاصمة دمشق، هنا تصبح جادة، والنظام هو نفسه من سيدعو إليها. مسألة تعتمد على قدرة السوريين على الاستمرار في مظاهراتهم، وقدرة الثوار على تغيير ميزان المعركة، أمران يصعب أن نقدر كم سيستغرقان من الوقت، لكننا بكل تأكيد أمام شعب لا يكلّ، على الرغم من جسامة الثمن.

أما مبادرة أنان، فمجرد وسيلة أخرى تخدم النظام وحده، حيث يظهر أنه قبل بها، وتعاون معها بتخفيف المواجهات، وسيسعى لترويج مزاعمه بوجود جماعات مسلحة منتشرة تدعمها دول الخليج والغرب. ولا قيمة للمبادرة طالما أن الموقف الروسي واضح وصريح بأنه سيستخدم الفيتو ضد أي قرار يدين الأسد.

ولهذا يتبقى على المجموعة الدولية التي تدرك مخاطر الأزمة السورية على المنطقة والعالم، وتلك التي تشعر بآلام الإنسان السوري وتريد وقف المجزرة، أن تعرف أنه لا يوجد سوى حل فاعل واحد، وهو دعم الثوار السوريين والتعجيل بإنهاء المأساة. النظام لن يقف حتى يخسر، هذه حقيقة جلية. يشعر أنه الآن قادر على استخدام أكثر من نصف مليون من قواته الأمنية والعسكرية وأسلحته الثقيلة، بما فيها الطائرات المقاتلة والمروحيات والدبابات لقصف المدن دون رادع.

لو نظرنا في علاقة المبادرات السابقة، والوساطات المختلفة، بتصرف النظام، نجد أنها منحته ثقة في نفسه برفع مستوى العنف والقتل. فهو في البداية كان يستخدم الشبيحة، وهي جماعات مرتبطة بالنظام تشارك في المواجهات بملابسها المدنية حتى لا يقع لوم القتل على النظام. ثم صار يسمح لقواته الأمنية بالمشاركة في إطلاق النار علانية. ولاحقا استدعى الجيش ونشره في المدن والأرياف بعد أن كبر حجم المظاهرات، وبلغت في بعضها أكثر من نصف مليون، كما حدث في حماه. بعدها، صار مشهد استخدام الدبابات والمدافع في قصف الأحياء المدنية عاديا يمارس بشكل شبه يومي في مناطق مختلفة من البلاد. وحديثا، زاد النظام من قوة النيران، فلجأ إلى استخدام المقاتلات الحربية وطائرات الهليكوبتر. السبب أن النظام كان يخشى في البداية من عواقب التدخل الدولي، وأمامه سوابق مثل البوسنة وليبيا. وبعد أن وجد أن الروس والصينيين مستعدون للدفاع عنه في مجلس الأمن، مهما استخدم، لم يعد يبالي بنوعية الأسلحة وضخامة المجازر التي ترتكبها قواته.

وعلى الرغم من أنه استخدم كل درجات العنف لأكثر من عام، فإننا نرى فشله في كبح جماح الثورة، وبالتالي النظام يطيل من عمره فقط ولا يديم بقاءه. وإطالة الأزمة ستنجح في نشر الفوضى في البلاد، وهي الذريعة التي تتذرع بها الكثير من الدول لتبرير الامتناع عن التدخل، في حين أن عدم التدخل أو عدم دعم الثوار في الحقيقة يتسبب في إطالة الأزمة ودخول جماعات فوضوية، مثل الجماعات الجهادية وغيرها.

alrashed@asharqalawsat.com

04-14-2012, 03:45 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #4
RE: مشروع كوفي عنان للتسوية هو قمة التآمر على السوريين وتفريط بدماء القتلى
مهمة أنان ومحادثات إسطنبول وجدت لتبقى
Mon, 16 أبريل 2012
جورج سمعان

كان متوقعاً أن يتبنى مجلس الأمن بالإجماع قراراً بإرسال مراقبين دوليين إلى سورية. هو صورة أخرى عن الإجماع الذي يتسلح به كوفي أنان. كان من المبكر إعلان فشل مهمته. لا مصلحة لأحد من أولئك الذين وقفوا خلفها، دوليين وإقليميين، في أن يستعجلوا نعيها. لم يُستنفَد الخيار السياسي والديبلوماسي. بل يجب ألا يستنفد بهذه السرعة، أياً كانت الخروقات اليومية لوقف النار وأعمال العنف. فلا أحد من اللاعبين يملك بدائل لمعالجة الأزمة. جميعهم توافقوا على أنها الفرصة الأخيرة... وعدم استغلالها حتى النهاية يعني انزلاق حتمي إلى حرب أهلية واحتمال انهيار الدولة وزعزعة الاستقرار في المنطقة كلها. ولا أحد منهم يملك وسيلة يمكن أن تدفع بالنظام إلى الانهيار، مثلما ليس في جعبة النظام ومن يواليه ويدعمه ما يمكن أن يوقف الحراك ويلحق به هزيمة ساحقة.

المطلوب ألا يقطع أحد مسيرة التفاوض أياً كانت العقبات، ومهما بدا أن الحل السياسي شبه مستحيل. هذا التفاوض في الأزمة السورية يواكبه تفاوضٌ موازٍ في الملف النووي الإيراني انتهى أيضاً بخلاف المراحل السابقة من الحوار. مايكا مان الناطق الرسمي باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، وصف محادثات اسطنبول بأنها «تختلف تماماً» عن سابقتها قبل 15 شهراً، وأن «المبادئ لإجراء مفاوضات جديدة متوافرة»، و «كل الدول أبدى الرغبة في عقد اجتماعات ثنائية».

التفاوض إذاً حاجة لجميع الأطراف الذين هم أنفسهم في الملفين السوري والإيراني، دوليين وإقليميين. فلا الولايات المتحدة وحلفاؤها كفوا عن التشديد على الحل الديبلوماسي مع طهران ودمشق، مترافقاً مع سيل من العقوبات. ولا روسيا وحلفاؤها توقفوا عن صد ما يعدونه «هجمة غربية» على النظامين الإيراني والسوري، متمسكين بالقانون الدولي ووجوب عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. ويعرف الروس أن توكُّؤهم على ما يعدونه مواثيق دولية قد لا يفيد طويلاً في وقف موجة التغيير التي تجتاح العالم العربي والحراك الداخلي في سورية تالياً، ولا في وقف سعي أميركا والدول الأوروبية إلى مزاوجة هذه التطورات مع مصالحهم السياسية والاقتصادية والعسكرية. وفي حين تبدو الدول الغربية أكثر براغماتية، تبدو روسيا كأنها لا تود مفارقة مفاهيم وأدوات السياسة السوفياتية في مقارعة ما تسميه «انعدام الأخلاق» في سياسات الغرب، كما عبر بوتين ومسؤولون روس في مناسبات عدة. لعل هذه الديبلوماسية القديمة تعيد إليهم الكثير مما فقدوا منذ سقوط الحرب الباردة.

واضح من محادثات اسطنبول أن الحرص على مواصلة الديبلوماسية دورها لا يقتصر على أميركا وشركائها، بل تحتاج إيران أيضاً إلى البقاء في مربع الحوار لئلا ينتقل خصومها مستقبلاً عندما تتوافر الظروف إلى المواجهة التي لا يرغب أحد حتى الآن في الوصول إليها. لذلك عادت طهران إلى طاولة الحوار بعد غياب طويل ومعاندة. ولذلك أيضاً انضمت إلى الإجماع الدولي على مهمة كوفي أنان. ولم يبق أمام النظام السوري سوى التجاوب مع هذا الاجماع، أياً كانت النيات ومدى صدقها في التزام منطوق هذه المهمة الدولية-العربية. كما ليس أمام المعارضة غير التجاوب مع هذه الرغبة الدولية. ولا حاجة إلى رفع الصوت ومزيد من الخلاف على موضوع التدخل الدولي على غرار ما حصل في ليبيا، فالتدخل الخارجي ليس متوافراً وينتظر من يفتح له الأبواب، لا من الحلف الأطلسي ولا من تركيا.

مهمة المبعوث الدولي-العربي وجدت لتبقى حية حتى تتبدل المعطيات والظروف المحيطة بكل ملفات المنطقة وليس الأزمة السورية وحدها. لا تملك واشنطن حلاًّ، ولا موسكو، لذلك يحرص الجميع على عدم استعجال فشل المهمة. روسيا كفيلة بإقناع الرئيس بشار الأسد بتوفير الحد الأدنى من الشروط لانتشار المراقبين الدوليين ومن ثم الإعداد لإطلاق عملية سياسية ستطول بالتأكيد... حتى ينجلي ليس غبار الحوار المتجدد بين إيران والدول الست الكبار في شأن ملفها النووي، بل حتى ينجلي غبار السباق الرئاسي في الولايات المتحدة وفرنسا. وحتى يرسم فلاديمير بوتين العائد إلى الكرملين صورة حكومته الجديدة وملامح إستراتيجيته وسلم أولوياته، في ضوء كثير من التطورات، الحالي منها والقادم. كما أن حكومة رجب طيب أردوغان تحتاج هي الأخرى إلى تنفس الصعداء بعد انهيار كل مقومات ديبلوماسيتها التي بشرت بها طوال عقد من الزمن. مثلما تحتاج إلى ترتيب البيت الداخلي.

تجاوزت الأزمة السورية النماذج التي أفرزها «الربيع العربي»، من تونس إلى مصر وليبيا واليمن. من هنا يبدو أفق الحلول مسدوداً، ومآل الحراك مفتوحاً على المجهول. ميزان القوى سيظل قائماً على توازنه الحالي ما لم تحدث مفاجأة كبرى: أهل الحراك على تصميمهم الذي لا يلين، رغم آلاف الضحايا والمعتقلين واللاجئين في الداخل والخارج، والنظام المصمم على خياره الأمني ورفضه الاعتراف بالأزمة ما دام خصومه في الخارج لا يفكرون لحظة في التدخل العسكري، ولم يستطيعوا فتح كوة في الجدار الروسي، بل قد يكونون مرتاحين إلى ما حققه الحراك حتى الآن، فالوضع السوري الغارق في الفوضى عطل دور دمشق في لبنان وفلسطين والعراق، وبات عبئاً على إيران الحليف اللصيق الذي يجهد للحفاظ على ميزان القوى القائم في المواجهة المفتوحة مع الولايات المتحدة.

قد تفرز الأزمة السورية نموذج حل مختلفاً تماماً يبدو شبه مستحيل بعد سيل من الدماء والدمار وبعد هذا التصدع الذي أصاب العلاقة بين النظام وأهله من جهة والشريحة الكبرى من السوريين. ولعل أقسى ما في الخطوات اللاحقة للهدنة الحالية أو لوقف الأعمال العسكرية هو الانخراط في الحوار أو البحث عن حل سياسي يسمح في نهاية المطاف بترسيخ ما يمكن أن يشكل تسوية «لا غالب ولا مغلوب». وفي هذا المجال هناك من لا يتوقع تقدماً سوى برفع مستوى مهمة أنان. كأن يكلف رعاية حل لا يفرضه النظام ولا ترسمه المعارضة. أي أن يقوم ما يشبه الوصاية، أو الرعاية التي يقرها مجلس الأمن لإجراء الإصلاحات المطلوبة تؤدي في النهاية إلى التغيير المنشود، على أن تراعى مصالح كل المكونات السورية، الطائفية والمذهبية والعرقية. أي أن توزع عليها المواقع والمناصب على طريقة «المحاصصة» اللبنانية أو العراقية.

وإذا كان على القوى الكبرى، خصوصاً روسيا، أن تحافظ على مصالحها في آخر موقع لها في الشرق الأوسط، فليس أمامها سوى الدفع في اتجاه هذه الوصاية الدولية لابتداع حل يضمن لها هذه المصالح، بضمانه مصالح القوى التي وقفت إلى جانب النظام حتى اليوم. أما السعي إلى حل يرحل معه الرئيس بعد مرحلة انتقالية، على أن تبقى التركيبة القائمة للنظام فتلك وصفة لن تنفع بقدر ما قد تدفع نحو قيام «كوريا شمالية» في الشرق الأوسط... ولكن مع قلاقل واضطرابات لا تستقر معها لا البلاد ولا جيرانها ولا الشرق الأوسط.

إن قراءة متأنية لما جرى حتى اليوم في سورية تثبت أن الصراع ورفع التحدي حتى النهاية سيفضيان إلى خيارات لا يروق لأحد التفكير فيها. فبعض السوريين يرفض الحديث عن إمكان انزلاق البلاد إلى حرب أهلية مفتوحة ومدمرة، على رغم أن نذرها وصورها قائمة في ما يحدث اليوم. وبعض آخر يكابر ويعاند في رفض الاعتراف بالواقع وما يحتمه من تغيير. يهرب مع النظام إلى الحديث عن «المؤامرة» لإعادة رسم خريطة المنطقة وتغيير الحدود التي رسمها اتفاق سايكس-بيكو البريطاني الفرنسي. علماً أن الحرب الأهلية، قد تقود إذا اهتز ميزان القوى القائم داخلياً وخارجياً، إلى كسر القوس الإيراني القائم من طهران إلى بيروت مروراً ببغداد ودمشق ليستقيم السد السني من العراق وسورية... ولبنان في وجه الجمهورية الإسلامية. أو قد تقود إلى تعزيز هذا القوس، إذا أعيد رسم خريطة سورية وتواصل خط الساحل من اللاذقية إلى بانياس فطرطوس... وحمص التي تشكل عقدة الوصل مع لبنان وبقاعه، مثلما تشكل صلة الوصل بين عاصمتي الشمال السوري وجنوبه فضلاً عن الداخل الشرقي. وعندها يصبح ذاك السد بين فكي كماشة. هل هذا ما يريده نظام الرئيس الأسد وأهله الذين «يواجهون مؤامرة خارجية» لتدمير البلاد؟ أم هذا ما يريده خصوم النظام الذين يرفضون منطق الاحتراب الداخلي والتفتيت أيضاً؟
04-16-2012, 12:56 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
بسام الخوري غير متصل
Super Moderator
******

المشاركات: 22,090
الانضمام: Feb 2004
مشاركة: #5
RE: مشروع كوفي عنان للتسوية هو قمة التآمر على السوريين وتفريط بدماء القتلى
السباكة السياسية في سوريا!
حسين شبكشي
الاثنيـن 25 جمـادى الاولـى 1433 هـ 16 ابريل 2012 العدد 12193
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الــــــرأي

في المسألة السورية لا بد من «ربط» الأمور ببعضها لفهم الصورة بشكل أوضح، فاليوم بعد تصريح وتقرير مندوب الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية المشترك كوفي أنان بأن النظام في سوريا لم ينصَع كاملا ليطبق شروط وخطة عنان واستمر في إرسال قواته للمناطق المختلفة وإطلاق النار على المتظاهرين بشكل قمعي واضح، وهو استمرار لنفس النهج الدموي الذي اتبعه منذ انطلاقة الثورة السورية لأكثر من عام الآن مما استدعى أن يطلب من الأمم المتحدة أن ترسل مجموعة من المراقبين للتأكد من التزام النظام السوري بالتطبيق الفعلي والحقيقي لمبادرة كوفي أنان كاملة.

وهنا عادت السياسة لتتدخل في خطوات تنفيذ هذا الأمر على الأرض ليكون نافذا وفعالا ومؤثرا ومجديا، فالطلب الأساسي كان أن يكون نوعية المراقبين الذين سيتم إرسالهم عسكريين، إلا أن روسيا (طبعا وكالعادة) أبدت اعتراضها الشديد على هذه النقطة، وطلبت أن يكون المراقبون مدنيين واكتفت بأن يكون عدد المراقبين المرسلين 25 مراقبا فقط، علما وللتذكير والتاريخ وخلال أزمة كوسوفو (وهي منطقة تبلغ مساحتها نصف مساحة محافظة حمص فقط) تم إرسال عدد ثلاثة آلاف مراقب لها.

في عوالم «السباكة السياسية» تلعب روسيا دور السباك الفني التنفيذي الأول للنظام السوري، فلافروف وزير خارجيتها أصبح هو فعليا المتحدث الرسمي الأول عن النظام السوري وسياساته، وبات ما يصدر منه وعلى لسانه أهم بكثير مما سوف يقوله وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، بل وحتى أهم مما سيصرح به رئيس النظام بشار الأسد نفسه، الذي فقد مصداقيته المرة تلو الأخرى في مواقف وتصريحات سابقة.

واليوم تلجأ روسيا إلى فتح «صمامات» الملف الإيراني النووي لتنفيس الضغط وتسريب الهواء الساخن منه لصالح الموقف الدولي ضد نظام بشار الأسد ودمويته المرعبة بحق شعبه، ويبدو جليا أن هناك تناغما ملعوبا و«مهضوما» في لغة الإشارات بين إسرائيل وروسيا وإيران، فمنذ تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه وحكومته قررا «تأجيل» أي ضربة عسكرية ضد إيران إلى السنة المقبلة «لمنح» الفرصة للدبلوماسية الدولية أن تحقق نتائج ملموسة في هذا الأمر، وخلف الكواليس كانت مجاميع من «الخبراء الشرق أوسطيين» المحسوبين وبقوة على الحكومة الإسرائيلية وهم من التنفيذيين السابقين في الخارجية والأمن القومي والأكاديميين الحاليين يحذرون من السقوط الخطير لنظام بشار الأسد وتحول سوريا من منطقة محسوبة «المخاطر» على إسرائيل إلى منطقة مفتوحة الاحتمالات، يتعرض وقتها الأمن الإسرائيلي لشتى أنواع المخاطر بشكل غير محسوب ومخيف.

وبدأ الخطاب الأميركي يتحول ويهدأ ليركز على الجوانب الإنسانية والإغاثية بدلا من إنهاء شرعية بشار الأسد ونظامه وإزالته من المشهد السياسي، وفتحت روسيا المشهد بشكل أكثر درامية بتنسيقها مع الحليف الإيراني لالتقاط مبادرة المباحثات مع الأطراف الدولية عن برنامجها النووي والتخصيب وحجمه وهل سيعقد في إسطنبول أو في بغداد، وهل تغضب تركيا أم شعب بغداد، وكانت السباكة السياسية الروسية تحقق نتائجها في تخفيف «الضغط» على بشار الأسد ونظامه، وتم «دوليا» من أميركا وروسيا تحديدا تجريم أي محاولة لتسليح «الجيش السوري الحر» بينما كانت روسيا وإيران والعراق وحزب الله يواصلون جهودهم بدعمهم المستمر في تسليح نوعي للجيش الأسدي وآلة القمع الأكثر دموية في العالم اليوم، دون أن يكون لهذا الأمر أي اعتراض أخلاقي أو سياسي عليه ليكشف العالم أن ازدواجيته ما هي إلا نفاق دنيء ورخيص، وبذلك يستوي النظام «المقاوم» الأسدي في نفس الخانة مع النظام الإسرائيلي، كلاهما يتم النفاق من أجله بازدواجية فجة، وكيل بمكيالين دنيء لا يكسبهما في أعين العالم أي نوع من الجدارة ولا المصداقية ولا أي نوع من الشرعية أبدا، بل على العكس يؤكد مكانتهما «الشيطانية» وأهمية وضرورة الخلاص منها.

لم يكذب أو يخطئ رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد حين زل لسانه بأصدق ما صرح به النظام خلال أحداث الثورة السورية، وقال: «إن أمن سوريا من أمن إسرائيل»، ولكنه كان يقصد أن أمن نظام الأسد تحديدا وليس أمن سوريا! السباكة السياسية مهما كانت الفهلوة فيها ذكية واستثنائية إلا أن الحلول ستنفذ إذا لم يتم معالجة أصل المشكلة، لأن «الانفجار الكبير» يتأخر ولا يتأجل!

hussein@asharqalawsat.com

04-16-2012, 08:37 AM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  مرحلة الإنعطاف.. بداية نهاية مشروع الفوضى الخلاقة Rfik_kamel 2 420 06-26-2014, 01:26 PM
آخر رد: Rfik_kamel
  إلى السوريين، عظم الله أجوركم خالد 1 373 02-23-2014, 07:14 PM
آخر رد: نوار الربيع
Music شراكة إيرانية-إسرائيلية في مشروع فيزيائي ـ نووي على الأراضي الأردنية (قلتلي ممانعة؟) الإبستمولوجي 16 2,020 12-07-2013, 07:14 PM
آخر رد: Rfik_kamel
  رغم التآمر والتخاذل .. ستبقى الثورة مستمرة أبو علي المنصوري 4 691 10-06-2013, 01:52 AM
آخر رد: Rfik_kamel
  احقنوا دماء السوريين بالسلام فارس اللواء 24 3,997 05-31-2013, 08:35 PM
آخر رد: Free Man

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS