لا يمكن لأهالي دمشق أن يبعدوا تفكيرهم للحظة عما يحصل في مدينة داريا فليست الأصوات وحدها من تذكرهم بها كل دقيقة ، لكن إهتزاز أبنية المدينة مع كل قذيفة تخرج من دبابات النظام الأسدي و راجماته ، وكل صاروخ يهبط عليها من السماء عبر الطائرات التي تقطع دمشق من جنوبها لشمالها و من شرقها لغربها طيلة النهار ، كفيلة بأن تجعلها الحدث الأبرز على الإطلاق .
فمنذ ما يقارب ال 108 أيام ، وداريا تقبع تحت حصار شديد من قوات الأسد ، و لاتزال الأرتال العسكرية تروح و تغدو إليها حتى أصبحت كالوظيفة اليومية التي تمارسها عصابات الأسد ، فتذهب صباحاً إليها لتحاول التوغل لمكان جديد ، وتشتبك مع من في المدينة من مقاتلين من الجيش الحر و يعود من يعود منهم مساءً قبل حلول الظلام خوفاً من عمليات تستهدفهم ليلاً لا تحمد عقباها بالنسبة لهم.
وترد الأخبار يومياً من المدينة ، ولا تخلوا دوماً من أنباء و مشاهد عن آليات عسكرية معطوبة أو عن أبنية منهارة بأكملها ، تتصاعد منها الأدخنة والأتربة نتيجة القصف العنيف الحاصل.
ويتكرر الحديث كل يوم ٍ عن تعزيزات عسكرية كبيرة مكونة من خمسة دبابات وأربعة آليات عسكرية وناقلات جنود بالإضافة لعدة سيارات مثبت عليها رشاش قد توجهت صباحا" من مطار المزة العسكري نحو المدينة عبر المتحلق الجنوبي في محاولة جديدة من قوات الأسد لاقتحام المدينة ..بينما يتجدد القصف العنيف و العشوائي على المدينة من المدفعية الثقيلة و راجمات الصواريخ المتمركزة في جبال الفرقة الرابعة وثكنات الحرس الجمهوري ومطار المزة العسكري بالإضافة لقصف الدبابات المنتشرة على أطراف المدينة ... وتستمر عمليات تفخيخ المباني المحيطة بمطار المزة العسكري من قبل قوات الأسد ، منعاً للجيش الحر من التوغل نحو المطار . .. في الوقت الذي تستمر فيه عمليات الجيش الحر داخل داريا ومحيطها حيث يتصدى الثوار وأبطال الجيش الحر لعصابات الطاغية وشبيحته التي حاولت مراراً وتكراراً السيطرة على المدينة .
لعل ذكر الأيام و عددها قد أصبح أمراً إعتيادياً لدى البعض ، لكننا نذكره لنوضح أن داريا ، ببساتينها المتبقية و أبنيتها الواقفة أو المتراكمة كتلال الصخر المنهار ، لاتزال صامدة في وجه حملات يومية تُستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة و قد ثبت لأكثر من مرة أن الآليات العسكرية المشاركة تخضع لإشراف الخبراء العسكريين الروس بشكل مباشر و تقييم مستمر لكل إصابة يحققها الثوار في تلك الآليات من أجل تطوير أسلحتهم المستخدمة في سوريا على الأقل.
فداريا صامدة وستبقى بإذن الله صامدة وشوكة في حلق الطاغية وأزلامه ،وسيكون موعد النصر ولقاء أحرارها مع أخوانهم من جوبر ودوما وحرستا والغوطة بأكملها بل كل أحرار سوريا وشرفائها.. قريبا" في ساحة الأمويين إن شاء الله .