(09-04-2012, 12:15 AM)elen faddoul كتب: ربما لن تصدق، لكن هذه أول مرة أسمع هذه الجملة من شخص لا ينتمي لطبقة الكهنة ـ عفواً أقصد الشيوخ حيث لا كهنوت في الإسلام !
هناك الكثير من قواسم المعاناة المشتركة بين كافة الأجناس البشرية، لكن ليتك تضيء هذه النقطة لأمثالي وتفصل في الحديث عما يعانيه السنة وحدهم في هذه المناطق مجتمعة.
أعتقد أن الفقر والظلم موزعان بشكل شبه متساوٍ بين كل الطوائف في العراق وسوريا (حتى العلويين في سوريا والشيعة في العراق يكبل الفقر الكثير منهم).
سؤال جانبي هل كان لديك اصدقاء حقيقيين من الطوائف الأخرى فتبادلت معهم الحديث في سالف الزمان قبل اندلاع الثورة؟
طالما حدثني أصدقائي وصديقاتي من كل الطوائف عندما كنت في سوريا عن الفقر وعن حلم الوظيفة بل حلم متابعة الدراسة الجامعية لأن الحالة المادية كثيراً ما أجبرت العائلات على اغتيال حلم ابنتهم في متابعة دراستها.
والفقر في القرى العلوية في ذلك الزمان كان يعيدني لأغنية فيروز حول مملكة الفقر المترامية الأطراف والتي تمتد لجانب قصر الملك. لو اقتربت من العلويين لعرفت أن الفقر يكبل غالبيتهم وطبعاً لا ينكر أحد أن فقرهم أهون من فقر منطقة شمال سوريا مثلاً، ولعرفت أن كبيرهم يأكل صغيرهم ويهدده بلقمته تماماً كما يحدث في كل مجتمع انعدمت فيه العدالة.
معاناة العرب السنة بالعراق تشبه معاناة سنة لبنان و تشبه معاناة سنة سورية ..
سنة العراق تعرضوا لأبشع أنواع الظلم و التنكيل بعد سقوط النظام العراقي .. فتشكلت الميليشات الشيعية في الجنوب و الوسط و فرق الموت .. و ضاعف البشمرغة الكردية من عددها و عتادها أضعافاً مضاعفة معا كانت عليه . وحدهم سنة العراق لا حول لهم و لا قوة ...ذلك أنهم حملوا مشروع المقاومة المسلحة ضد المشروع الأمريكي على أكتافهم فكان لابد من معاقبتهم و تقوية بل استحضار ألد أعدائهم التاريخيين المحملين بدوافع الحقد و الانتقام التاريخية من أجدادهم الأمويين و العباسيين .
و حتى بعد دخولهم العلمية السياسية .. وجدوا أنفسهم بمواجهة قوى مدعومة إقليمياً مهمتها تنفيذ الأجندة السياسية لايران .. فلما استعصى عليهم شيء مثل تشكيل الحكومة ما كان من كثير من القوى السياسية العراقية إلا الذهاب لإيران للمشورة و أخذ البركة .
لندع السياسة جانباً .. الآن سأتحدث عن معاناة العراقي السني البسيط .. المناطق السنية مهمشة من ناحية إعادة الإعمار و البنية التحتية ذلك أن هذه المناطق كانت قد شهدت أم المعارك مع الاحتلال الأمريكي .. وجود التنظيمات الارهابية في مناطق السنة كان قد أعطى الحكومة العراقية الذريعة للبطش و التنكيل بأهالي هذه المناطق .
أيضاً العراقي السني يواجه نوع من الاضطهاد بممارسة صنوفاً من التمييز عليه بالجيش و الأمن من قبل القيادات الشيعية .
نفس الشيء بالوزارات و الوظائف الحكومية .
الآن نسأل هل الشيعي يعاني نفس المعاناة .؟ هل الكردي -الذي أصبح يعيش في دولة شبه- مستقلة كذلك .؟
أوليست القوى الإسلامية الشيعية بالعراق مدعومة من إيران الشيعية .. هل يمكن التحليل و قراءة الواقع بمعزل عن هذه المعطيات .؟!
----------------------
سنة لبنان يواجهون ببساطة محاولة لإلغائهم و شطبهم من المعادلة اللبنانية من نهاية الحرب الأهلية إلى يومنا الحاضر ..تجذرت هذه السياسة بعهد الوصاية و الاحتلال السوري للبنان ثم ما لبث و بعد اغتيال الحريري إلا أن انتقل هذا الدور لدولة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران .
أولاً و قبل كل شيء السني في لبنان يجد نفسه مجرداً من حقه بالدفاع عن نفسه و بلده بسبب حصرية سلاح المقاومة بالأيادي الشيعية . رغم أن السني سواء كان لبنانياً أو فلسطيناً كان و على الدوام المقاوم و المجاهد و الفدائي ضد اسرائيل بل لا نبالغ بالقول بأن البندقية السنية كانت وحيدة بمواجهة آلة الحرب الاسرائيلية بالاجتياح الاسرائيلي لبيروت . و دفعت الثمن باهظاً غدراً و خيانة .. عندما كان يرش الجيش الاسرائيلي بالورود و الرز ببعض القرى و المناطق الشيعية .
السني بلبنان ببساطة يعيش حالة من الذمية لم يعتدها من دخول الفاتحين الموحدين بلاد الشام .. فهو مجرد من حق الدفاع عن النفس كما أسلفنا.. مهدد كل يوم بـ 7 أيار يوم أعلن حزب الله غزوته البيروتية المجيدة ...و خاصة عندما يخرج حسن نصر اللات في اطلالات كثيرة بمناسبة و دون مناسبة يهدد و يتوعد بنزع روح من يفكر بنزع سلاحه .
و هنا نجد أن الجهة الداعمة لطائفي العراق نفس الجهة الداعمة لحزب الله ..
أما معاناة السوري السني فحكينا فيها كتيييير .
لذلك أرى أن السنة في سوريا و لبنان و العراق يواجهون العدو نفسه .
و الآن يمكننا أن نقرأ بسهولة المزاج الشعبي السني في العراق و في لبنان و سوريا و نجده على قلب رجل واحد .. و يمكن أن نقرأ المزاج الشيعي في العراق و لبنان و العلوي في سوريا و نجدهم على قلب رجل واحد ... طبعاً هنا لا أقصد أن أعمم لكن أتحدث عن التوجه العام .