Array
أولاً توضيح هام: عرفت منذ دقائق أن هذه ليست المحاولة الأولى لكتابة نص شبيه بالقرآن.... أتمنى أن تكون محاولتي إذاً جديدة في المضمون والمشاكل التي تطرحها
[/quote]
د. نانل
بالفعل هي ليست المحاولة الاولى.
لقد كتب اعضاء في نادي الفكر العربي و على مدى السنوات محاولات لتقليد الاسلوب القراني. و ناقشنا معهم ماذا قصد القران بالتحدي : فاتوا بسورة من مثله.
هناك اشكالية فهم للمقصود.علينا ان ن فرق بين الالفاظ : مثل و نظير و شبيه.
ما كتبته ليس مثل القران . الاحق ان تقول بانك تقصد : اسلوب شبيه باسلوب القران . و لكنك لا تقول بانك اتيت بمثل القران.النسق القراني ( الاسلوب) ليس المقصود بالتحدي و انما المقصود كل خصائص القران : نسقا و معانيا.
Arrayإن الكثير من اللادينيين وبشكل عام غير المسلمين تتقاذفهم الأفكار حول ماهية القرآن ككتاب مقدس. ويختلف الإسلاميون عن سواهم في أنهم لا يقرؤون النص بعين محايدة أبداً. فلديهم القناعة الكاملة التي لا يأتيها الباطل من بين أيديها ولا من خلفها بأن هذا الكتاب هو إعجاز إلهي لا يمكن الإتيان بمثله. بل ويمتد الأمر إلى أن يفترض القرآن بنفسه عدم قدرة أي كائن على أن يخترع نصاً مشابهاً أو حتى "كمثله" (بغض النظر عن إشكالية المقياس في الحكم)[/quote]
بالعكس سيد نانل القران اكثر نص عربي تعرض للدراسة. و هناك لو لم تكن تدر كتب ناقشت و باستفاضة النص القراني تدور حول السؤال : لماذا قال كذا و لم يقل كذا.
و معظم ما يشكل مادة النقد الموجه للقران اليوم من قبل اهل الكتاب او الملحدين مستمد من المكتوب اصلا في كتب المسلمين.
Arrayمن المؤكد أن القرآن استفز الكثيرين بمحاولته الدائمة للتعالي فوق مستوى الخطاب البشري وتحديه للكتاب أن يأتو بمثله. كما أن الإسلاميين (وقد اختلفوا على كل شيء تقريباً) قد احتفظوا كنقطة بداية على تمسكهم بالمعجزة القرآنية كمعجزة محمدية وحيدة لا مجال للاختلاف حولها. وبما أنني أمتلك قناعات أقل ما يمكن قوله عنها أنها "منطقية عقلانية" حول (محمدية القرآن) فقد قررت أن أبدأ نسخة جديدة لقرآن جديد. ليس الهدف منها هو مجرد النيل من القرآن أو أتباعه أو مجرد التسلية. بل ستتضمن هذه المحاولات نقداً حقيقاً وطرحاً لإشكالاتٍ أراها ماثلة لكل من يبصر بعينيه في النصوص القرآنية.[/quote]
يقال بان ابا الطيب المتنبي سمي كذلك لانه حاول ان يحاكي القران في بادية السماواة فراى انه لا يستطيع فانصرف الى الشعر و اصبح اشعر من عرفته العربية . " منطقية عقلانية" جدا.
Arrayإن هذه المحاولة لا تنفي احترامي لجميع معتنقي الديانة الإسلامية. ولا تعني أنني أستهدفهم بالسخرية والإهانة. إنما أعتمد على هذا الموضوع للدخول بشكل أعمق في تفاصيل القرآن.[/quote]
في راي بعض المفكرين مثل الجاحظ بانه في المقدور الكتابة على نسق القران الكريم و لكن الله يصرف البشر عن المقدرة و هو ما يسمى ( الصرفة).
بل هناك ايات قرانية خاصة في القران المدني عرفت بالطول مما يعني بان نسق الفاصلة ليس مقصود لذاته. مثال اية المداينة او ايات المواريث:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْاْ أَن تَكْتُبُوْهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللّهِ وَأَقْومُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوْاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَآرَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ {البقرة/282}
فاذا قرات هذه الاية تتاكد بان المقصود بالمثلية ليس الاسلوب او النسق بعينه.
عموما و دون الدخول في تفاصيل ما كتبته ظانا بانه مثل للقران نلحظ الاتي:
أولا: استخدام خاطئ لكلمات في غير معناها. امثلة:
* إن الله لا يستحي أن يغشى : فالحياء يكون من الذي يستصغره او يستهجنه او لا يقدره الناس. كقوله تعالى:
إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً
او
لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ
*أن يغشى رؤوس الجبال فتهبط عليهم
فالله تعالى لا يَغشي و انما يُغشي ( الاول فعل ثلاثي و الثاني فعل رباعي) . امثلة:
الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا
إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم
* أولم يروا من قبلهم الأمم كيف كانت
دثيرا
الاصل دثر يدثر بمعنى يغطي و الدثار هو ما يتدثر به.
و اذا قصد بدثيرا اي اندرسوا , كما قال الشاعر:
في فِتْيَةٍ بُسُطِ الأَكُفِّ مَسَامِحٍ،
عند القِتالِ قَدِيمُهُمْ لم يَدْثُرِ
فالاولى كان يقدم طغيانهم على على عاقبته : إذ طغت فدمرناها تدميرا
*إنّا خلقنا كل شيءٍ فقدّرناه تقديرا (7) ثم خلقناه فقدّرناه تقديرا (8) ثم خلقناه من بعد ذلك خلقاً أخيرا (9)
فالشئ نفسه لا يخلق اكثر من مرة. اقا الايات:
ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ {المؤمنون/14}
لا يتكرر خلق النطفة ولا خلق العلقة و لا خلق المضغة. بل النطفة تخلق علقة و العلقة تخلق مضغة و المضغة تخلق عظاما ثم النشأة الاخرى لكل مجموع الانسان .
* فمن اتبع سبيل الكاذبين ارتدّ في الآخرة خاسراً مقهورا (10)
الردة و الارتداد هي التحول و الرجوع :
ارتد : تحوّل. وفي التنزيل: من يرتدد منكم عن دينه؛
والاسم الرِّدّة، ومنه الردَّة عن الإِسلام أَي الرجوع عنه. وارتدَّ فلان
عن دينه إِذا كفر بعد إِسلامه. وردَّ عليه الشيء إِذا لم يقبله، وكذلك
إِذا خَطَّأَه. وتقول: رَدَّه إِلى منزله ورَدَّ إِليه جواباً أَي رجع.
لذا فلا يصح القول بان من اتبع سبل الكاذبين ( تحول او رجع) خاسرا مقهورا .
يقول تعالى:فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ {يوسف/96}
فيعقوب كان اصلا مبصرا و فقد بصره ثم ارتد مبصرا.
* ومن ضلّ بعقله
فالعقل لا يضل بل الهوى هو الذي يضل:
أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ
و في هذا العدد تناقض مع الذي يليه اذ فيه اعلاء للعقل و وعيد لمن ترك العقل:
إنا زيّنّاكم بالعقل وجعلناكم آيةً فمن ترك عقله واتبع الضالّين فسيصلى سعيرا (12)
* وما كان من الذين من قبلكم إلا أن قالوا هذا ما كان عليه أباؤنا فسيصلون جحيما (13)
و لماذا يصلوا جحيما ؟ هل بمجرد ان قالوا : هذا ما كان عليه ابائنا بدون ان نفهم ماذا قال اباؤهم اذ ان العدد السابق لهذا لا يوضح ماذا قال اباؤهم:
*) وإن تسلموا لله كما أسلموا لآلهتهم فما يرى الله من إيمانكم إلا كفراً وفجورا (14)
امر عجيب و غريب ان يسلم الناس لله ثم يرى الله ايمانهم كفرا و فجورا:
فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا {الجن/14}
*إن الله لا يسمع الشفاه التي ترتّل ويسمع القلوب التي ترتّل فلا تجعلوا من الله لاتاً ولا عزّى واجعلوا لله سبيلا (15)
لا يصح القول بان الله لا يسمع لانه وصف نفسه بانه ( سميع) و القلوب لا ترتل و لا يسمع منها شئ. كما ان الله هو الذي يجعل للناس السبيل و ليس العكس:
أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً {النساء/15}
*لو شاء الله تسبيحاً لسبّح له من السماوات والأرض ولو شاء لخلقكم أنعاماً ثم آمنتم وكان ذلك على الله يسيرا (16)
لا يقال لو شاء الله تسبيحا . كلمة تسبيحا زائدة و حشو . الاصح : لو شاء الله لسبح له من في السموات و الارض ( هم فعلا يسبحون: يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {الحشر/24} ). و لا يقال للانعام : آمنت. فهي غير عاقلة.
*إنما كرّمنا الإنسان وجعلنا له العقل ليتدبّر في الكون تفكيرا (17)
انما اداة استدراك لشرح ما قبلها :
لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {الممتحنة/8} إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ
و لكنها في هذا العدد ليست استدراكا او شرحا لما قبلها. و لا يصح القول تدبر تفكيرا بل تدبر تدبيرا او تفكر تفكيرا مثل تبر تتبيرا:
وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا {الإسراء/7}
وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا {الفرقان/39}
و الغريب انه قال في العدد 22 :
إنما هي لمن تدبّر فيها تدبيرا (22)
فسبحان الله القائل:
وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا {النساء/82}
ان النص اعلاه جريا وراء نسق و نظام يقصد به محاكاة النسق القراني خرج على معاني اللغة العربية و قواعدها. و لعل هذا ما قصده الجاحظ و غيره بالصرفة. فالنسق القراني يبدو سهلا لمحاكاته و ما ان يشرع المحاكي في ذلك حتى يستعصي عليه ايجاد معان يعبر عنها بطريقة سليمة .