يعذبنى حال خريجى التعليم .. فهم يحتقرون العمل اليدوى أو الإنتاجى ، ويحتقرون الفلاح ويحتقرون الأوربى بل ويحتقرون الله

فالتعليم يعمل على توصيلهم مع ثقافة الغزاة العملية ، ومعروف أن الغزاة إستعبدوا الفلاحين ، كما فشل الأوربيون فى إخضاع الغزاة ، فالغزاة يحتقرون الإثنين ، وخريجى التعليم على منوال الغزاة يحتقرون الإثنين

التعليم فى دولة الغزاة كان عن الدين الإسلامى فقط ، وكان الجنود الأجانب يتلقون تعليمهم فى معسكرات خاصة بهم ولم يكن المصريون يلتحقون بهذه المعسكرات .. بمعنى أنهم كانوا بيسمحوا بنوعين من التعليم : تعليم دينى إسلامى للمصريين ، وتعليم عسكرى للأجانب

ولما تأخرت دولة الخلافة وتخلفت عن اوربا فقد قرروا تقليد النظام الأوربى حتى يكتسبوا قوتها ويتمكنوا من رفع شان الدولة الإسلامية ، ومناطحة الغرب من جديد

يتبع

لو كانت الدولة الإسلامية جادة فى تقليد الغرب لوجب إنهم يفصلوا الدولة عن الدين تماماً .. لكن ما حدث أن الدولة إستمرت مرتبطة بالدين ، وإستمرت فى رعاية التعليم الدينى الإسلامى ، وأنشأوا التعليم العلمانى كإضافة للنظام الموجود

فى التعليم العلمانى الجديد حذفوا الإهتمام بالله وحذفوا الإسلام كدين ، لكن إحتفظوا بالإسلام كدولة وأسموها " الدولة العربية " رغم إن حكام كثيرين وعصور كثيرة فى الدولة الإسلامية لم تكن عربية : كقطز والمماليك والأتراك ومحمد على

فكما أن الغرب أنشأ الدولة القومية ورذل الدولة الدينية .. كذلك التعليم أخذ نفس النظام وعملوا التعليم القومى وأخذوا دولة الإسلام وهوية الغزاة الأوائل .. وقالوا إنهم سيهتموا بالقومية العربية كإهتمام أساسى للتعليم

يتبع

الإسلام شقين : دين ودولة .. فالدين غير موجود فى التعليم ، والدولة الإسلامية موجودة بإسم : الدولة العربية ، والقومية العربية

ففيه حاجات مش موجودة فى التعليم وهى : الله - الإسلام - الفلاحين - الأقباط - الأوربيين ( بأشخاصهم وكحضارة )

الله غير موجود تقليداً للتعليم الغربى ، وكذلك الإسلام غير موجود كدين تقليداً للغرب

الفلاحين غير موجودين لأن الإهتمام بهم قد يشير لمظالم إرتكبت وترتكب ضدهم من دولة الغزاة مما يؤدى لتشويه صورتها ، وكذلك لئلا يرتبط بهم الطالب وجدانياًً فى حين أن المطلوب هو ربط الطالب بالدولة العربية
الأقباط كذلك غير موجودين لنفس السبب الذى حذف من اجله ذكر الفلاحين
الأوربيين غير موجودين لئلا يتبين للطلاب تفوق الغرب مما يؤدى لإهتزاز فكرة : خير أمة

يتبع

يتخرج الخريجون وهم يرتدون الملابس الأوربية ويحملون العلم الأوربى النظرى ، مع إرتباط وجدانى بدولة الغزاة التى يعرفون تاريخها ولغتها ويعتنقون قوميتها ، وقد إمتلأت عقولهم ومشاعرهم بالإرتباط بالمعارك والعنف الممجد فى التعليم وفى الأدب العربى ، وهم يتوقون لممارسة ماإحتكرته دولة الغزاة طويلاً وهو المجال العسكرى والسياسى ، ويتمتعوا بما تمتع به الغزاة من راحة ومال ومجد وسلطة

كان من المفروض أن ينتج الخريجون الأدوات والمنتجات الأوربية الحديثة ونستغنى عن الإستيراد ونصبح مماثلين للغرب فى كل شىء

ولكنهم اخذوا العلم الغربى ، وأخذوا تراث الغزاة العنيف والرافض للعمل الزراعى والصناعى فلم ينتجوا شيئاً وركنوا للأعمال الكتابية والحكومية وإستوردوا كل شىء ، وكفى الله المؤمنون العمل الإنتاجى والتعب والمشقة

يكون الخريجون شبه ملحدين لعدم وجود الله فى التعليم ، وكذلك لوجود التعليم المادى المنقول من الغرب

يرفض الخريجون العمل الزراعى وكذلك يرفضون الفلاحين بصورة قطعية لأنهم غير موجودين فى التعليم ، وكذلك لعدم تمتع الفلاحين بإى شىء فى دولة الغزاة ، وليس لهم سوى العمل المهين والإزدراء

يعادى الخريجون الغرب لأن التاريخ المدرس يصف الغرب بالظلم والإفتراء والعدوانية والعداوة

لايوجه التعليم أى نقد لدولة الغزاة لكن يمجدها بكل الطرق

يعرف المتخرج أن الإسلام ( دين ودولة ) هو خط أحمر لايمكن المساس به

سلامتك
حرارتك مرتفعة ولا حاجة
نجيب دكتور .
:Asmurf:
ايه رأيك في كمدات ماية ساقعة
لحين عودة د. فضل من التحقيقات بتاعته .
:D::mellow:
أصلنا منعرفش هنا غيره .
إزاي يا راجل . الإسلام دين و دولة ..و بعدين ملحدين .
إنت باين عليك عايز واحد إسلامي يفسح الزبون .
:mad:

الحقيقة غير موجودة فى التعليم لكن موجود دعايات ، ولايستطيع أحد الإعتراض على هذه الدعايات ، لأن منظم ومرتب مناهج التعليم أى الدولة شرسة وعنيفة ولاتقبل الإعتراض ، ولاتوجد منابر للإعتراض على الدعايات فى التعليم ، ولو جرؤ أحد عل النقد فسيغلقوا له منبره سواء كان حزب أو جمعية ، كما أن المتقدم للتعليم لاتهمه الحقيقة فى شىء فهو يريد إستكمال تعليمه ليأخذ الشهادة وينفتح أمامه باب الوظائف والمهن المريحة المربحة

وهدف الدعايات هو تلميع وتجميل وتمجيد دولة الغزو ، فلابد من ذبح الحقيقة للوصول لهذا الهدف

الإنتماء للغزاة المسلمين العرب وغير العرب فشل لأن المصريين فشلوا فى الغزو الخارجى ، فإكتفوا بتقليد الغزاة فى الراحة وعدم الأنتاج ، والإنتماء لأوربا فشل لأن ذلك يتضمن نقل المبادىء الأوربية الإجتماعية وتكثيف العمل وهذا مرفوض لأنهم أقبلوا للتعليم للراحة وليس للتعب

ربما يكون فشل المصريين فى الغزو مرجعه انهم أتوا من البيئة الزراعية الغنية بالماء والمزروعات والحيوانات والطيور ، وغير معقول ان يتركوا البيئة الغنية ويغزوا بلاد صحراوية تفتقر للماء والراحة ، لكن اهل الصحراء يسهل عليهم الغزو للهروب من البيئة الفقيرة للبيئة الزراعية الغنية

فخريجو التعليم يكتفون يتقليد الغزاة المسلمين فى راحتهم ، وفى تقليد الأروبيين بالعلم النظرى ، وتقليدهم فى الإستهلاك دون العمل الإنتاجى

لايهدف التعليم الحالى للعمل ، لأن المصريين عملوا طويلاً ولم يأخذوا شىء لكن الغزاة حصلوا على كل شىء ، وإلى الآن لايحصل الفلاحون على شىء من عملهم ، لذلك كفر المصريون بالعمل المنتج وإعتبروه لعنة يجب الهرب منها بكل الطرق

فعن طريق الثقافة المدرسية الحالية يحصل الخريجون على نتاج البيئة الزراعية ونتاج البيئة الصناعية الأوربية دون ان يشاركوا فيهما ، وتعتبر هذه الحالة أحلى حالة فى الدنيا : التمتع بكل شىء دون التورط فى عمل اى شىء ، وهى نفس الغنيمة التى أخذها الغزاة فى كل العصور

تزداد الحالة الإقتصادية ضيقاً بسبب ترك أعداد متزايدة من الناس العمل ، والإهتمام بالتعليم النظرى وترك العمل المنتج ، والإنشغال بالإستهلاك والتمتع

وما لم يتم عكس العملية الحالية لتوجيه الناس للعمل والشقاء والتعب فلن يتحسن الإقتصاد وستزداد الضيقات والخنقة والغلاء أكثر فأكثر

الهدف المزدوج للتعليم وهو الإلتحاق بالثقافة العربية من ناحية والإلتحاق بالثقافة الغربية المادية من ناحية أخرى .. جعل التعليم يأخذ نتفاً من كل موضوع وننتهى ونحن غير محيطين بالثقافة العربية ، وغير متمرنين على اللغة الأجنبية

عدم المعرفة التامة بالثقافة العربية ربما يكون هدفه عدم معرفة مناقصها .. لأن التعرف على كمية كبيرة من الأدب العربى سيؤدى إلى إعطاء فكرة حقيقية عن المجتمع العربى سواء فى الجزيرة أو مجتمع الغزاة فى البلاد المفتوحة وفى عواصم الدولة الأموية والعباسية ، وهذه الفكرة الحقيقية قد تضر الصورة الدعائية المطلوبة للغزاة

وعدم التعمق فى معرفة اللغة الأجنبية الأوربية ( إنجليزى أو فرنسى أو المانى إلخ ) يكون هدفه هو محاصرة المتعلم فى دائرة مغلقة من الكتب العربية التى تسلك جميعها مسلك واحد وتعطى رأى واحد ، لكن تعلم اللغة الأجنبية بقوة يؤدى بالمتعلم لقراءة كتب لاتخضع للرقابة والخوف من الحكام ، وهذا يمكن أن يؤثر فى الدعايات الموجودة فى التعليم سواء عن العالم الإسلامى أو العالم الغربى

قطقط
عزيزي .
كالعادة هناك حقائق صلبة و أيضا القفز إلى استنتاجات .
و لكني أفضل أسلوبك عن الغرق في سفسطة بلا طحن .
موقف واضح غير تقليدي ، حتى لو اختلفنا معه .
المدهش أنه و بالمصادفة .. هناك مقاطع من مداخلتك ، كانت موضوعا لنقاش مستفيض بيني و بين أصدقاء اليوم .
و ياليتك كنت معنا لوجدت أن من يحب مصر حبا حقيقيا يمكنهم تجسير هوة الأديان .
الوطنية أيضا دين لمثلي .
فلا أستطيع التميز بين مصر و امي .. كلاهما مقدس و كلاهما خط أحمر عريض جدا .
لهذا يعجبني توخيك مصلحة مصر لا سواها ، حتى لو اختلفت أفكارنا لحد التصادم أحيانا .
إني لا أفهم ولا أريد أن أفهم كيف ينحاز الإنسان لأعداء وطنه ، حتى لو كانوا تاريخيين
فالوطن ممتد فينا شيئا واحدا منذ ولد في ضميرنا (5000 ق م ) حتى اليوم .
إني أحترم كل من يعشق وطنه حتى لو لم يكن مصريا ، في المقابل لا أطيق المصري غير الوطني .
من يتجول بانتمائه بين الشعوب و الأديان معلقا لافتة ( للبيع )
فقط أحببت أن أشعرك انك لست وحيدا .
و انني أعتز بك و بجهودك بيننا ،و انني سأعود بمشاركة كاملة باكر .
انس حكاية الكمدات الان ، وخد وردة مني .:wr: