امس انتهيت من قراءة كتاب د. جون غراي " الرجال من المريخ والنساء من الزهرة:"
مهّد الكاتب بخيال من بنات افكاره للكتاب قائلا :
"
" تخيل أن الرجال من المريخ والنساء من الزهرة, وفي أحد الأيام منذ زمن بعيد كان أهل المريخ ينظرون من خلال مناظيرهم المقربة واكتشفوا أهل الزهرة.وبلمحة خاطفة أيقظ أهل الزهرة مشاعر لم يكن لأهل المريخ بها عهد. لقد وقعوا في الحب واخترعوا بسرعة سفن فضائية وطاروا للزهرة .
فتح أهل الزهرة أذرعتهم ورحبوا بأهل المريخ . كانوا بفطرتهم يعرفون أن هذا اليوم سيأتي. وتفتحت قلوبهم على مصراعيها لحب لم يشعروا به قط من قبل .
لقد كان الحب بينهم سحرياً وكانوا مسرورين للغاية لوجودهم مع بعض على الرغم من أنهم من عوالم مختلفة فقد وجدوا المتعة على الرغم من اختلافاتهم . وقضوا شهوراً يتعلمون عن بعضهم ويستكشفون حاجاتهم المختلفة وتفضيلاتهم وأنماطهم السلوكية ويقدرونها حق قدرها .
ثم قرروا السفر للأرض كان كل شيء مدهشا وجميلا ولكن تأثير جو الأرض غلب عليهم واستيقظوا وكل واحد منهم يعاني من نوع معين من فقدان الذاكرة, فقدان الذاكرة الإختياري
نسوا أنهم من عوالم مختلفة . ونسوا ما تعلموه عن اختلافاتهم , ومنذ ذلك اليوم كان الرجال والنساء على خلاف".
عرض الكاتب في كتابه الذي يزيد عن اربعمائة صفحة العديد من القضايا التي توجد بين الرجل والمرأة.. كان مفاد ما كتب ان المرأة تحب دوما ان تجد من ينصت لها ويحسن الاستماع لما يختلج صدرها ويضايقها وكأنها حتى بنظرات عيونها تبحث عن آدم الذي يجب ان يستمع لها فهي تجد في الاستماع لها والانصات لما يزعجها حلّا وراحة تعتبر بحد ذاتها حلّا لمشكلتها.. فهي لا تطلب من الرجل الحل لمّا تحدّثه وتخاطبه به - كما يظن هو في قرارة نفسه - بل يكفيها منه ان يستمع لها فقط..ّ؟!
اعتاد الرجل كما ذكر الكاتب على ممارسة اعماله ونشاطاته بحرية وتميز بالكفاءة والذكاء والفاعليه وغيرها من هذه الامور فالرجل دوما يشكو من كون المرأة تريد تغييره او جعله يتخلى عن صفات موروثه فيه حتى ابواه لم يستطيعا تغييرها.. ولكن المرأة في هذا الجانب لا تريد تغييره بل تريد ان تشعره بالاهتمام والحب ليصبح هو السيد الخبير وبالتالي تأسيس لجنة تحسين البيت..
فهو - اي الرجل- بطبيعته لا يلجأ للآخرين الا اذا كان في مأزق او يريد حلا مشكلاته.. فبالنسبة له اصبح من البديهي ان المرأة لما تتحدث عن مشكلاتها وصعوبات يومها كأنّ لسان حالها يقول له: انا في مشكلة ساعدني ارجوك.. مع ان الحقيقة ليست كذلك..!
يظل الرجل يظن ان المرأة لما تسدي اليه نصيحة او اقتراح معين دون ان يطلب منها فعل ذلك انها انسانة انتقادية وغير مكترثة بمشاعره وغير ودودة ربما مع ان الحقيقة هي ان المرأة من حبها وبدافع المساعده والمبادرة فعلت ذلك..
الخلاصة باختصار من قراءتي لهذا الكتاب الذي بيع منه اكثر من 14 مليون نسخة حول العالم تتمثل بتعاون الطرفين معا وقدرتهم على بناء حياة مفادها تفهم الطرفين لبعضهما البعض دون ان يفرض كل طرف على الطرف الاخر التغيير لاجله.. فالرجل بطبيعيته لن يتردد في طلب المساعدة او النصح من انثاه اذا احتاج لذلك فعلا اما طالما انه لم يفعل فلا تبادري انت لفعل ذلك من تلقاء نفسك..
حسن الانصات والاستماع الذي هو فن بحد ذاته ما تريده المرأة وتحتاج اليه حتى ولو كانت مشاكلها كبيرة وكثيرة في يوم مليء بالاعباء والارهاق.. فقط استمع لها وهذا يكفيها...!!
لما تستمع لها وتتفهمها حتما سيأتي الوقت المتاسب لاعطاء الحلول التي تناسب ما تعانية المرأة.
يحتاج الرجل الى المرأة التي تتفهمه وتقف الى جانبه كما تريده ان يقف الى جانبها - اي المشاركة الايجابيه والبناءة من كلا الطرفين- حينها سيكون الرجل ايجابيا مع المرأة اكثر خاصة اذا كفت عن اسداء النصائح او انتقاده بلا طلب منه لفعل ذلك.. حتما سيكون هو ايجابيا اكثر ومتفهما ومستمعا لك وقت حاجتك اليه لان كلا الطرفين يحتاجان لبعضهما البعض مع مراعاة الفروق بين الرجل والمرأة..
تناول الكاتب جزئية " الكهف" او " كهف الرجل" وهو يقصد بذلك ان الرجل لما يلجأ الى كهفه فهو انما يريد ان يكون وحيدا يقضي من الوقت مع نفسه الكثير الذي يجعله افضل- فالنصيحه التي اسداها الكاتب للمرأة هي ان لا تعكر صفر الرجل ولا تحاول التدخل به وهو في كهفه- وكأن الرجل في هذا الوضع يشتاق لنفسه وللجلوس مع ذاته التي يحتاج اليها احيانا كحاجته للاخرين..!
للراحة المنشودة بين الطرفين استطعت ان افهم من الكتاب ان البذل والعطاء والمبادرة والحب وكل شيء من الصفات الحسنة - ان جاءت في وقتها المناسب- حتما ستؤتي اكلها على الطرفين
سبحان الله جاء في بالي اننا نمضي معظم حياتنا نبحث عن الطرف الثاني - او باللهجة المحكية- نصي التاني ونحن ربما لهذه اللحظة لم نستطع ان نجد نصنا الاولاني ..!!
دامت السعادة كطيور الخير والسعد تحلق في فضاءاتكم يا رجال المريخ ويا نساء الزهرة..
فيا آدم انا بعض منك.. وانت كلك مني..!
ليلاء
(بذرة لا زالت تنمو)