منذ فترة طويلة من الزمن وانا اشبه بالشحاد.. يلاحق ايا يرى وايا يصادف في طريقه حتى لو كان ظله هو عينه.. مستجديا بعض القروش والملاليم .. أشبهه لاني ومنذ وقت طويل مذ بدأت موجات الصقيع واعراضه التي بدورها انعكست على كل شي حتى بدأت القشعريرة والبرد يدب في اوصالنا وينخر عظامنا نخرا..الاحق الدفء بأي زاويه يتوقع ان يتواجد فيها..

اليوم رميت قناع الشحاد هذا ورحت اتنقل من مكان الى آخر حتى استقر بي المقام على سطح المنزل .. رحت انظر حولي اتأمل كل شيء .. مطلقة العنان لعينيّ لتتجولا بحرية وكأنما تبحثان عن شيء معين وهدف محدد..
كم هو شعور غريب ان تنظر الى الاشياء حولك من فوق من الأعلى؟؟
جميل هذا الشعور
ليس غرورا
ولا ترفعا

انما اقرارا شئنا ام ابينا بحقارة الدنيا تلك التي احتكرت الدنو بحروف اسمها تلك الدنيا التي مهما حاولت الرقي فهيهات ان تصله.. وانا معتلية عرشي الذي يشبه كل شيء الا العروش الحقيقية استرعى انتباهي موكب جنازة .. حيث سيارة دفن الموتى مطرقة رأسها احتراما ووقارا لعبد الباسط وهو يتلو " كل نفس ذائقة الموت" يتبعها رتل من السيارت كلها تمشي ببطء شديد وهي تضيء الضوء الرباعي كإشارة منها ان هناك حدث جلل الأن..!
.. ( لم يكن سبب مشيها الهوينى و سيرها ببطء هو ارتفاع اسعار الوقود والبنزين ومحاولة عابثة منها في توفير بعض القروش بل هو وقار فرضته الجنازة وفرضه ذاك المدثّر بالبياض القابع في تابوت في سيارة الدفن التي تتقدم موكبهم)..!!؟

فكرت قليلا

سمعت اصوات اولاد الحي الصغار يتحدثون " ييه يا حرام واحد ميت وهو يتساءلون فيما بينهم
وين بروح بعدين؟

اجاب طفل : خلص راح عند الله
اسكتته طفلة لا يتجاوز عمرها الخمس سنوات : اسكت يا حرامك ما بروح عند الله ..الله هو اللي بياخده لعنده

ابتسمت لكلامهم وذهبت الى زاوية اخرى من العرش
فكرت قليلا

يالا الغرابة في كل شيء..
تستهويني هذه الامور التي تخص البشر والحياة كما تستهوي الحشرات الفريدة من نوعها عالم حشرات يدمن عمله ويعتنق هوايته ويبجل حروف علمه!؟..

قلت في نفسي:
" طول حياتنا عايشين على سطح الارض صح مرات بنسافر وبنركب طيارة او غيرها بس الغريب انه لما يجي موعد رحيلنا عن الارض بننزل لتحت.. تحت الارض"!!؟

لم؟

ألتحتضننا بين صخورها وتربتها وعناصرها التي شاطرتنا التركيب والتكوين كما الفواكه والخضار .. فكلنا بالمحصلة نحتوي على بوتاسيوم كالسيوم فيتامينات حديد وغيرها من العناصر الغذائية الاخرى..

لا املك الا ان أقر بعجز البشر

واقول سبحان الخالق..

نعم

ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء؟ افكر
اذا اهتزت شجرة ربما سقط منها تفاح او برتقال الخ الخ

لكن


ان اهتزت فروع شجرة العمر.. او حتى فروع شجرة العائلة ما الذي سيسقط؟
فلا ثمر هنا

انما سنون وبشر

ولكن..

وتستمر الحياة شىنا ام ابينا..!!

ليلاء (بذرة لا زالت تنمو)(f)