بات معلوما من التاريخ بالضرورة ان البشرية قبل الاديان السماوية والشرائع الاخلاقية كانت تعيش حالة من البهائمية التي تكون فيها غريزة الانسان هي المرجع الاخلاقي للمجتمع،وهي التي تحدد الأواصر بين الأفراد.
في الثقافات القديمة -قبل الاديان السماوية- كان الاخ يتزوج اخته،بل كان ذلك مدعاة للفخر كما هو الحال لدى الفراعنة،حيث زعموا انه بزواج الاخ من اخته يتم المحافظة على السلالة الفرعونية،كذلك الحال لدى الرومان حيث يمنك الزواج من ابنة الاخت وغيرها.
لكن بعد الاديان السماوية اختلف الامر بطبيعة الحال،فقد صار لدينا "كود أخلاقي" -بعيدا عن العقائد-،ما هذب اخلاق الانسان وبنى المجتمع على شيؤ من الوازع الاخلاقي البعيد عن الغرائزية والحيوانية.
الاديان السماوية حتى لو لم نؤمن بها فقد كان لها عظيم الاثر في تدعيم سلطة الاخلاق لدى الافراد،لذلك فان الملحد لا يتزوج من اخته التي ورد التحريم على الزواج منها في الاديان السماوية!....رغم ان الملحد بيولوجيا رجل واخته بيولوجيا امرأة.
ترسبات الاديان الاخلاقية تركت شيء من الوازع الاخلاقي حتى لدى غير المؤمنين بها،لكن لو نلاحظ ان المجتمعات التي لا "ترسبات" دينية لديها،تجدها خالية من الأخلاق.
قد يقول الزميل "الحوت الابيض" المتيم بالتصنيف الموسوعي
ما دخل هذا الموضوع بساحة "حول الحدث"؟!....وهنا أقول ان موضوعي لا يمكن ان يتم وضعه الا بساحة حول الحدث كون ما اتحدث الان عنه مجرد "اضاءة" تبني الاساس الذي سأنقل وفقه المنقولات التالية.
ما ساقوله متعلق بما يجري في سوريا،فلم يشهد الربيع العربي انحطاط نظام كما شهد في سوريا.....لم يشهد الربيع العربي بأشد لحظاته دموية وقمعية السفالة والدناءة التي وصل اليها النظام في سوريا...قتل...واغتصاب....وقصف مدن بكاملها....وانتهاك لكل المواثيق والاديان والاعراف الانسانية والاخلاقية والدينية.
حاولت البحث حقيقةً عن السبب الذي يدفع رجل ما الى قصف مدنيين من مواطنيه وهو يرقص ويغني؟!....ما الذي يدفع شخص الى اعتبار طفلة مقطوعة الرأس مناسبة للضحك والتندر والسخرية؟....ما الذي يدفع نزار نيوف للتلصص على رجل يمارس العادة السرية في غرفته المغلقة؟!
ما الذي يجعل أصغر رجل امن في سوريا يقوم بتصرفات لا يحجبها رئيسه؟....لأجد أنني أمام النظام السوري....الذي تتشكل بنيته الصلبة والاساسية من العلويين.....وهم قوم ببساطة بدون أي مرجع أخلاقي بحسب ما بحثت عنهم حتى الان؟!....العلويين بلا دين ....بلا صلاة....بلا قيم اخلاقية قادمة من تعاليم دنيوية او من تعاليم دينية سوى بعض الهرطقات التي لا يعرفونها انفسهم....لا يوجد لديهم رجل دين أو مصلح أخلاقي.
قصص الفساد الاخلاقي في سوريا يشيب لها الولدان....بيوت الدعارة في دمشق تعود ملكيتها الى ضباط امن علويين بالغالب....يحمون تجارة الرقيق الابيض في البلد....الرشوة في سوريا أمر اقل من عادي!...بل أمر مفروض عليك....في هذا الشريط سوف اجلب منقولات وأخبار ترينا مدى الانحطاط الاخلاقي والانساني الذي يصل حد البهائمية لدى هذه المجموعة البشرية المنفصلة عن كل واجب اخلاقي....شتمهم الارباب والاديان وركوعهم للبشر....كلامهم الوسخ بطبيعته....جلافتهم في التعامل مع الاخرين...كلها امور ثابتة لا يستطيعون هم انفسهم انكارها....والبينة على من ادعى واليمين على من أنكر!....والبينة قادمة في الردود القادمة.
طبعا الامر لا دخل له بالتعميم....ولا دخل له بالطائفية....ولا دخل له بالنزاع السياسي في سوريا....الامر دراسة جدية ومسح صادق يحاول البحث عن حقيقة هذه الدناءة -من قبل الثورة السورية-.