خان يونس: الشيخ كلاّب ينفي مزاعم عن إصداره فتوى تبيح التعرض للجنود المصريين
نفى الشيخ عبد الحميد كلاّب، أحد خطباء مدينة خان يونس (جنوب قطاع غزة) نفياً قاطعاً أن يكون قد صدر منه أي فتوى تبيح المساس بالجنود المصريين المرابطين على حدود قطاع غزة، متحدياً أن تثبت وسائل الإعلام المصرية التي نشرت الخبر صحة ما تدعيه.
كما استهجن الشيخ كلاب المزاعم التي رددها تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين الموالي لرئيس السلطة في رام الله.
وكانت وسائل إعلام مصرية قد نشرت الثلاثاء (15/4) ما قالت إنها "فتوى" للشيخ كلاب تبيح قتل الجنود المصريين في حال تعرضهم للفلسطينيين على الحدود مع قطاع غزة، وقد أصدر التميمي تصريحاً يردد المزاعم عن الفتوى.
وأكد كلاب في تصريح خاص أدلى به لـ "المركز الفلسطيني للإعلام"
أنه ليس من أصحاب الفتوى حتى يصدر الفتاوى، مشدداً على أن ما نُسب إليه لم ينطق به أبداً، وقال: "لست من أصحاب الفتوى وهناك مصادر للفتوى كدار الإفتاء وغيرها، واتهامي بأنني أفتيت بهذه الفتوى في خطبة الجمعة مجرد افتراء وكذب للنيل من العلاقة الحميمة بيننا وبين مصر الشقيقة".
وأضاف: "لم أتجرأ على هذه الفتوى ولا يجوز لأي مسلم أن يفتى بها أو يفكر في قتل أخيه المسلم"، مشدداً على أن "اليهود هم أعداؤنا وليس المصريين".
وتابع: "إنها أكاذيب مفضوحة؛ لأن مصر صمام الأمان لشعبنا وهي شقيقتنا في الأخوة والجيرة والدين، لذلك يستحيل على أي مسلم في شعبنا أن ينال من مصر أو أن يعرض بها، فما بالك في داعية يدعو إلى الله سبحانه وتعالى، فلا أحد ينسى يدها المعطاءة وتاريخها الطويل مع شعبنا الفلسطيني".
وشدد الشيخ كلاب، وهو مدرس للتربية الإسلامية في إحدى مدراس خان يونس، على أن هذه الاتهامات "معدومة أصلا من قاموس خطبي؛ ويعلم بذلك كل من يستمع لخطبي، حتى في أشد الأوقات التي مرت على شعبنا كان الإعلام الخطابي لنا هو الإصلاح ذات البين والحب والإخاء وعدم الاقتتال".
ولفت الانتباه إلى أن عنوان الخطبة التي زعموا أني أفتيت فيها تلك الفتوى هو "الصبر على الحصار.. وكل خطبة أخطبها أدونها وأنا محتفظ بها في أوراق".
وشدد: "معركتنا مع عدونا الأول اليهود، العدو الذي اغتصب أرضنا ويقتل شعبنا، وكل قلبنا مع مصر الشقيقة وندعو لها بكل الخير، والافتراءات التي قيلت على لساني هدفها وضع الأسافين بيننا وبين مصر".
رد على فرية التميمي
وطالب كلاب وسائل الإعلام المختلفة بتحري الدقة في نقل هذه الأخبار "وهي آثمة عند الله تعالى إذا لم تتحر الدقة"، متحدياً بإثبات صحة ما تدعيه قائلا: "أتحدى وسائل الإعلام التي نشرت هذا الأمر أن تحضر شريطاً يبرهن على صدق ما تدعيه".
ورد الشيخ كلاب على بيان الإدانة الذي صدر عن تيسير التميمي، الذي ادعى صدور الفتوى من الشيخ كلاب، بقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ".
وقال: "إذا ذكر التميمي اسمي فهذا أمر خطير من شخص (يفترض أنه) عالم وصاحب فتوى"، مطالباً إياه "بتحري الصدق في قوله وفعله".
ونفى أن يكون خطب أصلاً في المسجد الذي تحدث عنه بيان التميمي، مجدداً التأكيد أنه لم يرد على لسانه حول هذه الفرية. وأضاف: "أقول للتميمي، اتق الله ولا تكون عوناً للتحريض على أبناء شعبك"، مشدداً على انه "لن يسامحه أبداً وسيحاججه أمام الله عز وجل".
"حماس" تستهجن التصريحات التحريضية
من جانبها؛ استنكرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التصريحات الصادرة عن تيسير التميمي. وقال الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة في تصريح خاص أدلى به لـ "المركز الفلسطيني للإعلام": "نستنكر تصريحات التميمي الموالي لسلطة رام الله التي افترى فيها على السيد عبد الحميد كلاب، وهو مدرس له علاقة بالخطابة، بأنه دعا إلى التعرض للجنود المصريين".
وأشار أبو زهري إلى نفي الشيخ كلاب في تصريحات صحفية هذه الفتوى المزعومة، وأضاف: "تستهجن حماس أن يصل الأمر بقاضي القضاة إلى هذا المستوى، وأن يفتري على الأبرياء لمجرد أن يخدم مواقف سياسية لرئيس السلطة محمود عباس ولفريق رام الله".
وشدد على أن تصريحات التميمي هي تصريحات "خطيرة"، فعلاوة على أنها تصريحات "باطلة لا تستند إلا على الافتراءات، فإنها تمثل تحريضاً واستعداءً لمصر على سكان قطاع غزة واستباحة دمهم"، مؤكداً على أن هذه المواقف "تعكس الهبوط الأخلاقي الذي وصل إليه فريق رام الله".
تعليق من الطوفان الأخضر :
هل اكتفيت ووجدت اجابات على أسئلتك ؟