{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 0 صوت - 0 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
تناقضات العالمانيين العرب، وما شابه
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #1
تناقضات العالمانيين العرب، وما شابه
العالمانيون العرب دعاة التنوير والتمدن واللحوق بركب الحضارة الحديثة، وخلع غبار خير القرون، كمقدمة لا بد منها للديمقراطية وحقوق الإنسان وكل الكوكتيل الحلو يللي الدعاية ماشية فيه هذه الأيام.

بعد عشر سنوات في هذا النادي، قد يجدر بي أن أبسط هنا شيئا من المتناقضات التي لمستها من العالمانيين العرب ممن يكتبون في هذه المنتديات التي واجهت.. وهو أمر لا يعني بالضرورة أنني ضد العالمانية كفكرة، ولا يعني أنني معها.. ليس هنا معرض مناقشتها. رغم أنني قد سبق وأسلفت قولي سنة 2004 أنني لست ضد العالمانية الديمقراطية كخيار سياسي بغض النظر عن صحة الفكرة، بل بسطت موضوعا سابقا أتناول فيه إمكانية الإستفادة من الفكرة كخيار ممكن ومتاح للنهضة.

نأتي إلى العالمانيين العرب وتناقضاتهم،

العالمانيون العرب يدعون بحقوق الإنسان كما يزعمون. ومشكلتهم الرئيسية مع الإسلاميين أن الإسلاميين ينادون بشريعة تحتقر الإنسان وتقطع يديه ورجليه من خلاف إذا قطع الطريق. ولا يرمش هؤلاء العالمانيون جفنا وهم يدافعون عن الطغاة الذين قتلوا الناس دون محاكمة وقطعوا أيديهم و أرجلهم من خلاف ومثال دون ذنب أو محاكمة. يخاصمون الإسلام لأنه يشرع العقوبة البدنية مثل الجلد لمن يفتري على أعراض الناس، ولا يجدون غضاضة في التسبيح بحمد من يدير التعذيب في سجونه لمن لم يكن ذا ذنب.

العالمانيون العرب يريدون من الإسلاميين احترام الأكثرية وقرارها، فقط إن كانت هذه الأكثرية وقراراتها معهم. أما إن كان الأمر بالعكس، فهذه ناس مغيبة يجب أن يكون عليها وصي من لجنة عسكرية عالمانية.

العالمانيون العرب يلومون الإسلاميين على مصائب صنعها العثمانيين أو غيرهم، ولا يقبلون أن يلاموا مع عالمانيتهم على جرائم ارتكبها حكام عرب عالمانيون قلبا وقالبا، مثل عبدالناصر وفراخه الشريرة مثل حافظ وصدام والقذافي وبومدين.

العالمانيون العرب ليسوا عالمانيين البتة، بغض النظر عن صحة الفكرة العالمانية من عدمها، العالمانيون العرب هم قوم من الكسالى المتواكلين.. يلومون الناس على نجاحها، يريدون أن يقطفوا ثمرة النهضة وما يتبعها من دولة وحكم وسلطة وجاه عريض بالقعود على الأرائك في أبراج عاجية تاركين للعسكر مهمة إخضاع الناس لهم. من منهم يعيش بين الناس ليجد لهم حلولا لمشاكلهم وفق النظرية العالمانية؟ من منهم مستعد أن يخوض الصراع الفكري في المجتمع وليس في الصالونات والأبراج العاجية، بينه وبين خصومه الفكريين من إسلاميين وغيرهم، وبينه وبين العادات والتقاليد التي تؤخر المجتمع. العالمانيون العرب لا يريدون أن يقوموا بشيء صعب أو يوسخ الثياب، ولم يريدون هذا إن وجد عرصات بدبابات يحققون لهم ما يريدون دون تعب؟

العالمانيون العرب يريدون دولة مدنية يحكمها العسكر العالماني، دولة تسمح لهم بالكلام وتسحل غيرهم إلى السجون.

العالمانيون العرب يعتبرون ما يحملونه فكرا، وما يحملهم غيره لا شيء. وقد جاراهم غيرهم، أنا مثلا، وقبل أن يعتبر ما يحملونه فكرا من باب الإنصاف وإعطاء الفرصة، من قبيل قوله تعالى (فإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين). ورفض اعتبار الآخر وما يحمله فكرا يحمل في ذاته الرفض والإقصاء تمهيدا للتصفية الجسدية.

يرى العالمانيون العرب الإسلاميين فريقا واحدا، إن أخطأ منهم أحد أو أجرم فإن اللائمة تحل على جميعهم.
من الصحيح أن المسلمين جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الأعضاء بالسهر والحمى. لكن على قياس العالمانيين العرب فيجب أن نلومهم على جرائم الولايات المتحدة العالمانية منذ تأسيسها حتى اليوم، وجرائم الجمهورية الفرنسية العالمانية منذ تأسيسها حتى اليوم، وجرائم هتلر العالماني، ونلوم الاشتراكيين على جرائم ستالين الشيوعي، الخ... لأن من وسائل رفض الآخر التنميط، وهو ما يحبه العالمانيون العرب فهم ينمطون خصومهم لرفضهم جملة.

يتهم العالمانيون العرب خصومهم أنهم لا يتبعون مناهج "علمية" لذلك يضلون ويضلون. ولا يبالي العالمانيون العرب أن ينحروا المنهجية العلمية، مع التحفظ على التسمية، حين يبرزون بتناقضاتهم القاتلة من الدعوة إلى الشيء ونقيضه في آن واحد.

ينطلق العالمانيون العرب من "مسلمات" لديهم، يريدون من الآخرين أن يعترفوا بها كحقيقة لا تقبل النقاش، من مثل قداسة الحدود التي وضعتها الاتفاقيات الدولية، ثم جعل هذه الحدود هي الأساس للعلاقات بين البشر حين يهمون بالنهضة، مسمين هذه الحدود بالأوطان، قالبين المثلث على رأسه فطالبين من غيرهم أن يجعل الأرض أساس العلاقات بين البشر لا أن تكون أحد مواضيع العلاقات. طبعا يبنون عليها مسلمة "الدولة الوطنية" وضرورة المحافظة عليها حتى لو بطشت بالإنسان ونكلت به، ومسلمة مؤسسات الدولة الوطنية وعلى رأسها العسكر، والذين سيكونون مرفوضين لدى العالمانيين العرب لو لم يتبعوا نهجهم. وسيؤرقون ليلنا وهم يدعون بالويل والثبور وعظائم الأمور على من عسكر الدولة إن كان العسكر على غير منهجهم.

العالمانيون العرب هم مثال الإنتهازية، مثال التناقض. وحين تلفظهم الأمة مرارا وتكرارا فلأنها لا ترى فيهم غير هذا، مع شيء كثير من اللسان الطويل والتنظير البائس والجلوس في الأبراج العاجية.
08-22-2014, 01:17 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن فلسطين غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 316
الانضمام: Aug 2013
مشاركة: #2
RE: تناقضات العالمانيين العرب، وما شابه
يبدو أن أفضل وسيلة للهروب من داعش وما شابهها من كائنات إسلامية بهيمية تملؤ الساحة هو مهاجمة العالمانيين العرب وإستحضار الحروب الصليبية وجرائم الثورة الفرنسية وستالين!!!

ما الخطأ يا زميل في الوقوف ضد الديكتاتورية المخابراتعسكرية والفاشية الإسلامية في ذات الوقت؟ فكريا هنالك الكثيرون ممن يتبعون هذا المنهج، وأنا منهم. لكن على أرض الواقع يُجبر المرء على الإختيار أحيانا بين أحدهما، بين أقل الضررين، إذ لا ثالث، فالنظام السوري على سفالته أفضل بلا شك من سرايا المجاهدين!

الإسلاميين بجميع فئاتهم لم يقدّموا نموذجا واحدا في التاريخ لدولة مستقرّة تحترم مواطنيها (بلاش ديمقراطية وعلمانية ومدنية وحقوق إنسانية..إلخ من المصطلحات الغير شرعية والعياذ بالله) وذلك من أيام "الخلفاء" الى يومنا هذا.

ويبقى السؤال مطروحا: ما الذي يملكه الإسلام والنظام الإسلامي والشريعة الإسلامية بكل حللها وأشكالها ونُسخها لتقدمه لدولة مثل السويد؟
08-22-2014, 01:59 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #3
الرد على: تناقضات العالمانيين العرب، وما شابه
هذا تناقض جديد يقدمه ابن فلسطين،

ابن فلسطين يزعل لوجود نظام الذمة في الشريعة الإسلامية، وبنفس الوقت يريد مني ان أكون ذميا في السويد.

المقدمة الطللية التي وضعناها في مداخلتنا السابقة تغني عن الرد على باقي مداخلة ابن فلسطين، فيك ترجعلها وتقرأها على مهلك، وترجع مرة ثانية لأرشيفي حتى تعرف عن شو عم نحكي.
08-22-2014, 02:29 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #4
الرد على: تناقضات العالمانيين العرب، وما شابه
لا يجد الزميل ابن فلسطين غضاضة أن الفرس قد بنوا حضارتهم ومجدهم على غزو البابليين والأكاديين والأشوريين والفراعنة وآسيا الصغرى ووسط آسيا، غزوها حتى يستعبدوا الناس لكسرى.

لكنه يجد أن خروج العرب لفتح بلاد فارس هو مصيبة وطامة عظمى.

هذه أيضا إحدى التناقضات التي ممكن أن تضاف للعالمانيين العرب وأشباههم، وهي أنهم لا يجدون غضاضة البتة في الحديث عن الحضارات الذاهبة من روم وفرس وفراعنة وأشوريين ويونان، حتى يصل الحديث عند العرب المسلمين فيغص أحدهم بريقه ويجحظ بعينه ثم يدعو بالويل والثبور وعظائم الأمور.

بما أن الشباب العالمانيين العرب واقعيين، وبما أنهم ما عندهم مشكلة في ذبح المعتصمين في رابعة من أجل الحفاظ على وحدة الدولة والأمة المصرية، فيليق أن نسألهم هل كانت الفتوحات الإسلامية في وقتها تنسجم مع القانون الدولي في وقته؟ بعدين عن الحكي الفاضي الذي لا يقبضونه عن حقوق الإنسان.
بغض النظر عن الإجابة، نسأل، هل فض اعتصام رابعة في وقته ينسجم مع القانون الدولي في وقته، وطبعا مع كوكتيل حقوق الإنسان والحق العام والخاص ومدري شو كمان.

رح نطلع بإجابتين متناقضتين أكيد.
08-22-2014, 02:38 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن فلسطين غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 316
الانضمام: Aug 2013
مشاركة: #5
RE: الرد على: تناقضات العالمانيين العرب، وما شابه
(08-22-2014, 02:29 PM)خالد كتب:  هذا تناقض جديد يقدمه ابن فلسطين،

ابن فلسطين يزعل لوجود نظام الذمة في الشريعة الإسلامية، وبنفس الوقت يريد مني ان أكون ذميا في السويد.

يبدو أننا خرجنا من "تناقضات" العالمانيين لندخل في حَوَل الإسلامويين Smile لا أعرف أين طالبتك بأن تكون ذميا، وهو شيء قبيح غير موجود في فكري العالماني الجميل أبدا بل موجود فقط في الشريعة الإسلامية القبيحة تبعت رسول الله محمد (اللي عندنا معاه مشكلة شخصية Smile). سؤالي كان عن ماذا لدى الإسلام وشريعته (بكل نسخها، المتطرفة واللايت منها) من جديد أو مفيد ليقدّماه لبلد مثل السويد، فلا داعي للي عنق السؤال للهرب منه.

(08-22-2014, 02:38 PM)خالد كتب:  لا يجد الزميل ابن فلسطين غضاضة أن الفرس قد بنوا حضارتهم ومجدهم على غزو البابليين والأكاديين والأشوريين والفراعنة وآسيا الصغرى ووسط آسيا، غزوها حتى يستعبدوا الناس لكسرى.

لكنه يجد أن خروج العرب لفتح بلاد فارس هو مصيبة وطامة عظمى.

هذه أيضا إحدى التناقضات التي ممكن أن تضاف للعالمانيين العرب وأشباههم، وهي أنهم لا يجدون غضاضة البتة في الحديث عن الحضارات الذاهبة من روم وفرس وفراعنة وأشوريين ويونان، حتى يصل الحديث عند العرب المسلمين فيغص أحدهم بريقه ويجحظ بعينه ثم يدعو بالويل والثبور وعظائم الأمور.

يعني حضرتك بتشبّه غزو كسرى الوثني الملحد الهمجي السافل للبلاد الأخرى بغزو المسلمين الموحدّين أصحاب السواعد (وبقية الأعضاء) المتوضئة للبلاد الأخرى؟ Smile طيب كسرى واحد كخّة، المسلمين الأفاضل -الذين تُسمّونهم السلف الصالح- لماذا طرحوا كتب الفرس وصحائفهم في الماء أو النار دون أن يستفيدوا من تلك العلوم أو يتركوا الآخرين ليستفيدوا منها؟ ولماذا نهبوا الأهرامات وعاثوا فيها فسادا عندما غزوا مصر وشوّه الشيخ المسلم المدعو "محمد صائم الدهر" وجه أبو الهول فيها؟

باختصار: لماذا تقارن جماعتك بكسرى ولا تقارنهم بالملوك والحضارات التي، على إستعمارها للبلدان، حافظت على حضاراتها؟

(08-22-2014, 02:29 PM)خالد كتب:  هل كانت الفتوحات الإسلامية في وقتها تنسجم مع القانون الدولي في وقته؟ بعدين عن الحكي الفاضي الذي لا يقبضونه عن حقوق الإنسان.
بغض النظر عن الإجابة، نسأل، هل فض اعتصام رابعة في وقته ينسجم مع القانون الدولي في وقته، وطبعا مع كوكتيل حقوق الإنسان والحق العام والخاص ومدري شو كمان.

لو فرضنا أن الإجابة على السؤال الأول: نعم، والثاني: لا...فالقانون الدولي في جميع الأحوال بدعة وضعية بشرية وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار...قانونهم الإسلام..قطع اليد والجلد وأخذ الجزية وتحقير المخالف...فالسيف الذي رفعته على غيرك يا عزيزي الإسلاموي سيُرفع عليك
08-22-2014, 05:04 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
ابن فلسطين غير متصل
عضو متقدم
****

المشاركات: 316
الانضمام: Aug 2013
مشاركة: #6
RE: تناقضات العالمانيين العرب، وما شابه
إسمح لي أن أُجيب على سؤالك في ذاك الموضوع هنا لا هناك. تقول حضرتك:

(08-22-2014, 02:27 PM)خالد كتب:  وجود غير المسلمين كأكثرية دافعة للجزية هو المصلحة لجماعتي، وليس وجودهم كأكثرية مسلمة لا تدفع الجزية.

هات تنشوف، اشرحلنا عناصر حضارة الفرس وثقافتهم، مبتدئين بعبادة كسرى وتقديس بيضاته.

بالنسبة لأمير المؤمنين عمر، فقد قال "وددت لو أن بيننا وبينهم جبلا من نار لا يخلصون إلينا ولا نخلص إليهم،" بس يزدجرد فيه دودة .. عمر كان لازم برأيك ينتظر حتى يحاصر يزدجرد المدينة؟

الفرس أرسلوا فريق اغتيال حتى يقتلوا أو يخطفوا رسول الله، فلازم المسلمين برأيك يبعثولهم ورد ورياحين وسكر فضة وشوية حنا!

وجود غير المسلمين كأكثرية يُشكّل تهديدا أمنيا، كما كان في ثورة البشموريين على بيضات الحكم العباسي المحتل.

يقول إبن خلدون في مقدمته:

"وأما الفرس فكان شأن هذه العلوم العقلية عندهم عظيما و نطاقها متسعا لما كانت عليه دولتهم من الضخامة و اتصال الملك. و لقد يقال إن هذه العلوم إنما وصلت إلى يونان منهم حين قتل الإسكندر دارا و غلب على مملكة الكينية فاستولى على كتبهم و علومهم. إلا أن المسلمين لما افتتحوا بلاد فارس، و أصابوا من كتبهم وصحائف علومهم مما لا يأخذه الحصر و لما فتحت أرض فارس و وجدوا فيها كتبا كثيرة كتب سعد بن أبي وقاص إلى عمر بن الخطاب ليستأذنه في شأنها و تنقيلها للمسلمين. فكتب إليه عمر أن اطرحوها في الماء. فإن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله بأهدى منه و إن يكن ضلالا فقد كفانا الله. فطرحوها في الماء أو في النار و ذهبت علوم الفرس فيها عن أن تصل إلينا"

يا حبيبي يا أمير المؤمنين شو بتحب الثقافة والعلم، قدوة لنا في القرن 21 Smile
(تم إجراء آخر تعديل على هذه المشاركة: 08-22-2014, 05:18 PM بواسطة ابن فلسطين.)
08-22-2014, 05:17 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
العلماني غير متصل
خدني على الأرض اللي ربّتني ...
*****

المشاركات: 4,079
الانضمام: Nov 2001
مشاركة: #7
الرد على: تناقضات العالمانيين العرب، وما شابه
خالد،

المشكلة في طرحك كلّه يا سندي، وهي مشكلة تجعل كل طرحك فاسداً، هي أنك تتعامل مع "العلمانية" وكأنها نظام شمولي مثل "الإسلام" في عرف "الإسلامويين" اليوم وفي عرف "دولة الخلافة البائدة" قديماً.
العلمانية وحدها لا تصلح للتصنيف، فستالين وهتلر وديجول كانوا علمانيين، ولكن كل واحد منهم ينتمي لنظام مختلف تمام الاختلاف عن الآخر ولا تستطيع أن تجمعهم مع بعض "فمرجعياتهم" مختلفة نهائياً. فستالين لا يهتم أبداً "بالسلم العرقي" النازي وهتلر يرفض الماركسية-اللينينية وديجول يرفض النظريتين في آن واحد. بينما ما تستعمله "داعش" في تبرير وحشيتها هي نفس النصوص والآيات الثابتة عندك عن القرآن والسنّة، لذلك فإن "مرجعية الإسلامويين" واحدة بينما "مرجعيات العلمانيين" مختلفة متعددة.

2) العلمانية كما هي في عرفنا تعني "فصل الدين عن السياسة (الدولة)"، وأفهم من هذا أنا شخصياً "الحياد الإيجابي للدولة أمام الدين". هذا "التعريف" يكفل قاعدة "الدين لله والوطن للجميع" ويؤسس لمساواة في وقوف الدولة من الأديان المختلفة. وهنا، ينتهي دور العلمانية، ويبدأ دور "الديمقراطية" أو "الديكتاتورية" حسب مشيئة الشعب وإرادته في صياغة نظام حكمه.
العلمانية إذاً تستطيع أن تكون قاعدة للديكتاتورية، وليس للديمقراطية فقط. لذلك، فلا شأن للعلمانية بانتقاداتك هذه التي تطلب منها أن تكون "ديمقراطية بالضرورة". ولا شأن للعلمانيين العرب بتصنيفاتك التي تقوم على قاعدة "سمك، لبن، تمر هندي" من قريب أو من بعيد.

3) وفقاً لما تقدم فإننا نستطيع أن نقول بأننا نستطيع أن نبني "علمانية" دون "ديمقراطية" (الديكتاتوريات العلمانية مثلاً) ولكن ليست هناك "ديمقراطية" دون "علمانية". فالديمقراطية التي لا تتخذ العلمانية قاعدة لها تصبح حالاً "ثيوقراطية"، والثيوقراطية ليست إلا استبداداً آخر ألعن وأوسخ من "الديكتاتورية العلمانية" لأنها لا تحاسب المرء على موقفه من النظام المستبد فقط، ولكنها تحاسبه على "ديانته" وعلى "ضميره" وعلى "اعتقاده" بالإضافة إلى محاسبته على موقفه من النظام المستبد. بل أكثر، ففي الثيوقراطية يصبح "عداء الاستبداد الحاكم" عبارة عن "عداء لله مباشرة"، وأعتقد بأنك تعرف أن تراثنا "الثيوقراطي"جداً مليء بتعبير "عدو الله" في وصف المعادين للدولة.

4) النظام المثالي برأيي، وهو ما دعوت وأدعو له منذ سنين، هو "العلمانية الديمقراطية". ولكن كيف نستطيع أن نصنع هذه العلمانية الديمقراطية؟ بالتأكيد ليس مثل ما "هبّب" الإخوانجية والسلفيين في مصر عندما وضعوا المادة الثانية في الدستور "الإسلام دين الدولة"، ثم يريدون بناء "ديمقراطية" على دولة "طائفية" في دستورها. إذ لا مجال أن تبني من خلال هذه "الوصفة" ديمقراطية بل "ثيوقراطية" (استبداد ديني) أكيدة. فالديمقراطية، وهي "حكم الشعب"، لا تُبنى من خلال "دولة لها دين"، لأنك بمجرد أن تضع للدولة ديناً في الدستور، فهذا يعني بأنك صادرت "إرادة الشعب" مسبقاً. إذ على هذا "الشعب السيّد" أن يكون "عبداً" فلا يخرج عن "الدين وأحكامه". ولأنّ الدين عبارة عن نصوص "صمّاء"، فإن على الشعب أن يخضع لرأي "الفقهاء والمجتهدين والشيوخ ومجالس الإفتاء"، وعندها يصبح الشعب خاضعاً لرجال الدين ولا إرادة له حتى في كيفية الاستنجاء والاستسقاء ومضاجعة النساء.

5) "محمد مرسي" هو رئيس إخونجي في دولة "ثيوقراطية" ذات طبيعة استبدادية دينية، ولم يكن رئيساً منتخباً في دولة ديمقراطية. فمصر - للأسف - ليست جاهزة بعد للمسيرة الديمقراطية. إذ أن أربع عقود من المزايدات الدينية والاستقطابات الطائفية تركت أثرها الكبير في هذا الشعب العظيم الذي كان في الستينيات مؤهلاً جداً للولوج من بوّابة الدمقراطية لولا تعلّق "عبدالناصر" - وتعلق عصره برمّته - بالاشتراكية النظم الشمولية.

6) المطلوب اليوم، هو رئيس جديد يستطيع أن يبدأ في "علمنة مصر" ولجم النزعات الطائفية التي عمّت وشاعت، ونزعات الجماعات الإرهابية التي بذرها الإخونجية في المحروسة خلال حكمهم. ولعل مصر محظوظة جداً لعدم انهيار المؤسسة العسكرية، ووجود شخص مثل "عبدالفتاح السيسي" المنفتح المستنير كي يباشر العمل على محو كل أوساخ الإسلامويين. طبعاً، هناك مخاطر كثيرة في هذا بسبب تردّي وضع مصر الاقتصادي، ولكن لا مناص من التجربة. ويبدو أن "السيسي" واع جداً لهذه المخاطر عندما قال في اجتماعه بالفنّانين بأن: "مصر لو وقعت مش هاتقوم تاني".

7) الفرق بين "مرسي" و"عبدالفتاح السيسي" ليس في الشرعية أو الانتخابات أو البطّيخ الممسمر، فهذا كله هباء في ظل الدستور المصري القائم. فالفرق هو في أن "مرسي" كان رئيساً إخونجياً في بلد يتجه بقوة نحو "ثيوقراطية متخلفة" بينما "السيسي" هو رئيس مستنير يحاول أن يمنع غرق مصر في لجّة الطائفية والاستبداد الديني.
كل هم "مرسي" كان الوصول إلى "دولة مستبدة دينياً" تدعو لها جماعته منذ سنة 1928. بينما كل هم "السيسي" هو منع مصر من التردّي في هذه الهوّة التي سوف تقتلها وتدفنها على جميع الأصعدة.
القضية إذاً - بالنسبة لي كعلماني عربي - ليست الموقف من "الديمقراطية" فهي غير موجودة في حالتي "مرسي والسيسي"، ولكنها قضية "مصلحة مصر" و"وجه مصر الحضاري" الذي أعتز به أنا أيضاً، فأعلام مصر هم أعلام العرب وفي كل قلب ورأس عربي تجد كثيراً من أثر الفنانين والمفكرين والأدباء المصريين. ثم أن "السيسي" رغم جميع ما يمكن أن يبدر عنه، فإنه يبقى أقرب إلى "الديمقراطية" بكثير من "الإخونجية"، اللذين لو استقر لهم الأمر لأدخلوا مصر في دهاليز الاستبداد الديني الذي لن تخرج منه لوقت طويل.
08-22-2014, 09:58 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #8
الرد على: تناقضات العالمانيين العرب، وما شابه
ما دام العالمانيون نزعاتهم مختلفة، سآخذ المعرف العلماني الذي يكتب في نادي ابفكر كنموذج للتناقضات، والتضليل أيضا...

العلماني الذي يكتب في نادي الفكر يرى أن لا بأس بالحكم العسكري والدبابات إن كانت ستوصلنا إلى ما يسميه هو بالعالمانية الديمقراطية. ولا يجد بأسا في تعبيد طريق العالمانية الديمقراطية بدم المخالفين من اﻹخوان المسلمين. هذا من أجل حقوق اﻹنسان بعده.

أما سائر الكلام، يضاف إليه كلام ابن البلد الثاني، فليس إلا حشوا.

بعد ذلك.. لم يرد العلماني على النقاط المثارة، وهو تهرب ألفناه.

لم يرد العلماني عن سبب استغرابه عن المخالف، واستغراب هنا من الغرب وليست من الغرب.
لم يرد العلماني عن سبب تنميطه للمخالف مقدمة لإقصائه.. وهو الذي وضع الإسلاميين في سلة واحدة تمهيدا لحرقهم سوية في بعض أفران عرص وادي النيل وريث العرص الأكبر جمال الذي أورثنا هذا النكد.

لم يرد ﻷن تناقضه واضح جدا، فهو يدعو بالخير لنفسه وقومه وبالشر لغيره، وهذا شأن يصنعه معظم البشر، لكنه يعيبه على غيره إذ يأتي به.

لا يريد العلماني أن نضعهم في سلة واحدة، لكنه لا يبالي حين يضع غيره في سلة واحدة.

إن قدر للعالمانية يوما أن تحقق نهضة ما في المشرق، فستكتب في دفاترها أن ما أذاني مثل من انتسب إلي من لاإسلاميين.

بمناسبة اﻹسلاموية، وبما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان أول إسلاموي، لا يريد العلماني القول صراحة بهذا حتى لا يخسر بعضا من فريقه، فسأسقط كلا من اللفظين إسلامي وإسلاموي من كلامي وأعتمد الاسم الشرعي وحده: المسلمين.
08-22-2014, 10:48 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
MSouri غير متصل
من أجل كلمة على الماشي
*****

المشاركات: 424
الانضمام: May 2002
مشاركة: #9
الرد على: تناقضات العالمانيين العرب، وما شابه
تسجيل متابعة

حوار ممتع...

سؤال خفيف، و ربما سخيف: هل هم عالمانيين ام علمانيين

مع تحياتي للجميع
08-22-2014, 10:54 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}
خالد غير متصل
عضو رائد
*****

المشاركات: 7,660
الانضمام: Apr 2004
مشاركة: #10
الرد على: تناقضات العالمانيين العرب، وما شابه
نسيت أذكرك يا علماني، والحكي للجميع

الشريط لا يبحث عن تناقضات العلمانية وفسادها الفكري... موضوع شيق لكن ليس وقته اليوم، ولا يبحقظث عن تناقضات العالمانيين العالميين من فلاسفة وسياسيين البتة، رغم وجود الكثير من اﻷدلة عليه.

الشريط يبحث في منهج العالمانيين العرب المتناقض، وانت منهم وجعفر علي أيضاً.
08-22-2014, 10:56 PM
عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  فيديو عن تناقضات نسوية واجتماعية ايرانية الحر 4 1,384 06-22-2007, 02:46 AM
آخر رد: الحر

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 1 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS