بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بعض من كتاب الدكتور علي شريعتي – التشيع العلوي والتشيع الصفوي ح8
شبكة البصرة
بلال أحمد
http://www.albasrah.net/ar_articles_2013...050613.htm
نصرانية الغرب والتشيع الصفوي؛ الافرنجي في كربلاء!
أصل مراسيم وطقوس الصفويين :
من القضايا الواضحة وجود نحو أرتباط بين الصفوية والمسيحية حيث تضامن الاثنان لمواجهة الامبراطورية الإسلامية العظمى التي كان لها حضور فاعل على الصعيد الدولي أبان الحكم العثماني وشكلت خطراً جدياً على أوربا، وقد وجد رجالات التشيع الصفوي انه لابدّ من توفير غطاء (شرعي) لهذا التضامن السياسي فعملوا على تقريب التشيع من المسيحية، وفي هذا الاطار عمد الشاه الصفوي الى أسترضاء المسيحيين من خلال دعوتهم للهجرة الى ايران، وقد شيد لمسيحي (جلفا) مدينة مستقلة قرب العاصمة وأخذ يتودد إليهم ويصدر بيانات وبلاغات رسمية يعلن فيها عن تمتعهم بحماية تامة وحرية كاملة في ممارسة طقوسهم الدينية، ومن جهته سعى رجل الدين الصفوي الى تجميل صورة بعض الشخصيات المسيحية وإقحامها في المشاهد التمثيلية التي تقام أحياءً لذكرى عاشوراء، من ذلك أن رجلاً كرواتياً يحضر أحد هذه المشاهد فيتأثر بالمناخ الحزين ببدلة الأنيقة ونظاراتيه ويهاجم معسكر يزيد وأنصاره ويواسي الحاضرين بأجمل مواساة، بحيث ما أن يراه الناظر حتى يتيقن بأن كلب هذا المسيحي الافرنجي أطهر من (السنّة) الذين قتلوا الحسين (ع)، ولاشك أن مخرج المشهد لا يريد غير ذلك!
يقول الدكتور في هامش الكتاب: أن رجال التشيع الصفوي كانوا وما زالوا يحاولون أن يصوروا لبسطاء الناس أن السنّة هم جميعاً من النواصب أو الوهابيين، والنواصب طائفة منبوذة تكن العداء لآل البيت علي كرم الله وجه ؛ الأمر الذي ينجم عنه أن الايرانيين تنتابهم الدهشة كثيراً عندما يذهبون الى مصر مثلاً ويطلعوا على الكتب المؤلفة بحق أهل البيت، والتي نعدم لها نظير في ايران، ويروا مدى الحفاوى والتكريم اللذاين يوليهما المصريون لمرقد السيدة زينب، حينئذ يجد الايراني نفسه مستغرباً جداً من ما يزعمه الصفويون بان جميع السنّة يعادون أهل البيت وينكرون فضائلهم وهم الذين قتلوا الحسين (ع) وأسروا زينب، على أنه في مقابل ذلك فأن التسنن الأموي يفعل الشيء ذاته فيصور لبسطاء السنّة أن الشيعة جميعهم من الغلاة الذين يشركون باألله تأليه علي عليه السلام.
ظاهرة الاغتراب لدى الشيعة
استطاعت الصفوية أن تنتشل الوجود الشيعي من قعر السجون وترفعه الى سدة الحكم ليحتل موقعاً متقدماً في المسرح السياسي للمجتمع، والى ذلك الوقت كان الشيعة في ايران أقلية مضطهدة لم تتبلور لها في يوم من الايام هوية اجتماعية مستقلة، وليس لديهم تجربة في العمل السياسي الجماعي وتنظيم المظاهر الاجتماعية، النظام الصفوي يحتاج الى مثل هذه الأمور، فلقد أستحدث منصب وزاري جديد بأسم وزير الشعائر الحسينية، وقد قام هذا الوزير بجلب أول هدايا الغرب لايران وذلك في القرنين السادس عشر والسابع عشر، وكان هذا أول تماس حضاري بين ايران والغرب لا كما يقال من أن هذا الارتباط والتماس حصل في القرن التاسع عشر.
ذهب وزير الشعائر الحسينية الى أوربا الشرقية وكانت تربطها بالدولة الصفوية روابط حميمة، وأجرى تحقيقات ودراسات و اسعة حول المراسيم الدينية والطقوس المذهبية والمحافل الاجتماعية المسيحية وأساليب أحياء ذكرى شهداء المسيحية والوسائل المتبعة في ذلك حتى أنماط الديكورات التي كانت تزين بها الكنائس، وأقتبس تلك المراسيم والطقوس وجاء بها الى ايران حيث أستعان ببعض الملالي لاجراء بعض التعديلات عليها لكي تصبح صالحة لاستخدامها في المناسبات الشيعية، ما أدى الى ظهور موجة جديدة من الطقوس والمراسيم المذهبية لم يعهد لها سابقة في الشعائر الدينية الاسلامية، ومن تلك المراسم النعش الرمزي والضرب بالزنجيل والتطبير وأستخدام الآلات الموسيقية وأطوار جديدة في قراءة المجالس الحسينية، وأهم من ذلك تجسيد مأساة عيسى المسيح والوان التعذيب الذي لاقاه سواء من قومه (اليهود) أو من الحكام الظلمة (القياصرة)، كذلك تحت عنوان المصائب، وهو مصطلح يطلق على مجموعة هذه المراسيم التي أقتبسها الصفويون وأدخلوها الى التاريخ الشيعي لتصبح جزءاً من الهوية الشيعية وتستخدم في تجسيد المصائب التي تعرض لها أهل البيت والإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه.
جدير ذكره أن مراسيم اللطم والزنجيل والتطبير ما زالت تمارس سنوياً في ذكرى (أستشهاد) المسيح في منطقة (Lourder) في أوربا.
وقد اخترعوا من أنفسهم أسطوانات يكررونها لاقناع بل خداع أنفسهم قبل غيرهم فيقولون مثلاً أن هذا العمل لا يندرج تحت قائمة المستحب والمكروه أو الحلال والحرام، أنه جنون حب علي والحسين عليهم السلام، حب الحسين أجنني،عاشوراء أغلت دماءنا، أن حساب الحسين غير حساب الله والدين والاحكام الشرعية، ولو أن الله ألقانا في جهنم عقوبة على حب الحسين(ع) فما أشوقنا الى نار جهنم. ان مراسيم التشبيه تنطوي على أساءات صارخة من ان رجل يمثل دور سكينة أو زينب، كما يتم أستخدام الموسيقى على نطاق واسع رغم ما فيها من كراهة أو حرمة لدى العلماء، ولاشك أن هذه الظاهر مقتبسة من النصارى، حيث توجد لديهم ممارسات وطقوس دينية مماثلة، مضافاً الى تشيع رمزي لنعش عيس عليه السلام مصلوباً وهبوطه وعروجه ونحو ذلك. أما النوائح التي تؤدي بشكل جماعي فهي تجسيد دقيق لمراسيم مشابهة تؤدي في الكنائس ويطلق عليها أسم (كر)، ومراسم التمثيل لوقائع وشخصيات كربلاء وغيرها حيث تحاكي مظاهر مماثلة تقام في الكنائس، وكذلك عملية تصوير الاشخاص على رغم كراهة ذلك في مذهبنا، هالة النور التي توضع على رأس الائمة وأهل البيت هي مظهر مقتبس وربما أمتدت جذوره الى المعتقدات الزرادشتية في ايران.
يقول الدكتور: أنني أعتقد من أن العلماء المجتهدين وفقهاء الشيعة يستنكفون من أرتقاء منبر الخطابة والتبليغ ويتجنبون الدخول أحاديث دينية، يعود ذلك الى إدراكهم لحقيقة أن هذه المظاهر هي مظاهرة صنيعة للحكم الصفوي وأن هذه المنابر كانت تستمد قوتها من الموقف السياسي لا الموقف الديني، والدليل على ذلك ان هذه المراسيم عادة ما تنطوي على أفعال وممارسات لا تنسجم مع شرع أو سنّة.
شبكة البصرة
الاربعاء 26 رجب 1434 / 5 حزيران 2013
يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في شبكتنا لا تعبر عن راي الشبكة بل عن راي الكاتب فقط