{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
إشكالية حزب الله : (طاهرة) في بيروت عاهرة في بغداد! 4/4
زحل بن شمسين غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 575
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #1
Question  إشكالية حزب الله : (طاهرة) في بيروت عاهرة في بغداد! 4/4
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

تعيد شبكتنا نشر مقال الرفيق صلاح المختار حول هوية ودور حزب الله:
إشكالية حزب الله: (طاهرة) في بيروت عاهرة في بغداد
تعيد شبكتنا نشر مقال الرفيق صلاح المختار حول هوية ودور حزب الله لان البعض ممن لم يتعلم من دروس السنوات السابقة ومازال يردد انه حزب مقاومة مع انه منغمس حتى شعر الرأس بحرب طائفية في العراق وسوريا بعد انغماسه في لبنان واعادته لانتاج الحرب الطائفية بصورة ابشع مما سبق، فهذا الحزب طائفي البنية والهوية والعقيدة وهو ما قاله حسن نصرالله علنا وبوضوح يشكل انكاره ارتزاق علني لايران ونزعة فارسية اقوى من نزعة الفرس المتطرفين انفسهم! لذا ننشر مع المقال نص مقابلة حسن نصر الله ليعرف من مازال مخدوعا ان حسن طائفي متطرف حتى العظم والطائفية هي اصل وسبب انشاء حزبه ليس كما نقول نحن بل كما يعترف هو في المقابلة المرفقة
شبكة البصرة
إشكالية حزب الله: (طاهرة) في بيروت عاهرة في بغداد





شبكة البصرة

صلاح المختار: إشكالية حزب الله: (طاهرة) في بيروت عاهرة في بغداد! (1-4)؛


http://www.albasrah.net/ar_articles_2009...011009.htm



صلاح المختار: إشكالية حزب الله: (طاهرة) في بيروت عاهرة في بغداد! (2-4)؛
صلاح المختار: إشكالية حزب الله: (طاهرة) في بيروت عاهرة في بغداد! (3-4)؛
صلاح المختار: إشكالية حزب الله: (طاهرة) في بيروت عاهرة في بغداد! (4-4)؛


خطاب حسن نصرالله الذي فيه اعتراف رسمي بالصوت والصورة بانه طائفية والطائفية عقيدته والمرشد سيده وقائده وايران دولته:
http://www.youtube.com/watch?v=Oc5ytY5xoUE&feature=em-share_video_user




بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إشكالية حزب الله : (طاهرة) في بيروت عاهرة في بغداد!
(1-4)
قل لي من هو صديقك أقول لك من أنت
مثل عالمي



شبكة البصرة

صلاح المختار
لم يستفزني موقف مثلما استفزني موقف انصار حزب الله العرب الذين اغمضوا عيونهم وذاكرتهم، هذا بالنسبة للشرفاء منهم، او اغلقوا ضمائرهم وأدبروا بوجه الضمير، بالنسبة للمرتزقة منهم، و(تظاهروا) بالمفاجئة بعد ارسال حسن نصر الله برقية تعزية لحمار الحكيم يعزيه فيها بوفاة والده عبدالعزيز، ويطلق عليه اوصاف لا يوصف بها الا مجاهد حقيقي! وسبب استخدامي كلمة تظاهروا يعود الى حقيقة ان تبعية وعبودية حسن هذا لخامنئي وللمخابرات الايرانية امر ليس بالجديد بل هو اصيل غير مزيف ولا طارئ، ويعد الجزء المقوم – اي الاساسي – في تكوين حسن وحزبه، وهو الخضوع التام لولي الفقيه لدرجة العبودية له، ما دام حسن ملتزم رسميا بولاية الفقيه، التي تقوم على اعتبار ولي الفقيه اوجب بالطاعة من الانبياء ومن يخالفه يحكم عليه بالكفر وتحرم عليه زوجته وماله ويرسل للنار، بفتوى من خامنئي ولي الفقيه الحالي او كل من يحمل لقب مرجع كالسيستاني الوطني الايراني الاصيل! وتكفي الصور التي نشرت على نطاق واسع منذ سنوات لحسن وهو يقبل يد وذراع وكتف خامنئي بطريقة الخدم والتابعين من الدرجة العاشرة لتحديد الصلة الحقيقية والواقعية التي تربط حسن بايران وزعماءها.



كل من تفاجأ بسلوك حسن هذا، من قرأ عن مفهوم ولاية الفقيه وفهمها، ومن لم يقرأ منهم عنها ولم يفهمها، ومازال يتحدث عن حسن وحزبه بوله وعشق، فهو اما وطني لا شائبة في وطنيته لكنه مصاب بعقدة الدونية، كما سنوضح، او جاسوس ايراني علني يقبض البتروتومان. رسالة حسن لعمار الحكيم (لمن لا يعرف فان حسن ابن خالة عبدالعزيز الحكيم) تقدم الدليل الحاسم والاخير على ان حسن ليس سوى برغي في دبابة ايرانية صممت لتسحق في طريقها كل ما ينتمي للقومية العربية والوجود العربي، ووظيفة هذا البرغي، المسمى حسن، هي تمهيد الطريق للغزو الايراني للاقطار العربية وهو يرفع علم المقاومة ودعم فلسطين! ماذا قال في رسالته لعمار؟ وهل هذه هي المرة الوحيدة التي يدعم فيها حسن الجواسيس الكبار للاحتلال الامريكي للعراق؟

فيما يلي النص المنقول من شبكة تلفزيون المنار التابع لحزب الله للبرقية نضعه امام ضمائر وكرامة وحسن سيرة وسلوك من يدعمون حسن :
بسم الله الرحمن الرحيم
"إنا لله و إنا إليه راجعون"
الأخ العزيز سماحة السيد عمار الحكيم (دام حفظه)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أود أن أعبر لكم عن مشاعري ومشاعر إخوانكم في حزب الله، وتأثرنا البالغ برحيل الأخ الكبير، سماحة العلامة السيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله)عن هذه الدنيا، إلى جوار آبائه وأجداده الميامين، بعد حياة عامرة بالعلم، والعمل، والدعوة إلى الله والتبليغ، والهجرة، والجهاد، والنضال، والصبر والتضحيات الجسام، في سبيل إعلاء الإسلام، ومن أجل إنقاذ الشعب العراقي المظلوم، وإعزازه، ورفعة شأنه.
إنني أتقدم منكم، ومن العائلة الشريفة، ومن إخوانكم الأعزاء في المجلس الأعلى، ومن الشعب العراقي الصابر والمظلوم، بأحر التعازي وأصدق المواساة بهذا المصاب الجلل.
أسأل الله تعالى أن يتغمد فقيدنا الكبير بواسع رحمته، وأن يحشره مع الأنبياء والمرسلين والأئمة الطاهرين (عليهم السلام). وأن يلهمكم الصبر والسلوان، والرضى بقضائه ومشيئته. كلنا ثقة أنكم ستواصلون إن شاء الله، وبعزم راسخ، طريق جهاده ونضاله، حتى تحقيق اهدافه وآماله، التي قضى في سبيلها شهداء كثر من أسرتكم الشريفة، في مقدمتهم الشهيد الكبير آية الله محمد باقر الحكيم (رضوان الله عليه)
أخوكم حسن نصرالله
الأربعاء، الخامس من شهر رمضان، 1430 هـ
انتهت الرسالة

ماذا نجد في هذه الرسالة؟ رغم انها واضحة ولا تحتاج لاي توضيحات الا ان وجود عقول مغلقة يجبرنا على تحليل النص من اجل حسم موضوع طالت مناقشته. وقبل ان نبدأ ارجو الانتباه الى ان حسن يستخدم حتى لغة الفرس فتعبير (دام حفطه) لا يستخدم في الاقطار العربية بل في ايران. وهذا ناجم عن تربيته في ايران حيث ذهب الى العراق وهو صبي للتتلمذ على يد محمد باقر الصدر لكنه هرب الى لبنان بعد بدء متابعة الصدر من قبل النظام الوطني في العراق، ومن هناك ارسل الى قم حيث درس واعد اعدادا ممتازا لخدمة ايران.
1 – اول ما لا يفاجئنا هو الوصف التالي : (أعبر لكم عن مشاعري ومشاعر إخوانكم في حزب الله) التعزية أذن ليست باسم حسن فقط بل باسم حزب الله كله، ولذلك على من اعتقد بان موقف حسن يعود الى صلته العائلية بعبدالعزيز ان يتجاوز هذا الاعتقاد الخاطئ، فحزب الله كله ورسميا يعزي ويعبر عن صدمته بفقدان عبدالعزيز.



2 – وثاني ما لا يفاجئنا هو قول حسن ان عبدالعزيز رحل ليكون الى (إلى جوار آبائه وأجداده الميامين) وارجو ملاحظة ان اجداد المتوفى فرس وليسوا عربا، كما هو معروف، ولذلك فان تعمد حسن امتداح الاجداد بوصفهم ب (الميامين) يؤكد ما قلناه منذ سنوات بان حسن (نصر الله وليس حسن الصباح) فارسي قح حتى لو كان جينيا ينحدر من قبيلة قريش مادامت العروبة انتماء وليس عرق. والا لماذا امتداح (الاجداد الميامين) الان في ظرف وجود صراع عربي فارسي محتدم كما لم يحتدم في أي مرحلة من تاريخ صراعنا الالفي مع الفرس؟ كان بامكان حسن تجاوز ذلك وتجنبه، لكي لا يحرج داعميه العرب، لكنه تعمد قوله تأكيدا لدعمه لمشروع الامبراطورية الفارسية العظمى. ان امتداح اجداد عبدالعزيز اشارة لا تخطأ للمرجعية القومية الحقيقية لحسن وهي مرجعية فارسية صرفة وتأكيد تام على انه تخلى عن اصله العربي اذا كان اصله عربيا فعلا.

3 – ثم يأتي حسن على ذكر (مناقب ومآثر) عبدالعزيز فيقول : (بعد حياة عامرة بالعلم، والعمل، والدعوة إلى الله والتبليغ، والهجرة، والجهاد، والنضال، والصبر والتضحيات الجسام، في سبيل إعلاء الإسلام، ومن أجل إنقاذ الشعب العراقي المظلوم، وإعزازه، ورفعة شأنه.). ما معنى هذا النص؟ عبدالعزيز الحكيم وفقا لما قاله حسن وحزبه هو : عالم كبير مجتهد، عمل من اجل الله والعراق وهاجر وجاهد من اجل ذلك – طبعا في أثناء الحكم الوطني التقدمي العراقي (جاهد) في مؤتمر لندن وصلاح الدين اللذان نظمتهما المخابرات الامريكية اعدادا للغزو وحضره عبدالعزيز رسميا، بأوامر ايرانية لانه كان يعيش في ايران، وقدم فيه قائمة معلومات عن تسليح الجيش العراقي للمخابرات الامريكية، وتلك احدى اهمم (مآثره الجهادية العظمى قبل الغزو) حسب وصف حسن - والهجرة المقصودة هنا هي الى ايران، وهنا بيت القصيد بالنسبة لحسن، فايران هي كعبته الحقيقية، وهي وطنه الفعلي بدليل انه ينفذ اوامر خامنئي بطاعة عبد ذليل، لذلك عد هجرة عزيز اليها جهادا ما بعده جهاد، وعزيز ايضا ضحى في سبيل الاسلام، ومن اجل انقاذ الشعب العراقي! هذا بعض ما وصف به حسن عبدالعزيز، فهل هذا الوصف صحيح واقعيا؟ وماذا سيظهر لنا عند تذكر دور عزيز بعد الغزو؟



4 – ويقدم حسن توضيحا اكبر لحقيقته فيقول نصا : (إنني أتقدم منكم، ومن العائلة الشريفة، ومن إخوانكم الأعزاء في المجلس الأعلى.... بأحر التعازي وأصدق المواساة بهذا المصاب الجلل.) حسن هنا يتقدم بتعازيه ايضا الى اخوانه في المجلس الاعلى، ويعد ما حصل مصابا جللا! في هذا النص يعيد حسن تأكيد موقفه وهو انه يدعم المجلس الاعلى في العراق ويعده توأما له في (الجهاد)، من جهة، ويعد موت عزيز حدثا جللا، من جهة ثانية!

5 – واخيرا يقدم حسن ادق تعبير عن موقفه الحقيقي مما يجري في العراق بقوله داعيا الله : (وأن يحشره مع الأنبياء والمرسلين والأئمة الطاهرين (عليهم السلام). وأن يلهمكم الصبر والسلوان، والرضى بقضائه ومشيئته. كلنا ثقة أنكم ستواصلون إن شاء الله، وبعزم راسخ، طريق جهاده ونضاله، حتى تحقيق اهدافه وآماله، التي قضى في سبيلها شهداء كثر من أسرتكم الشريفة، في مقدمتهم الشهيد الكبير آية الله محمد باقر الحكيم (رضوان الله عليه)!!!
يطلب حسن حشر عبدالعزيز مع الانبياء والمرسلين والائمة الطاهرين، في تقويم واضح لعبدالعزيز على انه في صف الانبياء والمرسلين والائمة، ثم يتقدم خطوة اكثر وضوحا وجرأة حينما يقول كلنا ثقة انكم ستواصلون ان شاء الله وبعزم راسخ طريق جهاده – أي جهاد عبدالعزيز – حتى تحقيق اهدافه واماله التي قضى في سبيلها كثر من اسرتكم الشريفة في مقدمتهم الشهيد الكبير اية الله محمد باقر الحكيم!

اذن عزيز وباقر الحكيم شهيدان كبيران ومجاهدان كبيران استشهدا في سبيل الله!
هل هذا التقويم صحيح؟ وما هو المعيار الذي استخدمه حسن للوصول اليه مع ان ثمة اجماع على ان عزيز وشقيقه باقر تعاونا مع الاحتلال بلا حدود وعلى اوسع نطاق ودعماه فعليا ورسميا وليس بصورة غير مباشرة او ضمنية؟ هل معايير حسن خاصة به وتختلف عن المعايير العامة المتفق عليها عربيا واسلاميا التي تحدد من هو المجاهد ومن هو الوطني؟

دعونا ندقق مرة اخرى في سيرة عبدالعزيز وباقر لمعرفة أي مستنقع يسبح فيه حسن ابن خالة عزيز الحكيم وشقيقه في (الجهاد) :
1 – انهما – أي عزيز وباقر - من اصل ايراني وهو امر لاشك فيه وهما يعترفان بذلك.

2 – كان ولاء اسرة الحكيم ومازال لايران وليس للعراق الذي كرمهم ومنحهم جنسيته ووضعهم في اعلى المراتب. هل تذكرون ان عزيز طالب العراق بدفع 120 مليار دولار لايران تعويضات حرب؟ تلك واحدة من اهم مظاهر (عراقيته)، تماما كلبنانية حسن.

3 – أرسل محسن الحكيم ولديه عزيز وباقر الى ايران نتيجة سوء سيرتهما، وهناك عبرا عن ولائهما لها وانكشاف هذا الولاء بالعمل ضد العراق لصالح ايران، حيث قامت ايران بتأسيس ما سمي ب (المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق) من ذوي الاصول الايرانية ومن الذين اطلق اسم (التوابين) عليهم، وهم بعض اسرى العراق في الحرب التي فرضتها ايران على العراق، واسس ذراع مسلح له اطلقت عليه تسمية (فيلق بدر)، وهو تنظيم عسكري دربته ايران وسلحته واستخدمته منذ الثمانينيات في مهاجمة العراق والقيام باعمال ارهابية داخله. والمجلس شكلته ايران بعد تضعضع وتدهور قوة حزب الدعوة، وهو حزب شكلته مخابرات ايران ايضا للعمل داخل العراق ضده.

4 – حينما بدأ غزو العراق في 20/3/2003 لعب فيلق بدر دورا مهما في مساعدة تقدم قوات الغزو الامريكية – البريطانية، حيث ادخلت عناصره من ايران الى جنوب العراق واخذت تهاجم الجيش العراقي والمجاهدين العرب الذين تطوعوا للدفاع عن العراق. لقد كانت قوات الاحتلال تفتح نيرانها الكثيفة على المدافعين عن العراق من الامام وكان فيلق بدر يفتح النار عليهم من الخلف. وقد اربك ذلك بعض القطعات العسكرية وصدم المجاهدين العرب الذين استشهد عدد كبير منهم على يد فيلق بدر وليس على يد قوات الاحتلال.

5 – قتل باقر الحكيم بصورة وحشية بعد دخوله العراق بعد الغزو، بدعم ومساعدة قوات الاحتلال، حيث اعلن دعمه للاحتلال.

6 – بعد احتلال بغداد واسقاط النظام الوطني اصبح المجلس الاعلى الجماعة الرئيسية الداعمة للاحتلال، ومثل عبدالعزيز الحكيم المجلس في التشكيلة الاولى التي اقامها الاحتلال وهي (مجلس الحكم) وتولى رئاسة المجلس التي كانت دورية، تحت توجيه الحاكم الامريكي للعراق بول بريمير.

7 – حينما شكلت حكومة كان المجلس هو القوة الرئيسية فيها، واقيم ما سمي (الائتلاف العراقي) وضم الاحزاب الموالية لايران وتولى ابراهيم الجعفري رئاسة الوزارة باسمه واعقبه نوري المالكي، وبذلك صار واضحا ان القوة السياسية الرئيسية التي اعتمد عليها الاحتلال هي الائتلاف العراقي بقيادة المجلس الاعلى والذي تغير اسمه واصبح (المجلس الاسلامي الاعلى).

8 – وعلى المستوى العسكري فان الجيش الجديد والشرطة الجديدة وغيرها من الاجهزة المسلحة، كان يتشكل القسم الاكبر منها من الميليشيات التابعة لحزب الدعوة والمجلس الاعلى وجيش المهدي بالدرجة الاساس، وتولت هذه التشكيلات مسئولية قمع الشعب والمقاومة وخدمة الاحتلال مباشرة. ان واحدة من اهم حقائق العراق المحتل حقيقة ان القوة المسلحة والقوة السياسية اللتان اعتمد عليهما الاحتلال كانتا وما زالتا من جماعة الائتلاف العراقي. بتعبير اخر لولا وجود تنظيمات تابعة لايران في مقدمتها المجلس الاعلى ولعبت دور الخادم الرئيسي للاحتلال لما وجد الاحتلال كتلة مهمة يعتمد عليها في تأسيس حكومة وادوات قمع ومن ثم فان استمرار الاحتلال في ظل تعاظم المقاومة المسلحة كان مستحيلا.

9 – حتى الان فان الكتلة الرئيسية فيما يسمى برلمان هي كتلة الحكيم، وكذلك في الوزارة، الامر الذي يؤكد بان المجلس والائتلاف هما الركن الاساسي الذي يقوم عليه الاحتلال.

10 – اقام عبدالعزيز الحكيم، باوامر ايرانية مباشرة، علاقات قوية جدا بالادارة الامريكية واصبح احد اهم قنوات اتصال ايران بها ونقل الرسائل بينهما.

11- تميز موقف عبدالعزيز الحكيم بانه من اشد الداعين الى الفدرالية واستقلال الجنوب، علما ان هذا الموقف هو جوهر ماجاء به الاحتلال الامريكي وهو تقسيم العراق على اساس كونفدرالي – يسمى خطئأ فدرالي - لدرجة ان التطابق بين موقفه وموقف الزعامة الكردية الانفصالية اصبح تاما وبرز تكامل سياسي بين الحكيم والبارزاني والطالباني يقوم على اقامة الفدراليات في العراق وانهاء الدولة المركزية العراقية. ولاجل جر بعض السذج الى دعم الكونفدرالية فانه طرح فكرة خطيرة اراد بها وضع حافز مادي لتقسيم العراق وهي ان ثروات كل اقليم يجب ان تكون لاهل الاقليم وليس للدولة المركزية.

12- من مواقف عبدالعزيز التي تؤكد ان ولاءه الاساسي لايران وليس للعراق هو مطالبته رسميا بقيام العراق بدفع تعويضات لايران قدرها 120 مليار دولار عن خسائر الحرب التي فرضتها ايران على العراق. وهذه المطالبة لم تتم بناء على دراسة قانونية او تحكيم بل على اساس ادعاء ايراني صرف.

13 – ان فرق الموت التي ذبحت، بدعم من الاحتلال الامريكي، حوالي مليوني عراقي تتشكل بالاساس من عناصر من فيلق بدر التابع للحكيم وجيش المهدي وحزب الدعوة والبيش مركة. وكان من انجازات من وصفه حسن ب(المجاهد) – أي عزيز الحكيم - اختراع طريقة بشعة في التعذيب وهي استخدام المثقاب الكهربائي (الدريل) في تعذيب العراقيين حتى الموت نتيجة تثقيب عيونهم ودماغهم ووجوههم...الخ، بينما ابتكر التيار الصدري وجيشه طريقة شوي الضحايا خصوصا الاطفال في الافران وتقديمهم لاهاليهم مشويين.

14 – لقد قام فيلق بدر، وهو تابع لفيلق القدس الايراني والذي يعد جهاز مخابرات ايران الاهم، بتنظيم عملية نهب موجودات العراق الثمينة وارسالها الى ايران وهي تتضمن المعامل والدبابات والمدفعية وكل ما هو ثمين لدرجة ان العراق لم تعد لديه أي معامل او اليات.

اذا اكتفينا بهذه الاعمال التي قام بها الحكيم فمن السهل التوصل الى حقيقة ثابتة ومثبتة بأدلة وهي ان عبدالعزيز الحكيم وشقيقه باقر كانا من اهم اعمدة الاحتلال وداعميه ومدمري الدولة الوطنية وناشري الفتن الطائفية، وبعد مقتل باقر اصبح عزيز اهم ممارسي الإبادة لشعب العراق، وكانت الحكومة التي انشأها الاحتلال لتكريس وجوده تتشكل بقيادة الائتلاف الذي يقوده الحكيم. فهل في ذلك شيء غامض؟ عبدالعزيز عميل للاحتلال وتابع لايران وقام بدور رئيسي في المساعدة على غزو العراق ثم قام بالدور الرئيسي في مساعدة الاحتلال على البقاء وتدمير العراق وتفتيته ومحاولات تقسيمه ونهب ثرواته.
في اربعينية محمد باقر الحكيم اقام حسن احتفائية كبرى بتلك الذكرى مجده فيها ووصفه بالشهيد مع ان باقر كان عميلا ايرانيا مهد للغزو بفعالية وشارك فيه، ولم يكتف بذلك بل جعل من الذكرى السنوية لمقتل باقر يوم احتفاء كبير! وفي كل احتفائية بباقر كان حسن يشن هجمات لا اخلاقية ولا وطنية على المقاومة العراقية وعلى القوات المسلحة العراقية ويصفها بالعصابات الاجرامية والارهابية، وكان يتهجم على سيد شهداء العصر صدام حسين بالفاظ لم يستخدمها احد قبله بما في ذلك السوقي احمد الجلبي، وهو ما دفعنا، دفعا ورغما عن رغبتنا وضد عواطفنا، الى كتابة دراسة (أيها الحملان : هل تعرفون كيف تصيد الذئاب الغزلان؟ حول توراتية حسن نصر الله البرمكي) التي كشفت فيها ارتباطات حسن وهويته ودوره في المخطط الاستعماري الايراني.

ان السؤال الجوهري الذي لابد على حسن، ومن يتراقص من الاعراب على (رتلة) لسانه بحرف الراء، ان يجيب عليه هو : كيف يمكن لشخص كعزيز هذه مواقفه، واضحة ورسمية وثابتة في خدمته للاحتلال الامريكي، ان يكون مجاهدا ويؤبن باحترام ويتمنى وقوفه الى جانب الانبياء والرسل والائمة؟ على ماذا استند في موقفه هذا؟ هل لديه معلومات تناقض ما ذكرناه حول عبدالعزيز كي يقدمه كمجاهد كبير؟ واذا كانت لديه معلومات هل يستطيع الكشف عنها كي يعاد النظر في دور عبدالعزيز؟
عبدالعزيز عميل للاحتلال وهو تظاهر بانه عميل مزدوج لايران وامريكا مع ان عمالته النهائية هي لايران، وقام بدوره التخريبي بصورة كاملة، لذلك فهو جاسوس لايران دون ادنى شك وعدو للعراق شعبا وارضا وهوية دون ادنى شك ايضا، كما اثبت هو باعماله وافعاله قبل وبعد الاحتلال. من هنا فان امتداح حسن لعبدالعزيز يجر المرء جرا الى حقيقة واحدة لا غير وهي ان حسن يمتدح عبدالعزيز لانه نفذ دورا رسمته له ايران تماما كما ان حسن ينفذ دورا رسمته له ايران، ولكن اختلفت الادوار، فايران امرت عبدالعزيز بالتعاون مع الاحتلال من اجل تدمير العراق وتقسيمه، فيما عمل حسن على اكتساب سمعة طيبة بمحاربة الكيان الصهيوني ليس من اجل فلسطين ولكن من اجل تهيئة بيئة عربية داعمة لايران حتى وهي تحتل العراق وتشارك في تدميره وتعلن ان البحرين جزء منها، وتصر على موصلة احتلال الاحواز العربية، وتنشر الفتن الطائفية.
لكل عميل ايراني دور خاص في اطار ستراتيجية ايرانية متعددة الاهداف والاوجه، لذلك فان تقويم حسن لعبدالعزيز ينطلق من ادراكه ان عبدالعزيز قد نفذ دوره في تدمير العراق ومساعدة الاحتلال، لان العراق كان، بحكم وضعه الجغرافي وهويته العربية وتشكيلته النفسية والمبدئية والعقائدية، عازلا وسدا قويا يمنع التوسعية الايرانية من النجاح في احتلال اقطار عربية، في حين ان دور حسن كان، ومازال، هو تجميل وجه ايران بعمليات ضد الكيان الصهيوني ينسب الفضل فيها لايران وبذلك تتمكن من كسب بعض العرب وارباك ملايين أخرى من العرب وعدم تمكينهم من الوقوف ضد ايران، حتى وهي تشارك في احتلال العراق، نتيجة وجود موقف ايجابي لايران في لبنان وفلسطين وهو ما يساعد ايران على التخلص من الادانة القوية على موقفها في العراق وغيره.
ثمة سؤال يفرض نفسه : هل غابت الحقائق التي عرضناها عن انفار وكتل عربية تؤيد حزب الله بلا تحفظ ومهما فعل؟ وهل برقية حسن الاخيرة قادرة على تحرير هؤلاء من (السحر الايراني)؟ الجواب هو: نعم لقد تحرر كثيرون من وهم ان حسن معاد لامريكا والكيان الصهيوني ويعمل من اجل لبنان وتبلورت قناعة عامة بانه عميل ايديولوجي لايران، بينما مازال البعض مع الاسف اسير عقد وامراض نفسية تجعله عاجزا عن التحرر من هواجس مرضية تنتابه وتسيطر عليه وتعرقل انسيابية وعيه بصورة طبيعية. دعونا نتناول تلك المعضلة النفسية.
يتبع..................
salahalmukhtar@gmail.com
1/10/2009

شبكة البصرة

الخميس 12 شوال 1430 / 1 تشرين الاول 2009

يرجى الاشارة الى





شبكة البصرة
05-31-2013, 07:40 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
زحل بن شمسين غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 575
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #2
الرد على: إشكالية حزب الله : (طاهرة) في بيروت عاهرة في بغداد! 4/4
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إشكالية حزب الله : (طاهرة) في بيروت عاهرة في بغداد!


(2-4)
قل لي من هو صديقك أقول لك من أنت
مثل عالمي


http://www.albasrah.net/ar_articles_2009...021009.htm



شبكة البصرة

صلاح المختار
الصلة البريطانية
وقد يظن البعض بان ما قاله حسن عن عزيز هو عمل ضمن المعسكر الايراني فقط، لكن هذا وهم فهناك نوع من الاجماع بين قوى الاستعمار الاقليمي والدولي على تلميع صورة عزيز، ولعل الموقف البريطاني هو الاكثر إيحاءا وتحديدا لهوية عزيز، فقد صدر عن وزير الخارجية البريطانية تصريح يقدم مؤشرا مهما جدا ولا يخطأ لطبيعة حزب الله، فقد بعث وزير الخارجية البريطانية ديفيد مليباند ببرقية الى عمار وصف فيها عزيز: (بانه "رمز العراق" في رسالة تعزية مثيرة للانتباه بعثها الى عمار الحكيم بمناسبة وفاة والده. وقال مليباند في رسالة التعزية إن عبدالعزيز الحكيم لعب دورا بارزا في تحقيق ما وصفه "حرية بلدكم" في اشارة الى غزو القوات الاميركية والبريطانية للعراق واحتلاله عام 2003. وأضاف وزير الخارجية البريطانية "ان عبدالعزيز الحكيم استمر في قيادة الشعب العراقي منذ ذلك التاريخ نحو ما وصفه ب"مستقبل ديمقراطي وزاهر".
ويلفت الانتباه في الموقف البريطاني ان مليباند وجه رسالته الى عمار الحكيم شخصيا قائلا انه، أي وزير الخارجية البريطانية، يشعر "بالحزن العميق لنبأ وفاة والدك". والاهم انه يعترف صراحة بان عزيز (قاد) العراق في ظل الاحتلال، وهذا التصريح يؤكد كل ما قلناه من ان عزيز وحزبه كانا اهم القوى التي دعمت الاحتلال وساعدته ولولاها لما بقي الاحتلال. وكالة الأنباء البريطانية 29/8/2009

ماذا يلاحظ في رسالة وزير الخارجية البريطانية؟ انه يستخدم في المحصلة النهائية نفس اوصاف حسن نصر الله لعزيز، ويلتقي معه حول الدور الكبير لعزيز في العراق الجديد، ولكن ثمة فرق وهو ان الوزير البريطاني يتجاوز (حبه) لعزيز (حب) حسن له حينما يصف عزيز (بانه قاد العراق منذ الغزو)، فهل (حب) الوزير البريطاني لعزيز مجاني وشخصي؟ ام انه نتاج الدور الخطير الذي لعبه عزيز في خدمة غزو العراق؟ وهل تم التشابه بين موقف حسن وموقف الوزير صدفة؟ ام انه دليل على وجود صلات ايرانية - بريطانية تتعلق بتوحيد الموقف من العراق؟ بريطانيا، شريك امريكا الاول في غزو العراق منذ بدءه حتى اكماله والتي تحولت بعد ذلك الى طرف يأتي بعد ايران في مرحلة ما بعد اكمال الغزو، تقول عن عزيز هذا الكلام وحسن يقول نفس الكلام، فما السر في التقاء حسن مع وزير الخارجية البريطانية هذا؟ نترك الجواب للضمائر التي تدافع عن حسن بالحق او بالباطل.

عقدة الدونية
ثمة عرب استحوذت على عقولهم (عقدة الهزيمة) لدرجة انهم صاروا روبوتات بشرية جاهزة للتأييد والرقص طربا لمجرد اطلاق رصاصة ضد الكيان الصهيوني حتى لو كانت رصاصة خلب - اي صوتية، وبدون التساؤل عن الهدف الحقيقي من اطلاق الرصاصة! في ازمان الهزائم المتكررة والمتواترة، منذ غزو فلسطين في عام 1948، تكونت لدى البعض عقدة اخذت تبرز وتكبر يوما بعد اخر وتشاهد بلا مجهر، وهي عقدة الدونية الناجمة عن الهزائم الكبرى، ومن يصاب بعقدة الدونية يرى في اي عمل ناجح – حتى ولو كان جزئيا وناقصا وغايته سلبية - تعويضا عن عقدته فيستبشر به خيرا ويهلل ويكبر بصورة متطرفة تتجاوز حدود العمل الناجح وطبيعته، وقد تقلب سلوكه فيصبح غرورا مقيتا يحاول به اخفاء عقدة الدونية. ماهي هذه العقدة؟
لو حللنا ما كتب ويكتب منذ هزيمة عام 1967 لوجدنا ان ثمة احساس، متزايد يتعقد ويتعمق اكثر كلما حلت هزيمة جديدة، بان الانسان العربي محكوم عليه بالفشل والهزيمة ومحرّم عليه تسجيل نصر ولو واحد! وكما هو معلوم فان تبلور احساس وتعمقه واستمراره لفترات طويلة، واضافة ما يؤكده، يؤدي بعد جيل او جيلين الى تحوله من مجرد احساس الى طبيعة ثانية حسب تعابير علم النفس. وبغض النظر عن نضوج واكتمال ورسوخ الطبيعة الثانية او كونها في طور التكون بعد جيل او جيلين فان العقدة المناسبة للطبيعة الثانية قد ولدت وهي عقدة الشعور بالدونية بأزاء الاخر الذي ينتصر ويتقدم علميا وتكنولوجيا فيما نحن نهزم ونتراجع علميا وتكنولوجيا ونتحول الى محض طفيليات تعتاش على انجازات الاخر العلمية والتكنولوجية المنتصر علينا حربيا!
وحتى حينما يحقق اسير عقدة الدونية نصرا فانه، ونتيجة لعدم ثقته بنفسه، يساهم في خسارة النصر وتحوله الى هزيمة : خذوا مثلا انتصار العرب الاولي على الكيان الصهيوني في حرب اكتوبر (1973) كان نصرا حقيقيا وتاريخيا وعظيما، ولكن عقدة الدونية، التي كانت قد وجدت قبل ذلك، تحركت باللاشعور وبالشعور وهزت بعض من يتخذون القرار والكثير ممن ينفذون القرار وكان لها دورا مهما في تحويل النصر الى هزيمة اخرى! نعم لقد اعادت امريكا تسليح الكيان الصهيوني بجسر جوي ولكن نعم اقوى من النعم الاولى تقول كان يمكن مواصلة دحر الكيان الصهيوني او على الاقل عدم اعطاءه الفرصة لتحقيق تقدم كما حصل في ثغرة الدفرسوار واعادة احتلال الجولان.
لقد تكونت طبيعة ثانية لدى بعض العرب، واقول بعض العرب ولا اقول لدى الحكام العرب فقط، لان الكثير من المثقفين والساسة العرب خارج الحكم أصيبوا بخيبة امل اوصلتهم الى الوقوع في فخ عقدة الدونية، ومن يقرأ قصائد نزار قباني مثلا يجد هذا الاحساس العميق باننا امة مهزومة همها الوحيد اللعب بالفروج! وهذا خلط خاطئ بين حكام اصابهم الفساد والعمالة وشعب مضطهد ومكبل، كما يجد (مختصون) في علمي النفس والاجتماع من يستعير مفاهيم غربية - صهيونية وصفت العرب بعدة اشكال منها انهم (شعب صوتي) او (ظاهرة صوتية)، اي ان العرب لا يتقنون الا الشعارات والوعود والعنتريات ويفتقرون الى الفعل والتطبيق! وهذا ايضا تعميم لظاهرة خاصة اصابت الحكام، بدليل وجود المقاومة والرفض للنظم وللاستعمار.
منذ هزيمة عام 1948 واجهنا هزائم وانكسارات كان اغلبها نتيجة تقصيرنا جميعا : بعد مد قومي عظيم شمل الوطن العربي كله نشأ عقب العدوان الثلاثي على مصر حول التراجعات، التي بدات تظهر بصورة كاملة منذ احتلال فلسطين، الى تقدم كبير شعبي قاده القائد المرحوم عبدالناصر وخلق انطباعا قويا بان زمن الهزائم قد ولى الى غير رجعة، وجاء انفصال سوريا عن الجمهورية العربية المتحدة ليشكل ضربة عنيفة وموجعة للضمير العربي المتوجع اصلا لان الوحدة العربية كانت الحلم العربي الاعز.
ثم توالت الكوارث : صراع القوميين والشيوعيين، بعد محاولة المرحوم عبدالكريم قاسم الديكتاتور الشعوبي والمسئول الاول عن كارثة الاحتراب العراقي – العراقي، وبدعم كامل من الحزب الشيوعي ومصطفى البارزاني، اجتثاث القوميين العرب بالاعدامات والتصفيات الجسدية، وتوسعت الكارثة بانتقال الصراع من العراق الى المستوى العربي وتجلى في الحرب الاعلامية والسياسية الشعواء بين عراق الديكتاتور قاسم والجمهورية العربية المتحدة، وانبثق صراع أخر مدمر بين التيارات القومية خصوصا بين الناصرية والبعث، وتوسعت الكارثة حينما بدأت انشقاقات البعث واسقطت سلطته في العراق عام 1963 بعد 9 شهور على استلامه للسلطة، وحلت الضربة القاضية بوقوع هزيمة عام 1967 المدوية والتي كانت الخنجر الذي غرز في قلب عبدالناصر وادى الى اغتياله ووصول السادات الى السلطة، بنهجه الاستسلامي المعروف، الذي غيّب الطابع التحرري والوطني والقومي للناصرية في مصر كقوة قائدة هناك.
ولم تكد كارثة الردة الساداتية تنحسر حتى جاءت كارثة اخطر مكملة لها، في اطار مخطط صهيوني - غربي كما اثبت الاحداث اللاحقة، وموسعة لاثارها التشرذمية وهي وصول خميني للسلطة في ايران واعلانه الحرب على القومية العربية وتحويله - المتعمد والمرسوم - للصراع من صراع مع الصهيونية وداعميها الغربيين الى صراع اسلامي - اسلامي، او عربي - فارسي، وكان ذلك انقلابا ستراتيجيا هو الاخطر في العصر الحديث لانه حرر الكيان الصهيوني والغرب الاستعماري من القدرات الكفاحية لحركة التحرر الوطني العربية، وكان ابرز مظاهر التخريب الخميني هو فرض الطائفية المنظم والمنهجي.
وعلى مستوى اخر جاء فشل كل التجارب التي وصفت ب (الوحدوية) التي اقيمت بين مصر وسوريا وليبيبا والسودان ليعزز الشعور بالانكسار، وبدأ (التعهير) المنظم للقومية العربية من خلال تقديم صورة مشيطنة ومنفرة لها وهي صورة الوحدات الهزلية الكارتونية والتي تفشل بعد الاعلان عنها وقبل ان تقوم! اما احتلال اول عاصمة عربية من قبل الكيان الصهيوني، وهي بيروت عام 1982، واخراج المقاومة الفلسطينية من لبنان ونفيها الى تونس فكان مقدمة سايكولوجية لاحتلال عواصم اخرى بعد تجريد العرب من رد الفعل المناسب لعمل خطير كهذا.
وحينما تحول حلم الوحدة العربية الشاملة الى شعار صعب التطبيق استعيض عنه بالاتحادات الكونفدرالية، فبرزت الاتحادات العربية التي تكونت : مجلس التعاون الخليجي والاتحاد المغاربي، ومجلس التعاون العربي (العراق ومصر واليمن والاردن)، لكن هذه الاتحادات بقيت بصورة عامة مجرد ادوات طوارئ الى ان زالت عمليا! اما العدوان الثلاثيني على العراق ومشاركة انظمة عربية فيه تحت قيادة امريكا، فانه كان الخطوة الثانية الصادمة للوجدان العربي، بعد زيارة السادات للقدس، التي اكملت تمزيق الصف العربي.
وظهرت خطورة الموقف العربي الرسمي من العدوان على العراق باشتراك انظمة العربية في فرض الحصار على العراق والذي كان اكبر كارثة عربية بعد كارثة فلسطين، حيث انه قتل حوالي مليوني عراقي ومهد لغزو العراق في عام 2003 والذي شكل صدمة أخرى اكثر تدميرا للمعنويات العربية. ومن الملاحظ ان التراخي في مواجهة الغزاة اتخذ شكلا مفجعا بتمييز احتلال عن احتلال من قبل بعض العرب، فهؤلاء اذ يدينون احتلال الكيان الصهيوني للاراضي العربية يدعمون احتلال ايران للاحواز، وهي اكبر من فلسطين باكثر من تسعة مرات ارضا وسكانها ضعف سكان فلسطين، كذلك السكوت على احتلالها للجزر العربية وتدخلاتها الخطيرة في الاقطار العربية ونشر الفتن الطائفية، وتعاونها مع الكيان الصهيوني وامريكا في تدمير الاقطار العربية كما حصل باحتلال العراق، وعقد صفقات ايران جيت وغيرها واعلانها الرسمي بانها تريد التفاوض مع امريكا حول مصير العراق والمنطقة كلها أحد اهم الادلة على ذلك! ان الموقف من ايران، مثلا من قبل بعض المنظمات الفلسطينية، يعد ساداتية جديدة بحق لانه برر بغطاء دعم ايران لمنظمات فلسطينية، وكأن هذا الدعم مسوغ للسكوت على الدور الايراني الخطير في العراق وغيره، وهو نفس منطق السادات الذي اعترف بالكيان الصهيوني تحت غطاء خدمة المصالح المصرية!
واخيرا وليس اخرا احتواء المقاومة الفلسطينية التي كانت الامل العظيم ليس فقط في تحرير فلسطين بل في تحرير الامة العربية كلها، فالثورة الفلسطينية اغتيلت وحوصرت الى ان اصبحت عبارة عن سلطة قزمة في الضفة الغربية وغزة، ثم جاءت الضربة القاسية للوجدان العربي باندلاع حرب بين من يحكم غزة ومن يحكم الضفة الغربية وتبني الطرفان المسيطران فيهما لحل يقوم على التنازل عن الحق العربي في فلسطين، وهو اقامة دويلة قزمة ومقزمة في الضفة والقطاع، والفرق بين سلطة الضفة وسلطة غزة ان الاولى تقول انها تعترف بالكيان الصهيوني فورا مقابل الدويلة بينما الثانية تقول انها تتنازل عن فلسطين التاريخية مقابل الدويلة مع عدم الاعتراف الفوري بالكيان الصهيوني، في لعبة ساذجة مارستها عناصر من فتح في السبعينيات للتمهيد للاعتراف بالكيان الصهيوني!
هذه الاحداث الكارثية لضخامتها وخطورتها ولا محدودية تخريبها، اجبرت البعض على الظن بان ثمة يد اجنبية تحركها وتصنعها وتديمها، وهو اعتقاد اكدت الاحداث كلها انه ظن في محله، وبغض النظر عن الحجم والتفاصيل. لذلك فان تفجر تلك الاحداث وتعاظمها واستمرارها جعل الفرد العربي يتعرض لعملية غسل دماغ جماعية لاجل اقناعه (بدونيته وتخلفه الطبيعي البايولوجي وبانه محكوم عليه بان يبقى مهزوما ومذموما)، في مسعى واضح لاخفاء الاسباب الحقيقية وهي اسباب سياسية واقتصادية وتربوية ساهمت دول الغرب والصهيونية في ايجادها وغرس بذراتها.
ولاجل اكمال وترسيخ الاساس بالدونية الذي خلقته تلك الاحداث الكارثية، وهناك غيرها كثير، فان مالاحظه الانسان الواعي هو الاتجاه القوي لاخفاء ومحو او تشويه الانجازات العظمى التي تحققت في عهد عبدالناصر وعهد البعث في العرق قبل الغزو، ومنها دلالات حصول غزو العراق بالذات والذي كان التأكيد الحاسم على ان الانسان العربي مبدع وخلاق وقادر على اللحاق بالعالم المتقدم والا لم تجشمت امريكا ومن معها تضحيات غزو العراق الكارثية لو لم يكن العراق تجاوز الخطوط الحمر التي وضعها الغرب امام العرب لمنعهم من تحقيق تقدم علمي وتكنولوجي واجتماعي.
ولذلك لم يرى المواطن العربي العادي، وحتى قسم كبير من المثقفين العرب، من كل هذه المشاهد الا الكوارث والهزائم المخجلة التي كانت تتراكم واحدة فوق اخرى محولة الانسان العربي الى مجرد حاضنة للكوارث والفشل والانتكاسات المتتالية والمتعاقبة مع تغييب واضح ومتعمد لكل الانجازات والانتصارات، مثل انجازات البعث في العراق واهمها : محو الفقر والامية وتأهيل 300 الف عراقي علميا وتكنولوجيا من حملة الماجستير والدكتوراه وتأسيس اكثر من سبعين جامعة بعد ان كانت قبل حكم البعث جامعتين فقط، وبناء جيش عظيم واقامة صناعة عسكرية ممتازة، ومجانية الطب والتعليم، ودعم الاسعار بحيث اصبح في كل بيت فائض كبير من المال. وفي حالة الفشل في التعتيم لى الانجازات كان العمل على تحويلها، بالشيطنة المنظمة، الى (خطوات غير محسوبة) و(انتهت بالفشل)، او (انها هي التي حرضت الغرب والصهيونية على تدمير العراق)، مع ان الذي افشلها هو التحالف الغربي – الصهيوني.
ان التساؤل حول ما حصل في العراق وادى لتدميره بصورة منظمة يكاد ان يكون معدوما، لان عمليات الشيطنة والسيطرة التامة على الاعلام الجماهيري كانت تحرم القوى الوطنية من القدرة على توضيح موقفها والرد على عمليات الشيطنة. لذلك لم يعد في المشهد العربي الا التراجعات والهزائم مما اوقع الكثيرين في فخ الدونية.
تلك هي البيئة التي خلقت عقدة الدونية لدى كم عربي كبير ومهم جدا، وجعلته ينظر بيأس الى المستقبل العربي، بل ان الكثيرين ارتدوا عما اقتنعوا به في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينات، خصوصا الايمان بوحدة الامة وحتمية تحقيقها والانتصار على الاستعمار والصهيونية. ومما عمق وعزز الشعور بالدونية واليأس وجود انظمة عربية فاسدة وتابعة للغرب ومتعاونة معه ومع الكيان الصهيوني رغم كل جرائم الغرب والصهيونية، وترسخ وجود تلك الانظمة بفضل الدعم الغربي وفشل محاولات اسقاطها سواء بالطرق السلمية او العنفية.
وكان الاعلام الغربي والصهيوني يقوم بدور حاسم في استثمار هزائم وفشل الانظمة العربية لزرع فكرة ان الانسان العربي بتكوينه الطبيعي انسان مهزوم وضعيف وكذاب وكسول ومتخلف وعاجز واسير انانيته وبطنه وما بين فخذيه، وهو لذلك مهزوم مسبقا، لقد كتب بهذا الاتجاه كثير من كتاب الغرب والكيان الصهيوني مثل رافائيل باتاي في كتابه المعروف (العقل العربي والعقل اليهودي) والذي اكد فيه ان العربي اسير الجنس واللذة والكسل...الخ، وسار على نهجهم كتاب ومختصين عرب، روجوا لفكرة ان الانسان العربي بطبعه عاجز ومتخلف! اما بعض الشعراء فانهم زادوا الطين بله بطريقة تفكيرهم الذاتية الغائبة عن الواقع في عالم نرجسي والمتجاهلة لمحركاته وتعقيداته فقامت بممارسة تحقير الذات على نطاق واسع مما اوجد مناخا مثاليا لطغيان روح الهزيمة والدونية في اوساط واسعة!
منذ عام 1967 وحتى الان تروج تلك الافكار وتقرن بامثلة واقعية وهي هزائم وفشل العرب، وفي هذه البيئة نشأ اكثر من جيل وهو متأثر بتلك التربية الفكرية والنفسية، ولذلك حصلت فجوة بين الاجيال التي تكونت في العقود الثلاثة اللاحقة لغزو فلسطين، وهي اجيال النضال والانتماء القومي والوطني والماركسي، والاجيال التي تكونت في الجيلين اللاحقين اللذان تكونا في الثمانينات والتسعينيات، وكانت السمة الطاغية عليهم هي ضحالة الوعي القومي والوطني والتأثر بالغرب ثقافيا والاعجاب بنمط حياته، وكره السياسة وهو كره مفهوم و لا ترجمة له سوى خدمة الغرب والصهيونية، مادام كل تحييد لكتل عربية يخدم العدو.
الاجيال الجديدة هذه كانت ترى بعين واحدة فقط ان الامة العربية امة مهزومة واراضيها محتلة والانظمة عاجزة عن تحريرها، مع انها اراض عربية وان الكيان الصهيوني يحتل ويعتدي مدعوما من قبل الغرب! تحت ضغط هذه البيئة تكونت ازدواجية الغربة عن الوطن والامة مقابل وجود احساس قوي بان العرب ضحايا ومساكين وان الغرب معتد والصهيونية معتدية! ان السؤال الذي يفرض نفسه هو : ما هي الاثار السايكولوجية التي تترتب على وجود هذه الازدواجية؟ هذه البيئة تحدد خيار الانسان وهو الهروب من الواقع الى اتجاهين : اتجاه عدمي تغريبي لدى الجيل الجديد يجعله يرفض نمط الحياة العامة بما فيها النمط السياسي، وهو رفض يجعله موضوعيا قريبا من الغرب والصهيونية وفريسة سهلة لهما، واتجاه غاضب ورافض ايضا لكنه يحن ويحلم بازالة الظلم وتحرير الاراضي العربية بصورة رومانسية لانه عاجز عن العمل الجاد لذلك يلجأ للحلم تعويضا عن عجزه.
الاتجاه الثاني استبطن شعورا بالحاجة للتغيير رغم قناعته بانه مستحيل بحكم طبيعة الوضع وتوازنات القوى، لذلك فان وطنيته كانت عبارة حنين للمستحيل وهو الانتصار على العدو، ولانه لا يعرف كيف يتحقق الانتصار في بيئة الهزيمة والتداعي فانه انطوى على نفسه وصار معقدا جدا في تعامله مع الواقع العربي. وتجلى هذا التعقيد في تبلور عقدة الدونية لديه في اللاشعور مع انه في شعوره يرفض ذلك! انه يريد العظمة للامة لكنه لا يتجرأ على البوح برغبته لانه اسير وعي عام وذاتي بان العرب عاجزون ومتخلفون! هنا صار الانتصار حلما بعيد التحقق، ويقض هذا الحلم مضجعه حتى وهو مستيقظ! التنفيس عن الدونية اصبح عبارة وعي مقلوب لديه يتجلى في توقع نصر مع انه مقتنع انه نصر مستحيل، وهذه الاستحالة عمقت ازمته النفسية وجعلته واقعا تحت ضغط رغبة مستحيلة تؤرقه ليل نهار وتربك تعبيراته الادراكية عند تعامله مع الناس ومع محيطه القريب.
يتبع..............
salahalmukhtar@gmail.com
1/10/2009

شبكة البصرة

الجمعة 13 شوال 1430 / 2 تشرين الاول 2009

يرجى الاشارة الى
06-01-2013, 03:54 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
زحل بن شمسين غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 575
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #3
الرد على: إشكالية حزب الله : (طاهرة) في بيروت عاهرة في بغداد! 4/4
http://www.albasrah.net/ar_articles_2009...270513.htm


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ



إشكالية حزب الله : (طاهرة) في بيروت عاهرة في بغداد !


(3-4)


قل لي من هو صديقك أقول لك من أنت
مثل عالمي

http://www.albasrah.net/ar_articles_2009...031009.htm

شبكة البصرة

صلاح المختار
تحرير جنوب لبنان
ان السؤال المهم هنا هو : هل كان لهذا الاعداد النفسي وعملية غسل الدماغ الجماعي جزء اخر مكمل من اجل تحويل ولاء الانسان العربي من ولاء لامة ووطن وهوية قومية، راسخة المعالم وتقوم على توحيد المواطنين على اساس المواطنة المتساوية، الى ولاء لرابطة رجعية فاسدة تخرب وتشرذم هي الرابطة الطائفية بعد ملكنتها – اي جعلها ملاكا – من اجل تمكينها من تحقيق الحلم المستحيل للعربي العاجز ولو جزئيا؟ وكيف يمكن ملكنّة أبليس الاصلي، اي الطائفية، مع انها ابليس بكل ما نعرفه عنه من سلبيات؟
نعم كان يجب ملكنّة الطائفية ونزع الصفة الابليسية عنها عن طريق تمكينها من تحقيق ما فشلت في تحقيقه الانظمة العربية، التقدمية الوطنية والرجعية، وصار حلما مستحيلا، بجعلها تسجل الانتصار الحلم من اجل ان تكسب دعم عرب قتلهم اليأس من تحقيق اي نصر وزرع فيهم عقدة الدونية، كي تقوم بدورها اللاحق وهو تفتيت الامة العربية، على اسس طائفية، وفتح الباب لمحتل جديد لا يقل خطورة عن الكيان الصهيوني والغرب الاستعماري وهو ايران، لتدخل محمية بسمعة طيبة لحزب شكلته مخابراتها، ومستندة الى، ومتسلحة ب، دعم عرب مرضى نفسيا مصابين بعقدة الدونية وجدوا في انتصار الطائفية علاجا ولو مؤقتا لعقدة الدونية، تماما كما يجد ألتائه في المخدرات هروبا مؤقتا من ازمة التيه.
في زحمة الفرح الطاغي بتحقيق الانتصار المستحيل ينسى المريض بعقدة الدونية كل شيء ما عدا الانتصار حتى لو كان هذا الانتصار مجرد مخدر – زيف وتزييف ستراتيجي كبيرين - يجر الانسان الضحية الى ادمان عليه لابد ان يقتله في النهاية. والقتل هنا هو تجاهل الابعاد الستراتيجية والمبداية لدور الاداة التي حققت نصرا جزئيا ومؤقتا، ويكتفي برؤية النصر بطريقة تشبه تمسك مدمن المخدرات بالمخدرات رغم انه يدرك انها ستدمره!
في بيئة الهزيمة ونتاجها الاحساس بالدونية، جاء تحرير جنوب لبنان من قبل (المقاومة اللبنانية) ليضع هذا الانسان المصاب بعقدة الدونية امام حالة حلم بها لكنه كان مقتنعا انها مستحيلة التحقيق، فتحققت وهو اسير تكوينه (الدوني) على يد تنظيم لو كان المواطن العربي في حالة نفسية سليمة لرفض كليا دعمه لكونه طائفيا. وهنا تكمن عبقرية وحكمة وذكاء ورقي النخب الشوفينية الفارسية التي عرفت كيف تدخل حصن حصوننا، وهو فلسطين، وتستخدمه قلعة تتحصن بها لتدمير وتقسيم الامة كلها بما في ذلك شعب فلسطين، من اجل اقامة الامبرلاطورية الفارسية العظمى التي حلمت بها النخب الفارسية منذ حطم الاسلام امبراطوريتهم بالفتح الاسلامي.
وبقدر ما كان تحرير جنوب لبنان مفرحا للانسان العربي فانه كان صدمة وعي طارئ، وعي مخالف لما عاش فيه وتاثر به وهو الهزيمة وعقدة الدونية! لكن هذه المقاومة التي حققت النصر في الجنوب لم تعد نفس المقاومة التي كانت تقاتل من جنوب لبنان الاحتلال الصهيوني لفلسطين، فقد تحولت، بقوة سلاح حركة امل وحزب الله الذي قتل مئات المقاومين الفلسطينيين وداعميهم من الوطنيين اللبنانيين وافرغ الجنوب منهم ليصبح حكرا على الطائفية، تحولت من مقاومة تضم كل القوى الوطنية الى مقاومة ذات صفة طائفية.
وهنا يكمن مقتل حزب الله لان مجرد وجود طابع طائفي لحزب تحرري يسقطه من عرش التحرر حتما اليوم او غدا، بعد زوال نشوة النصر وظهور النتائج الكارثية لنصر جزئي في لبنان صمم للتمهيد لغزو العراق بمشاركة ايرانية رئيسية، ونشر الفتن الطائفية في الوطن العربي من قبل ايران ولصالح القوى الملتقية معها حول تقسيم الاقطار العربية وهي امريكا والكيان الصهيوني. ان الطائفية زرع مسموم ومسمم وناقض ونقيض للرابطة الوطنية، والبوابة التي يمر من شقوقها النفوذ الاستعماري الغربي والصهيوني والايراني، وقد اثبتت تجربة حزب الله انه من المستحيل تحول حزب طائفي الى حزب وطني مهما فعل لانه بنيويا مصمم للعمل لخدمة الطائفية وحالما يتخلى عن طائفيته تتفتت جيناته المكونة ويتحلل وينتهي. وتلك هي المعضلة التي يواجهها حزب الله منذ انتهاء حرب عام 2006 والكشف التام والرسمي عن انه عبد مطيع لايران ويخدم مصالحها اولا وقبل كل شيء، وانه يستخدم لبنان والقضية الفلسطينية للتغطية على غزو ايران للعراق والاحواز والجزر العربية ونشرها اخطر ما واجهته الامة العربية منذ سايكس بيكو الاولى وهو سايكس بيكو الثانية القائمة على تقسيم الاقطار العربية.

لقد اضطرب المنطق السليم لهذا المواطن وتفكك وتفتت امام (هول) الفرحة، وفقد بتأثيرها ماكان يعد مسارا واضحا لتفكيره وردود فعله وهو مسار الامة والوطنية والهوية القومية، ووجد انه ضائع ومسحوق بين نصر كان مستحيلا وتحقق ولكن باداة طائفية تتناقض منطلقاتها الاساسية مع وعيه القومي والوطني، ولاغراض غير واضحة له، لكنه كان بحاجة الى النصر لسد الشعور بالنقص ولازالة عقدة الدونية. لقد تحقق النصر المستحيل فعلا وطرد المحتل الصهيوني من الجنوب اللبناني، فماذا يعمل ووعيه وعي هزيمة ومشاعر دونية؟ وكيف يستوعب نصرا تحققه اداة طائفية مع ان الطائفية تخرب الوطنية وتنقضها وتدمرها بلا ادنى شك؟ الرد كان الاستسلام التام لوعيه الاعور والملتبس القائل بان حلمه المستحيل قد تحقق ولهذا لا تهم هوية من حققه. بالطبع تعامل الانسان هذا مع النصر على انه هبة ربانية غير محسوبة ولا متوقعة اطلاقا في ضوء البيئة العربية السائدة، الامر الذي ساعد على تغليب الحاجة المباشرة لنصر، تم باداة منحرفة وتخريبية، على متطلبات الوعي القومي والوطني.
ومع ذلك بقيت المشكلة الاساسية : لقد حاول هذا الانسان ان يحقق انقلابا في وعيه يقوم على رفض فكرة الهزيمة وتجاوز الدونية، لكن هذا الانقلاب يبنى على ارضية هزيمة ومشاعر دونية، فالبنى النفسية ليست دارا يمكن تهديمه بالديناميت بسرعة وبناء اخر محله ببضعة شهور بل هي بنى معقدة جدا وهي اكثر تعقيدا من التكوين البايولوجي للانسان، لذلك فمن الصعب تحقيق انقلاب حقيقي على الوعي الدوني وعلى ثقافة الهزيمة، وكل ما يمكن تحقيقه هو انقلاب شكلي يأخذ صيغة تبني قناعات جيدة تشكل وعيه الجديد، وهو وعي يقول بان النصر قد تحقق وبناء عليه فان من حقق النصر هو الامل وهو القادر على تحقيق انتصارات اخرى وان غيره فاشل، ولذلك يجب منحه ثقة تامة وعدم الانفصال عنه مهما كانت عيوبه، انه قارب النجاة من كارثة الاحساس الدوني، وهو الذي حقق المستحيل مع انه كان مستحيلا، ولابد من وضع الثقة به ومواصلة دعمه من اجل ان يبقى الحلم متحققا في الواقع حتى لو لم تفهم طبيعة وكيفية تحقق هذا الحلم، وحتى لو لم تفهم الاهداف البعيدة لمن حققه، حتى لو لم تفهم ظاهرة قيام تنظيم طائفي بتحرير ارض محتلة وهي ظاهرة غريبة ومرضية دون ادنى شك.
هنا تلوث عقل صاحب الوعي وتمزق وعيه شر ممزق وصار طفيليا يعتمد كليا على من حقق له النصر المستحيل، واصبح يعيش كابوسا اخرا جديدا وهو الخوف من العودة لحالة الهزيمة في كل لحظة، فبنيته النفسية بنية هزيمة ومشاعره مشاعر دونية وما تحقق حالة مفاجئة وغير متوقعة وغير مفهومة في طريقة حدوثها. يضاف الى ذلك ان غموض طبيعة من حقق النصر وهي طبيعة كان يدينها قبل وعيه الجديد وهي الطبيعة الطائفية، يشكل عامل ضغط سلبي عليه، لذلك فان هشاشة وجود النصر هي السمة الغالبة على تفكير هؤلاء، الامر الذي يجعلهم يمارسون تفكيرا مشتقا من تربيتهم التقليدية وهي تربية الهزيمة والدونية، بافتراض ان بقاء النصر وعدم فقدانه كما حصل في السابق مرهون بدعم من انتصر ومنحه ثقة مطلقة وتعليق كل الاعتراضات والملاحظات عليه مهما كانت كبيرة من اجل ان لا يعود كابوس الدونية.
اذن دعم حزب الله من قبل هذه الشريحة النظيفة من العرب هو ثمرة اضطراب نفسي معقد وهائل، وهو دعم ظاهره الرسوخ وباطنه الهشاشة، لان تناقض الوعي ووجود عدة انماط وعي لدى هؤلاء نتيجة ما تفرضه البيئة المتناقضة والمضطربة يجعل موقفهم عصبيا يتجنب مواجهة الحقيقة ويولد الاحساس الحاد والقوي بان النصر يجب المحافظه عليه مهما كلف ذلك من تنازلات لمن حقق النصر لاجل بقاء الحلم المستحيل متحققا. انها عقدة نفسية اكثر مما هي خيار سياسي ناضج وواع ومستند على قاعدة موضوعية متحررة من العقد النفسية. لقد مثل حزب الله بالنسبة لهؤلاء صورة البطل الذي حقق المستحيل وتعمق ذلك في حرب عام 2006، لكن في هذا المفصل وصل حزب الله الى نهاية دربه، وبدأ ينزع ثيابه، التي موه بها حقيقته الطائفية، بحركات بطيئة ومحسوبة بعد تلك الحرب، واخذت طبيعته الحقيقية – الطائفية - تظهر للعيان، رغم انها كانت منذ البداية واضحة لكن الوعي الدوني كان يحيّد قدرة صاحبه على الفهم الصحيح وعلى تقدير مخاطر قبول الطائفية حتى وان حققت نصرا، لانها بدهاء واضح خططت لتحييد العداء لها وكسب الانصار من خلال استغلال عقدة الدونية لديهم.
ولم يتوقف دهاء طائفية حزب الله – التي تموه الطبيعة القومية الفارسية لمرجعية الحزب – بل هو عرف ان من اهم عوامل دغدغة الضمير المضطرب عامل المال، فاغدقت ايران المال على كتل وافراد عديدين بكرم يذكرنا بيحيى البرمكي ودوره التخريبي في العهد العباسي، وتحول من دعم حزب الله سياسيا، وجير هذا الدعم الى ايران، الى شعور قوي بالاعتماد على حزب الله وايران في حل عقدة العيش الصعب، لدى البعض من داعمي الحزب، الذي ينتج قلقا من مستقبل غامض، لقد قالها ابو الحسن بني صدر في قناة العربية بان ايران تمكنت من كسب الانصار والبقاء في السلطة عبر القوة والنفط اي المال.
فقط انظرو الى اشخاص مصريين، ناصريين واخوان مسلمين وغيرهم، ولاحظوا كيف تحولوا بسرعة من فقراء معدمين الى اصحاب مكاتب وسكرتيرات ورواتب وعقود عمل وعقود تجارية ووكلاء شركات وصاروا يقومون بسفرات متكررة شهريا وربما اسبوعيا! ومن مظاهر الحقارة في هذا السلوك هو ما قاله نائب مصري، يوصف بانه مفكر قومي ناصري، بعد زيارته لطهران بانه كان معاديا لايران لكنه اقتنع بعد زيارتها بانها تستحق الدعم! تخيلوا بزيارة واحدة يغير نائب موقفه جذريا ويتحول من مناهضة ايران الى دعمها! أنها تفاهة اشخاص أستخدموا السياسة سلما للوصول الى المال الحرام مما جعلهم يزايدون في الدفاع عن ايران حتى وهي تحتل وتبيد عرب العراق! كيف حصل هذا الانقلاب السريع؟ بالطبع ودون ادنى شك كان من اقنع هذا النائب المصري هو التومان الايراني لاغير والذي جعله يبيع ناصريته بعد ان باع ضميره.
القانون المطلق الذي يحكم موقف كل قومي عربي، وبدونه تسقط عنه صفة القومي، هو التالي : مادامت الارض العربية كلها من موريتانيا الى عمان متساوية القيمة، فان من المستحيل على قومي عربي حقيقي ان يؤيد ايران وهي تحتل الاحواز والجزر العربية وتشارك في احتلال العراق وتنشر الفتن الطائفية، لذلك فان (قومية) من يدعم ايران ما هي الا هوية ماض تم بيعه بالبتروتومان.

ملاحظات اساسية
ما الذي يخرج به المرء بعد قراءة ما سبق؟ فيما يلي بعض الملاحظات الاساسية :
1 - رغم ان ماورد في الدستور الايراني واضح كل الوضوح، في تأكيد ان ما يحرك السياسة الخارجية الايرانية هو المصلحة القومية الايرانية وليس الاسلام او مصالح المسلمين، ورغم وجود عشرات الأدلة المادية متجسدة في مواقف وممارسات ايران، التي تؤكد ان مصلحة الامة الفارسية هي المعيار الاول والاخير لكل مواقف ايران، رغم ذلك فان ما صدر عن مسئول ايراني كبير يقدم الدليل الرسمي المضاف والحاسم الذي يثبت بان سياسة ايران تحركها مصلحتها القومية وليس الاسلام.
في تصريحات مثيرة وخطيرة وتطلق لاول مرة بهذه الصراحة والوضوح قال رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية الجنرال حسن فيروز آبادي المقرب جدا من علي خامنئي، ديكتاتور ايران المطلق، أن دعم بلاده للقضية الفلسطينية هو " شكل من اشكال الاستثمار للحصول على امتيازات اقليمية ودولية ". ونقلت مواقع ايرانية رسمية عن فيروز آبادي قوله "إن دعم القضية الفلسطينية بالرغم من التكلفة السياسية والدعائية والمالية لا يشكل امرا عبثيا ومكلفا لنا ولم يفرض علينا بل انه يعد ضربا من الاستثمار لتحقيق مصالح اقليمية ودولية لنا".
الا انه اكد في الوقت نفسه " أن هذا الموقف من ناحية اخرى يضمن الأمن والمصلحة القوميين لبلادنا ". واستطرد فيروز آبادي قائلا: " في واقع الامر ان الجماهير المظلومة والمناضلة الفلسطينية واللبنانية تدافع (من خلال نضالها) عن مصالحنا وامننا القوميين ايضا في الوقت الذي يقتصر دعمنا على الجانب المعنوي ". وشدد رئيس اركان القوات المسلحة الايرانية " ان دعمنا لحركات التحرر يدخل في صلب حماية الامن القومي الايراني و يزيد من قوتنا الاقليمية وهو في سياق ما ننفقه للحفاظ على امننا القومي واتساع رقعة قوتنا في المنطقة ". لاحظوا : كم مرة كرر عبارة (امن ايران القومي) في تصريح قصير؟!
ان السؤال الذي لابد من طرحه هو لماذا هذه الصراحة في الاعلان رسميا عن الطبيعة القومية للسياسات الايرانية؟ لم لم يقل مسئول ايراني هذا قبل عام من الان؟ هل لذلك صلة بالتوصل الى صفقة استعمارية أيرانية مع امريكا تقوم على تقاسم النفوذ في المنطقة مما جعل الافصاح عن المحرك الحقيقي لايران ضرورة لابد منها لان القادم من الاحداث سيقدم ادلة مادية ورسمية لا ينكرها الا الاعمى والغبي؟ نعم ان ثمة سببين في هذه الجرأة التي ستذبح كل من دافع عن ايران باستماتة، وهما :
أ – ان مسيرة ايران، منذ غزو العراق بشكل خاص، قد قدمت عشرات الأدلة القوية على ان تعاون ايران مع امريكا ليس مجرد رغبة في تصفية النظام الوطني في العراق بل ان الامر ابعد واخطر بكثير، لان تدمير العراق مجرد مقدمة لاعادة رسم خارطة المنطقة سكانيا وستراتيجيا، واقامة تحالفات جديدة تحكم المنطقة تحت المظلة الامريكية. هذه الحقيقة كانت تنكر بشدة من قبل انصار ايران العرب رغم وضوحها، اما الان فمن المستحيل انكارها لانها واقع عياني واضح جدا.
ب – لقد انتهت لعبة عض الاصابع بين امريكا وايران، او كادت تنتهي، والتي كان هدفها حصول كل طرف على اكبر مكسب يريده ورفض الطرف الاخر ذلك واصراره على تقليص مكاسب الطرف الاول، وهذه اللعبة ملأت ساحة العراق والخليج العربي بشكل خاص منذ الغزو وحتى العام الماضي حيث توصل الطرفان الامريكي والايراني الى تفاهم اولي وعام اعترفت بموجبه امريكا بمصالح ايرانية اقليمية وبدور اقليمي ايراني فعال، وهو تطور سيقود حتما الى خطوات عملية لترجمته بصيغة منح ايران مكاسب في العراق والمنطقة كلها مقابل تحول ايران الى عضو فعال في (نادي كبار المنطقة)، الذين سيشكلون ما يسمى (النظام الشرق اوسطي الكبير)، من هنا فان اعتراف الجنرال الايراني ما هو الا تمهيد لامتصاص الصدمة الناجمة عن الكشف عن الوجه الحقيقي لايران الملالي وانتهاء فترة الخلاف حول هويتها وتوجهاتها الستراتيجية وصلتها بطموحات ايران التاريخية والقومية. المصدر العربية نت 10/9/2009.
هذه الحقيقة قالها قبل ذلك زعيم ايراني اخر محددا الغاية الاخرى من دعم حركات فلسطينية، وهي غاية تخريبية ومدمرة للاقطار العربية، فقد قال " محمد باقر خرازي " أمين عام حزب الله الإيراني (الراعي الرئيس لباقي التنظيمات التي تحمل نفس الاسم في المنطقة) لصحيفة " عصر إيران" وأعادت نشره وكالة أنباء " أخبار الشيعة " الإيرانية، متسائلا : "ما الفائدة التي جنيناها أو سوف نجنيها من دعم الحركات الفلسطينية؟ فإذا أردنا دعم الفلسطينيين يجب أن نكون متيقنين أن فلسطين ستكون سائرة على مذهب أهل البيت (يعني شيعة) وإذا لم تكن على مذهب أهل البيت إذن ما الفرق بين إسرائيل وفلسطين. وإلى متى تكون سفرة (مائدة) الشعب الإيراني ممدودةً للغرباء فيما الشعب الإيراني يتأوه جوعاً؟ " شبكة نور الاسلام 9/9/2009.
في هذا الاعتراف يحدد هذا القيادي الايراني هدف ايران وهو (نشر التشيع) في فلسطين، واذا لم ينجح نشر التشيع فانه لا فرق بين اسرائيل وفلسطين! المعيار الطائفي، وليس الاسلامي او القانوني، هو الذي يدفع ايران لدعم القضية الفلسطينية، وهو دعم ليس هدفه تحرير فلسطين على الاطلاق. ما الخطورة في هذا الاعتراف؟ ان نشر التشيع يساوي ويعني بدقة شرذمة الاقطار العربية على اسس طائفية وهذا بالضبط هو اهم هدف صهيوني رسمي ومعروف. واذا تذكرنا بان التشيع ليس سوى غطاء لاستدراج السذج الى فخ خدمة مصالح ايران القومية، كما اكد الجنرال الايراني في اعلاه، نصل الى حقيقة ان ايران تستغل التشيع من اجل ايجاد موطئ قدم وخيول طروادة داخل أقطار الامة العربية.

2 – ان السؤال الجوهري الذي يغزو رأس من قرأ برقية حسن هو التالي : هل يمكن لحزب او انسان ما ان يكون مجاهدا في مكان وعميلا في مكان اخر؟ من المستحيل قبول وجود شخص واحد عميل ووطني بنفس الوقت، فهاتان الصفتان تنقض احداهما الاخرى. ان حسن نصر الله (الوطني والمجاهد) في لبنان نجده داعما مباشرا ورسميا للاحتلال في العراق، لانه بدعم عزيز الحكيم الشخص الاهم في خدمة الاحتلال، يصبح عزيز وحسن شخصان ماديان يرتديان زيا عقائديا فولاذيا واحدا هو التبعية لايران لحد العبودية وفقدان اي قدر من الاستقلالية، وثمة فرق واحد تكميلي وهو ان دورهما مرسوم سلفا ومقرر بصورة لا فكاك منها من قبل الديكتاتور الايراني الاعلى لهما، وهذه الحقيقة هي التي تفسر سبب اختلاف دوريهما – المكملان لبعضهما - لان ايران تريد لعب كافة الاوراق والاستفادة من كافة المواقف والخيارات.
الفكرة الجوهرية هنا هي ان الطهارة – الوطنية والدينية والشخصية - حينما تدنس لا يمكن استعادتها، وما قامت به عناصر ايران في العراق افقدها اي نوع من انواع الطهارة وجعلها مدنسة ونجسة حتى اعلى الراس، ولذلك فان من يصافحها او يقبلها لابد وان يصيبه الدنس والنجاسة مهما توقى.

3 – هل توجد خيانة حميدة وخيانة خبيثة، كالسرطان الحميد والسرطان الخبيث؟ خيانة عزيز وباقر للعراق – اذا افترضنا انهما عراقيان - لاشك فيها وهي مجسدة في مواقف علنية ورسمية، وهي لا تختلف عن خيانة سعد حداد او لحد في لبنان فهل يمكن لحسن التعامل مع حداد ولحد (كوطنيين)؟ ان الخيانة واحدة من حيث الطبيعة، ولذلك فانها دائما مذمومة ومحتقرة ومن يفعلها لا تبقى له صلة بالوطنية والجهاد ومن المستحيل تبرير الخيانة لمجرد ان من فعلها قريب او من جماعة الشخص.
وهنا يجب ان ندحض ما يطرحه حزب الله للدفاع عن دعمه لعزيز وباقر بقوله انه دعمهما كان من اجل اسقاط نظام الرئيس صدام حسين وليس من اجل احتلال العراق، فهذا التبرير هو نفس تبرير عاهرة عند الدفاع عن نفسها لان ما حصل ليس اسقاط نظام فقط بل تدمير العراق ومحاولة تقسيمه ومقتل اكثر من مليون ونصف المليون عراقي وتشريد ستة ملايين عراقي، ومع ذلك فان عزيز وحزبه مازالا القوة الرئيسية الداعمة للاحتلال والمشكلة للحكومة المتعاونة مع الاحتلال، لذلك فان دعم حسن لعزيز هو دعم مباشر وكامل للاحتلال ولخطة تدمير العراق وليس فقط لاسقاط نظام الرئيس الشهيد صدام حسين.
وحينا يلجأ حزب الله الى تبريرات كهذه فانه يصبح مشروعا مفتوحا للكذب والدجل والتضليل فمن يكذب مرة وفي اي موضوع يكذب مرات وفي مواضيع اخرى لان (بكارة) الكذاب فضت ولا يبقى هناك رادع له، وشراء غشاء البكارة الصيني الصنع خيار فاشل.

4 – كما قلنا في دراسة سابقة فان المقاومة ليست هدفا بحد ذاتها بل هي وسيلة تحرير، وحينما يتحرر الوطن او الجزء المحتل منه تنتفي الحاجة للمقاومة. هذه حقيقة معروفة ولا يجادل فيها الا جاهل او احمق. وفي ضوءها يطرح سؤال مهم وهو : ما هي طبيعة مقاومة حسن نصر الله بعد تحرير جنوب لبنان؟ لم تبق الا مزارع شبعا محتلة وهي منطقة صغيرة ومحسوم امر عودتها للبنان، وحتى اذا بقيت فان استعادتها لا تتطلب تشكيل او بقاء مقاومة رئيسية، بل يمكن بمبدأ التفاوض الذي قبلته لبنان استعادتها. اذن ماذا يبقى لمقاومة حسن نصرالله لتبرير بقاءها كقوة تتجاوز في امكاناتها العسكرية والبشرية والمادية قدرة الدولة اللبنانية؟ هل هو تحرير فلسطين ودعم المقاومة الفلسطينية؟ هذا امر محسوم ايضا رسميا من قبل حزب الله، الذي اكد عقب حرب عام 2006 بانه لا يتبنى هدف تحرير فلسطين لان ذلك واجب المقاومة الفلسطينية، وكل دور حزب الله هو دعم المقاومة الفلسطينية.
ما معنى هذا؟
أ – مادام حزب الله لا يهدف الى تحرير فلسطين وانما اقصى هدف له هو دعم المقاومة الفلسطينية واستعادة مزارع شبعا، فان وجود جيش مسلح تسليحا ممتازا وافضل من الجيش اللبناني تابع لحزب الله، وامتلاكه جهاز مخابرات افضل من المخابرات الرسمية اللبنانية، وتمتعه بنظام اتصالات متقدم افضل من ذلك الذي تملكه الدولة اللبنانية، وسيطرته على مناطق ستراتيجية وضخمة لا يمكن للجيش اللبناني دخولها، واعتماده على موارد ماليه اكبر من موارد الدولة، واخيرا وليس اخرا فان قدرته على شل الدولة اللبنانية وفرض امر واقع، كما حصل في صيف عام 2008 حينما احتل حزب الله بيروت بالسلاح وسفك الدماء اللبنانية، نقول ان ذلك كله غير ضروري ولا مبرر او مسوغ له.

ولذلك لابد من طرح سؤال منطقي وهو : ماذا يفعل حزب الله بهذه القدرات الضخمة اذا كان لا يريد تحرير فلسطين؟ ولماذا يصر على الاحتفاظ بها ويرفض تحوله الى حزب مثل باقي الاحزاب اللبنانية؟ الجواب هو ما يلي : حزب الله مكلف بدور ستراتيجي من قبل ايران وهو السيطرة على لبنان او على الاقل ضمان تحويله الى (صديق) لايران من اجل اكمال سيطرة ايران على المنطقة الممتدة من لبنان الى العراق مرورا بسوريا والاردن وفلسطين (الضفة وغزة منها)، وجعل هذه المنطقة قاعدة انطلاق ايرانية للسيطرة على الوطن العربي كله.
لقد اخطأ الملك الاردني عبدالله حينما وصف هدف ايران بانه اقامة الهلال الشيعي لان هدفها الحقيقي هو اقامة البدر الفارسي المكتمل في استدارته تحت غطاء السعي للبدر الشيعي. وحزب الله هو المكلف الرئيسي بجعل لبنان جزء اساسيا من البدر الفارسي، وتحويل لبنان الى مركز جذب لعرب يدعمون حزب الله بسبب موقفه من الكيان الصهيوني لكن هذا الدعم يحول تلقائيا وفورا لصالح تنفيذ مشروع البدر الفارسي الكبير.
يتبع................
salahalmukhtar@gmail.com
1/10/2009

شبكة البصرة

السبت 14 شوال 1430 / 3 تشرين الاول 2009

يرجى الاشارة الى
06-04-2013, 08:40 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
زحل بن شمسين غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 575
الانضمام: Dec 2001
مشاركة: #4
الرد على: إشكالية حزب الله : (طاهرة) في بيروت عاهرة في بغداد! 4/4
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إشكالية حزب الله : (طاهرة) في بيروت عاهرة في بغداد!
4-4)



قل لي من هو صديقك أقول لك من أنت
مثل عالمي

http://www.albasrah.net/ar_articles_2009...061009.htm




بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إشكالية حزب الله : (طاهرة) في بيروت عاهرة في بغداد!
(4-4)
قل لي من هو صديقك أقول لك من أنت
مثل عالمي



شبكة البصرة

صلاح المختار
ب – اما دعم المقاومة الفلسطينية فيجب التذكير بحقيقتين بارزتين وهما : حقيقة ان دعم حزب الله للمقاومة الفلسطينية عمليا محدود لانه مقيد بالجغرافيا التي تعزله عن المقاومة الفلسطينية غالبا لانها تتركز في الضفة وغزة وليس على الحدود الشمالية المجاورة للبنان، وحقيقة انه مقيد كليا بمواقف ايران وجزئيا بمواقف سوريا تجاه الصراع العربي الصهيوني، حيث ان موقفهما يخضع لمصالح الدولتين بالدرجة الاولى، خصوصا وان التسوية السياسية قد تم تبنيها من قبلهما. من هنا فان دعم حزب الله للمقاومة الفلسطينية، كما شاهدناه في الواقع، هو دعم مرحلي اولا وسياسي ثانيا ومادي محدود ومقيد ثالثا.
ان تجربة العدوان الصهيوني على غزة تؤكد ما ذهبنا اليه فلقد تعرض شعب غزة لهولوكوست مدمر ومع ذلك لم يطلق حزب الله كاتيوشا واحدة، بل انه سارع لانكار انه اطلق بضعة صواريخ على شمال فلسطين المحتلة اثناء هولوكوست غزة في سعي واضح تماما لابعاد نفسه عن التورط في حرب غزة مع انه اعلن مرارا وتكرارا، خصوصا في خطب نصرالله الكثيرة، بانه سيقف الى جانب المقاومة الفلسطينية اذا تعرضت لعدوان، ولذلك فان هناك من يعتقد بان حزب الله ورط حماس في معركة كبيرة بعد ان اقنعها بانه سيقف الى جانبها عسكريا بفتح جبهة من جنوب لبنان لتخفيف الضغط على غزة.
وقبل ان نوضح السبب في عدم اطلاق حزب الله لصواريخه، التي تعد بالالاف والمخزنة في جنوب لبنان، لابد من التذكير بانه كان يتحرش بالكيان الصهيوني من اجل اشتباك او خطف جندي صهيوني وهو ما ادى الى حرب شاملة في صيف عام 2006، لذلك لابد من التساؤل بالحاح : لماذا لم يطلق حزب الله صواريخه نصرة لغزة وتخفيفا للضغط العسكري الصهيوني عليها، في حين انه كان يطلق عشرات الصواريخ من اجل عمليات تحريكية ودعائية كثيرة قبل ذلك مثل خطف جندي؟ وأيهما اهم واخطر تخفيف الضغط على غزة، والتي كانت تفقد يوميا العشرات من الشهداء، ام اختطاف جندي من اجل اطلاق سراح اسرى؟ بالتأكيد ان الدفاع عن غزة اهم بملايين المرات من اطلاق سراح اسرى.
ثمة سببان في عدم اطلاق حزب الله لصواريخه الاول هو ان ايران رفضت مشاركة حزب الله في الدفاع عن غزة لان امريكا قد انذرت ايران بعدم التدخل او اثارة ازمات ساخنة بعد حرب 2006 وهددتها بان حصول ذلك سوف يكون الرد عليه مهاجمة طهران بالذات. اما السبب الثاني والاهم فهو ان ايران في وقت هولوكوست غزة كانت ترتب علاقتها بامريكا في العراق وتعقد صفقة اقليمية كبرى على حساب الامة العربية، وهو امر معروف وواضح ورسمي، لذلك لم يكن من مصلحة ايران ان يدافع حزب الله عن غزة او ان يفتح جبهة اخرى للتخفيف عن الضغط العسكري الصهيوني على الشعب الفلسطيني في غزة لان ذلك سيغضب امريكا ويهدد بنسف الصفقة الامريكية – الايرانية على حساب الامة العربية.
ان شعار (ايران اولا) هو محرك حزب الله، ومحور ايديولوجيته واساس ممارساته واعظم اهدافه، وليس الدفاع عن لبنان او الامة العربية. ومما يؤكد ما ذهبنا اليه رفض علي خامنئي السماح للمتطوعين الايرانيين بالذهاب الى غزة اثناء العدوان وهو رفض يؤكد ان ايران كانت تعد الصفقة مع امريكا وقتها، رغم انها كتابعها حزب الله كانت تهدد بضرب اسرائيل ليل نهار وتجري تجارب صاروخية كلما سخنت الاوضاع.
ان عدم الدفاع عن غزة أصبح خنجرا مسموما غرز في جبين حزب الله لانه كشف لاغلب مناصريه العرب انه حزب تابع وغير مستقل وان كل خطواته، دون اي استثناء، تقرر في طهران ولمصلحتها وليس لمصلحة لبنان او فلسطين.

5- هل ارتكب حسن نصر الله خطئا ثانويا بتقويمه ايجابيا لعبدالعزيز الحكيم؟ ام انه ارتكب خطيئة جوهرية؟ هل قام بعمل غير مدروس ام انه قام بعمل يعد جزء اساسيا من تكوينه وواجباته والتزاماته؟ ان ما قام حسن هو تنفيذ دقيق لواجباته التي تحددها ايران وتقرر مسارها مصلحة ايران القومية، لذلك فانه وجد في عزيز (مجاهدا) لانه كان ينفذ مخططا ايرانيا، رغم ان عزيز كان يقوم بتنفيذ اخطر عملية امريكية – صهيونية في الوطن العربي وهي تولي مسئولية تقسيم العراق وتدميره والغاء قوته.

6- هل صار معيار دعم ايران هو الذي يقرر من هو المجاهد ومن هو المقاوم ومن هو عدو الجهاد والمقاومة؟ وما معنى هذا المعيار وما هي نتائجه؟ يجب ان نذكّر بان تقاليد العمل الوطني العامة التي اعتمدت عليها كل القوى الوطنية العربية منذ الخمسينيات من القرن الماضي قد التقت عند معيار مشترك واحد متفق عليه عربيا واسلاميا وهو ان العمل الجدي ضد الاستعمار (بريطانيا وفرنسا اولا ثم امريكا) والكيان الصهيوني هو المعيار الحاسم والرئيسي للجهاد ومن هو المجاهد. ورغم هذه الحقيقة التي يعرفها حسن فانه يعد عزيز شهيدا ومجاهدا ويدعو الله ان يحشره مع الانبياء والرسل والائمة! لماذا؟ لانه يعد كل من يخدم ستراتيجية ايران مجاهد حتى لو كان يتعاون مع امريكا! معيار حسن هو خدمة ايران والموقف منها وليس المعيار الموضوعي المتفق عليه عربيا واسلاميا.

7- لو ان طرفا اخرا اتخذ مواقف حزب الله تجاه عزيز الحكيم هل كان من يدعم حزب الله سيرحمونه؟ بالتأكيد كلا لان من دافع عن حسن بعد كل مواقفه الخيانية – مثلا تأييده غزو العراق مجسدا بدعم اهم من تعاون مع الاحتلال وهو عزيز الحكيم ودعمه الرسمي، اي حسن، للعملية السياسية في العراق المحتل – سوف يهاجم بعنف من امتدح عزيز بصفته من عملاء الاحتلال، لكنه حينما يتعلق الامر بحسن فان رد الفعل يختلف، لان عقدة الهزيمة مازالت متحكمة في هؤلاء من جهة، ولان حزب الله يدفع المال الايراني لهؤلاء من جهة ثانية.



8- لماذا ازدواجية المعايير لدى انصار ايران وداعمي حزب الله حيث انهم مع المقاومة في لبنان ومع الاحتلال والمساومة في العراق؟ الجواب لان مصلحة ايران القومية تتطلب مشاغلة الكيان الصهيوني من قبل حزب الله للحصول على غطاء مقبول عربيا وهو مناهضة الكيان الصهيوني واستخدامه للتستر على مشاركة ايران في غزو وتدمير العراق والتقليل من خطورة السياسات الايرانية المثيرة للشغب الطائفي في الوطن العربي.

9- هل هذه مناقب من يوصف بانه (سيد المقاومة)؟ بالتأكيد كلا لان حسن مساوم لا يختلف عن اي منبطح لسيده، وسيده هو من يقرر، ويجب ان نتذكر حقيقة قديمة وهي ان العبيد لا يملكون صفة السيادة. ان موقف حسن النهائي تقرره قم وطهران وليس هو على الاطلاق، وقم وطهران لديهما مشروع امبراطوري استعماري واسع ومعروف، جسده شعار مزيف هو (نشر الثورة الاسلامية)، وهو مشروع لا ينجح ولا يقوم الا على جثة المشروع النهضوي القومي العربي ووحدة الاقطار العربية تماما كالمشروع الصهيوني.
ان سيد المقاومة هو من يقاتل سيدة الاستعمار امريكا، ففي هذا الصراع يكون لدينا سيد الاستعمار وسيد المقاومة، ومن ينظر الى خارطة الصراع يجد ان المقاومة العراقية هي سيدة المقاومات كلها في المنطقة والعالم وليس من احترف وظيفة تقبيل يد خامنئي.
نكرر حقيقة قالها العرب قديما ان العبيد لا يكرون وان كروا فمن اجل غنيمة شخصية، كعنتر بن شداد الذي اراد حبيبته عبلة مقابل الكر، وحسن كر من اجل حبيبته عبلة المقيمة في قم وليس من اجل عبير الجنابي.

10 - حينما لا يكون الهدف هو تحرير فلسطين لا تحرير مزارع شبعا فان اول واهم واخطر سؤال : هو لمن هذه الدولة المسماة حزب الله والموجودة داخل الدولة اللبنانية وأقوى منها؟

11- حينما يكون الولاء المطلق والتام لزعيم ايراني يخدم ايران اولا وقبل أي اعتبار، كما ينص الدستور الايراني وكما تثبت الوقائع المادية، فان السؤال المفزع لكل وطني هو : كيف يمكن لحزب لبناني ان يكون تابعا ومطيعا ومطية وعبدا ذليلا – وتقبيل اليد ابرز مظاهر العبودية الذليلة - لزعيم ايران التي تعلن منذ اكثر من 3 عقود انها تعمل من اجل امبراطورية عظمى تستخدم الاسلام غطاء تمويهيا لها تقوم على اخضاع العرب لها؟ اين الوطنية اللبنانية التي ترى ان اقوى حزب عسكريا، واغنى حزب وافضل حزب تنظيما واعدادا استخباريا ولوجستيا، ولاءه لبلد اخر ليس على وفاق مع لبنان؟
حينما نتابع تطبيق واقعة الولاء لايران في لبنان، مثلا نرى ان مصلحة ايران القومية تفرض القيام بعمل كبير من لبنان لخدمة ايران ويكون ذلك ضد مصلحة لبنان، كما حصل مرارا وتكرارا، فان السؤال الذي ينشر الفوضى المفهومية هو : لمن الولاء للوطن ام للطائفة؟ واذا كان الجواب للطائفة، كما في حالة حزب الله رسميا وفعليا، فان السؤال الاخر المثير للخوف هو كيف سنمنع الطوائف الاخرى من اللجوء لطرف خارجي اجنبي او عربي لحمايتها من التفوق العسكري والمالي لحزب الله الذي اكد منذ احتل بيروت بالدم والحديد والنار في صيف عام 2008 بانه قوة امر واقع تريد اعادة ترتيب لبنان بما يضمن سيطرته المطلقة عليه؟ الا يقود تمتع حزب الله بالتفوق الشامل والمطلق الى بحث من يرفضه عن حل يضمن مصالحه ووجوده؟ الا يصبح تقسيم لبنان هو الحل بالنسبة للكثير من اللبنانيين المفزوعين من نزعة حزب الله لعسكرة لبنان ونسف القاعدة الاساسية التي قام عليها واستمر بها وهي قاعدة التوافق اللبناني؟

12 - واذا سيطر حزب الله على لبنان فما هي النتائج الاقليمية والعربية لذلك؟ الا يقود الى تعميق الصراعات الطائفية باعطاء الحجة والمبرر للطائفية السنية، الموجود والقوية كالطائفية الشيعية، كي تعد العدة لمواجهة حروب طوائف قد تستمر لعشرات السنين؟ ولمن يخدم ذلك؟ اليس الهدف المركزي للصهيونية هو شرذمة الاقطار العربية على اسس طائفية – دينية – عنصرية؟ الم تدعم امريكا واغلب اوربا هذا المخطط من خلال دعمها للتطرف التكفيري الاسلامي – السني والشيعي - منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي، كما راينا في افغانستان وايران بعد وصول ادارة جيمي كارتر للادارة الامريكية؟

13 - واذا صار الانتماء للطائفة هو الرابطة الاساسية ومصدر قوة الحركة للجماهير، كما فعل حزب الله وكما ظهر لدى الطرف الاخر المضاد، وتركت الرابطة الوطنية والقومية اللتان وحدتا الجماهير العربية في كافة الاقطار العربية لقرون طويلة، فهل يمكن لاحد ايا كان ان يمنع تحول الاقطار العربية كلها الى دويلات تحكمها رابطة الطائفة وليس الوطنية او القومية؟ وما معنى ذلك ونتائجه؟

14- الم يقل الكيان الصهيوني انه يريد اثبات انه ليس الكيان الديني الوحيد في الشرق الاوسط بل ان الكيانات العربية كلها كيانات دينية تسعى لمحو (اسرائيل) لاسباب دينية؟ الا يوفر تحويل الولاء الى الطائفة والى الدين بدل الوطنية والقومية الى اثبات نظرية الكيان الصهيوني ودعمها والعمل بموجبها بدقة وحرفيا؟

15 - وبالمقابل علينا ان لا ننسى ابدا واحدة من اخطر الحقائق التي تكشف الهوية الحقيقية لحزب الله وهي ان (ايران الاسلامية) التي يحكمها الملالي، وعلى راسهم مرجعية، وسيد، وامر حسن نصر الله المسمى (ولي الفقية) علي خامنئي هي في الواقع دولة قومية وليست دينية لان دستورها وممارساتها الفعلية تثبت انها تدافع عن مصالح ايران القومية وليس عن الاسلام والمسلمين، بدليل احتلالها لاراض عربية كثيرة ومنها الاحواز والجزر العربية والعراق – بمشاركة امريكا – وسعيها الرسمي والمحموم لغزو البحرين وصراعها مع عرب حول المياه والاراضي، واخيرا وليس اخرا اصرارها على تسمية الخليج العربي باسم قومي فارسي هو (الخليج الفارسي) رغم وجود اقتراح قديم بتسميته الخليج الاسلامي لسد ابواب الخلاف مع ايران حول الامر، قدمته منظمة المؤتمر الاسلامي في الثمانينات من القرن الماضي ورفضه خميني شخصيا بشدة واصر على مواصلة اطلاق تسمية فارسية قومية؟ اذا كانت ايران جمهورية اسلامية حقا فلم هذه النزعة التوسعية وعلى حساب العرب وهم مسلمون؟



16- واذا كان حزب الله يقّوم مواقف الناس على اساس معيار واحد وحاكم وهو ولائهم لايران فقط، وهو مافعله مثلا في تمجيده لعبدالعزيز الحكيم ووصفه ب(المجاهد) مع انه عميل خدم الاحتلال الامريكي للعراق، الا يتناقض ذلك مع تقاليد العمل الوطني العربي الذي عد الدفاع عن المصلحة العربية، ومنها استرجاع الاراضي العربية المحتلة من أي طرف، هو المعيار الرئيسي؟ الا يشكل استبدال حزب الله للمعايير التقليدية والثابتة التي حكمت الامة بكافة اقطارها انقلابا اسودا دمر وسوف يلحق دمارا اشد بالامة العربية ومصالحها وحقوقها ويخدم ايران وامريكا والكيان الصهيوني؟ وكيف يمكن دعم احتلال ايران لاراض عربية ورفض احتلال امريكا والكيان الصهيوني لاراض عربية؟ اليس ذلك تناقض بارز وخطير في المفاهيم والممارسات؟

17 - اذا قبلنا معايير حسن نصر الله الن نكون، شئنا ام ابينا، مجرد بيادق تحركها ايران لصالحها ويصبح تقبيل يد خامنئي من قبل عرب امرا لازما وحتميا كما يفعل حسن؟ وهل وصل أي نظام عربي، مهما كانت تبعيته لامريكا، الى حد تبنيه لتقليد عبودي وهو تقبيل يد المرجعية العليا وهي امريكا في حالة اتباع امريكا؟ هل رأينا أي زعيم عربي مهما كانت تبعيته لامريكا يقبل يد بوش؟

18- كيف سيتعامل حسن نصر الله مع رجال دين سنة أصدروا فتاوى وسيصدرون فتاوى ضد مرجعيته ونهجه وخيار التبعية لايران؟ الن يؤدي ذلك الى اخطر فتنة في التاريخ العربي الاسلامي كله منذ فتنة تولي الخلافة بل واخطر منها لاننا في عصر اقزام يمارسون الافتاء في حين كان عصر الخلفاء الراشدين وما بعده عهد عمالقة مارسوا الافتاء؟

19- الا تؤدي تبرئة حسن نصرالله لعبدالعزيز وشقيقه باقر من وضعية الخيانة او التجسس في موضوع العراق الى تبرئة كل الخونة والجواسيس الاخرين في العراق وخارجه، استنادا إلى معيار طائفي صرف وليس استنادا الى معيار وطني او قانوني؟ وكيف سنحافظ على منطق مقبول ومنسجم اذا استخدمنا معيارين احدهما للطائفة والاخر لمن خارجها؟ ألا يطابق ذلك مفهوم (الجوييم) لدى اليهود الذي يميز بين اليهودي والاغيار؟ وما السر في هذا التطابق بين مفهوم حسن ومفهوم اليهود؟

20 – لا يمكن بأي شكل من الاشكال اهمال عقدة الدونية التي تتحكم في اغلب من يدعمون حسن رغم انه ارتكب خيانة قومية ووطنية بجعل ولاءه لايران وليس للبنان او الامة العربية، فهؤلاء افراد اقض مضاجعهم الشعور بانهم ناقصون ومتخلفون ومهزومون، لذلك كانت بطولة حسن في جنوب لبنان تعويض يائس، وبائس، عن دونيتهم ومحاولة لاخفاء الشعور العارم بها.
وأخيرا نقول : لقد قيل بصواب (قل لي من هو صديقك اقول لك من انت)، ومادام عزيز هو مثالك وصديقك فانت مثله في كل شيء باستثناء خصوصية الدور.
salahalmukhtar@gmail.com
1/10/2009

شبكة البصرة

الثلاثاء 17 شوال 1430 / 6 تشرين الاول 2009
06-07-2013, 07:07 AM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  إشكالية القانون الديني والقانون المدني في العالم العربي رائد قاسم 0 866 09-29-2012, 01:05 PM
آخر رد: رائد قاسم
  بيروت والطائفية و"زعران الأسد" في لبنان ! العلماني 5 2,142 05-24-2011, 05:48 PM
آخر رد: أبو نواس
  إشكالية الحداثة و الهوية: دبي نموذجا Awarfie 16 3,717 10-22-2008, 07:28 PM
آخر رد: هاله
  هل سيحتل حزب الله غرب بيروت كما احتلت حماس غزة خلال الأيام المقبلة ??? بسام الخوري 59 7,337 05-20-2008, 01:11 PM
آخر رد: بسام الخوري
  إشكالية استخدام الوقود الحيوي .... فلسطيني كنعاني 11 2,099 05-13-2008, 12:33 AM
آخر رد: almeedani

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS