يأسرني نوعا من الروايات ذلك النوع الذي يشتبك مع التاريخ ، بحيث لاتعود تعرف هل انت تقرأ تاريخٌ ادبي ام ادب تاريخ ، خير من اجاد في ذلك هو اليوغوسلافي ايفو اندريتش في رائعته " جسر على نهر درينا" البطل هو ذلك الجسر وحكايات تدور فوقه او حوله ممتدة منذ 500 عام ، كلفني ذلك يوما في عام 1986 ان ازور مدينة فيشي جراد لعلني اتلمس اثار تلك الحكايات عند ذلك الجسر ، وأظن ان سندي العلماني ذهب يوماً لليونان وهو يحاول ان يشاهد رقص زوربا اليوناني

هنا

احاول ان لا اكون روائي ـ فهذا بعيد عني ـ ولا احاول ان اكون اكاديمي ـ فهي ليست مهنتي ـ فقط طفل لم يمارس طفولة ، ينغمس حيث يجب ، وتوارى بعيون خائفة وهو يرقب عادات واعراف وتقاليد مضت على قرية كانت مضرب مثل بالتخلف ، عادات كانت جميلة ، حياة كانت ملئية بالعطش والجوع والنعاس لم تفقد القدرة على التشبث بل القدرة على ان تجعلها ايضا جميلة

ساكتب من زاوية طفل مراقب انغمس حينا واتوارى حينا

ساحاول من غد

(05-01-2012, 06:58 PM)jafar_ali60 كتب:  يأسرني نوعا من الروايات ذلك النوع الذي يشتبك مع التاريخ ، بحيث لاتعود تعرف هل انت تقرأ تاريخٌ ادبي ام ادب تاريخ ، خير من اجاد في ذلك هو اليوغوسلافي ايفو اندريتش في رائعته " جسر على نهر درينا" البطل هو ذلك الجسر وحكايات تدور فوقه او حوله ممتدة منذ 500 عام ، كلفني ذلك يوما في عام 1986 ان ازور مدينة فيشي جراد لعلني اتلمس اثار تلك الحكايات عند ذلك الجسر ، وأظن ان سندي العلماني ذهب يوماً لليونان وهو يحاول ان يشاهد رقص زوربا اليوناني

هنا


ساحاول من غد

"يحرء حريشك" "منين نكشتها هاي" ؟ !!

بالفعل، زرت يوماً اليونان، ونزلت في ميناء "بيريوس" ورحت أفتش - عبثاً - عن مقهى زجاجي علق في ذهني من "نيكوس كازانتزاكيس" في روايته "زوربا". لم أستطع يومها أن أميّز بين "الحقيقة" و"بين الرواية"، فلقد كان هذا المقهى جزء لا يتجزأ عندي من ميناء "بيريوس" ولا يُعقل أن يستطيع المؤلف أن يوجده من عدم.

رائع .. أكمل أرجوك، علنا نخرج النادي من هذا الاحتقان الذي جرفته إليه الأحداث في سوريا. سوف أثبت الموضوع.

واسلم لي
العلماني

سعيدة بالموضوع، سعيدة حتى قبل أن قرأ
أتابع وأنتظر مع صديقي العلماني
لكما السعد والود

تسجيل قراءة ... متابعة و إعجاب

اسمح لى ايها الفحل ان اقف على عتبات ادبكم.
كما ضاعت الأندلس، فردوسنا المفقود، ضاعت الخلافة، وضاعت فلسطين ، وضاعت سراييفو...وووو.
ماذا سيقول الشعراء والكتّاب والمغنّون والمنشدون وهم يرون من فظائع الصرب، ما تجاوزوا به مذابح قبية، ودير ياسين، وكفر قاسم، التي نفّذها همج القرن العشرين في فلسطين ؟.
أوربا الديمقراطية التي رفعت الصليب، وسار (فرسانها) الصرب الذين لا يحملون في رؤوسهم وقلوبهم نخوة الفرسان ساروا تحت الصليب من جديد، فأجهزوا في بداية هذا القرن على وحدة الأمة، ومزقوا شملها، واغتصبوا أرض الأنبياء وأسكنوا فيها أوباش البشر....
لي عودة.....
تحياتي

ارتفع السقف

فشكرا لفري مان وبسمة والعلماني

وانا مثلكم متابع ومنتظر لما سيأتي ، فعلا انتظر ذلك ولا ادعي معرفة بما ستجود به الايام

يا سندي ، انا اسمي مثل هذه المواضيع بالمواضيع الانانية ، فهي غير قابلة للنقاش ولا للحوار هي مجرد رؤية شخصية بزاوية حادة لحدث ما ، من ذا الذي سيناقشك به ؟ اننا هنا لا نملك الوان محايدة ، فقط اما ان نقول جيد او رديء دون عناء سبر اغوار ودهاليز الحكاية ، هذا يذكرني بكاتبتنا المبدعة بسمة وهي تطوي " الشرشف الابيض" كيف لمثلي ان يعبث به او ان يوسخ بياضه؟ او حتى ان يجلس عليه او يتنشق رائحته؟ ناهيك عن الصفاقة التي امارسها فيما لو حملت لوناً زهريا لإلون بياضه .

كما قلت اجمل ما كُتب في العمل الروائي هو اختراع المكان ، هذا المكان هو همزة الوصل بين واقعنا وواقع الكاتب فلا كتابة جميلة ان لم تدر على او حول مكان معيّن هذا المكان جعل كبيرتنا بسمة وذات ماسنجر ان تطلب مني ان كنت اعرف احدا يسمح لها بزيارة " خو" قبل سنوات طويلة ، مثل هذا الطلب افهمه انه ك " طلق" يعاني منه رحم اوراق حبلى بقصة ، تنتظر " خو" من اجل حياة حبرية جديدة ، اتصلت باخي وهو للصدفة عقيد بالجيش والاغرب انه مدرس في مدرسة الدروع في خو !!!

رفض وبشدة ، وانا هنا اعتذر لأول مرة من عزيزتنا بسمة ، رفض بحجة العسكر وانها ترقى لإفشاء اسرار عسكرية ، يا اخي هذا خو هو تاريخ حكاياتنا ، فالحكاية ستبدو منافقة ان لم تمر في خو ، ارتبطنا بالجيش والجيش مربوط بخو ، وبسمة لولا ان رأسها عانى صداعاً من كثرة سماعها هذه الكلمة لما طلبت ، رفض رغم تبريراتي الغير مقنعة ، من شاكلة هذه بسمة الصغيرة هدفها تنشق اكبر كمية من غبار خو او قياس معدل عرق المتدربين وربما تتمادى وتدهن بخيالها ذاك السور بلون اكثر صحراوية ولن يصل خيالها ان تضع " شاويش" بشارب اسود بدل العريف الاشقر على البوابة الغربية ،
هكذا يتوحد الكاتب مع المكان مع الحكاية
قال اديب لاتيني لم اعد اذكر اسمه " ان الروائي يعيش اكثر من حياة" فهو يعيش حياته وحياة جميع ابطاله ، وهو صادق ، واضيف انه لامعنى للحياة دون الشعور بها ، والكتابة هي قمة الشعور ، فما قيمة حياة الميت سريراً؟ هل عاش حياة ؟ نعم ان الكاتب يعيش اكثر من حياة .

سأضيف على ما بدأت به الموضوع ، ان هذا النوع من الكتابة هو مؤلم فلا هو بالروائي ولا هو باكاديمي ، فالاول مطلق الحرية يعبث بمدننا ويعبد ارصفتنا ببلاط صغير ، يفتح نوافذنا يلون ستائرنا يطلق عسعسه او ابطاله يتجولون بيننا ثم ينطق باسمهم واكثر ما سيقوله اما اشياء صادقة رواها ابطاله الكاذبون او اشياء كاذبة اسرّ له بها ابطاله الصادقون ، وبين هذا وذاك فهو غي مسؤول ولن يقاضيه احد عن جثث امتلأت بها شوارعه الوهمية ، والنوع الثاني الاكاديمي سيخضع حتما لمقاييس علمية وستكون جامدة لا حياة فيها بل احيانا سننحر الحقائق باسم هذه العلمية كما حدث لقريب لنا اخذ الدكتوراة من جامعة كمبرديج عن رسالة حول " تنسيب واصول العشائر الاردنية" فجاءت رسالته العلمية قاتلة للحقيقة بالضربة القاضية .

للجميع خالص المودة

تصادف مرور شاعرنا ريف اثناء كتابة ردي السابق ، سأخلع له قبعة

والمكان هو قرية ، لا يفصلها الا عشرة كيلومترات عن مدينة السلط ، لكن هذه المسافة كافية لفصلها عن التحضر بمعناه آنذاك عشرات السنين ، انها تكاد تقع في زاوية منسية ، بعيدة بعض الشيء عن الطريق الذاهب غربا الي القدس هذا الطريق هو الممر الاجباري للتحضر ، فقبعت بمنأى عنه ، وهي على سفوح الجبال العالية التي تنحدر بشدة اتجاه الاغوار فكان لها من مكانها نصيب فصعبٌ الارتقاء وسهلُ في الانحدار
على ان مقاييس التقدم والتخلف والتحضر ، ليست هي مقاييسنا الحالية ، يزيد طينها بلة ان الاحداث المزعومة جرت قبل 50 عام بعيد الحرب العالمية الثانية ، هذه الحرب التي قفزت بالبشرية قفزة لا يعلمها ابناءنا من الجيل الحالي ولا الجيل سابقه ، ما قدمته هذه الحرب يكاد يعادل ما قدمته البشرية طيلة نشوءها ، هل لعقل واحد القدرة على استيعاب ما اتى به ابن الحرام الترانزستور؟
هي تلة يحيط بها سهل ذو تربة حمراء خصبة واسعة شمالا تضيق من الشرق ومن الغرب لتتحد بسهل جنوبي ، شديدة الانحدار اتجاه الشمال يعتدل هذا الانحدار من الجهتين الي ان يكاد التلاشي من جهة الجنوب ، والمنظر من ذاكرة طفل قبل خمسين عام هناك عدة بيوت ذات طابع حجري طيني بعضها واسع لزوم تعدد المهام ك " متبن" و تخزين القمح وساحة تعليلة و" دن" للجديان ، وكان افضلها هو بيت جدي الذي يتكون من 3 غرف ذات حجر اصفر وسقف اسمنتي ، هذا التجمع كان ولا يزال يُطلق عليه مسمى" الخربة" ، والسهل الواسع الشمالي لا يزال يحمل اسم " سعوديات" والشرقي " الداير" اما الغربي فيسمى " ابو غبار والجنوبي يسمى " الصليبية" ، والمقبرة الصغيرة ترقد في اسفل الخربة ملاصقة لسعوديات بما يسمى " ابو شيخة" حيث شجرة البطم الالفية وهي مكان تجمع الرجال قبل مراسم الدفن ، ومكانا لنواح النساء اللاتي كنّ يشاركن كفرض واجب في كل جنازه ، ولا يخلو الانحدار الشديد المذكور من بعض الاسماء الفرعية مثلا " تينات احمد العرجاء" و " غرس صالح العبد" وغيره على ان يذكر في حينه اذا ما اصطدمت الذاكرة بصخرة ما
ويا سندي ساعيدها ثالثة ان مثل هذه الكتابة مؤلمة ، لأنك لو ذهبت هناك واخال عزيزتنا بسمة ستفعلها ، ستتلاقى مع " حسين العبدالله" في بقالته الملاصقة للمقبرة واما الاسماء التي ستلي لاحقا فهي اسماء تحمل شهادات ميلاد وارقام وطنية وكثير منها اضيف لها فقط شهادة وفاة على ان وخز حياتها لم يتوقف قط .

و انا بانتظار المزيد!

(05-02-2012, 06:32 PM)observer كتب:  و انا بانتظار المزيد!

مي تو