تحية طيبة للجميع

أريد أن أتوجه بالشكر لجميع رواد وأساتذة هذا النادي على ما أنا فيه اليوم من حالة فكرية وإنسانية.
عندما أسير اليوم في الشارع وأرى الحياة بشكل غير تقليدي، وأعلق على تفاصيلها بما يعبر عني أنا وليس عن عقائد وتقاليد تشربتها في صغري..فهذا بسبب ما حصل لي في هذا النادي.
منذ أكثر من 10 سنوات رأيت النادي بالصدفة في ساحة الحوار أريبيا وغضبت كثيرا لما فيه من كفر وقلة أدب وخروج عن المألوف
وكنت أتخيل الكتاب في أوضاع بائسة بسبب ما كنت أقرؤه لهم من كلمات
وبدأ الماء يجري في ثنايا مخي مع مرور الوقت، حيث تعلمت أن هناك في الأرض حقائق لا حقيقة واحدة، وهناك قطعيات ويقينيات غير يقيني وقطعياتي التي تشربتها في المدرسة.

أريد أن أخرج تماما عن أي خلاف قد يكون حصل مهما كان، لأن الحياة قد لا تجعلني أرى كتاباتهم مرة أخرى، ولا تعطيني الفرصة لتوجيه أي كلمة لهم ، ولهذا سآخذ فرصتي الآن ، وأشكر هؤلاء المفكرين والكتاب على وجه الخصوص مع ذكر أسباب توجيه الشكر لهم:

العلماني: لأنه جعلني أهتم بقراءة الفلسفة اليونانية ، وأثار غيرتي لتعلم مهارة الهجاء في الحوار.
العلماني كان سبباً في الكثير من نزولاتي إلى مكتبة مدبولي للبحث عن أفلاطون وأرسطو وعن البلاغة. ومؤخرا جعلني أبحث عن تاريخ مصر ، خاصة الحقبة الإنتقالية بين الملك فاروق وعبد الناصر والسادات. بعد أن كنت غير مهتم بها إطلاقاً.
العلماني لم يعد مجرد كاتب في النادي ولكنه انتقل وأصبح شخصية أحاورها داخل عقلي دائماً حتى أجد منه الخصم في الحوار
صحيح لم نكن خصوما في الحوار هنا، ولكني جعلت منه شخصية Virtual داخل عقلي بدون علمه وطفقت أخاصمه في حواراتي الداخلية طوال سنوات طويلة..ولا زالت علامات "تنصيصه" تساعدني كثيراً في التأمل والعراك الفكري بيني وبين نفسي حتى اليوم، وأتوقع أن يستمر هذا إلى الأبد.


بهجت: تسبب في نزولي للبحث عن كتب سلامة موسى ونوال السعداوي وهيكل، وربما لم أكن سأهتم بالبحث عن هؤلاء لولا متابعته

تشي جيفارا و توأم روحي: كانا السبب في أن عرفت أن هناك من يكتب الشعر على الإنترنت بشكل لا تقوى الدواوين التجارية في المكتبات على مجاراته، ولا حتى تلك التي يكتبها الشعراء الكبار

طارق القداح: نيتشه والعلمانية، ولولا تركيزه على الموضوعين في السابق لربما لم أنزل إلى المكتبة وأضع نفسي في ضائقة مالية حتى أشتري كل كتاب تقع عليه يدي لنيتشه..حتى أحاول فهم ما قاله ذلك الرجل، وكان ذلك باباً واسعاً لي دخلت منه إلى إيجاد معنى الحياة بنفسي، وإلى البحث في الوجودية ومن كتب فيها

نيوترال: جعلني أكتشف نفسي كل يوم أكثر من مرة في بعض الأحيان، وأعرف أنه لا شيء يمكنه الوقوف أمام موهبة الإنسان وذلك عندما حاولت مجاراته في السخرية فوجدت نفسي أندفع وأرسم وأكتب الشعر العامي الساخر وأفاجأ بالنتيجة، تغيرت نظرتي إلى نفسي تماما

روزا لكسمبورج: كانت السبب في فضول شديد نحو اليسار والفكر الماركسي والاشتراكي، وأيضا نحو الأقباط وحرية المرأة

إبراهيم: كان سببا رئيسيا منذ عشر سنوات في قراءاتي المسيحية وتأثري بها لفترة من الزمن، ودفعني فضول الإستماع إلى شهادته إلى دخول البالتوك حيث علقت هناك لعامين مع الإنجيليين والأرثوذكس وأدبياتهم

بني آدم و طريف سرادست : لم أكن أتخيل بعد أن فررت من الثانوية العامة أنه يمكن لي العودة في يوم ما إلى البيولوجي وتعقيداته ناهيك عن الاطلاع على نظرية التطور، التي كنت أظنها انتهت من زمن بعيد وتم إثبات بطلانها، وربما لولاهما لاستمر بي الحال على هذا، اليوم أتشرب كل يوم من هذه النظرية بضع سطور من إنجيل الطبيعة وأفهم منها كل يوم وإلا لنمت وأنا أشعر بالذنب نحو أسلافي وعلاقتي بهم.

وليد غالب: الأفلام الوثائقية لم أكن أهتم بها، وبسبب هذا الشاب لدي اليوم ما يربو على 2 تيرا بايت منها ، ولازلت أجمع المزيد وأشاهده. وبالتأكيد لو أكملت الأخذ من الكتب فقط فلم أكن سأحظى بمشاهدة كل هذه الأفلام الرائعة ، وعلى رأسها مجموعة البي بي سي عن التطور والمعنونة Walking with ، والتي شاهدتها كلها حوالي 6 مرات حتى الآن دون ملل.

وأخيراً إلى فتاة تعرف نفسها: شكراً لأنك كنتِ سبباً في فقداني لهشاشة المشاعر الزائدة التي كنت أعاني منها، وانتقالي من عالم الأحلام إلى أرض الواقع حيث لم أعد أتأثر بشيء تقريباً.. وهذا شيء جيد ومطلوب وليس سيئاً وهي رسالة إيجابية حقيقية ولست لوماً مستتراً ، ، لقد أصبحت أقوى كثيراً جداً بسببك ، فشكراً لك وأتمنى أن تكوني بخير

جميع هؤلاء الذين ذكرتهم وغيرهم تحولوا من رفقاء منتدى على الإنترنت إلى شيء أكبر من ذلك بكثير، لقد تحولوا إلى "معايير" فكرية داخل عقلي، وأصبحت أقيس نفسي عليهم و أفكر معهم كل يوم ويردون علي وأناقشهم ويقفون لي بالمرصاد لتفنيد حججي، مما يدفعني إلى تقييم نفسي والاستمرار في البحث والاطلاع من جديد بعد أن أعلم من حواري (الداخلي) معهم بأنني "لم أصل إلى هناك بعد"...ولا زال المشوار طويلاً.

أحزنني خبر إغلاق النادي، ولكن لم آت كي أثني أحداً عنه، بل جئت أقول فقط شكراً للنادي ولكل من أثر علي فيه...والذين هم أكثر ممكن ذكرتهم هنا، ولكن فقط أحببت ذكر العلامات الأساسية التي زلزلت تفكيري أثناء سيري على الطريق الفكري منذ عام 1999 عندما شاهدت النادي للمرة الأولى وحتى اليوم وأتوقع أن يستمر النادي معي إلى الأبد داخلياً حتى أغادر الحياة على هذه الأرض..

زمن طويل البير

و شكرا مكعبة لك على المسج الثمينة التي بعثتها لي
و على العديد من المرات التي جعلتني أدوس الفرامل فيها و أتوقف لاعادة نظر و تدقيق و غربلة.

ألف شكر لك لحضورك وكتابتك لهذه الكلمات الجميلة اللطيفة

والله إلك وحشة يا رجل، أنت من الأشخاص الذين كنت أتلهف لقراءة ما يخطون.

مودتي

طارق

اهلا ألبير سعيد أنك بخير .

أنت لسة عايش يابنى

الحمد لله انك حى ترزق

مفاجأة جميلة ...

أنت أيضاً يا صديقي أفدت الحوار في النادي كثيراً، ولا أشك بأن كثيرين قد استفادوا منك - وأنا أولهم -. فأنت محاور لبق، غني الفكر، قوي الحجة وتجيد صناعة الحرف.

واسلم لي
العلماني

البير

كيفك يا غالي

شو اخبار " أوراق المساء"...!!؟

هل هذا موضوع قديم أن أنه ألبير كامو صديقي القديم؟ لو هو أحب أن أقول إن له الفضل في إلزام نفسي ببرنامج يومي لدراسة اللغات وحيث أعطاني النصائح والخطوات ومن يومها وأنا تلميذ مجتهد والفضل له. حاليا مع الجزء الثاني من كتاب الـ أسيميل لدراسة الفرنسية.