رد مختصر..
1- يقول :
اقتباس:من أسوأ صفات هذا الإنسان أنه كان أميا جاهلا, عاش و مات دون حتى أن يتعلم كيف يقرأ و يكتب ..
و هو بتلك الطريقة قد يتفوق على كافة الرسل و الانبياء في الجهل .. و نعم التفوق !!
مع أن هناك من المسيحيين و الملحدين من يعتقد أنه كان يقرأ و يكتب ..
إلا أن المسلمين أنفسهم ينكرون عنه مثل هذة الإفتراءات المزعومة و التهم الباطلة و كأن العلم أصبح سبة أو إهانة بتلك الطريقة.
الجاهل هو انت , لان المسلمين لم يتفقوا كما تتوهم على عدم معرفته ص بالقراءة
بل الشيعة قاطبة تؤمن بانه روحى فداه كان يقرا و يكتب
قال الامام الجواد عليه السلام :
(انما سمي الأمي لأنه كان من مكة ومكة من أمهات القرى وذلك قول الله في كتابه : ( لتنذر أم القرى ومن حولها )
2- يقول السفيه :
اقتباس:مضحكة جدا هي أول آية في القرآن حيث يقول له جبريل :
إقرأ ... فأتخيله يقول : ما أنا بقارئ
إقرأ .. فيقول : أصلي مش بعرف أقرأ و لموآخذة ..
إقرأ بقولك .. فينهار أخينا هذا : والله ما بعرف أقرأ
اقرأ باسم ربك الذي خلق .. خلق الإنسان من علق .. اقرأ و ربك الأكرم .. الذي علم بالقلم (يقصد بالضرب) .. علم الإنسان ما لم يعلم.
شيء مضحك فعلا هذا الحوار ..[/
بل المضحك هو جهلك الذى تثبته كلما كتبت شيئا , لان هذه الرواية مرفوضة ايضا عند قطاع كبير من المسلمين
قال العلامة الشيعة المظفر :
("هذا الحديث أحقّ بأن يجعل مسخرة للناظرين لا رواية للراوين! وذلك لأُمور:
الأوّل: إنّه كيف يقول النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) مراراً: " ما أنا بقارئ " ويتحمّل المشاقّ، ولم يسأل جبرئيل عمّا يراد قراءته؟! وهل هو من كتاب أو غيـره؟! فلعلّ له بأحد الوجوه علماً أو عذراً!
ثمّ كيف يجوز لجبرئيل إيذاء النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وترويعه وهو يراه عاجزاً عن إتيان ما أمره به، فهل جاء معنّفاً أو معلّماً؟
و ليت شعري ما لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يستسلم بين يديه مراراً ويرجف فؤاده؟! ألم تكن له عند القوم شجاعة موسى فيلطم جبرئيـل كما لطم موسى ملك الموت؟!!"
الثاني: إنّه لا يمكن أن يجهل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه رسول الله وقد علم برسالته قبل وقتها الكهّان والرهبان، ولو جهل بها لكان غيره أَوْلى بالجهل بها في تلك الحال، فيلغو فيها إرساله.
أيجوز أن يبعث الله من لا يدري برسالة نفسه ولا يعلم ما هو؟! وهو سبحانه قد بعث عيسى وهو في المهد وعرّفه أنّه نبيّه وأنطقه برسالته!
ولا أدري أيّ نبوّة لمن يخشى على نفسه من رسول الله إليه؟!..
وأيّ رسالة لمن يحقّقها بقول نصراني، ويتعرّفها بقول امرأة، حتّى تثـبّته عليها بذلك الطريق الوحشي؟!
ولعمري إنّ امرأة تثـبّت نبيّـاً نبوّتَه وتعلّمه بها لأحقّ منه بالنبوّة! وعلى ذلك يكون ورقة وخديجة أوّل الناس إسلاماً والسابقين فيه حتّى على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا بالخرافات والكفر أشـبه)
دلائل الصدق 4/148-
--------
3- يقول :[quote]
محمد هذا لم يكن لديه أي فكرة عن أي شيء ..
لم يكن له رؤية أو فكر أو طريقة لتأويل العالم بغض النظر عن أميته و جهله ..
كل ما كان لديه هو حكايات حمقاء و شعر و أوامر و نواهي ثم المزيد من تلك الأشياء ..
المشكلة هى جهلك و فقرك الفكرى , فلو طالعت مثلا كلام على تلميذ النبى محمد ص لن تفهم انت منه شيئا لان مستواه الفكرى فوق مستوى امثالك بمراحل
الا يكفى ان محمدا ص جاء باصح تصور لقضية الالوهية , فلم ينكر وجود خالق للكون كامثالك الذين ينكرون ابده البدهيات
و لم ياتى بعقيدة خرافية كعقيدة التثليث , و نزه القران الخالق عن ان تدركه الابصار
و بين ان هناك يوم اخر لينتفى بذلك العبث عن الله فى خلقه للعالم
فهذا هو اعظم ما ينتظر من اى نبى
يقول العلامة الطباطبائى :
(لا يرتاب الباحث المتعمق في المعارف الكلية أن مسألة التوحيد من أبعدها غورا، وأصعبها تصور وإدراكا، وأعضلها حلا لارتفاع كعبها عن المسائل العامة العامية التى تتناولها الافهام، والقضايا المتداولة التى تألفها النفوس، وتعرفها القلوب.
وما هذا شأنه تختلف العقول في إدراكه والتصديق به للتنوع الفكري الذى فطر عليه الانسان من اختلاف أفراده من جهة البنية الجسمية واداء ذلك إلى اختلاف أعضاء الادراك في أعمالها، ثم تأثير ذلك الفهم والتعقل من حيث الحدة والبلادة،
والجودة والرداءة، والاستقامة والانحراف.
فهذا كله مما لا شك فيه، وقد قرر القرآن هذا الاختلاف في موارد من آياته الكريمة كقوله تعالى: " هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر اولوا الالباب " (الزمر: 9)، وقوله تعالى: " فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم " (النجم: 30)، وقوله تعالى: " فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا " (النساء: 87)، وقوله تعالى في ذيل الاية ال 75 من المائدة (وهى من جملة الايات التى نحن فيها): " انظر كيف نبين لهم الايات ثم انظر أنى يؤفكون ".
ومن أظهر مصاديق هذا الاختلاف الفهمى اختلاف أفهام الناس في تلقى معنى توحده تعالى لما في أفهامهم من الاختلاف العظيم والنوسان الوسيع في تقرير مسألة وجوده تعالى على ما بينهم من الاتفاق على ما تعطيه الفطرة الانسانية بإلهامها الخفى وإشارتها الدقيقة.
فقد بلغ فهم آحاد من الانسان في ذلك أن جعل الاوثان المتخذة، والاصنام المصنوعة من الخشب والحجارة حتى من نحو الاقط والطينة المعمولة من أبوال الغنم شركاء لله، وقرناء له، يعبد كما تعبد هؤلاء، ويسأل كما تسأل هؤلاء، ويخضع له كمايخضع لها، ولم يلبث هذا الانسان دون أن غلب هذه الاصنام عليه تعالى بزعمه، وأقبل عليها وتركه، وأمرها على حوائجه وعزله.
فهذا الانسان قصارى ما يراه من الوجود له تعالى هو مثل ما يراه لالهته التى خلقها بيده، أو خلقها إنسان مثله بيده، ولذلك كانوا يثبتون له تعالى من صفة الوحدة مثل ما يصفون به كل واحد من أصنامهم، وهى الوحدة العددية التى تتألف منها الاعداد، قال تعالى: " وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب، أجعل الالهة إلها واحدا إن هذا لشئ عجاب " (ص: 6).
فهؤلاء كانوا يتلقون الدعوة القرآنية إلى التوحيد دعوة إلى القول بالوحدة العددية التى تقابل الكثرة العددية كقوله تعالى: " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو " (البقرة: 163) وقوله تعالى: " هو الحى لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين "
- المؤمن: 65) وغير ذلك من الايات الداعية إلى رفض الالهة الكثيرة، وتوجيه الوجه لله الواحد، وقوله تعالى: " وإلهنا وإلهكم واحد " (العنكبوت: 46) وغيره من الايات الداعية إلى رفض التفرق في العبادة للاله، حيث كانت كل امة أو طائفة أو قبيلة تتخذ إلها تختص به، ولا تخضع لاله الاخرين.
والقرآن ينفى في عالى تعليمه الوحدة العددية عن الاله جل ذكره، فإن هذه الوحدة لا تتم إلا بتميز هذا الواحد من ذلك الواحد بالمحدودية التى تقهره، والمقدرية التى تغلبه، مثال ذلك ماء الحوض إذا فرقناه في آنية كثيرة كان ماء كل إناء ماء واحدا غير الماء الواحد الذى في الاناء الاخر، وإنما صار ماء واحدا يتميز عما في الاخر لكون ما في الاخر مسلوبا عنه غير مجتمع معه، وكذلك هذا الانسان إنما صار إنسانا واحدا لانه مسلوب عنه ما للانسان الاخر، ولو لا ذلك لم يأت للانسانية الصادقة على هذا وذاك أن تكون واحدة بالعدد ولا كثيرة بالعدد.
فمحمودية الوجود هي التى تقهر الواحد العددى على أن يكون واحدا ثم بانسلاب هذه الوحدة من بعض الجهات تتألف كثرة عددية كما عند عروض صفة الاجتماع بوجه.
وإذ كان الله سبحانه قاهرا غير مقهور، وغالبا لا يغلبه شئ البتة كما يعطيه التعليم القرآني لم تتصور في حقه وحدة عددية ولا كثرة عددية، قال تعالى: " وهو الواحد القهار " (الرعد: 16)، وقال: " أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم " (يوسف: 40)، وقال: " وما من إله إلا الله الواحد القهار " (ص: 65)، وقال: " لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار " (الزمر: 4).
والايات بسياقها - كما ترى - تنفى كل وحدة مضافة إلى كثرة مقابلة لها سواء كانت وحدة عددية كالفرد الواحد من النوع الذى لو فرض بإزائه فرد آخر كانا اثنين فإن هذا الفرد مقهور بالحد الذى يحده به الفرد الاخر المسلوب عنه المفروض قباله، أو كانت وحدة نوعية أو جنسية أو أي وحدة كلية مضافة إلى كثرة من سنخها كالانسان الذى هو نوع واحد مضاف إلى الانواع الكثيرة الحاصلة منه ومن الفرس والبقر والغنم وغيرها فإنه مقهور بالحد الذى يحده به ما يناظره من الانواع الاخر، وإذ كان
تعالى لا يقهره شئ في شئ البتة من ذاته ولا صفته ولا فعله وهو القاهر فوق كل شئ فليس بمحدود في شئ يرجع إليه، فهو موجود لا يشوبه عدم، وحق لا يعرضه بطلان، وهو الحى لا يخالطه موت، والعليم لا يدب إليه جهل، والقادر لا يغلبه عجز، والمالك والملك من غير أن يملك منه شئ، والعزيز الذى لا ذل له، وهكذ.
فله تعالى من كل كمال محضه، وإن شئت زيادة تفهم وتفقه لهذه الحقيقة القرآنية فافرض أمرا متناهيا وآخر غير متناه تجد غير المتناهى محيطا بالمتناهى بحيث لا يدفعه المتناهى عن كماله المفروض أي دفع فرضته، بل غير المتناهى مسيطر عليه بحيث لا يفقده المتناهى في شئ من أركان كماله، وغير المتناهى هو القائم على نفسه، الشهيد عليه، المحيط به، ثم انظر في ذلك إلى ما يفيده قوله تعالى: " أولم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد، ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شئ محيط " (حم السجدة: 54).
وهذا هو الذى يدل عليه عامة الايات الواصفة لصفاته تعالى الواقعة في سياق الحصر أو الظاهر فيه كقوله تعالى: " الله لا إله إلا هو له الاسماء الحسنى " (طه: 8)، وقوله: " ويعلمون أن الله هو الحق المبين " (النور: 25)، وقوله: " هو الحى لا إله إلا هو " (المؤمن: 65)، وقوله: " وهو العليم القدير " (الروم: 54)، وقوله: " أن القوة لله " جميعا " (البقرة: 165)، وقوله: " له الملك وله الحمد " (التغابن: 1)، وقوله: " إن العزة لله جميعا " (يونس: 65)، وقوله: " الحق من ربك " (البقرة: 147)، وقوله: " أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنى " (فاطر: 15)، إلى غير ذلك من الايات.
فالايات - كما ترى - تنادى بأعلى صوتها أن كل كمال مفروض فهو لله سبحانه بالاصالة، وليس لغيره شئ إلا بتمليكه تعالى له ذلك من غير أن ينعزل عما يملكه ويملكه كما ننعزل نحن معاشر الخليقة عما ملكناه غيرن.
فكلما فرضنا شيئا من الاشياء ذا شئ من الكمال في قباله تعالى ليكون ثانيا له وشريكا عاد ما بيده من معنى الكمال لله سبحانه محضا، وهو الحق الذى يملك كل شئ، وغيره الباطل الذى لا يملك لنفسه شيئا قال تعالى: " لا يملكون لانفسهم ضرا ولا نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا " (الفرقان: 3).
وهذا المعنى هو الذى ينفى عنه تعالى الوحدة العددية إذ لو كان واحدا عدديا
أي موجودا محدودا منعزل الذات عن الاحاطة بغيره من الموجودات صح للعقل أن يفرض مثله الثاني له سواء كان جائز التحقق في الخارج أو غير جائز التحقق، وصح عند العقل أن يتصف بالكثرة بالنظر إلى نفسه وإن فرض امتناعه في الواقع، وليس كذلك.
فهو تعالى واحد بمعنى أنه من الوجود بحيث لا يحد بحد حتى يمكن فرض ثان له فيما وراء ذلك الحد وهذا معنى قوله تعالى: " قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد " (سورة التوحيد) فإن لفظ أحد إنما يستعمل استعمالا يدفع إمكان فرض العدد في قباله يقال: " ما جاءني أحد " وينفى به أن يكون قد جاء الواحد وكذا الاثنان والاكثر وقال تعالى: " وأن أحد من المشركين استجارك " (التوبة: 6)، فشمل الواحد والاثنين والجماعة ولم يخرج عن حكمه عدد، وقال تعالى: " أو جاء أحد منكم من الغائط " فشمل الواحد وما وراءه، ولم يشذ منه شاذ.
فاستعمال لفظ أحد في قوله: " هو الله أحد " في الاثبات من غير نفى ولا تقييد بإضافة أو وصف يفيد أن هويته تعالى بحيث يدفع فرض من يماثله في هويته بوجه سواء كان واحدا أو كثيرا فهو محال بحسب الفرض الصحيح مع قطع النظر عن حاله بحسب الخارج.
ولذلك وصفه تعالى اولا بأنه صمد، وهو المصمت الذى لا جوف له ولا مكان خاليا فيه، وثانيا بأنه لم يلد، وثالثا بأنه لم يولد، ورابعا بأنه لم يكن له كفوا أحد، وكل هذه الاوصاف مما يستلزم نوعا من المحدودية والانعزال.
وهذا هو السر في عدم وقوع توصيفات غيره تعالى عليه حق الوقوع والاتصاف قال تعالى: " سبحان الله عما يصفون إلا عباد الله المخلصين " (الصافات: 160)، وقال تعالى: " ولا يحيطون به علما " (طه: 110) فإن المعاني الكمالية التى نصفه تعالى بها أوصاف محدودة، وجلت ساحته سبحانه عن الحد والقيد، وهو الذى يرومه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كلمته المشهورة: " لا احصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ".
وهذا المعنى من الوحدة هو الذى يدفع به تثليث النصارى فإنهم موحدون في عين التثليث لكن الذى يذعنون به من الوحدة وحدة عددية لا تنفى الكثرة من جهة اخرى فهم يقولون: إن الاقانيم (الاب والابن والروح) (الذات والعلم والحياة) ثلاثة وهى واحدة كالانسان الحى العالم فهو شئ واحد لانه إنسان حى عالم وهو ثلاثة لانه إنسان وحياة وعلم.
لكن التعليم القرآني ينفى ذلك لانه يثبت من الوحدة ما لا يستقيم معه فرض أي كثرة وتمايز لا في الذات ولا في الصفات، وكل ما فرض من شئ في هذا الباب كان عين الاخر لعدم الحد فذاته تعالى عين صفاته، وكل صفة مفروضة له عين الاخرى، تعالى الله عما يشركون، وسبحانه عما يصفون.
ولذلك ترى أن الايات التى تنعته تعالى بالقهارية تبدء أولا بنعت الوحدة ثم تصفه بالقهارية لتدل على أن وحدته لا تدع لفارض مجال أن يفرض له ثانيا مماثلا بوجه فضلا عن أن يظهر في الوجود، وينال الواقعية والثبوت، قال تعالى: " أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها انتم وآباؤكم " (يوسف: 40)، فوصفه بوحدة قاهرة لكل شريك مفروض لا تبقى لغيره تعالى من كل معبود مفروض إلا الاسم فقط، وقال تعالى: " أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار " (الرعد: 16)، قال تعالى: " لمن الملك اليوم لله الواحد القهار " (المؤمن: 16)، إذ ملكه تعالى المطلق لا يخلى مالكا مفروضا غيره دون أن يجعله نفسه وما يملكه ملكا لله سبحانه، وقال تعالى: " وما من إله إلا الله الواحد القهار " (ص: 65)، وقال تعالى: " لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء سبحانه هو الله الواحد القهار " (الزمر: 4)، فرتب القهارية في جميع الايات على صفة الوحدة.
(بحث روائي)
في التوحيد والخصال باسناده عن المقدام بن شريح بن هاني عن أبيه قال: إن اعرابيا قام يوم الجمل إلى امير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين أتقول: إن الله واحد ؟ قال: فحمل الناس عليه وقالوا: يا اعرابي أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: دعوة فإن الذى يريده الاعرابي هو الذى نريده من القوم !.
ثم قال: يا اعرابي إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام: فوجهان منها لا يجوزان على الله عزوجل، ووجهان يثبتان فيه، فأما اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل: واحد يقصد به باب الاعداد، فهذا ما لا يجوز، لان ما لا ثانى له لا يدخل في باب الاعداد أما ترى أنه كفر من قال: إنه ثالث ثلاثة ؟ وقول القائل: هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز لانه تشبيه، وجل ربنا وتعالى عن ذلك.
وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل: هو واحد ليس له في الاشياء شبه، كذلك ربنا، وقول القائل: إنه عزوجل احدى المعنى يعنى به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم، كذلك ربنا عزوجل.
اقول: ورواه أيضا في المعاني بسند آخر عن أبى المقدام بن شريح بن هاني عن أبيه عنه عليه السلام.
وفي النهج: أول الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الاخلاص له، وكمال الاخلاص له نفى الصفات عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف انه غير الصفة، فمن وصف الله فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثناه، ومن ثناه فقد جزاه، ومن جزاه فقد جهله، ومن جهله فقد أشار إليه، ومن أشار إليه فقد حده، ومن حده فقد عده )