{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
'يسار' الانتفاضة السورية: تصفيق... فارتباك... فانحطاط
salem mohamed غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 384
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #1
'يسار' الانتفاضة السورية: تصفيق... فارتباك... فانحطاط
'يسار' الانتفاضة السورية: تصفيق... فارتباك... فانحطاط!
صبحي حديدي
2012-10-11

بين الاتهامات التي تُساق ضدّ الانتفاضة السورية، وتتعلل بها دوائر يسارية وعلمانية متعددة المشارب، متباينة الأهواء أيضاً، داخل سورية وخارجها، ذاك الذي يقول التالي: كانت الانتفاضة حركة شعبية وسلمية علمانية (والبعض يضيف: ثورية، وتقدمية)، ثم سقطت تدريجياً في أيدي الإسلاميين، ثمّ الإسلاميين المتشددين، ثمّ السلفيين، وصولاً إلى 'الجهاديين' الآتين من أربع رياح الأرض. خلاصة الاتهام تنتهي، كما يُنتظر منها وينتظر منتظروها، إلى التحسّر على الخصال الطيبة التي اتسمت بها الانتفاضة في مطالعها، والتباكي على خصالها السيئة التي تنامت وطغت، تمهيداً لنفض اليد من تأييدها، أو الاكتفاء فقط بالتضامن مع سلمييها وعلمانييها وتقدمييها وثورييها...
العنصر الثاني المكمّل في دائرة هذا الاتهام هو الافتراض الذي يقول بوجود اقتران تامّ، وحتمي، بين 'تأسلم' الانتفاضة وعنف إسلامييها؛ الأمر الذي يفترض مواجهة من نوع ما، أو مصادمات من كلّ نوع، بين أهل السلم وأهل الحرب، داخل صفوف المعارضة السورية. وهكذا، لا يُفترض بأنّ الانتفاضة سُرقت، أو صودرت، أو حُرّفت عن مساراتها السلمية والعلمانية والتقدمية والثورية، فحسب؛ بل يرتقي الافتراض إلى مستوى الجزم بأنها فقدت مشروعيتها الشعبية، وأنها استطراداً لم تعد جديرة بالتضامن والتأييد (الأمر الذي ينقل المياه إلى طاحونة النظام السوري، عملياً، فتصبح حال اللاتأييد للانتفاضة، بمثابة حال تأييد غير مباشر لفئات 'الطرف' الموازي، أي النظام السوري.
والحال أنّ هذا 'اليسار'، ولا مناص هنا من حصر المفردة داخل أهلّة، يسقط في الحمأة ذاتها التي اعتاد التمرّغ فيها يمين متعدد المشارب، والأهواء أيضاً، ليس سياسياً فحسب، بل هو أقرب إلى رجعية ثقافية ودينية. وتلك حمأة تغيب عنها ـ خاصة في مسائل العلاقة بين الإسلام والعنف، والروابط الوثيقة بين الإسلام والإرهاب ـ سلسلة الأبعاد السياسية والثقافية والتاريخية والاجتماعية لظواهر (لأنّ من السخف اعتبارها محض ظاهرة واحدة، متماثلة متطابقة) ذات تركيب معقد وشائك ومتباين؛ ليس من الحكمة أبداً ردّها إلى باعث عقائدي أو عقيدي واحد، أو حتى سلسلة أسباب ذات صلة بما يُسمى صراع الحضارات وحروب الثقافات. في عبارة أخرى أشدّ اختزالاً للمشهد: ثمة السياسة أوّلاً، وقبل العقائد؛ وثمة ميزان القوّة الكوني الراهن، في تجلياته العقائدية والدينية والثقافية، ثانياً؛ وثمة، ثالثاً، ذلك التاريخ الطويل من حروب الإخضاع والهيمنة والغزو، على الجانبين؛ وثمة، أخيراً، ذلك التواطؤ بين العناصر السابقة، من جهة، وأنظمة الاستبداد والفساد التي ثارت، وتثور، عليها الشعوب العربية هذه الأيام، من جهة ثانية.
وهكذا، حين يستسهل 'اليسار' تجريد التيارات الإسلامية ـ المنخرطة في الانتفاضة السورية اليوم، بصرف النظر عن جنوح فئاتها إلى السلمية، أو يقينها بأنّ البندقية هي وحدها وسيلة إسقاط النظام ـ من المضامين السياسية والاجتماعية والثقافية التي كفلت صعودها؛ فإنّ النتيجة التالية هي التقاء 'اليسار' ذاك مع المقاربة الأكثر يمينية في السوق، والتي ناهضها ويناهضها جميع اليساريين والتقدميين والثوريين: صمويل هنتنغتون! وإذا كان المسلمون لا يعرفون سبيلاً إلى ردّ التهمة القائلة إن الإسلام (بوصفه ديناً وعلاقة بين العابد والمعبود، وليس فلسفة سياسية) هو بالضرورة المطلقة حاضنة خصبة لتوليد صنوف وأفانين الإرهاب؛ فكيف إذا جاءهم مَنْ يقول: ليت البلية تنتهي هنا... المشكلة ليست في الحاضنة كدين يشجع على الأصولية والعنف، بل في الإسلام نفسه، في حدّ ذاته، وبوصفه ثقافة للدنيا قبل أن يكون ديناً للآخرة؟
ويكفي المرء أن يتذكر أنّ روسيا بوريس يلتسين، التي كانت مدججة بالسلاح النووي والمافيات الوحشية والفقر الرهيب، بدت في نظر هنتنغتون أقلّ خطورة بكثير من وضعية الإسلام المعاصر، لا كدين وديانة مرة ثانية، بل كثقافة مرشحة أكثر من سواها لتدشين صدام الحضارات، الصيغة القادمة لاندلاع الأزمات والحروب والتحالفات في العلاقات الدولية. وإذا لم يكن مدهشاً أن يعود التفكير اليميني والرجعي والمحافظ إلى أطروحات هنتنغتون كلّما ثارت خصومة بين الإسلام والغرب، أو بالأصحّ بين المؤسسات التي تحسن إدارة هذه المعارك وتتقن فنون تأجيجها، في الغرب كما في الشرق، وفي المسجد كما في الكنيسة، وفي الشارع كما على الفضائيات؛ فإنّ عودة 'اليسار' إليها، حتى على نحو مستتر أو مقنّع، ليست مدهشة فقط، بل فاضحة ومخزية.
مخزٍ، على منوال مماثل، أن ينخرط 'اليسار' إياه في كلّ هذا الشدّ والجذب، الإيديولوجي والعقائدي، حول انتفاضة شعبية تتعرّض كلّ يوم لأسوأ ما عرفه التاريخ البشري من أفانين العنف ضدّ الشعب، المدني والأعزل والشريد والطريد غالباً، بأقذر الأسلحة وأشدّها فتكاً (بما في ذلك تقنيات إفناء رهيبة، مثل براميل الـ 'تي إن تي'، لا تقلّ فتكاً عن الكثير من صنوف الأسلحة الكيماوية). وفاضح، في السياقات ذاتها، أن ينبثق الكثير من تذبذب 'اليسار' ـ بين إحجام عن تأييد الانتفاضة، ومآل عملي ينتهي إلى تأييد النظام ـ من سفسطة جوفاء حول إسلام بات ملجأ المؤمن المعذّب ودريئة الإرهابي في آن، خصوصاً بعد افتضاح برامج العقائد الأخرى اليمينية واليسارية والقوموية، أياًَ كانت درجة الصدق في علمانية فلسفاتها.
ألا يلتقي ذلك 'اليسار' مع شرائح واسعة في صفوف اليمين الرجعي والمحافظ والمحافظ الجديد، تعلن دفاعها عن قِيَم الحقّ والحرّية والاختلاف، شريطة أن لا تأتي هذه بإسلامي من أي طراز ('جبهة الإنقاذ' في الجزائر، مثلاً؛ أو 'حماس' في فلسطين...)؟ وبِمَ تختلف معتقلات النظام السوري عن معتقل غوانتانامو (ما خلا أنّ هذا الأخير لا تُمارس فيه الإعدامات الميدانية، وحرق السجناء أحياء، وتدمير الزنازين فوق رؤوس المعتقلين...)، حتى يدين اليسار غوانتانامو، ويتأتىء أو يدمدم او يغمغم حول أفاعيل أكثر وحشية يرتكبها النظام السوري؟
محزن، إلى هذا، أن يذكّر خطاب بعض أهل 'اليسار'، المشتكين من صعود الإسلاميين داخل الانتفاضة السورية، بخطاب ألقاه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الابن، بتاريخ 6 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2005 في 'المعهد الوطني للديمقراطية' (كان خطيراً للغاية، وتحديداً في جانب هذه الغلواء العقائدية ضدّ المسلم بوصفه هوية، ولم تجانب أسبوعية 'نيوزويك' الأمريكية الصواب حين اعتبرته 'قنبلة عقائدية'). وفي مستهلّ خطابه ذاك، قلّب بوش الرأي في التسميات والمصطلحات والتعريفات، قبل أن يستقرّ على الصيغة المفضّلة عنده: 'البعض يطلق على هذا الشرّ تسمية الراديكالية الإسلامية، والبعض الآخر يعتبره جهادية إسلامية، ويوجد كذلك مَنْ يسمّيه إسلامو ـ فاشية. هذا الشكل من الراديكالية يستغلّ الإسلام لخدمة رؤيا سياسية عنيفة عمادها التأسيس، عن طريق الإرهاب والإنحراف والعصيان، لإمبراطورية شمولية تنكر كلّ حرّية سياسية ودينية. هؤلاء المتطرفون يشوّهون فكرة الجهاد فيحوّلونها إلى دعوة للإجرام الإرهابي ضدّ المسيحيين واليهود والهندوس، ولكن أيضاً ضدّ المسلمين من مذاهب أخرى، ممّن يعتبرونهم هراطقة'.
وراهنوا أنّ هذه الفقرة السابقة لا تحتاج إلا إلى تعديلات بسيطة (كأن يُستبدل اليهود والهندوس بأيّ من الأقليات الدينية أو المذهبية السورية)، لكي يوقّع عليه هذا 'اليساري' أو ذاك، في سورية والأردن وفلسطين، كما في فرنسا وبريطانيا وألمانيا... والحال ذاتها يمكن أن تنطبق على فقرة أخرى، من الخطاب ذاته: 'إنّ الراديكالية الإسلامية، مثل الإيديولوجيا الشيوعية، تحتوي على تناقضات موروثة تحتّم فشل تلك الراديكالية. وفي كراهيتها للحرّية، عن طريق فقدان الثقة في الإبداع الإنساني ومعاقبة التغيير والتضييق على إسهامات نصف المجتمع، تنسف هذه الإيديولوجيا السمات ذاتها التي تجعل التقدّم الإنساني ممكناً، والمجتمعات الإنسانية ناجحة'. بدّلوا 'الإيديولوجيا الشيوعية' بأية تسمية أخرى ترضي مزاج 'اليساري' إياه، وراهنوا هنا أيضاً أنه سيوقّع على الفقرة بلا تردد، وربما براحة ضمير قصوى!
يسير على المرء أن يأبى تصديق الرئيس الأمريكي (الجزّار الأوّل المسؤول عن كلّ ما حاق بأهل فلسطين والعراق ولبنان من عذابات على امتداد رئاستَيْن)، وقد انقلب نصيراً لفقراء المسلمين ضدّ أغنيائهم، وليس الأغنياء من طراز فاسدي الأنظمة العربية من حكّام وأتباع وعملاء، بل ذلك الغنيّ الذي يُدعى أسامة بن لادن! صعب، أكثر، أن يصدّق المرء دفاعه الشرس عن المسلمين من مذاهب أخرى (شيعة قانا وعيتا الشعب وعيترون والجنوب اللبناني بأسره، مثلاً!)، ضدّ 'المسلمين الراديكاليين الفاشيين'. فهل أقلّ يسراً، وصعوبة، أن نتخيّل هذا 'اليساري' الذي يرفض انخراط الإسلاميين في الانتفاضة الشعبية ضدّ نظام دكتاتوري؛ أو ذاك 'اليساري' الآخر الذي يريد من الشعب السوري أن يكون علمانياً تقدمياً ثورياً صافياً طاهراً من كلّ إسلامي، وأن تكون الانتفاضة على هذه الشاكلة حصرياً، وإلا سُحب عنها التأييد ورُفع التضامن؟
بيد أنّ السياسة في أبسط معانيها، وتأمّل المجتمع السوري في تركيبته التعددية، واستعراض وقائع 18 شهراً من عمر الانتفاضة، كلها عوامل كاشفة عن هذه الحقيقة الحاسمة: أنّ الإسلام السياسي، المعتدل أو المتطرف، لاعب بارز على الساحة السورية، ولكنه ليس اللاعب الوحيد البارز، ولا اللاعب الأبرز؛ وهو في قلب المعارضة، شاء المرء أم أبى، ومن الخير بالتالي اجتذابه، أكثر، إلى مشروع النضال من أجل سورية الديمقراطية؛ ولا هو البديل الوحيد عن سورية الاستبداد والنهب والمافيات وحكم العائلة، حتى إذا التقى هذا 'اليسار' مع كلّ مشارب اليمين في الجزم بهيمنة الإسلاميين.
وليس بخافٍ على أحد أنّ تنسيقيات الإنتفاضة تضمّ العلمانيين والإسلاميين، الليبراليين والمحافظين، النشطاء المتمرسين والنشطاء المتدربين، أنصار رياض الترك وأتباع الشيخ العرعور... ولكن، أهذا عيب في التنسيقيات، واعتلال، أم مظهر عافية واغتناء؟ وكيف للتنسيقيات أن تمثّل الأطياف الأعرض من المجتمع السوري، في مستوى الخطّ السياسي أو الفكري أو الثقافي مثل الموقع الاجتماعي أو السنّ أو الانتماء الإثني أو الديني، إذا كانت لا تتصف بكلّ ذلك التنوّع، ولا تسعى إلى سواه أيضاً؟ ليس خافياً، من جانب آخر، أنّ البيانات والأدبيات التي أصدرتها تلك اللجان لم تخرج، حتى في أصغر التفاصيل، عن مفردات شعار الإجماع: سورية وطنية، ديمقراطية، مدنية، تعددية، عصرية.
ليس بخافٍ، أخيراً، أنّ 'اليسار' الذي يغضّ البصر، والبصيرة، عن خلاصة سياسية ـ اجتماعية مثل هذه، هو ذاته اليسار الذي صفّق للانتفاضة بادىء ذي بدء، ثمّ ارتبك في تحليل مآلاتها اللاحقة، حتى جُوبه بتعقيدات المشهد، فحملق في 'أخطاء' الانتفاضة، وغضّ البصر عن جرائم النظام؛ ثمّ ارتبك، وهرب إلى أمام، نحو 'نقد بنّاء' هو محض غطاء لتنميطات إيديولوجية مسبقة الصنع، فكان محتوماً أن ينحطّ إلى... حاضنة النظام!
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-12-2012, 02:36 PM بواسطة salem mohamed.)
10-12-2012, 02:30 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Rfik_kamel غير متصل
Banned

المشاركات: 3,925
الانضمام: Apr 2011
مشاركة: #2
الرد على: 'يسار' الانتفاضة السورية: تصفيق... فارتباك... فانحطاط
يعني مقال متخبط قليل الجودة
اليسار هو تيار من الشعب دوره عقلنة وتجيير أي صراع لصالح الطبقات والفئات الشعبية في نهاية المطاف وعليه أن يكون في الطليعة لا أن يسعى لأن تكون سورية دولة طالبان ويساهم في مخطط إفقار وتجهيل الشعب , بينما اليمين وخاصة الفاشي هو من يجير الصراع لمصلحة أمراء الخليج وأمريكا وبالطبع لمصالحه عن طريق الثقافة الرخيصة والخطرة كاللعب على الوتر الطائفي والقبلي والمناطقي وعلى إطلاق الرصاص
لا يجب على اليسار أن يسير تحت جناح التيار اليميني بل من أجل مصلحة الشعب وهذا واضح جلي ويمكن أن يكلفه هذا الموقف بعض الخسارات المرحلية
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-13-2012, 04:46 AM بواسطة Rfik_kamel.)
10-13-2012, 04:38 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
salem mohamed غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 384
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #3
RE: 'يسار' الانتفاضة السورية: تصفيق... فارتباك... فانحطاط
بانتظار ثورة بالشوكالاته!!..
بقلم: د. حازم نهار
السبت - 13 تشرين الاول - 2012 - 23:29:36

كان المثقفون والسياسيون المحسوبون على اليسار أو التقدمية، يعيبون على التيار الإسلامي ومحازبيه أنهم يعطِّلون عقولهم ويعودون في كل شاردة وواردة إلى النص الديني.

في الحقيقة لا تختلف طريقة تفكير هؤلاء "التقدميين" عن طريقة تفكير أصحاب الفكر السياسي الإسلامي، فالطرفان ينشدان الأجوبة على مشاكل الواقع وتحدياته في النصوص، والواقع الذي لا يتطابق مع النصوص المعششة في أذهانهم يرفضونه ويعادونه، ولطالما كنت أشعر أن خالد بكداش مثلاً لا يختلف بشعرة عن الشيخ البوطي، فكلاهما يبحثان عن توصيفات وحلول لواقع معاش في تجارب أمم وشعوب أخرى وفي أزمنة مغايرة، إما في واقع صحابة الرسول أو في واقع "صحابة" لينين وماركس. ولطالما كنت أستغرب أيضاً أن بعضهم يحتفي بصور ماركس ولينين في بيته، في حين أن الكواكبي ويوسف العظمة وغيرهم كثيرون لا يحظون بهذا "التكريم"، وأستهجن آنئذ لماذا ينكرون على الناس أن يحتفوا بلوحات ترفع اسم "الله" ورسوله؟!

هذا المثقف "اليساري" أو "التقدمي"، كما يحب أن يوصِّف نفسه، وقف موقفاً سلبياً رافضاً لثورة الشعب السوري ضد الاستبداد والفساد، بالاستناد إلى هاجس مرضي وموقف عدائي ضد الدين الإسلامي، وربما كان السبب أن هذه الثورة قد هزمته وكسرت قواعده "الثورية" التي رضعها وتشربت روحه بها من نسائم موسكو ومن لف لفيفها. فهذه القواعد لا تسمح له بالتعاطي مع ثورة تخرج من الجوامع!!. ولذا فإنه على الأغلب كان ينتظر ثورة تتوافق مع المواصفات البلشفية والمفاهيم اللينينية، فكل ثورة لا تحقق هذه المعايير يرميها ويعاديها، ويبقى سعيداً محتفظاً بأوهامه الثورية، فالأوهام –على ما يبدو- أثمن من الواقع والبشر.

أو ربما كان السبب كامناً في أن معظم "اليساريين" و"التقدميين" مصابون بلوثة عقلية ونفسية اسمها "الإمبريالية العالمية"، ولا يجدون في الواقع معاركَ تستحق أن تخاض إلا تلك الموجهة ضد الإمبريالية وعملائها وأذنابها. هذه اللوثة تحجب عنهم رؤية أي شيء إلا ما يتعلق بأمريكا وأهدافها ومصالحها وبالصراع الطبقي مع رأس المال، وإلا فإن كتبهم الحمراء ستذرف الدموع!.

إذا صرفنا بعض الوقت في البحث عن مكامن "التقدمية" في عقل هذا "اليساري" فإننا لن نتعب كثيراً حتى نكتشف أنها مختزلة في نقطتين اثنتين، حرية تناول الكحول والموقف المتحرر من لباس المرأة وحسب. إذ لو كانت القضايا المركزية الأخرى، النضال ضد الاستبداد والتخلص من الفساد وتحقيق العدالة، والظفر بالحريات... وغيرها، تحظى بالاهتمام حقاً لكان هذا "الثوري" العظيم جزءاً من الثورة التي رفعت صوتها تطالب بالحرية والكرامة.

لا تطلب من شعب ألا يذهب نحو دينه ويلجأ إلى "الله" في وقت يتعرض فيه للقصف والقتل والتعذيب والاعتقال بشكل يومي، وفي لحظة لا يكترث فيها أحدٌ لأرواح أبنائه، والأصعب في زمن كانت فيه "نخبته" السياسية والثقافية إما خائفة أو انتهازية أو هزيلة أو مشتتة أو متناحرة، لتعجز بالتالي عن تشكيل تلك "البوصلة السياسية" الضرورية في مثل هذه الظروف، خاصة بعد نصف قرن من حكم لم ينتج إلا العطالة والأمية السياسية والضحالة الفكرية في المجتمع السوري.

المثقفون والسياسيون المحسوبون على اليسار والتقدمية، الذين يحجّون إلى موسكو أو إلى باريس وواشنطن لا فرق، هم بانتظار ثورة بالشوكالاته، مع قدح من الوسكي، وعلى أنغام بحيرة البجعة، يناضل فيها السوريون ويثورون على الطريقة "اليسارية" و"التقدمية"... ولسوف ينتظرون دون جدوى، لأنهم لم يدركوا، ولن يدركوا، أن "القبلة" هي دمشق، لا موسكو ولا واشنطن!.

10-14-2012, 12:41 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Rfik_kamel غير متصل
Banned

المشاركات: 3,925
الانضمام: Apr 2011
مشاركة: #4
الرد على: 'يسار' الانتفاضة السورية: تصفيق... فارتباك... فانحطاط
"أستغرب أيضاً أن بعضهم يحتفي بصور ماركس ولينين في بيته، في حين أن الكواكبي ويوسف العظمة وغيرهم كثيرون لا يحظون بهذا "التكريم"??"


غير صحيح فمعظم المثقفين اليساريين يعترفون للمعلمين الأوائل بالفضل ويشيرون إليهم بالبنان وتمتليء أدبياتهم بالإشارة إلى أفكار الرواد التحررية وإشاعة فكرهم التقدمي الحضاري , أما التطرق إلى خالد بكداش فالمرحوم كان رجلا سياسيا فذا في الخمسينات وأول شيوعي يصل إلى مجلس النواب بالإنتخاب لكن مما يؤخذ عليه ذاتيته وهو لم يكن مثالا لكل اليسار أو كل الشيوعيين مثله مثل رياض الترك وغيرهم
لكن المثقفين اليساريين ومنهم من كانوا في البعث كانوا قد قدموا فكرا متحررا غير مرتبط بالتنظيمات والحزبيات الضيقة
لعل ما يريده الداجلون والسماسرة الليبراليون الجدد ه أن يكرهوا النخب الثقافية على إتباع خطاهم في إعتماد ثقافة تبعية رجعية تسوق للمشاريع الإمبريالية الغربية... عالموضة!

"أو ربما كان السبب كامناً في أن معظم "اليساريين" و"التقدميين" مصابون بلوثة عقلية ونفسية اسمها "الإمبريالية العالمية"، ولا يجدون في الواقع معاركَ تستحق أن تخاض إلا تلك الموجهة ضد الإمبريالية وعملائها وأذنابها. هذه اللوثة تحجب عنهم رؤية أي شيء إلا ما يتعلق بأمريكا وأهدافها ومصالحها وبالصراع الطبقي مع رأس المال، وإلا فإن كتبهم الحمراء ستذرف الدموع!."

الأخ يرد تفريغ اليسار من مضمونه برمي كلمات فارغة وفي منتهى الخواء الفكري,
لا يعرف أن مقابل اليمين هناك يسار واليسار إشتراكي بطبعه لكنه بغباء يريد للرسام أن يتجاهل وجود الألوان و أن نتنكر لحقيقة موضوعية كوجود الليل والنهر
إن اليسار المبدئي عبر التاريخ ومنه التاريخ الإسلامي كان هدفه الأساسي العدالة الإجتماعية والإنسان لا أن ترسل الأمهات أبناءهن ليتذابحوا من أجل الملوك والأباطرة ممثلي النظم الإمبريالية والممالك الظلامية
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-14-2012, 02:47 AM بواسطة Rfik_kamel.)
10-14-2012, 02:29 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #5
الرد على: 'يسار' الانتفاضة السورية: تصفيق... فارتباك... فانحطاط
نُكبَت "الثورة السورية" منذ أول عهودها بأربع مجموعات جعلت انتصارها أكثر تعقيداً من أية ثورة أخرى. هذه المجموعات الأربعة يقف على رأسها "الإسلام السياسي" الذي يتحفنا منذ خمسين سنة بسيل من الإرهاب والإرهابيين لم نعرف له مثيلاً في تاريخنا منذ عهود طويلة.
والثورة منكوبة بعد "الإسلامويين" بنظام قمعوي دموي يريد الجمل بما حمل ولم يحاول، ولن يحاول، استيعاب مطالب الثورة والتنازل ولو قليلاً لشعب منكوب ثائر.
أما اليسار فهو يأتي في المقام الثالث، لأنه لم يفهم حتى اليوم بأننا لا نستطيع أن نفصّل "بني آدمين" لمجموعة السراويل التي لدينا. هذا اليسار، بعكس المجموعتين الأولتين، منقسم على نفسه، جزء منه ضد النظام وجزء آخر مع النظام وجزء ثالث "اعتزل اللعبة" على طريقة "سعد بن أبي وقاص" في مسألة "خلافة علي ومعاوية".

الغريب أن اللوم يوجّه دائماً لليسار ولا أحد يلوم "الإسلامويين المتخلفين" على جنوحهم منذ اليوم الأول نحو "التقسيم الطائفي" مع "عدنان العرعور" وأصحابه ومن لف لفه من الراجعين إلى الخلف. فعلى الثورة السورية أن تحمل جميع وسخ "الحركات الوهابية والإخونجية عموماً"، وعليها أن تنظّم مقاتليها تحت أسماء "التوحيد والفاروق والقعقاع وجند الشام والبطيخ الممسمر" وليس هناك من يستطيع أن يقول للثوار بأن هذا خطأ كبير يجب تصحيحه.
يا جماعة، الثورة "أمل وحلم كبير" للخلاص من نظام دموي ديكتاتوري قمعوي، وهذا "الأمل والحلم" يجب أن يجد ما يعضده على أرض الواقع. فكيف يستطيع أي يساري أن ينظر إلى متخلف من متخلفي "آُمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" وينخرط معه في "مقاتلة النظام"؟ كيف يستطيع اليساري أن يحلم بدولة ديمقراطية تعددية تنهي عقوداً من الاستبداد ومعه في نفس الصف من يريد أن يغتال "حلمه وأمله" قبل ولادته؟
بالنسبة لي، كانت هذه معضلة كبيرة، ولكني حسمتها من خلال "إيماني" بأن الشعب الذي ثار على جلاد بحجم "بشار الأسد وجهازه القمعي" لن يركع أو يخنع أمام بعض المتخلفين الذين يطمعون بنحر سوريا على مذبح الإسلام السياسي الطائفي. ولكني، رغم هذا "الحسم" إلا أنني أعترف بأن المعادلة ما زالت صعبة وأن الهلع على الثورة يعتصرني كل يوم، فنحن - معشر اليسار والعلمانيين الديمقراطيين - نختلف مع "بشار الأسد" حول "الديكتاتورية والقمع والفساد الإداري والمالي" ولكننا نختلف مع "الإسلامويين" حول "كل شيء" أو ما يقارب "كل شيء". فكيف يستطيع ألبني آدم منا أن يحلم ويأمل وبجانبه من يريد إعادته إلى "عهد الصحابة" و"السياف مسرور" و"دولة الخلافة البائدة"؟

هنا يأتي دور "المجموعة الرابعة" التي جعلت من وجود "ضباع الإسلام السياسي" بين "الثوار" أمراً محسوماً؛ أعني هنا مجموعة الدول الداعمة للثورة والتي اختصرت نفسها "بالسعودية وقطر ورجب طيب أردوغان" و"حياء غربي متردد" يخاف كل حل ممكن. وهنا اشتد الخناق على الثورة السورية ومآلها، فهي من ناحية ثورة شعبية على الطغيان،ومن ناحية أخرى ثورة تشهد كل يوم المزيد من الراديكالية والتطرف ودخول "قطعان المتخلفين" إلى الأرض السورية كي يملوا على الثورة وعلى الشعب السوري المسكين التوجه نحو مسار عدمي يقود إلى الماضي عوضاً عن المستقبل المأمول، الموعود.

شيء يدعو إلى الإحباط فعلاً ، و"يلعن روحك يا حافظ على الجحش اللي خلفته" والذي عوض معالجة المطالب المحقة للثورة بالهدوء والتروي ومحاولة الاستجابة لأشخاص يرددون "حرية حرية، سلمية سلمية"، أعلن حرباً استئصالية لا تبقي ولا تذر على كل نفس حرية في البلد، حتى أصبحت سوريا اليوم أفغانستان أخرى، بحاجة لعشرات السنين كي تخرج من أزمتها حتى لو انتهى العنف على أرضها اليوم قبل الغد ...

واسلموا لي
العلماني
10-15-2012, 06:35 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #6
الرد على: 'يسار' الانتفاضة السورية: تصفيق... فارتباك... فانحطاط
10-15-2012, 06:46 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
salem mohamed غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 384
الانضمام: Jun 2007
مشاركة: #7
الرد على: 'يسار' الانتفاضة السورية: تصفيق... فارتباك... فانحطاط
اليساريون لايجيدون سوى التنظير السياسي بينما الثورة السورية تحتاج لمقاتلين يقفوا في وجه آلة النظام القمعية
لو تقدم اليساريون الصفوف لما أنفرد الاسلاميون بالثورة
رغم أن اليساريون والاسلاميون يلتقون عند هدف أساسي وهو اسقاط النظام أولا ومن ثم بدء حياة سياسية يتنافس فيها الجميع
لكن حالة العداء الفكري المتأصل ضد كل ماهو اسلامي جعلت الكثير من اليساريين أن يختلقوا الحجج وأغلبها واهية لعدم الانضمام لخندق مقاومة النظام المجرم
ماكان للعرعور أن يظهر لولا خذلان أغلب الاتجاهات الفكرية للثورة
أول من تحدث عن الطائفية هو النظام وأيدته طائفته ومعهم شيعة لبنان والعراق وايران
وهذا ماخلق بعض الحالات الطائفية لدى بعض الثوار أو أغلبهم وبقيت تلك الحالات خطابية وليست على الأرض
لم يرتكب الثوار مجزرة بحق القرى العلوية بل لم يهاجموها ولم يهددوا حتى بمهاجمتها
بينما القتل والدمار يحيط بأهل السنة من كل حدب وصوب
فأين توجد الطائفية ؟

ولماذا يكتفي أهل اليسار بالوقوف خلف المشهد ؟

تحياتي
10-15-2012, 07:53 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
Rfik_kamel غير متصل
Banned

المشاركات: 3,925
الانضمام: Apr 2011
مشاركة: #8
RE: الرد على: 'يسار' الانتفاضة السورية: تصفيق... فارتباك... فانحطاط
(10-15-2012, 07:53 PM)salem mohamed كتب:  اليساريون لايجيدون سوى التنظير السياسي بينما الثورة السورية تحتاج لمقاتلين يقفوا في وجه آلة النظام القمعية
لو تقدم اليساريون الصفوف لما أنفرد الاسلاميون بالثورة
رغم أن اليساريون والاسلاميون يلتقون عند هدف أساسي وهو اسقاط النظام أولا ومن ثم بدء حياة سياسية يتنافس فيها الجميع
لكن حالة العداء الفكري المتأصل ضد كل ماهو اسلامي جعلت الكثير من اليساريين أن يختلقوا الحجج وأغلبها واهية لعدم الانضمام لخندق مقاومة النظام المجرم
ماكان للعرعور أن يظهر لولا خذلان أغلب الاتجاهات الفكرية للثورة
أول من تحدث عن الطائفية هو النظام وأيدته طائفته ومعهم شيعة لبنان والعراق وايران
وهذا ماخلق بعض الحالات الطائفية لدى بعض الثوار أو أغلبهم وبقيت تلك الحالات خطابية وليست على الأرض
لم يرتكب الثوار مجزرة بحق القرى العلوية بل لم يهاجموها ولم يهددوا حتى بمهاجمتها
بينما القتل والدمار يحيط بأهل السنة من كل حدب وصوب
فأين توجد الطائفية ؟

ولماذا يكتفي أهل اليسار بالوقوف خلف المشهد ؟

تحياتي
"حالات" بل هو صراع قوى وكل يستخدم سلاحه وأقذره السلاح الطائفي لأنه رخيص ولا يحتاج لكثير من التدريب
نيالك يا علماني
كأنك عم تكتب لحالك
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 10-16-2012, 03:51 AM بواسطة Rfik_kamel.)
10-16-2012, 03:46 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  محظوظة الانتفاضة التركية رحمة العاملي 3 433 06-07-2013, 06:22 AM
آخر رد: الوطن العربي
  بيان منسوب للفنانة فدوى سليمان حول السلاح والتسلح وركوب الانتفاضة في سوريا Rfik_kamel 0 857 01-29-2012, 08:07 AM
آخر رد: Rfik_kamel
  الانتفاضة الفلسطينية الثالثة تبدأ.. بهجت 11 2,738 05-16-2011, 07:13 AM
آخر رد: عاصي
  السلفية "الجهادية" تخترق الانتفاضة السورية على نور الله 0 1,457 05-11-2011, 11:35 AM
آخر رد: على نور الله
  الانتفاضة الروسية ضد الليبرالية الاقتصادية والعودة إلى نظام الرأسمالية الوطنية thunder75 2 927 08-31-2008, 03:28 PM
آخر رد: حسام يوسف

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS