كل من يوقف النقاش عمدا ، فهو مفلس او موشك على الافلاس . و هذا كثير عند الملاحدة واللادينيين ، اقصد الهروب من متابعة النقاش و زيادته والتعمق فيه خوفا من الانكشافات ، و التحجج بحجة واهية وهي عدم الفائدة من النقاش . و كأنه يساومك على حرية رايك والا فسينسحب من النقاش . كانوا في الماضي يستفتحون بعدم استمرار النقاش على المتدينين ، والان صاروا هم الذين يفعلون ذلك .

وهكذا كل من يهرب من النقاش ولا يكمله ، فهذا دليل على نضوب ما عنده . فكلما تحاور اثنان وانسحب واحد ، فالمنسحب هو المهزوم او انه موشك على الهزيمة ، الا لعذر خارج عن الارادة ، أو إساءة ادب من الطرف الثاني .

هناك فرق بين الهروب و عدم الرغبة في تضييع الوقت.

البعض لا يريد تضييع وقته مع عقليات تافهة لا تجيد( إن اجادت شيئا ) إلا الجدل البيزنطي العقيم في متاهات فلسفية فارغة بعيدة عن المنطق و الواقع . بالنسبة للملحد و اللاديني هناك حياة واحدة و الوقت ثمين جدا ... و ليس كمن يرى ان هناك حياة اخرى و هذه الحياة مجرد اختبار لتحديد المصير المزعوم في الحياة الاخرى !! و من هنا فإن الاستغراق في الجدل في هذه المواضيع يعتبر مضيعة للوقت.

من المضحك ان تجد مثلا جدلا بين المسيحيين و المسلمين حول قصة صلب المسيح و الطرفان لا يملكان اي دليل يحمل مصداقية تستحق النظر إليها !! نفس الشيء حول نقاشات السنة و الشيعة التاريخية و اي احق بالخلافة !!

نقاشات كلها عقيمة و تافهة ( بالنسبة لي كملحد ) ، و لا ارى أنها تستحق التفكير و الوقت و النقاش ... ربما تستحق فقط ضحكة ساخرة و تاملا في حجم الماساة الثقافية التي يعيشها البعض.

على العموم أرى ان هذا أحد أفضل مواضيعك فهو مختصر و ليس على شاكلة مواضيع "راي الوراق في كتابات بعض الشخصيات " ، رغم اختلافي معك 180 درجة .

بعد خبرة 10 سنين من حوارات المنتديات توصلت لنتيجة مفادها أنه يجب على المحاور الانسحاب وانهاء الحوار عندما يشعر بانه قد قال كل ما عنده وأنه لم يتبقى لديه جديد يقوله أو يغني به الموضوع ، لأن الحوار بعد ذلك سيكون مجرد إعادة صياغة لما قيل سابقا

في السابق كنت أظن أن صاحب ( المداخلة/المداخلات ) الأخيرة أو الكلمة الأخيرة هو المنتصر بالحوار أو لنقل صاحب الحجة الأقوى ولاحقا اكتشفت أن هذه الفكرة ليست صحيحة على الإطلاق

اقتباس:هناك فرق بين الهروب و عدم الرغبة في تضييع الوقت.

البعض لا يريد تضييع وقته مع عقليات تافهة لا تجيد( إن اجادت شيئا ) إلا الجدل البيزنطي العقيم في متاهات فلسفية فارغة بعيدة عن المنطق و الواقع . بالنسبة للملحد و اللاديني هناك حياة واحدة و الوقت ثمين جدا ... و ليس كمن يرى ان هناك حياة اخرى و هذه الحياة مجرد اختبار لتحديد المصير المزعوم في الحياة الاخرى !! و من هنا فإن الاستغراق في الجدل في هذه المواضيع يعتبر مضيعة للوقت.

الان انت وضحت الامر و جليته .. اذن بماذا يقضي وقته هذا الذي ليس عنده وقت ، ما دام يعتبر الفلسفة لا فائدة منها بل و يسميها متاهات ، و المتاهة تعني عدم القدرة على الاستمرار .. ؟

اذن هذا اعتراف واعلان بترك الملحد و اللاديني للفكر والفلسفة والتعمق فيهما للمؤمنين ، يقدمه احد الملحدين المتشددين ، لأنه و ببساطة ليس له الا حياة واحدة لن يضيعها بالتفكير .. اذن بماذا سوف يقضيها ما دام ان التفكير لا يستحق ؟ و ما دامت الحياة عبثا ؟ اذن و منطقيا سيقضيها في ملاحقة المتع ليس الا ، و ملاحقتها لا تحتاج الى تفكير عميق ..

و جيد انك انت من اقر بذلك ، لأنني لو قلته فسوف تعارض و تنكره ! .. وهو ان الملحد لا وقت عنده للتأمل والتفكير والبحث ، لان حياته واحدة و قصيرة كما قلت .. اما المؤمن فله دار اخرى تنتظره ، اي عنده وقت اطول للدراسة والتفكير والمنطق و العلم والبحث عن الحقيقة و الاخلاق ، لأنه يعمل لدار اخرى و ليست حياته عبارة عن بحث عن متع ، بل بحث عن الحقيقة و الصواب ..

اذن ليذهب كلٌ إلى مجاله .. هذا هو مضمون كلامك .. بدليل عدم الرغبة في المشاركة بما تسميه جدلا فلسفيا عقيما و ذو متاهات قد تخشى الضياع فيها ..

ثم ما هو الجدل الغير عقيم ما دمت قدمت مقدمتك ، و هي ان للملحد حياة واحدة لا يريد ان يضيعها ؟ هل سيضيعها حتى بالجدل الغير عقيم ؟؟ و ماذا سيستفيد منه هو ايضا ؟ البحث عن المعرفة يقتضي تضييع الكثير من الوقت مع الاسف، اذا وضعنا في اعتبارنا عملية الصواب بعد الخطأ ، لأن الخطأ سيأخذ وقتا طويلا حتى نجد الصواب ، و الخطأ اكثر من الصواب دائما ، بل لا نعرف الصواب الا من الخطأ .. اذن مال الملحد ومال البحث عن الحقيقة وتضييع الوقت في ذلك بناء على كلامك ؟ هذا اعترف ضمني ببعد الملحد عن التفكير والفلسفة ، فحياته واحدة و يعرف ان الموت اخرها ، وسوف ياتي كلمح البصر . والحيوان هو اساس قياس الملحد كما يسميه تمليحا بالطبيعة .. والحيوان لا يهتم الا بالمتعة ولا يبالي لا بفلسفة ولا بتفكير ..

اقتباس:من المضحك ان تجد مثلا جدلا بين المسيحيين و المسلمين حول قصة صلب المسيح و الطرفان لا يملكان اي دليل يحمل مصداقية تستحق النظر إليها !! نفس الشيء حول نقاشات السنة و الشيعة التاريخية و اي احق بالخلافة !!

نقاشات كلها عقيمة و تافهة ( بالنسبة لي كملحد ) ، و لا ارى أنها تستحق التفكير و الوقت و النقاش ... ربما تستحق فقط ضحكة ساخرة و تاملا في حجم الماساة الثقافية التي يعيشها البعض.

لماذا لا تنبههم وتجادلهم ما دمت تملك الحقيقة الام و تمسك بها من قرنيها ؟ مع انه ليس لك وقت للبحث عن الحقيقة كما قلت ! فكيف وجدتها بهذه السهولة مع ان وقتك ضيق ؟ يا للحظ القوي الذي لا يملكه الآخرون الذين افنوا اعمارهم في البحث عنها .. !

اقتباس:على العموم أرى ان هذا أحد أفضل مواضيعك فهو مختصر و ليس على شاكلة مواضيع "راي الوراق في كتابات بعض الشخصيات " ، رغم اختلافي معك 180 درجة .

هذا صحيح .. كان المفروض ان اسميها : راي كنعان فيما قد يكون و كان !!

طبعا انت تحب المختصر ، و ذكرت لنا السبب بوضوح ، و هو : الوقت + المتعة + الالحاد = سرعة و لطش و بـُعد عن الفلسفة والتفكير الطويل ..

و لماذا يغضبك ان يقول احد رايه بحرية ؟؟ هل انت ضد حرية الراي ؟ اما الطول فلست ملزوما بالقراءة من الاساس ، أو إقرأ ما يسمح به وقتك و رد عليه ، خصوصا و انت من اهل الاعذار في طلب الاختصار ، فالوقت ضيق ، والحياة واحدة ، والفلسفة متاهات ..

اكتب اراءك بحرية حقيقية ودون التزام بحدود الايديولوجية ، حينها سوف تتحرر من الاختصار المخل ، وتذهب الى الاسهاب المفيد ، حتى و انت ملحد فسوف تمتعنا ، لكن كن انت .. ولا تكن ساجان او داوكينز ، لاننا نعرف طرحهم المتكرر الممل ..

اقول هذا الكلام وانا صادق معك .. تستطيع ان تقدم الجديد والمفيد لو خففتَ من التزمت الالحادي قليلا ،، وجعلت نفسك من الوسط المعتدل الحاديا على الاقل .. فالوسط يستطيع ان يرى الجهتين بوضوح ، ويتحرر عقله من الادلجة ويستطيع حينها ان يقدم الجديد .. و انت اهل لذلك لو اردت و سمح وقتك ..

(05-03-2012, 11:26 AM)thunder75 كتب:  بعد خبرة 10 سنين من حوارات المنتديات توصلت لنتيجة مفادها أنه يجب على المحاور الانسحاب وانهاء الحوار عندما يشعر بانه قد قال كل ما عنده وأنه لم يتبقى لديه جديد يقوله أو يغني به الموضوع ، لأن الحوار بعد ذلك سيكون مجرد إعادة صياغة لما قيل سابقا

في السابق كنت أظن أن صاحب ( المداخلة/المداخلات ) الأخيرة أو الكلمة الأخيرة هو المنتصر بالحوار أو لنقل صاحب الحجة الأقوى ولاحقا اكتشفت أن هذه الفكرة ليست صحيحة على الإطلاق

فكرتك ذات العشر سنين ليست بصحيحة فيما يبدو لي مع الاسف .. لانها تعبر عن ضعف في التواصل ، و هي تنطق بصوت المؤدلج الذي يريد ان يسمع صوته فقط ، و لا يريد ان يستقبل شيئا ، ولا يهتم بالاثراءات الجانبية التي قد تفيده هو و بقية القراء والطرف الثاني ايضا ..

هذه الفكرة اسميها فكرة : اضرب و اهرب .. انزل حمولتك و توكـّل .. انها تحمل غرور امتلاك المعرفة الكاملة وان آراء الآخرين لا تحمل اي فائدة ولا تستحق الاستماع .. و عجيب ان تتداول مثل هذه الاراء المحبطة للفكر في نادي الفكر ! فالفكر ليس على شرط القبول من الطرف الاخر ، الحوار ليس زواجا يتم بالموافقة او لا يتم بعدمها ، و ينفض الطرفان او يذهبان الى بيت الزوجية ..

الفكر اضاءات ، قد ياتي من يستكملها ، و فتح ابواب لم نكن نعرفها ، يفتحها الحوار ، فالحوار هو رابطة المثقفين وليس القبول والانصياع والا لا حوار .. انها فكرة دكتاتورية راديكالية .. اما فكرة الاعادة لما قيل سابقا ، فهي دليل على الادلجة التي افرغت ما بجعبتها ، ثم عادت اليه مرة اخرى . اما التفكير و التامل فإنه خط ممتد ليس له نهاية كما تتوقع ، و هذا ما نحتاج إليه فعلا .. وليس افراغ ما في الحوزة ..

نحن امة تفتقر الى التفكير الابداعي و ليس النقلي ، و كل فكرة مبتكرة سوف تجد حظها من العناية والاهتمام ، حتى لو لم تتفق معنا ، بل حتى لو ثبت خطؤها ، لأنها محاولة للتجديد والابداع وعلمتنا خطأ نتجنبه فيما بعد ، ودفعت الاخرين الى التفكير ، وهي فائدة بحد ذاتها ، فأمتنا بحاجة ماسة الى التفكير ، و أتمنى ان يؤيدني مشرفو النادي ولو على هذه الجزئية التي تخدم موقعهم .. لنكن ايجابين اكثر ونفتح افاق الحوار المرن المحترم بشكل اوسع دون اشتراط خضوع الاخرين لاراءنا .. هذا سيجعلنا في وضع افضل بلا شك ..

ومعذرة على الاطالة .. فهمت ان وقتك انت ايضا شحيح ولا يتسع لإضاعته بالإطالة ، ان كنت من ذوي الحياة الواحدة .. وشكرا ..

الوراق ....

الحوار في هذه المواضيع يعتبر مضيعة للوقت لسبب اخر أيضا غير سخافتها ، و هو أنك و أمثالك من المؤمنين ليس لديهم اي مصداقية او حتى صدق مع الذات في حواركم مع الاخر و بعيدين كل البعد عن الموضوعية و تحورون الكلام على غير مقصده.

عند الملحد الفلسفة هي أم العلوم ... اما عند أمثالكم من المؤمنين فهي أم الخرافات و هذا ما قصدته بمتاهات فلسفية فارغة.

فالمؤمن لا يملك اي مادة حقيقية تثبت شيئا من الخرافات التي يؤمن بها .... لذلك لا يلجأ سوى للفلسفة الفارغة . و أي نقاش مع مؤمنين لا نرى اي دليل على جن و ملائكة و الهة و قصص الخرافات القديمة و حتى سبب منطقي للتمسك بشرائع بالية ... إلخ .

اقتباس:البحث عن المعرفة يقتضي تضييع الكثير من الوقت مع الاسف، اذا وضعنا في اعتبارنا عملية الصواب بعد الخطأ ، لأن الخطأ سيأخذ وقتا طويلا حتى نجد الصواب ، و الخطأ اكثر من الصواب دائما ، بل لا نعرف الصواب الا من الخطأ .. اذن مال الملحد ومال البحث عن الحقيقة وتضييع الوقت في ذلك بناء على كلامك ؟ هذا اعترف ضمني ببعد الملحد عن التفكير والفلسفة ، فحياته واحدة و يعرف ان الموت اخرها ، وسوف ياتي كلمح البصر . والحيوان هو اساس قياس الملحد كما يسميه تمليحا بالطبيعة .. والحيوان لا يهتم الا بالمتعة ولا يبالي لا بفلسفة ولا بتفكير ..

هل تعتقد ان كون الملحد لا يؤمن بتفاهات و خرافات قديمة يعني أنه لا يبحث عن معرفة العالم المحيط به ؟؟ بصراحة منطق ساقط

و الانسان حر بإنفاق وقته .... و مثلما البعض يرى ان الاستغراق في الخرافات و تفاصيلها أمر مفيد ، فهناك على الجهة الاخرى من يراها مضيعة للوقت و هناك من ينفق وقته بالعلم أو مساعدة الاخرين أو يغرق في متع الحياة على اختلاف انواعها.

اقتباس:لماذا لا تنبههم وتجادلهم ما دمت تملك الحقيقة الام و تمسك بها من قرنيها ؟!

ما داموا فرحين بما لديهم ، لماذا أزعجهم ؟؟ خصوصا إن كانوا من نوعية لا تعنيهم الحقيقة المجردة بل الحقيقة كما يريدونها.

ما يهمني فقط هو أن لا يتعرضوا لي بالاذى بسبب اختلافي عنهم ....

اقتباس:مع انه ليس لك وقت للبحث عن الحقيقة كما قلت

متى قلت ذلك ؟؟

اقتباس:يا للحظ القوي الذي لا يملكه الآخرون الذين افنوا اعمارهم في البحث عنها

و هل الناس متساوون من حيث الذكاء أو كمية المعرفة أو حتى مناهج التفكير ؟؟
مثلما تعتقد أن ما لديك هو الحقيقة هناك مليارات من البشر تختلف معك 180 درجة ..... بل حتى مع من يشاركونك العقيدة ستجد اختلافات هائلة في الاركان و التفاصيل.

اقتباس:طبعا انت تحب المختصر ، و ذكرت لنا السبب بوضوح ، و هو : الوقت + المتعة + الالحاد = سرعة و لطش و بـُعد عن الفلسفة والتفكير الطويل ..

ليس هذا هو السبب و الواضح انك مصاب بالعمى الفكري .....
السبب و بصراحة ان هناك من يعتقد ان لديه فلسفة و فكر ، في حين أنه لا يجيد سوى حشو الكلمات و التكرار العقيم و لا يقدم اي شيء جديد للقارىء و لو معلومة مفيدة على الهامش.

اقتباس:لماذا يغضبك ان يقول احد رايه بحرية ؟؟ هل انت ضد حرية الراي ؟

و لماذا تفترض أني غاضب من ذلك ؟؟

اقتباس:اكتب اراءك بحرية حقيقية ودون التزام بحدود الايديولوجية ، حينها سوف تتحرر من الاختصار المخل ، وتذهب الى الاسهاب المفيد ، حتى و انت ملحد فسوف تمتعنا ، لكن كن انت .. ولا تكن ساجان او داوكينز ، لاننا نعرف طرحهم المتكرر الممل ..

wow شكرا على النصيحة ....
لكن أنا دائما أعبر عن نفسي هنا و هذا ما يعجبني في هذا المنتدى ، و لم أتحدث يوما بلسان كارل ساجان او ريتشارد دوكنز و هذا شرف لا ادعيه. كوني أتفق مع بعض أرائهم لا يعني أني هنا لا اعبر عن نفسي.

(05-02-2012, 11:33 PM)الــورّاق كتب:  كل من يوقف النقاش عمدا ، فهو مفلس او موشك على الافلاس . و هذا كثير عند الملاحدة واللادينيين ، اقصد الهروب من متابعة النقاش و زيادته والتعمق فيه خوفا من الانكشافات ، و التحجج بحجة واهية وهي عدم الفائدة من النقاش . و كأنه يساومك على حرية رايك والا فسينسحب من النقاش . كانوا في الماضي يستفتحون بعدم استمرار النقاش على المتدينين ، والان صاروا هم الذين يفعلون ذلك .

وهكذا كل من يهرب من النقاش ولا يكمله ، فهذا دليل على نضوب ما عنده . فكلما تحاور اثنان وانسحب واحد ، فالمنسحب هو المهزوم او انه موشك على الهزيمة ، الا لعذر خارج عن الارادة ، أو إساءة ادب من الطرف الثاني .

ليس دائما يامحترم.

وإلا لما ظهرعندنا مفهوم(حوارالطرشان).

يعني أحيانا الحواريصل بك مع محاورك، وهو يغالطك في كل شئ!!!! حتى تزهق منه، ولا سبيل لراحتك منه، إلا بإنهاء الحوارمعه.

(05-05-2012, 05:41 PM)السيد مهدي الحسيني كتب:  

(05-02-2012, 11:33 PM)الــورّاق كتب:  كل من يوقف النقاش عمدا ، فهو مفلس او موشك على الافلاس . و هذا كثير عند الملاحدة واللادينيين ، اقصد الهروب من متابعة النقاش و زيادته والتعمق فيه خوفا من الانكشافات ، و التحجج بحجة واهية وهي عدم الفائدة من النقاش . و كأنه يساومك على حرية رايك والا فسينسحب من النقاش . كانوا في الماضي يستفتحون بعدم استمرار النقاش على المتدينين ، والان صاروا هم الذين يفعلون ذلك .

وهكذا كل من يهرب من النقاش ولا يكمله ، فهذا دليل على نضوب ما عنده . فكلما تحاور اثنان وانسحب واحد ، فالمنسحب هو المهزوم او انه موشك على الهزيمة ، الا لعذر خارج عن الارادة ، أو إساءة ادب من الطرف الثاني .

ليس دائما يامحترم.

وإلا لما ظهرعندنا مفهوم(حوارالطرشان).

يعني أحيانا الحواريصل بك مع محاورك، وهو يغالطك في كل شئ!!!! حتى تزهق منه، ولا سبيل لراحتك منه، إلا بإنهاء الحوارمعه.

ليس هناك في معظم الحوارات "غالب ومغلوب"، وإنما هناك رأي مقابل رأي قد يبزه وجاهة أو عمقاً أو دراية، ولكنه قد لا يلغيه.
أحياناً كثيرة أنسحب من الحوار أو من موضوع فتحته لأنني لا أملك الوقت الكافي. وأحياناً لأنني أرى أنني أكرر نفسي وما لدي قلته، والقاريء هو الحكم والفيصل بوجاهة الآراء المطروحة. أحياناً - ثالثة - يكون الانسحاب هو الرد على "الضجر من المحاور" الذي تغمره بالماء حتى كتفيه وتسأله كيف يحصد القمح؟ فيجيبك: بالمقص. فتسأله ثانية وأنت تغمره حتى قمة رأسه فيرفع يده ويقاطع أصابعه على شكل "مقص" ويجيبك بهم.

أحياناً لا مزاج لك للحوار، وأحياناً ترى أن الحوار أخذ ينحو إلى المهاترة والشخصنات، وأحياناً يشغلك شاغل عن الانترنت برمتها، وأحياناً تستسخف الرد، وأحياناً أخرى تعلم بعد مداخلة أو اثنتين أن فمك لم يُخلق لهذه الآذان.

هناك ألف سبب وسبب إذن لإجهاض الحوار، ولكني لا أظن يوماً بأنني كنت لا أملك رداً عندما انسحبت من حوار. فهذا شبه مستحيل عامة، فحتى النظرية النازية وجدت من يدافع عنها من الفلاسفة ومن الصعب إفحامه ("هاديجر" مثلاً على الصعيد الفلسفي أو "هانس كلزن" على الصعيد القانوني).

بالنسبة لي، أخيراً، حوارات المنتديات خيار شخصي، تستطيع أن تقول رأيك وتستطيع أن تهجر النقاش دون تثريب عليك. فرجاحة رأيك مرتبطة بوجاهته وعمقه وقدرتك على تبيينه وإيصاله لسامعك وهذا كله غير مرتبط حتى برد المحاور الذي قد يحسب أنه يرد ويقول ولكنه يكون كما قال المثل: "العرس بحرستا، وحضرتو عم يرقص بالشام" (اليوم صار المثل: المظاهرة بحمص وحضراتهم عم يقوصوا بإدلب ).

واسلموا لي
العلماني

يكون النقاش والتغيير من خلال الافكار ، ومن يهرب عن نقاش الافكار لا بد ان بضاعته ضعيفة في هذا المجال ، وإلا لواصل النقاش ، على الاقل احتراما لمبادئه التي يؤمن بها . فالاستجابة ليس شرطا ان تكون مباشرة .

لماذا الخوف من الدخول في عالم الافكار والحوار ؟ لا بد من الحوار الدائم والملتزم بالادب ، فالحوار يكشف الحقائق دائما ، بل ويكشف لنا اخطاءنا ، و يقرّب الجميع إلى المنطق ويثري العقول ويزيد الثقافة ، لا اظني بحاجة ان اقدم محاضرة لقيمة الحوار ، خصوصا الى من يتبنون الافكار الليبرالية الغربية التي تعتبر ان الحوار وحرية الراي قيم ثابتة عليا ..

ان شرط (اقتناع الطرف الاخر او الكف عن الحوار) ، هذا شرط ضعيف منطقيا و ادبيا ، فالحوار المنطقي لا يشترط اما الاقتناع و التسليم و اما التوقف .. لانه يتعامل مع الافكار وليس مع الاشخاص ، وهل هذه الفكرة تفوقت على الفكرة المقابلة ام لا .. فعالم الافكار لا ينتهي ، بحثا و تغييرا وتطبيقا ومقارنة إلخ ..

إن الفلسفة لا علاقة لها بالاشخاص ، وهل هم خضعوا ام لم يخضعوا لكلامنا .. فالتأثير في المجتمع و الادلجة موضوع ، والفلسفة موضوع آخر .. فالداعية الاجتماعي منصب عمله على قبول المجتمع ، و يتعامل بالنتائج ونجاحه مرتبط بها .. بينما المفكر و الفيلسوف ينصب اهتمامه على عالم الافكار ، وهي مجتمعه ، ويرصد النتائج في داخل هذا المجتمع و ليس خارجه ..

ومن ناحية ادبية و اخلاقية ، تحمل فكرة (اقتنع او لن احاورك) شيئا من الغرور والسلطوية ، والتي تعكس من الطرف الآخر ضعفا و عدم ثقة بالنفس . وهي نظرة دكتاتورية تحمل إلزاما للآخرين . المحاور الحقيقي ليس هدفه اقناع الاخرين ، بل دراسة الافكار ومعالجتها وتقييمها وتطويرها . حتى لو لم يقتنع به احد ، فلا يجعله هذا يتوقف ، لأنه واثق من نفسه و تهمه الحقيقة أكثر من اتباعها ، و يدل هذا على اصالته في عالم الافكار ، فهو يقصدها لذاتها وليس لاجل خلق اتباع لها واحصاء عددهم .

لا شك ان الشخص يسره ان يقتنع الاخرون بافكاره ، و لكن عدم اقتناعهم لا يوقفه ، لانهم ليسوا هم الهدف الاساسي عنده ، بل عالم الافكار والحقيقة هو المهم .. فحتى لو لم يقتنع هذا الذي امامك ، فقد يقتنع احد ليس امامك ، و لو لم يقتنع اهل زمانك ، فقد ياتي من زمان لاحق او مكان اخر من يقتنع به ، لان الحقيقة كنز لمن اراده .. والباحث الحقيقي يبحث عن الحقيقة ، اي عن الكنز .. والنتائج امر ثانوي عنده ..

وهنا تنبيه هام : إن الموضوع ليس قصده الهروب عن نقاشي انا كما فهم البعض .. الكلام عام كاسلوب متبوع وعادة في ايقاف النقاش بمجرد حدوث اي ادنى مشكلة ..

عقليتنا العربية تعودت على ان النقاش (هواش) ، وان النقاش يجب ان ينتهي باستسلام احد الطرفين و انقياده للاخر بعد عراك طويل ، انه تصور ناتج من حياة الصراع والغالب والمغلوب بين القبيلة والقبيلة الاخرى ..

هدف الموضوع هو ان نغير هذه الفكرة ولا نهرب من النقاش الا لسبب واضح .

ومعذرة لان تعبيري لم يجعل البعض يفهمني على الوجه الذي قصدته ..

وذكري للملاحدة واللادينيين على وجه الخصوص ، لا يعني ان غيرهم خالي من هذه المشكلة ، ولا يعني ايضا ان كل اللادينيين والملحدين يعانون من هذه المشكلة .. لكن هذا ما لاحظته بكثرة من التجربة ، و كثير منهم يصرح بعدم جدوى الحوار لانه لم يحصل على الاقناع المطلوب ، متحججا بضيق الوقت على صاحب الحياة الواحدة .

و زد على هذا : ان اساس فكرهم قائم على الواقع و ليس على الحقائق الفكرية ، بل ان كثيرا منهم يسخرون من الفلسفة و بشروا بموتها كعدو ينتظرون موته ، فالفلسفة تدور حول المنطق ، والنقاش دائما يدور حول المنطق ، و فكرهم له تصادمات كبيرة مع المنطق ، ربما يكون هذا من الاسباب في عدم رغبتهم في اطالة النقاش ، واكتفاؤهم بأسلوب البلاغ على طريقة المانفيست الالحادي . و هم يعرفون ان من سيقبل فكرهم سيقبله من اول مرة ، لأنه يوافق هواه ، اما من يدقق النقاش فيعتقدون انه لا يريد ان يقبل ، لهذا يعتبرون الوقت ضائعا معه ، على اساس ان الحقيقة مفروغ منها .

وغالب نقاشهم يدور حول الاقناع بالحقيقة وليس حول البحث عنها .. تماما كأسلوب المسوق الراسمالي ، اما الحوارات الطويلة ، فيحبها عادة من لا يدعون امتلاك الحقيقة و يبحثون عنها ، او من يريدون الاستزادة منها ، أو على الاقل من يريدون الاثراء الثقافي من خلال الاطروحات المتناقضة ، و هلاء موجودون رغم قلتهم ، سواء ممن ينتمون إلى المادية والإلحاد ، او ممن ينتمون إلى الدين ، و هؤلاء هم الاهم دائما من اصحاب الحقيقة المطلقة التي لا تقبل النقاش ولا تحب الزيادة .

هدف الموضوع اذن تغيير نظرتنا العربية الى فكرة الحوار و النقاش .. من صراع الى اثراء .. اما القبول من عدمه فهو موضوع شخصي بحت لا يحق لاحد ان يتدخل فيه ..

وشكرا للجميع مع الاعتذار لمن فهم الموضوع بصورة مختلفة .. والعتب على التعبير وليس عليهم ..

عينة من حوار مسلم - ملحد و مترجم يظهر فيه الجهل و الشخصنة و المقاطعة المستمرة و الفلسفة الفارغة من قبل الداعية المسلم.

أرى أن هذه اللقطة تقدم عينة تفيد الحوار. و تدحض الاعتقاد بأن عدم رغبة الملحدين او اللادينيين في تضييع وقتهم هو هروب من الحوار.

ساتكلم عن نقطة مهمة و هي حول مسالة ما اسميه "الفلسفة الفارغة".

ما اريد قوله هنا أن الفلسفة هي منهج تفكير يساعد على طرح الاسئلة للتوصل إلى إجابات ... لكن الفلسفة بحد ذاتها لن تقدم الإجابة ، بل البحث العلمي الناجح.

حين أقول كملحد اني لا اكترث للفلسفة الدينية الفارغة ، فهذا معناه انني أشير إلى ان ما يؤمن به المؤمنون بنسبة 100% لا يستند على اي دليل حقيقي ، بل فلسفة فارغة تتمثل في منهج تفكير "أسطوري" يستخدم الغيبيات سواء التي اخترعها أو أخذها المؤمن عن غيره لتفسير العالم المحيط ، و عدم الاكتراث هذا ليس تكبرا من الملحد أو غرورا بل فعلا هو لا يريد مضيعة للوقت.

مثلا حين يطرح العلماء مسألة ما قبل ال Big bang او الانفجار العظيم . نجد عند العلماء نظريات كثيرة ..... و لكن لا يزعم اي عالم أنه يعلم ما حصل قبل ال Big bang دون دليل و يفضل ان يكون تجريبيا أو ماديا ملموسا، و هناك من قال انه حتى هذا السؤال ليس له معنى لأن الزمن كبعد ضمن الابعاد المحيطة بنا ولد في تلك اللحظة .
بينما أصحاب التفكير الاسطوري قد ينسبون ال Big bang لقوة خالقة او غيبية ... طبعا مرة اخرى دون اي دليل. اتباعا لنفس الفلسفة الفارغة التي جاء بها توما الاكويني و التي تعرف باسم " السببية " لتبرير الوجود.

هذا النوع من التفكير الاسطوري او الفلسفة الفارغة خطير جدا ... و اتباع هذه الفلسفة سيجعل الانسان ينسب كل الظواهر المحيطة به للغيبيات .

الفايكنج مثلا كانوا يفسرون ظاهرة الكسوف بأن ذئبا ضخما يحاول التهام الشمس ..... هذا نتيجة طبيعية للتفكير الاسطوري.

هذا التفكير الاسطوري و الفلسفة الفارغة لن يؤثر سلبا على البحث العلمي فقط .... فمن يتبع هذه المتاهات الفلسفية الفارغة البعيدة عن الواقع و المنطلقة من غيبيات سينسب كل شيء يجهله لقوى غيبية .

و الظواهر في هذا المجتمع المتخلف كثيرة
مثل العانس التي تعتقد ان هناك جنيا يمنع الخطاب عنها ...
مثل الذي يعتقد ان مكروها اصابه بسبب عين حاسد ...
مثل الذي يعتقد أن كل بلاء اصيب به هو عبارة عن قدر كتب له في مكان ما ...
هنا في المنتدى موضوع للزملاء الشيعة عن شفاء طفل بسبب توسل أحدهم للإمام الحسين !! و قبله كان موضوع عن صد الامام موسى الكاظم لعاصفة رملية على الحدود العراقية خلال فترة عزائه !!

التفكير الاسطوري و فلسفاته الفارغة ستفتح ابوابا من الدجل له بداية و ليس له نهاية.

غالبا ما يكون الملحد من أتباع المنهج العلمي و لذلك لا يسلم عقله للغيبيات ..... حتى ما يعرف بعقلاء المؤمنين نجدهم يصنفون ضمن العقلاء لأنهم لم يغيبوا عقلهم في معظم الاشياء .

بصراحة حتى عن عقلاء المؤمنين ... تجده يرمي عقله في أقرب مكب للنفايات حين يتعلق الامر بهذه الغيبيات.

ـــــــــــ

المشكلة يا زميل الوراق انك خصصت الملحدين و اللادينيين و هذا ما جعلني أراه غير موضوعي ، كنت اتمنى لو كان طرحك عاما .