(02-15-2013, 06:34 AM)Free Man كتب: لا أستطيع مناقشتك فيما أوردت فلا معرفة ولا اهتمام ولا ملاحظات لدي حول النقاط التي طرحتها . لكن ان كنت تلمح ان الحياة في الولايات المتحدة قد تتدنى ولو بأكثر كوابيس الانسان رعباً لما يشبه الحياة بسوريا فنحن أمام مشكلة كبيرة ؟
حتى قبل آذار 2011 سوريا لم تكن بلد صالح للعيش ... استطيع التكلم عن الموضوع حتى رأس سنة 2014 متناولاً كل النواحي سياسياً اقتصاديا واجتماعياً وقد نتطرق للرياضة . طوفان من الفساد والقهر .... لا ليس طوفان بل تسونامي وكان يجر البلد للهاوية ببطء . ولا أريد ان اطرح عليك السؤال المكرر الملل حول سبب تركك للبلد و العيش خارجاً لكن انت لست الوحيد .... مسيحية وسنة وعلوية واكراد أغنياء وفقراء جهلة ومثقفين كلهم حلم واحد وهو فيزا لخارج البلد ؟
أسئلة مشروعة وأريد أن أقدم إجابتي بأكثر ما يمكن من الشفافية وأتمنى أن تطرح أي سؤال أو توسع في الموضوع عن تجربة الإغتراب ورؤيتي من منظور مختلف جغرافيا على الأقل, لا أمانع:
نعم نحن أما مشكلة كبيرة وليست فقط في أمريكا و في أوروبا بل العالم كله فالسيطرة على البنوك والإعلام وسوق العقارلت من قبل الرأسمال الصهيوني بشكل أساسي ومن ثم رأس المال المسيحي المتصهين في أمريكا أصبح أمرا واضحا أكثر من أي وقت, الأحزاب بالتتيجة يسيطر عليها من يسيطر على البنوك أكثر ما هنالك أن الناس تخشى الفوضى إن تحركت , فالثمن سيكون باهظ
الوضع السياسي سوداوي فصوتك ليس ملكك وإذا ما أردت أن تدعم حزبا كالحزب اليساري الديموقراطي الجديد في كندا فلن تعرف كم هي الدرب شاقة أو شبه مستحيلة لتحقيق أهدافه, لا يمكن أن يقوم هذا الحزب بتأميم ولوحده وسيحارب وحيدا من قبل تماسيح الرأسمال...لا.. لا أمل!!
هنا أيضا يسير الأمر سياسيا بالحيط ... بالحيط... وبرأيي المتواضع فأمور النظام العالمي مترابطة ببعضها وما يحدث في سوريا هو إنعكاس لما يتفاعل في النظام العالمي ككل وبالطبع فهناك ظرف سوري ذاتي ملاءم
إنها مجتمعات إستهلاكية قاسية يحاول المواطنين فيها التعاون فبما بينهم إنسانيا , لكن الحاكم الفعلي هو الرأسمال وبالأخص الصهيوني
أما من الناحية الأخرى وهي أنه إذا كان النظام الأمريكي أو الغربي سيئا فلماذا ذهبت إليه? لقد أجبت على السؤال في السابق:
أنا غادرت سوريا في مرحلة إقتصادية صعبة , تفسيري لصعوبتها ليس سببه النظام السياسي (لماذا أسافر لو كانت لدي إكتفاء مقبول في مستوى المعيشة! أحيلك على هرم ماسيلو تحت للتوضيح مع أن فيه أخطاء ترجمة , والدرجة التي يصلها الفرد العادي في الغرب أقصاها بتفاؤل.. الدرجة الثانية.. إذا) , فنحن عندما كنا في الداخل لم نكن نرى سوى النظام كسبب مباشر للأزمة لأنه المعني المباشر ولم نكن نرى سوى شعارات الصمود والتصدي والعداء للإمبريالية المضجرة لكننا لم نعرف فعلا حقيقة الصراع وأدواته الإقليمية, لكننا لم نعرف مجتمع الإمبريالية عن قرب وخاصة بعد سقوط المنظومة السوفياتية وتكالب الإعلام الصهيوني العالمي بالتسويق للمجتمع الإستهلاكي الغربي والحريات المدنية بينا لا توجد حريات إلا بمقدار ماتسمح له المؤسسات الرأسمالية ولمصلحتها , لكن هناك أسباب أخرى وهي التراجع العالمي لقوى الديموقراطية, وتركيز الصهاينة وأمريكا والأنظمة الوهابية على المنطقة بشكل خاص هو ما يجعل المرء عاجزا أحيانا ويبحث عن حل فردي لغياب الحل الوطني والعربي والعالمي (أي الظرف الموضوعي الذي توفر للهروب الكبير والإنسلاخ عن الأرض الأم ).. إذن أنا وكغيري الكثيرين ..
إنتهزنا هذه "الفرصة " ولا يزال بداخلي ندم وحزن, ورغم ذلك حاولت قبل الأزمة أن أقوم بمشروع صغير وقلت لجميع من حولي, أني ذاهب لسوريا ولن أموت إلا في مكان مولدي وبالمناسبة هناك مغتربين كثر تأملوا خيرا خلال السنوات الماضية وإشتروا أراض وبيوت وقاموا بمشاريع عسى أن يعودوا يوما إذا ما إستمرت الحالة الإقتصادية بالتحسن
أقول لك نعم هو وضع سيء في أمريكا ويزداد سوءا وكما كان تخوفي من الدم قبل إراقته بحوالي عقدين في سوريا وكنت أشعر بحدوثه لأسباب واضحة فهو ما أشعر به الآن في المغترب وأنه سيحدث هنا دم فأين المفر!!!, سوف تخرب على رؤوس الجميع وربما حرب عالمية ثالثة هي على الأبواب
هذه الدول التي تقدمت على الشعوب الأخرى ونهبتها , تقوم سياسة نظامها على إسكات البطون الجائعة لمواطنيها من أجل تخفيف الصراع الطبقي الداخلي وتنفيسه عبر بقر البطون للشعوب الأخرى أو إستغلالها أبشع إستغلال بالحرب والنهب وتذكية الصراعات الداخلية (لوأرادت حربا داخلية في السعودية لبدأت فورا) وهي الأولى في الفساد وتضليل الرأي العام وما الأنظمة التي تنتقدها سوى تلاميذ بسطاء وسذج ولديهم الكثير من الطيبة مقارنة بالفساد الكندي والأمريكي!, لربما علمت مثلا عن إستقالة السفيرة الكندية في ليبيا بسبب إهمال وزارة الخارجية تقاريرها عن الحرب الليبية, أو التحقيقات والإستقالات في شركة إنشاءات ضخمة بسبب رشوتها للحكومة الليبية وأيضا محاولة تهريب نجل القذافي للمكسيك بتكلفة ٥٠ مليون دولار .بغض النظر فمثلا القذافي نفذ كل شروط الغرب وأودع أمواله في البنوك الغربية, لم يقبلوا إلا بأن يحكموا ليبيا بالطريقة للتي تقدم التبعية المطلقة